الأحد، 11 يونيو 2017

الوضع مع قطر .. وصعوبة النهاية !

مقدمة :
ازمة علاقات بعض الدول الخليجية : السعودية والإمارات والبحرين  مع قطر  وقطعها  لم  تكن وليدة أيام ولا شهور ، فقد بدأت منذ ان انقلب الإبن على والده في العام 1416هـ 1996 م ، حيث تغيرت

السياسات التي ينتهجها الشيخ خليفة بن حمد "رحمه الله" جذريا ، وابتدأ الإبن "حمد" الذي اطاح بوالده بسلسلة من المنغصات التي يتطاول بها على  السعودية تارة وعلى البحرين .. ومخططات يرسمها بالتعاون مع أية جهة  يستطيع الوصول لها ، حتى مع القذافي  و نزعته الاجرامية المعروفة ..  استمر بها مستغلا  الثقة التي يتمتع بها في البيت الخليجي ، والحلم والتغاضي عن كثير من الحماقات .
وفي العام 2014    وبعد ما وقع في مصر من عزل لمرسي و تولي السيسي ، تفجّر الخلاف بشكل علني بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، وانتهى بسحب الدول الثلاث لسفرائها من قطر مطلع عام 2014، واستمرت الأزمة نحو تسعة أشهر.
 عاد السفراء وهدأت الأمور بعض الشيء ،، لكن البركان ثار  في مايو 2017 عندما بثت وكالة الأنباء القطرية تصريحات لأمير قطر انتقد فيها ما أسماه «المشاعر المعادية لإيران»، ولكن سارع المسؤولون القطريون إلى إنكار التصريحات، متهمين قراصنة باختراق وكالة الأنباء الرسمية. لكن الانتقادات السعودية والإماراتية تصاعدت بشدّة بعد أن اتصل الشيخ تميم بالرئيس الإيراني حسن روحاني ما اعتبر تحدٍ للمملكة.


      واهم من يظن أن أمير قطر تميم بن حمد، أو المعاونين له سيعدلون عن سياستهم الداعمة للإرهاب فى المنطقة، لأن القضية بالنسبة لهم لا تمثل فقط إستراتيجية، وإنما هى اقتناع مترسخ فى عقول غالبية أعضاء أسرة آل ثانى، خاصة أن جزءا من أفراد الأسرة الحاكمة فى قطر يعتنقون أفكار جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى، ومن هنا يدعمون التنظيمات التكفيرية الإرهابية والإخوانية ووسائل الإعلام المتعددة التابعة لهم.

    أيضا .. تورط عبدالعزيز بن خليفة العطية، نجل عم ‏وزير دفاع قطر خالد العطية، فى تمويل تنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا، وجبهة النصرة، وتنظيم داعش، وهو ما تسبب فى إدانته غيابياً أمام محكمة لبنانية بالسجن لسبع سنوات، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد ضغوط قوية مارستها الدوحة على السلطات اللبنانية، بالإضافة إلى عبدالعزيز بن خليفة العطية، هناك أيضاً عبد الرحمن النعيمى، المصنف من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بأنه إرهابى خاص، حيث مول جماعة عصبة الأنصار فى عام 2001، ودعم تنظيم القاعدة بفروعه فى العراق وسوريا والصومال واليمن بملايين الدولارات خلال 10 سنوات، وقدم 250 ألف دولار لقادة حركة الشباب الصومالية الإرهابية، ودعم تنظيم القاعدة فى العراق بمليونى دولار شهريا.

