السبت، 11 أغسطس 2012

هذا هو رأي العودة في عدنان ابراهيم و عمران حسين

د. العودة يتحدث عن عدنان إبراهيم وعمران حسين



الإسلام اليوم/ محمد وائل


قال الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، إنه استمع إلى الدكتور عدنان
إبراهيم من خلال عدد من الأشرطة وتابع الكثير من الخطب ووجد أنه أمام رجل موسوعي ، وعنده لغة جيدة، ودور بارز في مسألة نقد الإلحاد والرد على الملحدين إلا أن لديه جرأة في بعض الأحيان على نتائج معينة، ونوع من الحِدَّة في حال الخلاف أو المواجهة بين طرفين، مشيرا إلى أنه قد يحتد بكلمات ربما كان تركها أولى.
وخلال حلقة اليوم من برنامج ميلاد والتي جاءت بعنوان "حلبة"، أوضح الدكتور العودة، أنّه لا يرى استدعاء معارك التاريخ بهذا الزخم، مشيرا إلى أنه حديث د. عدنان إبراهيم عن معاوية بن أبي سفيان في سبعة وعشرين شريطا، معناه طغيان التاريخ، على الحاضر ، إضافة إلى أنه لا يتفق مع النتائج التي توصل إليها.
وأشار إلى أن طريقة استعادة التاريخ بهذا الزخم الهائل واختيار قدر من المرويات، تدفع الأطراف الأخرى إلى اختيار قدر آخر، من شأنه أن يغيّب الأجيال عن واقعها ويحولها إلى كائنات تبحث في التاريخ.
كما أشار إلى أنه يستغرب على منهج عقلي منطقي بشكل مفرط ، كيف يستوعب بعض الشطح المتصوف,
عمران بن حسين
وحول الداعية عمران حسين، أوضح الشيخ سلمان، أن له محاضرات وكتبا حول قضية الثورات العربية تضمنت نوعا من التنبؤ بها قبل حدوثها، متوقعا اندلاعها ودور وسائل الإعلام فيها، مما دفع بالكثيرين إلى الاستماع والسؤال عنه.
وقال د. العودة: "استمعت إلى بعض مما قال ووجدت أنه أصاب فعلاً في أشياء كثيرة وطابقت ما هو واقع، لكن المشكلة دائماً أن الناس إذا وجدوا شخصاً أصاب في شيء ظنوا أنه يصيب في كل شيء، وصاروا يتوجسون من المستقبل خيفة أن ما توقعه سوف يحدث، وفي نظري إن الكلام عن المستقبل وعن الغيب هو في الأصل من علم الله -سبحانه وتعالى- (فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)، مشيرا إلى أن البعض قد يتوقع من خلال نصوص شرعية أو من خلال معطيات واقعية، داعيا إلى ضرورة الاعتدال والتوازن في قبول أو رد هذه التوقعات".
فرق بين النقد والإطاحة
وأكد د. العودة على ضرورة التفريق بين النقد و الإطاحة لأن كثيراً ممن يمارسون النقد يهدفون إلى الإطاحة أكثر من مفهوم التقويم، مشيرا إلى أن النقد ينبغي أن يستمد عمله من المسافة ما بين الصورة المثالية وما بين الواقع العملي التنفيذي، بمعنى أن الآخرين سيضيفون ما عندهم إلى ما عندي، وبالتالي يصبح النقد هنا تكميلاً لنقص الإنسان وكشفاً لعيبه، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا".
صور سلبية
و حول من يصادرون حقوق الناس في تجربة النقد أو البرلمانات أو المشاركة السياسية نتيجة لما أفرزته في بعض الأحيان من صور سلبية، رأى د. العودة أن مثل هذه النماذج مدعاة إلى تطوير التجربة وإدراك عيوبها، وإلا فما من تجربة في الحياة إلا ويوجد فيها جانب من الخلل، فالذين يعتبرون أن هذا مدعاة لإلغاء التجربة عليهم أن يلغوا -مثلاً- مؤسسة الزوجية؛ وأن يلغوا المباريات الرياضية لما فيها من مواجهة بين الجمهور وضحايا ، وأن يلغوا الطرقات والشوارع؛ لأن هناك كما من حوادث السيارات، بل إن الحياة نفسها مبنية على قدر من المخاطرة.
