الخميس، 1 أبريل 2010

معركة جراب

جزء من تأسيس المملكة العربية السعودية
معلومات عامة
التاريخ     17 يناير 1915
الموقع     ماء جراب، شمال المجمعة
النتيجة     غير حاسمة
المتحاربون
  إمارة جبل شمر   ×   إمارة نجد
القادة
 سعود بن رشيد    
القوة
3,000 مقاتل من أهالي قرى
حائل وجموع من بوادي شمر
----------------------
  عبدالعزيز بن سعود    3,000 مقاتل
من أهالي قرى العارض والقصيم وجموع من بوادي العجمان ومطير والسبيع والسهول
الخسائر
قليلة     قليلة


معارك توحيد السعودية
معركة جراب، هي معركة حدثت في 17 يناير 1915. بين إمارة جبل شمر بقيادة سعود بن عبدالعزيز آل رشيد وبين إمارة نجد بقيادة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، عند ماء جراب وهو شمال بلدة المجمعة، وانتهت بإنهزام قوات ابن سعود عن ميدان المعركة ولكن بإغارة قبيلة مطير على معسكر جيش ابن رشيد أصبح التعادل هو النتيجة الحاسمة.

م
الخلفية التاريخية

إندلعت الحرب العالمية الأولى في 28 يوليو 1914، وتأخرت الدولة العثمانية 3 أشهر لتقرر دخول الحرب بجانب دول المركز في 29 أكتوبر 1914، في ذلك الوقت قررت الحكومة البريطانية في الهند مهاجمة البصرة وأرسلت في 3 نوفمبر إلى الأمير عبدالعزيز بن سعود تطلب منه التعاون في الاستيلاء على البصرة مقابل اعترافها به حاكما على نجد والأحساء وحمايته من أي هجوم يأتيه من البحر ومساعدة ضد أي انتقام من الدولة العثمانية، إلا أن ابن سعود أجابهم بأنه سيظل على الحياد ويترك جميع خياراته مفتوحة[1]

في المقابل حاول العثمانيون استمالة ابن سعود وأرسلوا مبعوثهم من العراق طالب النقيب لهذه الغاية،، إلا أن مهمة الوفد أخفقت بعد أن استولت لقوات البريطانية على البصرة في 22 نوفمبر 1914، وكرر العثمانيون محاولتهم لاستمالة ابن سعود وارسالوا وفدا من المدينة المنورة يحمل 10 آلاف ليرة لإقناعه بتأييد الدولة العثمانية إلا أن ابن سعود تملص تقديم أية وعود قائلا بأنه عاجز عن مقاومة الإنجليز ، ولكنه وعد بعدم إعاقة تجار نجد عن تزويد الجيش التركي بالأغذية.[2]

ونتيجة لذلك لم يشترك ابن سعود بمهاجمة الدولة العثمانية في العراق كما أراد الإنجليز ولم يحارب الشريف حسين بالحجاز كما أراد العثمانيين[3]

وعلى الرغم من أن الإنجليز رغم اعتمادهم على الشريف الحسين ماكان بوسعهم أن يتجاهلوا أمير نجد. ففي تلك الفترة كانت ممتلكات ابن سعود الشاسعة تمتد من الربع الخالي جنوبا حتى الكويت شمالا وكانوا يريدون من ابن سعود شيئا واحدا، وهو أن يشل حليف الأتراك أمير حائل الذي يهدد جناح الجيش البريطاني في جنوب وادي الرافدين.[2]

وعلى الرغم من ابداء ابن سعود حياده في الصراع الدائر بين الإنجليز والأتراك فإن موقفه المحايد لم يستمر طويلا حيث انتهى عمليا بعد توقيع معاهدة دارين في 26 ديسمبر 1915، وقد بادر البريطانيون قبيل توقيع المعاهدة بمنح بن سعود هدية شملت ألف بندقية و20 ألف جنية استرليني، وبدأوا بارسال معونة شهرية إلى الرياض بمقدار 5 ألاف جنيه استرليني ومقدار من الأسلحة والذخائر ابتدأ من عام 1916[4]
اتفاق إمارة حائل مع العثمايين

اجتمع ابن رشيد مع والي البصرة شفيق كمالي باشا قرب الزبير وتم الاتفاق بينهما على أن تساعد الدولة العثمانية إمارة حائل في محاربة ابن سعود وأن تمنح حائل من أجل تحقيق هذه الغاية نحو 10 ألاف بندقية إضافة إلى الذخائر والأموال[5] وحينما بلغ ابن سعود اتفاق العثمانيين مع ابن رشيد أرسل إلى الأخير كتابا يذكره بتهادنهما إلا أن ابن رشيد رد عليه قائلاً: "إني من رجال الدولة العثمانية. ومصالحتي اياك، لا تكون إلا إذا رضيت الدولة بها"[6]
استعدادات الطرفين

خرج ابن رشيد من حائل متوجها إلى الرياض تصحبه قوة تبلغ نحو 3 ألاف رجل من سكان حائل وبادية شمر وتجهز ابن سعود من الرياض بقوة من 3 ألاف رجل من سكان قرى العارض وبادية مطير والعجمان وسبيع والسهول.
المعركة

تقدم الجيشان في صبيحة اليوم 23 يناير وأشتبكا مع بعضهما في جراب، حققت خيالة ابن سعود انتصارا على خيالة ابن رشيد، لكن مشاة ابن سعود هزموا وحينما رأى العجمان ما حدث للمشاة انسحبوا خيانة لعبد العزيز آل سعود وأرادوا نهب مخيمة وقد قتل في المعركة النقيب وليم شكسبير والذي كان يشغل منصب الوكيل السياسي البريطاني في الكويت.

