الثلاثاء، 13 يونيو 2017

المنافحون عن قطر !

في البداية هناك حقائق ينبغي استعراضها قبل الدخول في صلب الموضوع..وهي:
1- أن أهمية الدول وقوتها لا تقاس بعدد سكانها ولا بمساحة أرضها..وقطر تمتلك العديد من عوامل التأثير وعلى رأسها المال والإعلام..ولكن..ومهما كان..فإنها عوامل لا تكفي لأن تكون دولة بحجم جارتها الإمارات..فضلاً عن مصر أو السعودية مثلاً.

2- أن قطر تبقى دولة خليجية عربية إسلامية عزيزة على قلوب جيرانها وأهلها وأمتها..وأن الخلاف ليس مع الشعب القطري ولا مع قطر(الجغرافيا)وإنما هو مع قطر(النظام).

3- أن قطع العلاقات وبعض الإجراءات التي اتخذتها العديد من الدول العربية والإسلامية تجاه قطر ليس اعتداءً ولا حصاراً كما يحاول ترويجه الساسة القطريون والإعلام القطري ومن لف لفّهم..وإنما هو حق سيادي للدول..تمارسه حين تشعر بتهديد أمنها..وإجراء احترازي لكف الأذى وتجنب المواجهة..ومقاطعة لا تمس بحقوق الدولة المقصودة..وبإمكان قطر ممارسة سيادتها على أرضها وفي أجوائها ومياهها الإقليمية..والمضي في قراراتها وخياراتها وسياساتها كما شاءت دون أن يثنيها أحد على أمر لا تريده.

4- أن المملكة العربية السعودية وبقية الدول لم تتخذ هذه القرارات بهدف الإضرار بمصلحة قطر..وإنما لحماية نفسها كما أسلفت..ثم من باب نصر الأخ الظالم بحثه ودفعه إلى كف الظلم الذي استمرأ ممارسته ضد أخوته وجيرانه وأمته..والمتمثل في التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية..ودعم الجماعات والمنظمات الإرهابية التي تعمل داخل تلك الدول..وإثارة القلاقل والفتن من خلال الإعلام المغرض وإغداق الأموال على أرباب الانفصال والمعارضات الداخلية والخارجية..وإيواء المجرمين والمشبوهين والإرهابيين المطلوبين دولياً..ونقض التعهدات والمواثيق الإقليمية والدولية.

5- أن هذه القرارات لم تتخذ بناء على اتهامات غير مثبتة..أو فرقعات إعلامية..كما يحاول تصويره النظام القطري وإعلامه..وإنما هي مبنية على حقائق يشهد بها الواقع وتشهد بها الأسماء والأحداث والصوت والصورة والوثائق والاعترافات.

 6- أنه كلما طال أمد الأزمة كلما تورطت قطر أكثر مع المجتمع الدولي برمته وليس مع جيرانها فقط..وستكبر كرة الثلج يوماً بعد يوم..وتتضح حقائق كانت مغيبة..وتأتي قوائم جديدة بالمطلوبين ومؤسساتهم والمتعاملين معهم ومعها من كل مكان..وأخشى ما يخشاه المحبون لقطر..وأنا منهم..أن تصبح دولة معزولة عالمياً..أو مختطفة من داخلها من قبل عصابات ترعى مصالحها الشخصية دون النظر إلى مصلحة الشعب القطري نفسه.

7- لا يتصور أحد أن السعودية أو غيرها ستتخذ إجراءات عدائية ضد جارتها قطر مهما طال زمن الخلاف..وإنما ستكتفي هذه الدول بأمرين:

أحدهما: أن هذه الدول ستقف دون حدودها لتحميها من أي اعتداء قد تجلبه قطر.

والآخر: أن هذه الدول ستعمل على أن يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه حتى تقرر قطر بنفسها العودة إلى رشدها.

