السياسة الكويتية 14-شعبان-1431هـ / 26-يوليو-2010م
18 معسكراً في إيران لتدريب مقاتلي "القاعدة" والمخابرات الإيرانية أحكمت قبضتها على التنظيم.
حين كتبنا قبل مدة وجيزة مقالنا المعنون (القاعدة صنيعة
إيرانية), لم يقتنع البعض بهذا الأمر
على اعتبار أن القاعدة تمثل أقصى
التطرف السني وأنها تُكفر المذهب الذي تدين به إيران رسميا ودستورياً, فكيف
يعقل أن إيران تقتل الشيعة! ولم يكن كلامنا قائماً على تأويلات أو عواطف
أو مجرد تصورات, وذكرنا حينها بعض الدلائل واليوم نقدم للقارئ الكريم دلائل
ووثائق عن كون القاعدة صنيعة إيران وان تحركاتها وجرائمها - على الأقل في
العراق - تنفذ من خلال التوجيه والدعم الإيراني.
لقد احكمت السلطات المخابراتية الإيرانية قبضتها على تنظيم
القاعدة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الوكلاء والاعوان, ولا نكشف سرا
عن توظيف المخابرات الإيرانية لمعسكرات تدريب القاعدة المنتشرة داخل
الأراضي الإيرانية, حيث يتم إدخال عناصر القاعدة بعد التدريب والتوجيه
والتسليح من خلال الحدود مع العراق مباشرة أو من نقلهم للعراق من خلال
كوردستان العراق, والوثائق التي تحت حوزتنا هي تقارير استخبارية رسمية
صادرة عن جهاز المخابرات الوطني العراقي.
الوثيقة الأولى ونتحفظ على رقمها وتاريخها موضوعها (معسكر
لتدريب عناصر القاعدة في إيران), يتضمن أنه يوجد معسكر لتدريب عناصر تنظيم
القاعدة في إيران, يقع بالتحديد بين محافظة طهران ومدينة قُم على الطريق
السريع, شمال شرق مرقد الخميني بمسافة 15 - 20 كم قرب مقبرة بهشت زهراء وفي
منطقة كثيفة الاشجار جبلية كانت تستخدم في السابق كسجن للاسرى العراقيين
خلال الحرب بالثمانينات. وان المتدربين في هذا المعسكر من جنسيات مختلفة
(مغربي, ليبي, افغاني, جزائري, باكستاني...), ويتم تدريب تلك العناصر على
عمليات التفجير واستخدام الاسلحة المختلفة وباشراف عناصر تدريب من الحرس
الثوري الإيراني. وانه تم تمويه المعسكر لغرض اخفاء حقيقة عمله الاصلية
بوضع لافتة معمل انتاج بطاريات (باتري سنا).
الوثيقة الثانية: تتضمن معلومات ومستجدات عن تواجد الهدف
الإرهابي (نشوان عبدالرزاق) الملقب عبدالهادي العراقي احد قياديي تنظيم
قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين داخل إيران حيث يقوم بنقل الاموال
والإرهابيين من إيران إلى داخل العراق من خلال دستان العراق. وان نشوان قد
انتقل إلى محافظة إيلام حيث تم تامين الحماية له من قبل تشكيل (الفراركاه
رمضان) احدى تشكيلات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وتم اسكانه
داخل المقر بناء على طلبه بعد مقابلته لمسؤول الاطلاعات الإيرانية آغا
مفتاحي وتم تزويده بجهاز اتصال. وبتاريخ 5/2/2005 التقى الإرهابي نشوان مع
المدعو الحاج شمس الدين أحد أهم العناصر القيادية في تنظيم أنصار الإسلام
في إيران محافظة مريوان واستلم منه مبالغ مالية كبيرة جدا لغرض ايصالها إلى
الإرهابيين داخل العراق في الموصل وكركوك.