ويصف الوقعة أمين الريحاني في مؤلفه تاريخ نجد ما نصه :
  
معركة جراب     احتدم القتال ودوت البنادق، فأصيب شكسبير برصاصة أودت بحياته وكان فرسان العجمان قد تراجعوا خيانة وهم يصيحون صيحة الإنهزام، فأغارت إذ ذاك بادية ابن رشيد على جناح أهل التوحيد الأيسر فدحرته وغنمت أمواله اما بدو ابن سعود وأكثرهم من مطير فقد أغاروا أثناء ذلك على جيش ابن رشيد ومخيمه وكانوا كذلك من الفائزين الغانمين.[7]    
  
معركة جراب

وينقل جون فيلبي رواية أحد مقاتلين ابن سعود الذي أشترك في المعركة جراب ويدعى حسين قائلا
  
معركة جراب     عندما رفع ابن سعود بيرقه إشارة للتقدم والزحف على ابن رشيد لم يكن لدينا سوى مدفع واحد، كنت أنا المسئول عنه وعندما اقتربنا من منطقة جراب انقسم الجيش إلى قسمين، وتولى ابن سعود بنفسة قيادة الخيالة كلها بحثا عن العدو الذي وردت تقارير تفيد أنه أصبح قاب قوسين أو أدنى هذا في الوقت الذي تركت المشاة فيه الجمال والأمتعة في المعسكر وسارت بطريق مختلف بحذاء الشعب وبمدفعي الوحيد رافقت المشاة ومعي شكسبير، وفجأة أكتشف كشافونا أن العدو كان يتقدم في اتجاهنا وهنا سحبت مدفعي إلى موقع حاكم لأفتح النيران على العدو، وعلى الفور بدأت إطلاق النار بينما وقف شكسبير صخرة صغيرة يراقب العدو من خلال نظارة الميدان ويبلغني بالاتجاه الذي أوجه إليه نيران مدفعي وناديته وطلبت منه عدم تعريض نفسه للخطر ورجوته أن يخلع غطاء رأسه لأنه لم يكن يرتدي مثل ملابسنا وإنما كان يرتدي زيا بريطانيا ولكنه لم يعرني اي انتباه وواصل توجيهي الى الاهداف التي أفتح عليها نيران مدفعي وبعد فترة قصيرة اصيب الرجل بطلق في فخذه ولكن على الرغم من عدم قدرته على الحركة استمر في عمله وراح يوجه نيراني إلى أن تلاقت القوات المتعادية ودخلت قتالا متلاحما وهنا توقفت عن الرماية وجلسنا على الارض نشاهد المعركة وبعد فترة وجيزة شاهدت قواتنا تتراجع وهنا قلت له هيا بنا لقد انتهى كل شيئ هيا بنا نهرب عن طريق الشعب وبعد ذلك سحبت اجزاء المدفع المتحركة ودفنتها في الرمل ورحت اجري في الاتجاه المشار اليه وقال الرجل شيئا عن سلوك طريق مختلف ولكني لم انتظر وحينما نظر حسين الى الخلف شاهد جمالة العدو وهي تهجم على شكسبير الذي وقف رغم اصابته وراح يقاتل الى ان سقط ميتا ولم يرى حسين أكثر من ذلك في الوقت نفسه كانت خيالة ابن سعود قد تمكنت من طرد خيالة العدو امامها وراحت تلاحقها ولكن العجمان بعد أن رأوا الذي حدث للمشاة فروا كي يسلبوا المخيم وينهبوه وخسر ابن سعود المعركة وادعى ابن سعود النصر في ضوء النجاح الذي اصابته الخيالة لكن شرف الانتصار كان للعدو الذي يكن على الرغم من كل ذلك في موقف يمكنه من القيام بمحاولة أخرى وتراجع ورضي بغنيمة المخيم الذي جرى تخريبه[8]    
  
معركة جراب
هوامش

    ^ Saudi Arabia: The Ceaseless Quest for Security, Nadav Safran, p37

    تاريخ العربية السعودية، اليكسي فاسيلييف، ص.307
    ^ اريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص:222
    ^ تاريخ العربية السعودية، اليكسي فاسيلييف، ص.310
    ^ اريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص:217
    ^ اريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص:218
    ^ تاريخ نجد الحديث، أمين الريحاني، ص:222
    ^ قلب الجزيرة العرب، الجزء الأول، هاري سنت فيلبي، ترجمة صبر محمد حسن، ص.492

مصادر

    Saudi Arabia: The Ceaseless Quest for Security By Nadav Safran ,Cornell University Press, 1988

جريدة الجزيرة السعودية د.عبد الله الصالح العثيمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..