أما المنافحون عن قطر..فهم أصناف وأطياف متعددة..من داخل الدولة وخارجها..ويمكن تصنيفهم كالتالي:

أ- المواطنون القطريون الذين لا زالوا غير مستوعبين لخطورة ما قام به نظام حكمهم وغير مصدقين لكل ما قيل وما يقال..وهؤلاء أجد لهم العذر ما لم يطّلعوا على الحقيقة..وهناك منهم من يميل إلى تطبيق قول الشاعر العربي:وما أنا إلا من غزيّة إن غوت..غويت وإن ترشد غزيّة أرشد.

ب- النظام القطري والدوائر الضيقة المحيطة به من بعض الوزراء والمستشارين وكبار الموظفين والضباط الذين على اطلاع بأجندة النظام وطموحاته وأهدافه..وهؤلاء بطبيعة الحال هم المدانون بكل تلك الأفعال..وسيدافعون عن أنفسهم بشراسة كلما شعروا أن الحبل الذي التف حول رقابهم بدأ يضيق أكثر وأكثر..وهم قد يكونون مؤذين كقط تم حشره في زاوية..وقد يرتكبون حماقات تقود البلد كلها إلى الهاوية..ولذا على الشعب القطري أن يلاحظ ذلك ويعمل على اجتناب الوصول إلى هذه المرحلة.

ج- المنتفعون الحركيون من دور قطر..ومن أموال قطر..وهم أقسام..فمنهم المنبوذون المطاردون من قبل دولهم ومن قبل المجتمع الدولي الذين لم يعد لهم ملاذ آمن سوى قطر..ومنهم حراس الأجندات الداخلية والخارجية والعملاء الذين ينفذون المشاريع المشبوهة في المنطقة..ومنهم المنتمون بشكل عملي من الداخل والخارج إلى الجماعات والأحزاب والمنظمات التي تدعمها قطر مادياً ومعنوياً مثل الأخوان المسلمين وطالبان وغيرهما..وكذلك المنتمون عاطفياً لتلك الأحزاب والجماعات..وهؤلاء هم من ترتفع نبرة أصواتهم بالمدافعة والمنافحة..وهم من يقرعون طبول الحرب..ويدعون النظام إلى الصمود والمواجهة..حرصاً على استمرار مشاريعهم المشبوهة ومصالحهم ووجودهم وكياناتهم وحياتهم..وليس حرصاً على قطر ولا على شعب قطر..وهناك الفئة الصامتة الخائفة المضطربة المترقبة منهم..وعادة ما يكونون من خارج الدولة..ويأتي صمتهم انتظاراً لتبدل الحال..أو خوفاً من أن تفعل بهم فاقرة في بلدانهم..لكن قلوبهم تبقى معلقة بقطر التي تدعمهم وتدعم مشاريعهم..وعادة ما يكون انتماؤهم لأحزابهم لا لأوطانهم.

د- المنتفعون العاديون من قطر..وهم أصحاب الوظائف العادية والاستثمارات التجارية..الذين يدافعون عن قطر من باب..مس قلبي ولا تمس رغيفي..وهم أكبر المتضررين مما يجري..ومن الطبيعي أن يدافعوا عن قطر بالحق وبالباطل أحياناً..ولكن صوتهم لا أثر ولا أهمية له..وهناك المرتزقة من الإعلاميين والمثقفين وتجار الدين..وهؤلاء سرعان ما يتخلون عن مواقفهم ويتركون قطر غير آبهين بها ولا بقضاياها.

نسأل الله أن يلهم نظام قطر الحق.. فيسارع إلى رأب الصدع وتصحيح الأمور.. ويتخلى عن أوهامه وعن أحلامه ومشاريعه التي تفوق قدراته.. ويتخلص من الذين يدفعونه إلى الانتحار.. ويجرونه إلى الخسران والندم.

صالح جريبيع الزهراني
المصدر

بتاريخ



....
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..