الوثيقة الثالثة: تتضمن وجود مقر سري للتدريب تابع لتنظيم
القاعدة في إيران (محافظة خراسان) منطقة (تربت حام حيدري) الواقعة على
الحدود مع أفغانستان, وان هذا المقر يقوم بتاهيل 1500 مقاتل مدرب تدريبا
عاليا في مختلف فنون القتال, ويشرف على تدريب المقاتلين عناصر من المخابرات
الإيرانية بالتعاون مع عناصر تدريب من تنظيم القاعدة. وان تدريب المقاتلين
يتم ابتداء في هذا المقر لجميع الجنسيات ومن ثم يتم نقل المقاتلين إلى
معسكرات في دول اخرى لاستكمال تدريبهم ومنها افغانستان وسورية التي تكون
المحطة الاخيرة في التدريب ومن ثم يتم نقلهم إلى العراق وافغانستان.
اما المسؤولون الإيرانيون الذين يشرفون على تدريب المقاتلين
المذكورين فمنهم محسن رضائي نائب رئيس مصلحة تشخيص النظام, وعلي شمخاني
وزير الدفاع و حسين زماني مسؤول الإدارة والميرة وأحمد جلالي قمي وهو مسؤول
الامن الداخلي في القاعدة. كما أن هناك سبعة أشخاص من المخابرات الافغانية
الرسمية.
الوثيقة الرابعة تتحدث عن وجود 18 معسكرا في إيران لتدريب
مقاتلي القاعدة, ويشير التقرير إلى أن سعد بن لادن نجل أسامة بن لادن, وسيف
العدل الشخص الثالث في تنظيم القاعدة في إيران قادمان من سورية, لغرض
تشكيل هيئة عامة للقاعدة وخلايا إرهابية للعمل في منطقة الخليج والعراق
والسعودية, وتجنيد وتدريب اللاجئين اللبنانيين الموجودين في الأراضي
السورية. كما أشار التقرير إلى وجود مهربين سوريين يقومون بتهريب السلاح
والمقاتلين إلى لبنان ويرتبط هؤلاء المهربين بضباط مختصين من الحرس الثوري
يقومون باعطاء التعليمات على كيفية استخدام صواريخ (802 سي) التي تستخدم في
ضرب السفن البحرية.
واكد التقرير ان إيران قامت بتهريب 1000 صاروخ نوع ستريللا
(7 أس أي) وكميات كبيرة من العبوات الناسفة شديدة الانفجار وزعت في مناطق
بغداد والبصرة والعمارة والموصل وحديثة. كما قامت المخابرات الإيرانية
بادخال مقاتلين إلى مدينة البصرة ممن سبق تدريبهم في لبنان. كما تضمن ان
الحرس الثوري قام بتسليم مقاتلي القاعدة صاروخ من نوع (سام 7) كما تم
الالتقاء مع مجموعة من عناصر حزب الله اللبناني من خلال الحدود الإيرانية
في منطقة العمارة.
وتضمن التقرير الخامس معلومات عن معسكر يدعي (معسكر الشهيد
مفتح) في محافظة كرمنشاه وهو عبارة عن مجمع عسكري شامل لاجهزة اطلاعات
الإيرانية ويتم تدريب مقاتلي القاعدة في هذا المعسكر باشراف مدربين من حزب
الله اللبناني وفيلق بدر العراقي وعناصر انصار الاسلام الكردية. وان
(الفراركة رمضان) تعد هي الجهة المسؤوولة عن التنسيق مع عناصر القاعدة التي
تقوم بتدريبها.
هذا بعض مما احتوته الوثائق المخابراتية من معلومات عن
التنسيق العالي والتعاون العميق بين تنظيم القاعدة وقيادات إيرانية من حيث
التدريب والتجهيز وتبادل المعلومات والتخطيط للعمليات التي تستهدف
الابرياء, وليس غريبا ان يلتقي المشروعان الإيراني والقاعدي طالما أن الهدف
واحد.
aymenhashimi@yahoo.com
د. أيمن الهاشمي
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..