الصفحات

الأربعاء، 28 مارس 2012

النقد التاريخي على تغريدات سلامة العتيبي

إنني أقدر لك حياديتك في نشر تغريدات من سمى نفسه " سلامة العتيبي " وأشباهها ، ولكني أرى أنه كان ينبغي عليك استبعاد مثل هذه الرسالة لاحتوائها على أسماء علماء كبار لا يرقى إليهم الشك في اعتقادهم
وسيرهم على منهج السلف وولائهم لولاة الأمر ، تعلمُ ذلك أنتَ وتشهدُ به قبل شهادة مجهول مثلي عند القراء الكرام لمجموعتك المتميزة – وإن كنتَ تعرفني شخصياً - ولو كانت المسألة نقاشاً فكرياً بين توجهات شتى دون تسميات لأشخاص معروفين لما كان لي اعتراض ، وليس ردي على الكاتب لورود اسمي في قائمته تلك بل إحقاقاً للحق ، ودفاعاً عن أئمة أعلام يشهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء .
إني أتساءل أولاً : أليست السلفية اعتقاداً في الله وأسمائه وصفاته ، وفهماً للدين على منهج السلف الصالح ؟

وهل من اعتقد مذهب السلف اليوم من - المصريين - وانضم إلى حزب من الأحزاب الإسلامية يخرج عن السلفية الحقة بمجرد انضمامه إلى ذلك الحزب ولو كان حزب النور السلفي !

إن الفهم المغلوط للسلفية ، وتفصيلها على توجه معين أو فئة محددة هو الذي أنتج هذه التغريدات ، أو قل هذه " النهقات " .

