آخر تجليات الثورة المصرية، أن تشهد مصر انعقاد مؤتمر وندوات بحثية
لنصرة أهل الأحواز التي احتلتها إيران عقب الحرب العالمية الأولى وتحديدا
في عام 1925.لم يكن ممكنا انعقاد مثل هذا المؤتمر لولا الحريات التي أتت
بها ثورة يناير،غير أن للثورتين السورية والعراقية فضلا آخر في انعقاده،
فكلاهما جاء كاشفا لما تقوم به إيران من أعمال احتلال ومساندة لنظم طائفية
معادية لمصالح شعوبها الوطنية،وكلاهما حمل إعلانا بمواجهة المحاولات
الإيرانية المتواصلة للسيطرة على الإقليم وتفكيك دوله ومجتمعاته.
يحمل المؤتمر دلالات التحرر العربي من قيود الديكتاتورية، كما يحمل معنى إصرار ثورات الربيع العربي على مواجهة مشكلات وقضايا لم يكن مسموحا ولا ممكنا تناولها من قبل أو الدفاع عنها، وهنا تأتي قضية الأحواز العربية المحتلة إيرانيا، حالة فارقة في تحديد مواقف وأدوار جديدة لتلك الثورات.هي تجرؤ على فتح ملفات كان الكل تصور أنها أغلقت للأبد، بعدما ظل النظام الرسمي العربي صامتا عنها.
لكن لإيران دورا في فتح مثل هذا الملف أيضا.لقد استنفرت إيران قوى دولية وإقليمية وعربية رسمية وشعبية،ودفعتها للتعامل معها بمنطق العداء والصراع المباشر وبصوت عال.لقد استنفرت إيران القوى الشعبية العربية،بعدما وقفت داعمة لنظام بشار الأسد، ومساندة له وهو يقتل شعبه ويدمر وطنه، وبعدما فعلت نفس الأمر في العراق مع المالكي.جاء الدور الإيراني في سوريا والعراق مختلفا على نحو كبير عن تلك الصورة التي بدا عليها الدور الإيراني في لبنان وفي التعامل مع فصائل المقاومة الفلسطينية.وقد استنفرت إيران الموقف التركي ضدها،إذ وجدت تركيا نفسها في وضع من يحاط في مجالها الحيوي في الإقليم من قبل الجهد والدور والنفوذ الإيراني.وها نحن نرى تركيا داعمة للثورة السورية والشعب السوري في مواجهة الدور الإيراني المساند للأسد، كما نرى تركيا في صف الشعب العراقي الذي تقف إيران ضده عبر مساندتها لنظام طائفي فاسد في هذا البلد.
واستنفرت إيران دول الخليج، بفعل إصرارها على احتلال الجزر الإماراتية من جهة، وبسبب دورها في البحرين وتصريحات مسؤوليها بابتلاع هذا البلد كله.وجدت حكومات الخليج نفسها في وضع لا تهدد فيه بالقوة العسكرية الإيرانية، فقط، بل صارت دولها مهددة بالابتلاع كلها.واستنفرت إيران القوى الدولية ضدها، حين دخلت في حالة صراع على المصالح والنفوذ في دائرة متوسعة دوما.
استنفرت إيران قوى رسمية وشعبية ودولية وإقليمية ضدها، فكان من الطبيعي أن تجرى تحركات لمواجهتها ووقف إستراتيجيتها الساعية للهيمنة والسيطرة.
غير أن مساندة قضية الأحواز وأهلها جاء نقلة جديدة في تلك المواجهة.فهو إقرار بحق الشعب العربي هناك في التحرر وإنهاء احتلال مسكوت عنه حتى تحول إلى محاولة تذويب للهوية وإنهاء للغة العربية،بل هو تحول إلى نمط من التطهير العرقي هناك.وهو تصحيح لخطأ دولي إذ جرى انتزاع الأحواز ومنحها لإيران من قبل بريطانيا خلال الصراع الحربي بين بريطانيا والدولة العثمانية من جهة،وبين بريطانيا والغرب،وروسيا بعد الثورة الاشتراكية من جهة أخرى،وهو كذلك تصحيح لخطأ النظام الرسمي العربي الذي ظل صامتا من يوم تشكله في أربعينات القرن الماضي وحتى الآن.
مؤتمر نصرة الأحواز بالقاهرة،إعلان بأن للشعوب خياراتها،وأن الشعوب تدافع عن قضاياها ومصالحها وأن طال الزمن،دون التزام بالأطر الرسمية العربية التي أضاعت كثير من قضايا الأمة.
