الصفحات

الأحد، 4 أغسطس 2024

موقفي من قتل إسماعيل هنية /الشيخ د. #محمد_السعيدي

          قُتِل إسماعيل هنية ليلة الأربعاء السادس والعشرين من شهر المحرم عام ١٤٤٦هـ والذي يوافقه ١/ ٨/ ٢٠٢٤ ميلادية ، وتباينت المشاعر تجاه

قتله ، ما بين حامد لله وبين غاضب لله أيضا ، فالحامد لله يرى أن في قتله فضحا لإيران التي لم تأل جهداً في العمل على قتل أهل السنة في العراق وسوريا واليمن ، ويذكرون وَعِيدَ المحتجين في البحرين ، وهؤلاء لا يثقون بإيران ولا يصدقون أن تَصدُق مع السنة في فلسطين وهي قد كَذَبَتْهُم في البلاد الأخرى التي سيطرت عليها بعلم الولايات المتحدة ودعمها وإرادتها.

أما الذين غضبوا لله فمنهم من يوافق الأولين في خبث إيران لكنهم يرون أنه معذور في علاقته معهم ،إذ لم يجد مُسَانِداً في صراعه مع الصهاينة غيرهم ، ويرون أن قتله بيد الكيان الصهيوني أو خونة تابعون للصهاينة من داخل طهران ، فلذلك يُعَدُّ هنيةَ في نظر هؤلاء هو شهيد القدس ، وليس قاسم سليماني الذي أطلق هنية عليه هذا اللقب مجاملة لإيران وحفظاً للود معها .

ومنهم – أي الذين غضبوا لله -أناس لازالوا يرون إيران هي الدولة الوحيدة التي تُقاوم الصهاينة والأمريكان أما بقية الدول فهم أُجراء لدى هذه الدول وإن تسموا بأسماء أخر .

هذه خلاصة المواقف من قتل إسماعيل هنية ، فما هو الموقف الصحيح الذي أعْتَقِدُه وأود أن يعتقده الجميع ؟

فأما موقف من يثقون بإيران فهو موقف من يجهل التشيع وأنه العامل المحرك 

للسياسة الإيرانية ، كما يجهل ما صنع الإيرانيون في البلاد التي تسلطوا عليها بدافع من مذهبهم، لذلك فموقفهم قديم جداً ومندثر وإن أظهروه في الوقت الحاضر ، ولا نقاش لي معهم إذ إن كثيراً منهم متهم حتى في دينه ، أذ ليس من الدين أن يثق المسلم بمن يتقرب إلى الله بقتل إخوانه ، وإن وصفنا غضبهم لله، فقد أخطأوا جادة الغضب ، وغضبهم في حقيقته لإبليس، تعالى الله عن أن يُغْضَبَ له بتأييد قَتَلَةِ أوليائه.

