الصفحات

الأحد، 18 يونيو 2017

*لماذا تغيّر موقف السعودية من جماعة "الإخوان المسلمين"؟*

       أصرّ الصحافي بسام ناصر أن أشارك في تقرير له، يتحدث فيه عن أسباب تغير موقف بلادي السعودية من جماعة (الإخوان المسلمين)، واعتذرت لمرات عديدة وهو يعيد عليّ ويلحُّ؛ لكتابتي عنهم
في السنوات الفارطة، ولأن جميع الباحثين والمتخصصين السعوديين من الشرعيين الذين اتصل بهم الصديق اعتذروا لحساسية الموضوع،
       فلم أجد بدّا من المشاركة، وإبداء وجهة نظري التي كتبتها في سنوات ماضية، وفتحتْ عليّ أبواب الجحيم من قبل بعض الأصدقاء الذين لا يرون رأيي، بيد أن التقرير –لضيق المساحة- التهم نصف مشاركتي التي ظهرت خديجة وبتراء، فلم أجد بدّا من كتابتها في مقالة لبسط رؤيتي كاملة.

    برأيي أن الأسباب عديدة، بيد أن هناك أربعة أسباب مهمة أدت إلى الموقف السعودي الحازم من جماعة (الإخوان المسلمين)، يتمثل أولها في موقف الجماعة إبان حرب الخليج عام91م، فقد فوجئنا بموقفهم الغادر وهم يقودون التظاهرات في العواصم العربية دعما لصدام، ونحن من فتحنا لهم بلادنا بالطول والعرض إبان الملك الشهيد الفيصل، الذي وصل به الأمر أن يعرض على جمال عبدالناصر أن يطلق سراح قيادات وأتباع (الإخوان المسلمين) من السجن في مقابل تسديد كآفة ديون مصر –بحسب أليف الدين الترابي في ورقة له- ورفض عبدالناصر هذا العرض،

    وقامت السعودية بفتح أراضيها لكل الإخوان، وأمكنتهم من وظائف رفيعة وحساسة، وعيشٍ رغدٍ كريم، وقدمت لهم الدعم الكامل بسبب موقعها الإسلامي القيادي، غير أنهم ردّوا هذا الجميل بطعنات نجلاء غادرة إبان أزمة الخليج، وقد تحدثت شخصيا مع حسن الترابي في مكاشفاتي الصحافية معه بالخرطوم عن موقفهم هذا، وحكى لي الرجل بالتفصيل عن زيارته -والوفد الإخواني- للملك فهد يرحمه الله إبان الأزمة العصيبة ثم صدام حسين، وانحيازهم السافر بعد ذلك للعراق المعتدي.

    يذكر محمد حبيب، النائب الأول السابق للمرشد العام لجماعة (الإخوان المسلمين)، في كتابه «ذكريات محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر»، بقوله: «فلولا التسلط والقهر والاستبداد، ما استطاع صدام أن يتخذ قراره بغزو الكويت في 2 أغسطس (آب) من عام 1990، ولولا الاستبداد وحكم الفرد ما رضخ الحكام العرب لطلب استدعاء القوات الأجنبية لاحتلال منطقة الخليج»،

  كان هذا موقف من الإخوان للأسف لا مروءة فيه ولا وفاء ولا خلق ولا أية شيمة من شيم العرب، بل عضّ يد من أنقذهم من حبال المشانق، وليعتب من يعتب ويغضب من يغضب، ولكنها الحقيقة.

 السبب الثاني:  يكمن أن جماعة (الإخوان المسلمين) تفرعت منها الجماعات الجهادية المتطرفة التي ابتلينا بهم في السعودية والمنطقة العربية عموما، وهم من أدخل الفكر الحزبي وأشاعه في اسلاميي الخليج.

أميرنا الكبير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله، هذا الأمير الذي تدين له بلادي بالكثير الكثير، والذي وقف ضد كل محاولات الاختراق من لدن الجماعات المتطرفة والارهابية، وجنبنا بحزمه وقوته وحكمته أن تعم الفوضى والفتن والاقتتال الداخلي والفوضى-التي شاهدناها في الجزائر ومصر وغيرهما- في بلادنا عبر تلكم الجماعات. الأمير نايف أبان عن هذا السبب في حواره الشهير لصحيفة السياسة الكويتية ( عام 2002م) وتكلم بكل أسى وأسف عميقين، والرجل لديه كل ملفات الشؤون الداخلية، وهو أكثر مسؤول ملمّ بما يحصل في الداخل السعودي، وكيفية تسرب الأفكار الحزبية للشباب، وعندما يتكلم لا يطلق الكلام على عواهنه، بل هو من أحذق ولاة أمورنا خطابية ودقة وضبطا للحديث،

قال يرحمه الله: «جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء. كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار»، مضيفا «عندما اضطُهد (الإخوان) وعُلقت لهم المشانق لجأوا إلى السعودية فتحملتهم، وحفظت محارمهم وجعلتهم آمنين»، ويكمل الأمير نايف تعليقا على الغزو العراقي للكويت: «جاءنا عبد الرحمن خليفة و(راشد) الغنوشي و(عبد المجيد) الزنداني، فسألناهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة واقتلاع شعبها؟ فقالوا: نحن أتينا للاستماع وأخذ الآراء»، ويضيف «بعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق، فاجأنا ببيان يؤيد الغزو»،