هو مؤتمر لنصرة شعب قام بنحو 20 انتفاضة وثورة منذ احتلال بلاده، وهو إعلان بأن مرور نحو القرن على الاحتلال لا تمنح للمحتل حق..ولا تضيع على الشعوب حقوقها أبدا
.......
بوابة الشرق
طلعت رميح
يحمل المؤتمر دلالات التحرر العربي من قيود الديكتاتورية، كما يحمل معنى إصرار ثورات الربيع العربي على مواجهة مشكلات وقضايا لم يكن مسموحا ولا ممكنا تناولها من قبل أو الدفاع عنها، وهنا تأتي قضية الأحواز العربية المحتلة إيرانيا، حالة فارقة في تحديد مواقف وأدوار جديدة لتلك الثورات.هي تجرؤ على فتح ملفات كان الكل تصور أنها أغلقت للأبد، بعدما ظل النظام الرسمي العربي صامتا عنها.
لكن لإيران دورا في فتح مثل هذا الملف أيضا.لقد استنفرت إيران قوى دولية وإقليمية وعربية رسمية وشعبية،ودفعتها للتعامل معها بمنطق العداء والصراع المباشر وبصوت عال.لقد استنفرت إيران القوى الشعبية العربية،بعدما وقفت داعمة لنظام بشار الأسد، ومساندة له وهو يقتل شعبه ويدمر وطنه، وبعدما فعلت نفس الأمر في العراق مع المالكي.جاء الدور الإيراني في سوريا والعراق مختلفا على نحو كبير عن تلك الصورة التي بدا عليها الدور الإيراني في لبنان وفي التعامل مع فصائل المقاومة الفلسطينية.وقد استنفرت إيران الموقف التركي ضدها،إذ وجدت تركيا نفسها في وضع من يحاط في مجالها الحيوي في الإقليم من قبل الجهد والدور والنفوذ الإيراني.وها نحن نرى تركيا داعمة للثورة السورية والشعب السوري في مواجهة الدور الإيراني المساند للأسد، كما نرى تركيا في صف الشعب العراقي الذي تقف إيران ضده عبر مساندتها لنظام طائفي فاسد في هذا البلد.
واستنفرت إيران دول الخليج، بفعل إصرارها على احتلال الجزر الإماراتية من جهة، وبسبب دورها في البحرين وتصريحات مسؤوليها بابتلاع هذا البلد كله.وجدت حكومات الخليج نفسها في وضع لا تهدد فيه بالقوة العسكرية الإيرانية، فقط، بل صارت دولها مهددة بالابتلاع كلها.واستنفرت إيران القوى الدولية ضدها، حين دخلت في حالة صراع على المصالح والنفوذ في دائرة متوسعة دوما.
استنفرت إيران قوى رسمية وشعبية ودولية وإقليمية ضدها، فكان من الطبيعي أن تجرى تحركات لمواجهتها ووقف إستراتيجيتها الساعية للهيمنة والسيطرة.
غير أن مساندة قضية الأحواز وأهلها جاء نقلة جديدة في تلك المواجهة.فهو إقرار بحق الشعب العربي هناك في التحرر وإنهاء احتلال مسكوت عنه حتى تحول إلى محاولة تذويب للهوية وإنهاء للغة العربية،بل هو تحول إلى نمط من التطهير العرقي هناك.وهو تصحيح لخطأ دولي إذ جرى انتزاع الأحواز ومنحها لإيران من قبل بريطانيا خلال الصراع الحربي بين بريطانيا والدولة العثمانية من جهة،وبين بريطانيا والغرب،وروسيا بعد الثورة الاشتراكية من جهة أخرى،وهو كذلك تصحيح لخطأ النظام الرسمي العربي الذي ظل صامتا من يوم تشكله في أربعينات القرن الماضي وحتى الآن.
مؤتمر نصرة الأحواز بالقاهرة،إعلان بأن للشعوب خياراتها،وأن الشعوب تدافع عن قضاياها ومصالحها وأن طال الزمن،دون التزام بالأطر الرسمية العربية التي أضاعت كثير من قضايا الأمة.
هو مؤتمر لنصرة شعب قام بنحو 20 انتفاضة وثورة منذ احتلال بلاده، وهو إعلان بأن مرور نحو القرن على الاحتلال لا تمنح للمحتل حق..ولا تضيع على الشعوب حقوقها أبدا
.......
بوابة الشرق
طلعت رميح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..