    من خلال هذا الرصد للشخصيات القطرية المتورطة فى الإرهاب، سنصل إلى قناعة بأن أى حديث عن إمكانية تخلى تميم عن سياساته الحالية هو نوع من العبث، خاصة أن أمير قطر يحيط نفسه بدوائر نفوذ قوية، تفرض سيطرتها على مجريات الأمور، وعلى رأسهم أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثان، رئيس المخابرات القطرية الذى وضع ونفذ كل خطط تمويل التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح، وهذا الرجل يملك خزائن أسرار تميم وبقية أعضاء الأسرة الحاكمة، ومن الصعب أن يفكر تميم فى التخلى عن دعم الإرهاب دون موافقة من مدير مخابراته، المستفيد الأول من هذا الدعم.
       فى مقابل عدم قدرة تميم على إحداث تغيير فى سياساته الخارجية تعيد الوئام مرة أخرى بين الدوحة وجيرانها الخليجيين، فإن الحديث يتصاعد الآن فى الشارع القطرى عن المستقبل، خاصة بعدما وضع تميم بلاده فى مهب رياح الغضب العالمى، لأن القضية لم تعد مقتصرة على غضب خليجى أو عربى، بل هناك رصد دولى الآن يجرى لكل تصرفات قطر وعلاقاتها بالجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وسبق أن تابعنا تحذيرات أمريكية للدوحة بهذا الشأن، وسبقتها أيضاً تلميحات بريطانية وفرنسية تسير فى نفس الاتجاه، وهو ما أحدث نوعا من الارتباك داخل الديوان الأميرى القطرى، وظهور تكهنات باحتمالية حدوث عملية انقلاب داخل الأسرة الحاكمة على شاكلة الانقلابات التى عاشتها قطر طيلة الأعوام الماضية، وهناك أسماء لشيوخ من الأسرة بدءوا فى ترتيب أوضاعهم، لكنهم فى انتظار الوقت المناسب فضلاً عن حصولهم على أكبر تأييد من العائلات القطرية، خاصة مع قناعة ترسخت لدى الكثير من أعضاء الأسرة  " ومن بينهم أشقاء لتميم " بأنه حال استمرار الغضب الخليجى على الدوحة ستكون نتائجه كارثية، وربما يهدد وظيفة قطر ومبرر وجود نظامها السياسى، أخذاً فى الاعتبار أن القاعدتين الأمريكتين «العيديد والسيلية» لن يتدخل مرة أخرى لحماية تميم كما حدث فى 2014، حينما شهدت الدوحة محاولة خفية للانقلاب على تميم، كادت أن تنجح لولا تدخل العسكريين الأمريكيين ليعود تميم إلى كرسيه مرة أخرى دون أن يشعر أحد بحدوث محاولة للانقلاب عليه من أحد أشقائه.
    ما يؤكد هذا التوجه حالة التخبط التى يعشيها الديوان الأميرى فى الوقت الحالى، وعدم ظهور تميم فى أى مناسبة عامة منذ إطلاق تصريحاته المسيئة التى أحدثت الغضب الخليجى والعربى عليه وعلى سياساته، والاكتفاء بظهور وزير خارجيته وعدد من الإعلاميين المحسوبين على الديوان الأميرى، وهو ما يلقى بظلال من الشك حول مصير تميم، وهل بالفعل قررت الأسرة أجراء عملية انتقال هادئ للسلطة كما حدث فى 2013، حينما تم إجبار الأمير السابق حمد بن خليفة للتنازل عن الحكم لنجله تميم.

     في غضون ذلك .. كشفت وثيقة صادرة عن الائتلاف العام للمعارضة القطرية، عن عملية انشقاق شهدتها صفوف الجيش القطري، إذ أعلن عدد من الألوية  والضباط الكبار الانشقاق عن القوات المسلحة القطرية، بعد سماح تميم بن حمد بدخول قوات أجنبية للبلاد.
وأوضحت الوثيقة، أنه بعد وصول القوات التركية للعاصمة القطرية الدوحة، بقيادة الجنرال طيب أورال، لحماية القصر الأميرى، والدفاع عن أمير الدويلة تميم بن حمد ضد أى محاولات للثورة عليه، وتعيينه في منصب حساس بوزارة الدفاع القطرية، اجتمع عدد من ضباط الجيش القطرى وقرروا التصدى لخيانة تميم وإجراءاته الداعمة للإرهاب.
وجاء في الوثيقة التي وقع عليها عدد كبير من القادة العسكريين القطريين "نحن إذ أقسمنا على عدم خيانة الوطن، وما تم مؤخرا من تمكين الجيش التركى والحرس الثورى الإيرانى، وتغلغل يد الخيانة العظمى، فيجب محاسبة الخائنين، وعليه نعلن نحن الموقعين أدناه انشقاقنا عن الجيش القطرى حتى نعيد الحق لأصحابه".

جمع واعداد ومقدمة
سليمان الذويخ
الأحد  16 رمضان 1438هـ
11 يونيو 2017

....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

 

حقيقة سحب السفراء  (2014)   1 ،2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..