مشكلة التصنيف
وأشار د. العودة إلى أنه ه كثيرا ما يتم التصنيف أثناء النقد أو الخصومة واستخدامه بشكل سلبي، مشيرا إلى أن كثيرا ممن يستخدمون التصنيف لا يعرفون حقيقة هذه المصطلحات، فلو سألت أحدهم مثلاً: ماذا تعني المعتزلة، أو الخوارج أو أصولهم لا يعرف.
وقال "في أكثر من مناسبة مثلاً كنا نتحدث عن المسلمين الذين يجنحون إلى العنف سواء تنظيم القاعدة أو غيره، فكنت أتحدث عن نقد هذه الممارسة من الناحية الفقهية والشرعية ومن الناحية المصلحية ومن كل الجوانب، وكان بعض الشباب يصف هؤلاء بأنهم من الخوارج والآخر يعترض لأنهم لا يكفرون الناس بالمعصية في الجملة، ولا يسفكون الدم الحرام بإطلاق، وإنما عندهم تأويل فاسد ينبغي معالجته في هذا الخصوص".
وأوضح أنه فيما يتعلق بالجماعات الإسلامية، البعض يستخدم التصنيف من أجل التعيير والانتقاص كأن يقول لك هذا "إخواني" وبعضهم -أحياناً- يقول "إخوانجي" كنوع من التعيير، وقد جاء مرفوعاً وإن كان في سنده مقال: « مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ »، وابن رجب الحنبلي عنده كتاب " الفرق بين النصيحة والتعيير"، مشيرا إلى أن الجماعات الإسلامية، في الجملة على خير ورشد واجتمعت على طاعة الله - سبحانه وتعالى- وليس أحد منها معصوماً، وهم بشر يخطئون ويصيبون ويجتهدون ومثلهم مثل غيرهم ويمكن أن يُنتقدوا دون أن يتحول النقد إلى حالة من الإطاحة والاستهداف.
إقحام العامة
واعتبر فضيلته، أن من أخطر وأسوأ ما يكون في النقد هو إقحام العامة فيه، بدلاً من أن يكون النقد أداة ما بين العقلاء والمتعلمين والناصحين، وذلك لأن الشخص الغير متعلم أو مثقف قد يستخدم مصطلحاً عميقاً أو غربياً لا يعرف حقيقته، والذي قد يصل في اتهامه إلى إلى حد "التكفير"، كنوع من الإقصاء الشرعي حتى يضع بينه وبين الناس حاجزاً.
وشدد على أهمية الحفاظ على أعراض المسلمين وتجنب سوء الظن « إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ لاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَنَافَسُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً»، مشيرا إلى ضرورة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر يستدعي أن نعالج أنفسنا قبل أن نتجه إلى نقد الآخرين، وليس معنى أن من أخطأ من الناس أصبح عرضه كلأً مباحاً متاحاً لكل من هبّ ودبّ.
نقد الإسلاميين
ودعا فضيلته التيارات والأحزاب الإسلامية، والمؤسسات الدينية، والمجامع الفقهية والعلمية،أن يكونوا الأكثر تقبلا للنقد وليس معنى الانتماء إلى تيار إسلامي العصمة من النقد بل على العكس، لا بد أن نكون أكثر تقبلاً واستيعاباً للنقد.
وأشار إلى أن القرآن الكريم أعطانا مثلا رائعا حينما أنزل سورة كاملة (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) وكيف الله تعالى يعاتب نبيه -صلى الله عليه وسلم، وأيضاً سورة الأحزاب (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ)، وأشد من ذلك (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ)، مشيرا إلى أن الإنسان كلما كان أكمل وأقوى كان أقدر على تقبل النقد وتحمله. وأضاف "النقد لا يقتل ولا يُضعف الإنسان وإنما يقويه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..