الخميس، 25 فبراير 2016

"ماكينزي" يفوز بالفرص السعودية الاستشارية لإعادة تشغيل الاقتصاد

تعتبر المملكة العربية السعودية سوق الاستشارات الأكبر والأسرع نموا في العالم.
تشير تقديرات ماكينزي إلى أن المملكة بحاجة الى استثمارات بـ 4 تريليون دولار.


في مدخل مركز الخزامى المكان الهادئ عادة في قلب مدينة الرياض، وضعت نقطة تفتيش أمني جديدة. حارس الأمن يستوقف الزوار ليسالهم: "لأي الوزارة يتبعون؟"
QUICKTAKE المملكة العربية السعودية
في الداخل، بهو المركز مليئ من السعوديين بلباسهم التقليدي والأجانب بالبدل الرسمية وربطات العنق، يعملون على أجهزة الكمبيوتر المحمولة ويعقدون اجتماعات استراتيجية مرتجلة على الأرائك الجلدية الكبيرة. ملصقات ضخمة باللغة العربية معلقة على الجدران تتضمن العبارات الطنانة مثل التمكين، والطموح، والتغيير، والترشيد والاستدامة. وتم تجهيز مكاتب للمؤسسات الحكومية، كما افتتحت وزارة الاقتصاد والتخطيط متجر في الجزء العلوي من المبنى.
هذا هو محور عمل التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، في مركز الخزامى، حيث المسؤولين في الدولة وبعض الشركات مثل شركة ماكينزي وشركاه ومجموعة بوسطن للاستشارات في الأسابيع الأخيرة من وضع الخطط لمستقبل البلاد.
والمملكة، مثل أي شركة كبيرة حريصة على اللحاق بركب العالم المتغير، جلبت الاستشاريين لمعالجة الموقف. والاستشارات المقدمة في المملكة العربية السعودية من المقرر أن تحقق أكثر من 12 في المئة من العمولات هذا العام، وهو أسرع معدل للنمو في أكبر الأسواق الاستشارية في العالم، وذلك وفقا لتقديرات مركز Source Global ومقره في لندن، وهو مركز يعنى بقياس صناعة الاستشارات الإدارية، وبقيمة استشارات تبلغ 1.3 مليار دولار  في عام 2016، وهو ما قد يزيد  بمقدار 60 في المئة عما كانت عليه قبل أربع سنوات، حسب ما تشير البيانات.
 وتقول السيدة جودي ديفيس، المدير العام لـ Source Global بالشرق الأوسط "التركيز على السعودية الآن لم يسبق له مثيل من قبل، حيث أن الفرص المتاحة ضخمة جداَ للشركات الاستشارية ومكاتب الدراسات التي تعمل على تحويل بلد بأكمله."
انهيار النفط
المملكة الصحراوية تريد أن تكيف أوضاعها استجابة للانهيار الذي تعرضت له أسعار النفط – وهو الانهيار الذي ساعدت المملكة على خلقه في محاولة للضغط على المنتجين من ذوي التكلفة الأعلى، قبل أن تغرق الصين في الركود وتتعافى إيران من العقوبات. فحتى في أواخر عام 2014، كان تداول النفط بأسعار أعلى من 90 دولار أمريكي للبرميل. بينما تحوم أسعاره الآن حول 35 دولا أمريكي.
حكومة الملك سلمان تعمل على تخفيض الإنفاق، وتأجيل المشاريع، واستغلال احتياطاتها من العملات الأجنبية وإصدار سندات دين، لأنه من المتوقع أن يصل العجز في الموازنة إلى نحو 17.8 في المئة من الناتج الاقتصادي هذا العام، وفقا لشركة جدوى للاستثمار ومقرها الرياض