ولم يكن الأمير نايف يرحمه الله ولا القيادة السعودية من ذهلت وصدمت بذلك الموقف المشين لجماعة الإخوان، بل حتى فروعها في الخليج، مما جعل أحد أبرز الإخوان الكويتيين ورئيس تحرير مجلة "المجتمع" الأسبق «إسماعيل الشطي» يكتب مقالات كثيرة في "الشرق الأوسط" حينها حول هذا الموضوع، وأبان بكل مرارة عن الموقف المخزي والغادر للجماعة الأم في مصر تجاه الغزو العراقي للكويت.

أما السبب الثالث : برأيي، فهو سبب رافق الجماعة من حوالى أربعة عقود، وهو علاقتهم مع ايران، والكل يعرف أن الإخوان كانوا من أوائل الوفود التي وصلت إلى طهران للتهنئة بنجاح الثورة الإيرانية وقتها، وبعد ذلك كان المرشد العام للجماعة حينها عمر التلمساني من أشد المتحمسين للثورة، وتبعته القيادات الإخوانية في ذلك ومعظم فروعها في المنطقة، وكانت لهم زيارات تترى لم تنته، وعلاقات تتوطد.

السبب الرابع :والأهم اليوم، وهو الذي بسببه نرى هذه المفاصلة والمفارقة التامة، بل ووصم جماعة الإخوان بأنها منظمة ارهابية؛ هو موقفهم في ما عرف بالربيع العربي ، وللأسف كان للجماعة اليد الطولى في ما وصلت له الأمور من فوضى وفتن، وهذا الرأي الذي أورده كتبته وهم في سدة الحكم كي لا أتهم بأنني أكتب من وحي الأحداث اليوم، كتبت هذا إبان حكم الرئيس محمد مرسي.
للأسف طمَعُ الإخوان في منصب الرئاسة؛ هذا ما أوصل الاقطار العربية إلى ما هم عليه من حروب أهلية وفتن وانقسام، الطمع الذي تماهى مع فكرة الأممية التي تقوم عليها مبادؤهم لحكم العالم الاسلامي، وقد أغراهم أوباما –الذي تنكر لهم لاحقا- بالوصول لعروش الممالك والبلدان العربية.

 أتذكر أنني كتبت مقالات عدة حينها أشنّع عليهم هذا الطمع الذي قاده خيرت الشاطر وعصام العريان وجيل الشباب في الجماعة، في مقالة لي بعنوان: ("لا تنكثوا الأيمان بعد توكيدها" يا مرسي) وطالبت بما طالب به د. عبدالله النفيسي بعودتهم إلى مقارهم ومراكزهم وترك السياسة لأهلها، وتفرغهم للدعوة، فقد أبانوا عن طفولة سياسية وعدم فهم للأحداث، وأوصلوا الأمة لهذا الدمار والحروب الأهلية التي لا تزال أوارها تشتعل في ديار العرب، وقدموا للأسف الحزبية على أوطانهم،

ولا يقولن أحد بأنهم لم يعطوا الفرصة، فالسياسة هذه دهاليزها ومكرها، ومعظم قيادات الجماعة قضت أزهى أعمارها في السجون، ليأتوا من تلكم العتمات –بلا أية تجارب سياسية ولا عمق- كي يحكموا أكبر بلد عربي مليء بالمشاكل الاقتصادية، عجزت أعتى العقول المصرية من دهاقنة الاقتصاد والسياسة عن حلها، فأين كانت عقولهم وقتما ترشحوا!!

برأيي أن الوقت اليوم حان في حلّ الجماعة، وهو ما كتبته قبل أكثر من عامين في مقالة بعنوان: "فك التنظيم العالمي.. خطوة نحو الحل"، وآمل من شيوخ الجماعة التفكير بما قاله لهم ونصحهم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إبان زيارته لمصر، وشنعوا وقتذاك على الزعيم الذي يهللون له اليوم.

قراءة عجلى، واجابات من وحي الخاطر عن سبب غضب وعتب بلادي على جماعة "الإخوان المسلمين"، علّ من يرى أننا ظلمناهم يثوب ويرشد.

بقلم: عبدالعزيز قاسم

قطر ليست غزة

الوضع مع قطر .. وصعوبة النهاية !

إستحالة حل مشكلة قطع العلاقات مع قطر من خلال مفاوضات "أيا كان مستواها!؟

تغريدات العقيد / إبراهيم آل مرعي

*لماذا تغيّر موقف السعودية من جماعة "الإخوان المسلمين"؟*

المنافحون عن قطر !

هل ظهر اردوغان على حقيقته !؟

لغز العلاقة بين قطر وإيران

تغريدات جاسر الماضي ، توقعات تحققت !

للجميع بخصوص الأزمة مع قطر

كلام بالصميم حول موضوع قطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..