هذا الفهم القاصر للكاتب ومن شابهه هو الذي أخرج عدداً كبيراً من أئمة السلف في المملكة العربية السعودية عن السلفية – في نظر المغرد أو الناهق - وإلا فهل يقول عاقل عن الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى ، أو عن الشيخ الدكتور سفر الحوالي ، وناصر العمر، وعبد الله التركي ، وعبد العزيز السعيد وغيرهم كثير من مشايخ السلفية وعلمائها إنهم ليسوا سلفيين ، وأنه – أي الكاتب - تاب ورجع إلى الله ، وكأنه كان على مذهب الحلول والاتحاد " والأهلي بعد " !!
-        بالنسبة إلى استبعاد غير الإخوان من الإعادة في الجامعة يكفي أن تطالع اليوم قائمة بأسماء أعضاء هيئة التدريس القدامي في أي كلية من الكليات وترى نسبة الذين يرى الكاتب ومن معه أنهم مع التوجه الإخواني بنوعيهم ونسبة غير المنتمين ، وستجد أن أكبر نسبة لا تتجاوز سبعة في المائة في بعض الكليات .
-        بالنسبة لمعرفة اسم الكاتب ، وشخصه ، وتقييمه ، فهو مهمٌ عند طعنه في اعتقاد الناس وأعراضهم وولائهم ، ولذا لا يقبل العلماء جرح المجهول ، لأنه هو مجروح لا تقبل له رواية ولا جرحاً ، وبالنسبة لي فإنني لا أعرف أحداً بهذا الاسم ، بل هو غير معروف قبل تلك التغريدات ، وله عندي احتمالان :
-        الأول : لعله وقع في اسمه تصحيف صوابه : أسامة بن عطايا العتيبي ، فهذا بعض من كلامه وتخرصاته في مواقع الانترنت وغيرها .
-        أما الاحتمال الثاني في نظري : فلعل هذه التغريدات مما جمعه بعض الليبراليين – عن أسامة العتيبي ومن معه - ليطعنوا به في معتقد وسلوك الدعاة والعلماء ، وهذا ما تشهد به اعترافات التائبة إلى الله " وداد خالد " وعلى كل حال فليس نقاشي هنا مع الكاتب في شخصه بل سيكون نقدي لما قدمه وكتبه في تغريداته .
-        لو كان الكاتب صاحب مبادئ ، أو كان صادقاً في دعواه لما صبر على بلاوي الإخوان والسروريين ثلاثة عقود ثم جاء اليوم ليعلن توبته ، ولكنه صاحب مصالح ومنافع دنيوية ، بل ورغبات منحرفة ، فلما انقضت حاجته معهم ، وضعفت رغباته المنحرفة ، ولم يعد لديهم الوجاهة التي يرغبها تركهم ، وهذه حال صاحب المعدن الصدئ.
-        ذكر " الناهق " عشرات الأسماء من العلماء والفضلاء – أحصيت منهم أكثر من سبعين من العلماء والفضلاء والدعاة ، كثيرٌ منهم أفضى إلى ربه - متهماً لأكثرهم تصريحاً أو تلميحاً دون أن يكلف نفسه الاستدلال على ما يدعيه ولو بدليل ضعيف يؤكد صدقه فيما يتهمهم به ، وهو الدكتور الذي يعرف أصول المنهج العلمي في البحوث والنقد .
-        يقول في إحدى " نهقاته " متهماً الإخوان بأنهم ينتقون الطلاب الوسيمين ليكونوا أعضاء في خلاياهم قال: " يريدون الوسيم ليكون عامل جذب للآخرين " وفي أخرى : " ولكنهم يختارون الوسيم ليكون أداة جذب للشباب "  وقال أيضاً : " ان كان وسيما. وكلهم يشترط فيه الذكاء غير رقم (٥) لأنهم يستميلون به غيرهم محددة، فإذا خط شنبه تنكروا له إلا إن كان ذكي" انتهى النهيق .
-        . والسؤال لك أيها السلفي حديثاً السروري قديماً : من هو الوسيم الذي استمالك للانخراط معهم في تنظيمهم ؟ ، وهل سرت على هذا النهج عندما أصبحت من قياداتهم ؟ وكم اخترت من الوسيمين ، وكم قربت عندك من الصغار " الحلوين ! "  أو لعلهم استمالوا بك كثيرين من الخلايا المتيقظة !
-        وصف الكاتبُ نفسَه بحب التصدر – وهو أعلم بنفسه – ومقاله هذا يشهد بأنها صفة مترسخة فيه ، فالظاهر أن " محبة التصدر " والظهور ، هي أحد أسباب التحاقه بهم ، لكنه لما لم يجد عندهم ما يتصدر به المجالس بحث عن جماعة أخرى يتصدر " مراغتها " المناسبة لك ، وأدلتي على حبه التصدر - أيضاً - ما قاله في أول نهيقه : " كنت من الإخونجية فهداني الله للسلفية ، فأضيفوني معاشر السلفيين لتروا ما تقر به أعينكم .. " وقال " آمل من الإخوة الكرام نشر هذا الحساب والتعريف به والدعوة إليه ... " وتقول : أحسست بعد تكليفي بهذه الأمور بأهميتي لدى الكلية وبدأت أتطلع إلى أمور أكبر منها ..." انتهى .
إنه حب الشهرة والبروز والتصدر الذي قتلك ، وتحقق فيك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَا ذئبان جَائِعَانِ أُرسِلاَ في غَنَمٍ بأفسَدَ لها مِنْ حِرصِ المرء على المال والشَّرَف لدينهِ».
-        هذه هي أوصافك أيها السلفي المتقلب " وصولي " " نفعي " " محبٌ للوسيم من الغلمان " " تسرق أموال الناس " .
-         تقول في نهقة من نهقاتك أنك التحقت بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام عام 1400 هـ وتشير إلى الانقسام بين الإخوان ، حيث نتج عنه فصيلان : البناءون والسروريون ، تقول ذلك باعتبارك شاهداً على ما حصل وليس ناقلاً عن آخرين ، وفرق بين الأمرين ، تقول: " حينما قدم محمد سرور وانفرد بتوجهه ببعض الطلاب ..." .
ولعلمك فإن محمد سرور كان في القصيم من عام 1386 تقريباً ، وكان اختلافه مع قيادات الإخوان في التسعينات أثناء وجوده في القصيم ، ولم تلتحق أنت بالمعهد العلمي في الرياض إلا بعد انتقاله إلى الكويت بسنين - أي قبل مولدك بسنتين إن كنت أسامة بن عطايا العتيبي – فكيف تقول قدم 1400هـ !! وفي مثل هذا يقول علماء الحديث عن الكذابين : لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ"
-        وتقول أيضاً إن كلية أصول الدين لم تنشأ إلا بعد عام 1400هـ ذلك بأمر من مناع القطان ، فتقول : لم تكن كليات أصول الدين موجودة ، فلما تضاعف وجود السرورية وبدأ في سحب البساط من تحت الإخوان التقليديين اجتمع الإخوان اجتماعا بحضور كبارهم فاقترح مناع القطان إنشاء كلية أصول الدين لتكون للسرورية وتكون الشريعة لهم، وبطريقة ماكرة حرص القطان على أن يشرف الإخوان التقليديون على كليات أصول الدين؛ لأن الرتب العلمية كانت لديهم؛ ولأنهم أكبر سنة وأقدم خبرة، ووعدوهم بالتخلي عنها بعد ذلك ." انتهى نهاقك ، وهذه من كذباتك التي يشهد بها أيٌ من عمداء كلية أصول الدين المتأخرين الذين تقبل أنت شهادتهم ، حيث بدأت الكلية أولاً بقسم الدعوة وأصول الدين قسماً آخر في كلية الشريعة وذلك عام 1394 -1395 ثم أسست كلية أصول الدين مستقلة عام 1396-1397 هـ
  كما في موقع الجامعة
:
-        تقول أيضاً: لمناع القطان محاضرة في هذا الشأن أجاز فيها كشف الوجه .." وسؤالي لك عن رأي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كشف الوجه ؟ وهل هو إخواني أيضاً !!!
-        يذكر في نهيقه المتتابع : بعضاً من أنشطة الإخوان في الجامعة ولنتابع بعضاً منها من خلال الروابط المكتوبة :
-        اللقاء بالشيخ عبد المجيد الزنداني ، الذي في النشرة أن الطلاب الذين شاركوا في الرحلة – وهم العشيرة الثالثة - حضروا محاضرة للشيخ عبد المجيد الزنداني ، لكنها يا دكتور سلامة في جامعة الملك سعود وليس في جامعة الإمام !!! وهذا من التهويل الكاذب ، ألا لعنة الله على الظالمين .
-        والثانية : الأنشطة التي أشار إليها الكاتب هي أنشطة رسمية معلنة للطلاب جميعاً وليست سرية .
-        يقول : " وكان مناع القطان يفصل أي طالب أو معيد يشك في انتمائه للسرورية. " سبحان الله !! هكذا فصل بدون إنذار ولا شيء – لو كان مناع القطان مدير الجامعة لما ملك هذه الصلاحية ولا استطاعها – ثم لماذا لم تخل الجامعة أو كلية الشريعة أو كلية أصول الدين من السروريين في زمن مناع القطان وبعد زمنه !! لكنه الكذب والدجل قبحه الله وقبح من كان سجيته ، وكما قالوا : إذا لم تستح فانهق بما شئت .
-        بعد أن اتهم الكاتب الإخوان بصحبة الصبيان " الحلوين " انتقل إلى سرقة الأموال ، يقول جازاه الله بما يستحق : أن الإخوانيين يتأولون في الأموال والعبث بحجة أنها داخلة في مسألة ( الظفر )  انتهى . طبعاً الكاتب أصبح فيما بعد من القيادات الكبرى المتنفذة في الإخوان فقل لي بالله عليك كم مليوناً " ظفرت " به خلال سبع وعشرين سنة من حكم الإخوان !! خاصة وأنت عندك فتوى شرعية معتبرة وأنت – كما تقول – كنت مقتنعاً بما يقوله قادتهم وأنت من القادة أيها السلفي التائب .
ثم قل لي بالله عليك بم أفتاك السلفيون الآن في حكم تلك الأموال التي ظفرت بها خلال ولايتك للإخوان اللصوص ! وهل أحلوها لك لأنها من أموال البغاة !!
-        أما صناديق الطلاب في الجامعات فاسأل الآن عنها عمادات شؤون الطلاب كم فيها من الأموال ، وكم يعطون الطلاب المحتاجين والمعوزين منها ؟
وأخيراً لم نر فيما كتب " ونعق " دليلاً واحداً على انحراف عقدي ، أو اتصال بأجنبي مشبوه ، أو خروج على ولاة الأمور ، كل تهمتهم – في نظره – أنهم إخوان بنائين أو سروريين دون أن يقدم شيئاً ذا قيمة .
كما أن ذكر أولئك الأعلام الثقات المعروفين بعلمهم ونقائهم وولائهم لولاة الأمر وجمعهم لكلمة الأمة على الطاعة لهم ، وتحريم الخروج عليهم ، بل وتجريم قيام المظاهرات أو الاعتصامات التي تخل بالأمن أو تعكر صفو الحياة الآمنة ... كل ذلك ثابت عن تلك القمم الشامخة في العلم والدين والورع ، أما الكاتب فهو نكرة لا يجرؤ على التصريح باسمه وهو يدافع – في ظنه عن ولاة الأمر حفظهم الله تعالى – فكيف لو كانت كلمة حق عند سلطان جائر ، هل كانت لديه الشجاعة ليظهرها أمامه ! إنه الجبن والوصولية وحب الطعن في العلماء .
بقلم
أكاديمي شرعي
1412


