يقال: إن الجن حفروها بعصيهم :
حمود الطريف ـ رفحاء
(لينة) بالكسر ثم السكون وفتح النون قرية تقع جنوب محافظة رفحاء
قرابة الـ (105) كلم وهي في الطرف الشمالي الشرقي من نوازي الدغم التي هي
امتداد لرمال الدهناء وقد اشتهرت هذه القرية سابقاً كونها تعد مدينة هامة
في وقتِ مضى ويعود تاريخ لينة إلى عهد سيدنا سليمان عليه السلام وذكرت كتب
التاريخ أنها ماء لبني غاضرة ويقال: إن الشياطين حفروها وذلك عندما خرج
سيدنا سليمان من بيت المقدس يريد اليمن فتغذى بلينة فعطش الناس وعز عليهم
الماء فضحك أحد الشياطين فقال له سيدنا سليمان : ما يضحكك ؟ فقال : أضحك
لعطش الناس وهم على لجة البحر، فأمرهم سليمان، فضربوا بعصيهم فاستنبطوا
الماء وكان ماؤها موصوفا بالعذوبة،..
سوق أثري جدا
كانت لينة من مواضع استقرار البادية لتوافر المياه في آبارها ويوجد فيها بعض الآثار الخالدة التي تعود إلى مئات السنين مثل : سوق تبادل التجارة بين تجار نجد والعراق آنذاك وبعض المخازن التي كانت تعرف ب(السيابيط) وظل هذا السوق الطيني قائما ونشطا إلى وقتِ ليس ببعيد، ويمكن لزائر لينة أن يرى هذا السوق الذي صنع من سعف النخل والطين الآن، ومن الآثار الخالدة كذلك قصر الإمارة الذي تم إنشاؤه كما يقال بعد توحيد المملكة في عام (1354) هـ ليكون مقراً للإمارة في ذلك الوقت وتبلغ مساحته حوالي (1000) متر مربع بني من الطين والحجارة ويحتوي سور القصر على أربعة أبراج دائرية الشكل كانت تستخدم للحراسة والمراقبة ويتوسط القصر بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب تفتح جهة الجنوب ويوجد داخله بعض الغرف ومسجد مصنوع من سعف النخل ويوجد في القصر بئر قديمة.
الجاسر ينفي
الحكايات والأساطير مازالت تحكى حول كيفية حفر آبارها، رغم أن بعض كتب التاريخ نفت حفر الشياطين للينة، فقد قال الشيخ حمد الجاسر إن تاريخ لينة يعود لعهد سيدنا سليمان عليه السلام مستسقيا ذلك من ديوان شعر مضرس الأسدي الذي قال:
لمن الديار عشتها بالأثمد ـــ بصفاء لينة كالحمام الركد أمست مساكن كل بيض راعه ــ عجل تروعها وإن لم تطرد وقد ذكر الشيخ الجاسر بأن قصة حفر الشياطين للينة هي خرافة تناقلتها الناس.
قصة الحفر .. في عمق الصخر
ولكن أغلب سكانها حاليا هم من سمعوا تلك الحكايات حول كيفية حفر آبار قريتهم ولكن أصبح البعض منهم خصوصا كبار السن مصدقا الآن بأن جن سليمان هم من حفروا تلك الآبار لاسيما التي تقع في قلب المنطقة الحجرية، حيث إن أكثر الآبار هي محفورة بقلب المنطقة الصخرية مما يجعل العقل لا يصدق بأن اليد البشرية هي من حفرت تلك الآبار في وقت لا يوجد فيه الإمكانيات التي ربما تسمح بأن يستخدمها الإنسان لحفر مثل هذه الآبار ويبرهن بعض من كبار السن ممن هم يصدقون ويقولون إن جن سليمان هم من حفروها بتضاريس المكان التي تقع فيه تلك الآبار، ومما يعزز هذه الفكرة ويدعم مصداقيتها بأنه لا يمكن أن يستوحي العقل البشري بوجود ماء حيث إن مكان تلك الآبار هي في أماكن مرتفعة نسبيا عن بقية الأرض المحيطة ناهيك عن أن المكان صخري مما يجعل اليد البشرية لا يمكن أن تفكر في الحفر في مثل هذا المكان حيث إن أغلب الأماكن التي حفرت فيها الآبار باليد البشرية غالبا ما تقع في السهول والمنخفضات والأماكن اللينة ومركز لينة يقع على شبه مرتفع صخري صلب مما جعل مثل هؤلاء الكبار في السن يصدقون ويروون للناس ويؤكدوا بأن جن سليمان كان لهم بصمتهم في أرض لينة ويقولون إن العقل البشري عندما يفكر في حفر بئر فإنه يستحيل أن يتوجه للأماكن الصخرية المرتفعة مثل أرض لينة وإنما يتوجه للأماكن اللينة في بطون الأودية والسهول والهضاب والرياض كما هي الآبار الأخرى المنتشرة في ضواحي مناطق وقرى الشمال حيث إن أكثرها هي في وسط الفياض وفي بطون الأودية الأمر الذي جعل الحكايات والأساطير تبتعد عنها على عكس آبار لينة.