أما  الغاضبون من مقتل هنية لله تعالى حقاً وليس إفكا ، فأقف معهم لأشكرهم على وعيهم وفهمهم الحقيقي والصحيح لما قامت به إيران من قتل وتهجير أهل السنة في العراق وسوريا واليمن ، لكنني أعتب عليهم عتباً عظيماً في ظنهم أن إيران سوف تستثني أهل السنة في فلسطين من هذا العداء ، الذي هو دين هؤلاء ، وأهل السنة في إيران أولى بمودتهم لو كانوا يحملون أدنى وِد للسنة وأهلها ، فمع أنهم يشكلون أكثر من ثلث السكان إلا أنك لا تسمع عنهم إلا النزر اليسير ، وحقيقة ما هم فيه لا ترضي منا براً ولا فاجرا . فإيران تعمل على قتل الفلسطينيين بيد العدو الصهيوني ، فالذين قُتِلوا في أحداث غزة في مائة ألف أو يزيدون ، وما يقوله الإعلام من كونهم خمسين ألفاً أو أكثر إنما هو فيمن سجلوا في الموتى ، ومن لم يُسجل أكثر بكثير ، وهؤلاء الذين نحتسبهم شهداء بإذن الله أكثر ممن قُتلوا في حروب فلسطين عامة منذ عام ١٣٦٨هـ ومن يفرح بهذا العدد في أمة تسعى لتكثر أعداد أهلها ، وفي وقت ليست فيه مؤهلة للقتال ، لا هي ، ولا الأمة الإسلامية جمعاء ، بل إن إيران التي تتفاخر بمعادات الصهاينة ليست أهلا لقتالهم ، ولا هي تقاتلهم ، بل تلعب معهم لُعبة يتوهم الأغرار أنها عداء حقيقي ، والواقع أن معظمها مدبر بليل ، أما الحقيقي فخلافات بينهما على تقاسم السلطات ، تؤدي إلى بعض الشجار هنا وهناك . وماذا تستفيد إيران من حرب غزة ، فنقول هذه المرة تستفيد إخلاء غزة من المسلمين لتكون صافية لليهود ، نعم هذه فائدة إيران وهي فائدة اليهود ، وبمجرد ما ينتهون من بقعتهم تلك سيلتفتون إلى الضفة الغربية ثم إلى داخل فلسطين حتى لا يبقوا بجانبهم لساناً يتحدث العربية ، ومن صالح إيران أيضا أن يبقى الجميع جهالا بهذا الأمر ويصدقوا الترهات التي تبث يمينا ويساراً تزعم أن إيران هي العدو العظيم للصهاينة قاتلهم الله وقاتل معهم الصهاينة .

نعود لما أراه في إسماعيل هنية وهو الرأي الذي لا يجوز غيره لمن رأي واعتبر وتبصر .

فهو أن إسماعيل هنية إما متشيع وإما مُغرق في التصوف غالٍ فيه وإما سنيُ جاهل ساذج ، فإن كان الأول أو الثاني فلا خير فيه ، وعندي أن قتله في إيران فوق كونه فضيحة لإيران التي لا تستتر من فضائحها ولا تبالي بها ، فهو شر أزيح عن أهل غزة أزاح الله عنهم من بعده السنوار وكل شرير أفاك ، فليس في بقائهما إلا زيادة للتنكيل في الشعب المظلوم المسكين .

أما إن كان الثالث فنسأل الله له الرحمة ، وقد يكون اختيار الصهاينة والإيرانيين إياه لقتله ناتجاً عن بداية فهمه للعبتهم به وإرادتهم التخلص منه ، وهو أمر راجح عندي إذ إن القائد الفعلي لحرب غزة هو يحي السنوار ، وهذا قريب من اليهود ويستطيعون إذا أرادوا قتله ، وادعاء اختبائه منهم محض فرية ، وإلا فقد كان سجينا عندهم عشرين عاماً وأجريت له عمليات في السجن ولا شك أن إحداها تضمن زراعة شريحة داخله ، ثُمَّ وُجِّه إلى حماس ليكون قائداً لها في ظروف ميسرة جداً ، وبطريقة لم يصلها الذين بقوا في حماس ولم يغادروها ،
فهل السنوار فوق أولئك وأقدر ، أم أن له نافذة أخرى ،؟
الله أعلم .

  • 04 أغسطس, 2024
  •  06:01 م
   

المصدر

مواضيع مشابهة او ذات صلة :

هل أنكشف الوجه الآخر لحركة حماس .. !؟

مقال هام ..في خطورة علاقة حماس مع إيران

جناية الاخوان وحماس على الإسلام وأهله

حماس بعض المخدوعين بحركة حماس

في الميزان السياسي والثورة السورية: حماس مع من؟!

مقتل عماد مغنية صدقونـي.. لم أعد أفهـم..!

 حماس تنعي من أسمته " الشهيد" عماد مغنية

منح المفكر الفلسطيني عدنان إبراهيم الجنسية الإيرانية

حركة الصابرين : نشر التشيع في غزة !

عدنان ابراهيم : شواهد الدجل في مسيرة هذا الرجل !

تعرف على عدنان ابراهيم

مظاهر انتشار التشيع في غزة في ظل سيطرة حماس المدعومة بالمال الإيراني

حركة حماس: لا نعادي نظام الأسد.. والحرب في سوريا تصفية حسابات دولية وإقليمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..