تعليق:
في استدراك من الدكتور محمد الفاضل قال بأنه اتصل بالشيخ خالد المصلح ونفي معرفته تماما بالدكتور سلامة العتيبي، رغم أن الأخير ذكر في تغريداته بأن الشيخ المصلح يعرفه..
وبالنسبة لأخينا الأكاديمي صاحب المداخلة، فشكرا جزيلا له على مداخلته، وفقط للمعلومية بأنني تلقيت التغريدات من فترة ، ولكنها تكاثرت عليّ من عدة طرق، وليس من الصحيح تجاهلها طالما انتشرت، بل في ضرورة الرد عليها وتفكيكها، وحسنا فعلتم أيها المتداخلون ..فالمجتمع والمسؤولون واعون وسيميزون الحقائق ..اجتهاد أرجو أن أؤجر عليه..
عبدالع
زيز قاسم


مواضيع مشابهة - أو ذات صلة :
من هم جماعة السرورية  وما حقيقتهم

---------------------
أسئلة المغردين والرد عليها من الدكتور سلامة العتيبي

---------------------------
تحرك سروري محلي وعالمي خطير محاولة التوحد مع الأخوان ضد الوطن  

تفصيل حركة السرورية

د. سلامة العتيبي يعود مجددا بتغريدات عن الإخوان 2




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..