إهمال الإرث التاريخي الكبير
أما البعض من أهالي لينة فإنهم يتحدثون عن تلك الآبار بما قرؤوه في أمهات الكتب، مؤكدين أن الكتب التي تناولت حكاية آبار لينة لم تثبت ولم تنف حفر جن سليمان لها مما جعل بعض عامة الناس هناك يقول بما يسمع وبما يقرأ عن حكايات تلك الآبار.الجدير بالذكر أن تلك الآبار يفوق عددها حوالي الـ300 بئر ولكن في الوقت الحالي لا تجد منها ما يزيد على عشرة آبار حيث إن عوامل التعرية والإهمال من قبل المسؤولين عنها قد أخذ نصيبه منها والآبار الحالية هي آبار متهدمة ولا يوجد بها ماء حيث إن يد العابثين نالت منها ما نالت ويناشد أهالي مركز لينة المسؤولين في الهيئة العلياء للتنشيط السياحي بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك الآبار وتسييجها وحفظها من العابثين فيها وحماية صغار السن من الوقوع فيها حيث إن أكثرها منتشرة في وسط لينة وعلى جوانب الشوارع وهي مكشوفة الأمر الذي يستوجب على المسؤولين عنها ضرورة وسرعة التدخل لمعالجة وضعها.
المصدر
--------------------------------------------------------
تضم قصورا وآبارا عمرها آلاف السنين
آثار "لينة" تشكو الإهمال وتنتظر يد الترميم
قرية لينة احدى قرى محافظة رفحاء وقع في الجنوب بمسافة 105 كيلومترات، وتعد مستودعا ذاخرا بالمعالم الاثرية ويقصدها عدد كبير من الزائرين لمشاهدة آثارها التاريخية والتي يرجع عمر بعضها الى آلاف السنين. كما تضم بين جنباتها حوالي 350 بئرا والتي ذكرها المؤلف ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) الذي أثبت فيه أن من حفر هذه الآبار هم جن سليمان عليه السلام، كما يمر بها طريق زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد الذي أنشأته للحجاج والتي تعتبر في السابق بأنها المنزل الرابع لحجاج العراق. كما تضم ايضا بيوتا وقصورا قديمة اقيمت في عهد المؤسس ـ رحمه الله ـ كقصر (الشنيفي) الذي بني قبل حوالي 60 عاما وكذلك يوجد بها سوق شعبي قديم تقلص عدد محاله الى 14 محلا بعد ان كان في السابق سوقا كبيرا.(اليوم) انتقلت الى قرية لينة الأثرية للوقوف على حقيقة ما تعانيه من اهمال والتقت بعدد من سكان القرية وزوارها.
ويقول مقبل دغيم الشمري (70 عاما) ان من أشهر معالم لينة هو بئر (وطيان) والذي يوجد عليه أثر لقدم رجل عملاق ولهذا السبب سمي بهذا الاسم وكذلك هناك آبار (مشرفات) وآبار (أم الفناجيل) والتي تقع شمال القرية كما أن قصر (الشنيفي) والذي كان مقرا لأمير المنطقة سابقا يعتبر من أهم المعالم وأشهرها.
ويضيف عويد خليفة: ان هذه الآثار مهملة وتحتاج الى اهتمام كبير من الجهات المعنية، فقصر الشنيفي تشوهه الكتابات على جدرانه علاوة على سقوط جزء منه بسبب الأمطار الغزيرة وكذلك الحال بالنسبة للسوق الشعبي القديم والآبار والتي أصبحت مهجورة ولم يتم تسويرها. ويطالب نجم الجنيدي، بضرورة المحافظة على تلك الآثار من الزوال والا تترك مأوى للمنحرفين وأن يتم ترميم قصر الشنيفي والسوق القديم لتكون وجها مشرقا يربط الماضي بالحاضر. كما اتفق مواطنو وزوار القرية على أهمية تسوير الآبار لكي لا تكون خطرا على الأطفال والماشية حتى يتم الاستفادة منها بما يخدم اقرية وأهلها.
المصدر
---------------------------------------
مواضيع مشابهة أو ذات صلة :
معلومات اكثر من رائعة - يعطيك الف عافية اخي
ردحذفبرنامج The Grand Tour الحلقة الأولى