وسوف يركز برنامج التحول الوطني الذي تتبناه الحكومة السعودية الآن على السبل الكفيلة بتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وجذب المستثمرين من القطاع الخاص، وجعل الوزارات أكثر خضوعا للمساءلة، حسب ما ذكره أشخاص مطلعين على الخطة.
هذه الخطة الاستراتيجية، والتي يمكن أن تكون قيد التنفيذ اعتباراً من شهر مارس هذا العام، تأتي في أعقاب تدابير تم الكشف عنها العام الماضي لخفض الدعم وخفض الإنفاق.
خريج معهد ماساتشوستس للتقنية MIT
من بين المستشارين في مركز الخزامى، كان هناك غسان الكبسي Gassan Al-Kibsi، وهو مواطن يمني يدير مكتب شركة ماكينزي المحلي وعملها مع الدولة السعودية، والكبسي وهو خريج معهد ماساتشوستس للتقنية يعمل مع شركة ماكينزي لمدة 18 عاما، وفقا لحسابه في موقع linkedin.
وقد فازت شركة ماكينزي بحصة أكبر من العقود الاستشارية مع الوزارات، أكثر مما حصلت عليه بعض الشركات الأخرى، حسب ما ذكر اثنين من الخبراء الاستشاريين الذين يعملون داخل البلاد. ويقول الاستشاريان -وقد طلبا عدم الكشف عن هويتهما- أن شركة ماكينزي تعكف الآن على التعرف على الفرص الممكنة لخفض التكاليف وزيادة الإيرادات، وتعمل مع وزارة الاقتصاد والتخطيط على مشاريع واسعة النطاق.
وقال ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة له مع الاقتصاديين الشهر الماضي أن شركة ماكينزي تعمل مع الحكومة في العديد من الدراسات. غير أن الشركة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها رفضت التعليق على طبيعة العقود التي تعمل فيها مع الحكومة السعودية.  كما أن المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية لم يرد على المكالمات الهاتفية ولم يتجاوب مع الرسائل إلكترونية التي أرسلت له بطلب التعليق على هذا الموضوع.
وأشارت شركة ماكينزي في تقريرها الصادر في ديسمبر الماضي أن السعودية تحتاج إلى استثمارات عامة وخاصة بمبلغ قدره 4 تريليون دولار أمريكي لزيادة الإنتاجية وخلق فرص عمل جديدة، ولا يمكنها الانتظار حتى تتعافى أسعار النفط من كبوتها. وشركة ماكينزي، التي ظلت تعمل في المملكة العربية السعودية منذ عام 1957، لديها نحو 300 موظف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وباكستان، وفقا لموقعها على شبكة الانترنت.
شركة الاستشارات الإدارية العالمية - BCG ، أوليفر وايمان 
هناك شركات أخرى تعمل في المملكة العربية السعودية مثل شركة الاستشارات الإدارية العالمية BCG، وشركة أوليفر وايمان وشركاه Oliver Wyman، وشركة Deloitte LLP  ، حسب ما ذكره موظفون في هذه الشركات، وتقوم هذه الشركات بالمساعدة في الاصلاح الاقتصادي بتوجيه من الأمير محمد ووالده، والذي تولى السلطة في يناير 2015.
وقال يورج هيلدبراندت، الشريك الإداري لشركة مقرها في بوسطن وتعمل في منطقة الشرق الأوسط، أن عمل شركة BCG في السعودية يُظهر "نمواً صحياً ذي رقم مزدوج "، وستقوم الشركة بتوظيف المزيد من الموظفين لمكتب الرياض الذي افتتح في اكتوبر من العام الماضي. ويقول السيد وضاح صلاح مدير الاستشارات بالشرق الأوسط لدى شركة  برايس ووترهاوس كوبرز PricewaterhouseCoopers LLP، أن مكتب شركته في السعودية يعمل مع  الوزارات الحكومية.
طيران من الاستشاريين
ذكر بعض المطلعين على الخطط أن في نوفمبر الماضي عملت شركة BCG مع صندوق الاستثمارات العامة في البلاد للمساعدة في إنشاء شركة للرهن العقاري تكون مملوكة للدولة، على غرار شركات (Fannie Mae) و(Freddie Mac) في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك للمساعدة في تطوير سوق ثانوية للقروض العقارية.
وقد تحدث الأمير محمد لصحيفة نيويورك تايمز هذا الشهر عن خطط لرفع أسعار الطاقة المحلية، وخصخصة التعدين وفرض ضريبة على السجائر. كما يعكف المسؤولون الآن على دراسة خطط لبيع حصص في الشركات المملوكة للدولة من المستشفيات إلى المطارات، حتى شركة الزيت العربية السعودية، والمعروفة باسم أرامكو السعودية، وهي أكبر شركة نفط في العالم، من المحتمل أن يتم بيعها.
وقال بن هيوز، مدير المشاريع الرأسمالية في شركة ديلويت Deloitte LLP ، ومقرها في دبي "كانت هناك رحلة كبيرة من الاستشاريين إلى المملكة العربية السعودية" من دبي، "للنظر في جميع جوانب الاقتصاد". "كان هذا على خلفية انخفاض أسعار النفط، وزيادة الإنفاق العسكري والملك الجديد الذي تولى العرش في البلاد." وقال هيوز أنه يمضي من يوم إلى يومين في الأسبوع في الرياض، حيث تقوم شركة ديلويت بوضع مسودات للاستشارات من القواعد الأوروبية للطيران من وإلى العاصمة السعودية.
منافسة في الأسعار
قال السيد هيوز أن انهيار أسعار النفط تسبب في الكثير من "التوتر في السوق، لا سيما بين المقاولين وسلسلة توريد مواد البناء"، مما أدى إلى العمل مع تلك الشركات لتبسيط العمليات، كذلك "هناك الكثير من العمل حول الاكتتابات العامة الأولية والخصخصة، حيث من الممكن طرح شركة أرامكو السعودية للبيع.
وقال هيوز أن العقبة الوحيدة هي "أن الرسوم تنافسية للغاية، أكثر من مناطاق أخرى في دول مجلس التعاون الخليجي"، وذلك نظرا للكثير من الشركات التي تعرض خدماتها على الحكومة والشركات السعودية ، "انها سوق مغرية للغاية، ولذلك تحاول الشركات أن تعرقل بعضها البعض حتى تفوز فيها بفرصة. والعملاء يعرفون مصالحهم جيدا في هذا الصدد ".
على الصعيد العالمي، ارتفعت رسوم الاستشارات 9 في المئة، حيث بلغت قيمتها 115 مليار دولار أمريكي في عام 2014، وهي أحدث فترة تتوافر عنها الأرقام  لدى Source Global . ويقول الباحث أن معظم هذا النمو جاء من الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر سوق في العالم، في حين شكلت منطقة الشرق الأوسط 3٪ فقط من المجموع. ولم يذكر الباحث ترتيب الاستشاريين في المنطقة لأن معظم الشركات هي شركات خاصة.
قال جوناثان وتزيل، مدير معهد ماكينزي العالمي، وحدة الأبحاث في شركة ماكينزي للاستشارات "لا أود التقليل من الأهمية التاريخية لهذه المرحلة الانتقالية، هناك تسارع في وتيرة التغيير في المملكة العربية السعودية بسبب الضغط الديموغرافي، والانهيار الذي تشهده أسعار النفط. ومن المتوقع أن يتم إنجاز التحول في النموذج الاقتصادي الذي كان من المتوقع أن يستغرق 10 أو 20 عاما،  أن يحدث في غضون 3-5 سنوات فقط".

المصدر:

بلومبريج | February 25, 2016 


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..