يتفق
معي الجميع أن تربية الأبناء من أصعب المهام، وأشقها، وتحتاج إلى صبر،
وشدة ، وعطف، ورحمة ، وحزم ، لكن في وقتها ، وبجرعات محددة، فمن ذكاء
المربي اللجوء اليها حسب ما يقتضيه الموقف، وبمقدار معين، فطغيان أحدها على
الآخر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ومن ذكائه أيضًا حسن التعامل مع نفسيات
أبنائه، ومراعاتها، وكيفية استخراج الكنوز التي داخلهم، كذلك اطلاعه على
الكتب المختصة في التربية، والتواصل مع المختصين التربويين، والمستشارين
الأسريين خاصة في هذا الوقت الذي كثرت فيه المشتتات، والملهيات على الآباء
والأبناء.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
تأخذنا الحياة ومشاغلها بعيداً عن أبنائنا، ونظن أن السعي في البحث عن لقمة
العيش، وتوفير المال هو كل ما يحتاجونه، لنكتشف بعد سنوات أننا نربي
أجسامًا، ولا نبني عقولاً، فحاجة أبنائنا إلينا أشد من حاجتهم إلى المال،
مع أنه يجب الجمع بين الأمرين أن نسعى في جمع المال من أجلهم، وأن نستقطع
جزءاً كبيراً من وقتنا لهم، ونهتم بتربيتهم تربية صالحة، فالمال عصب
الحياة، ولكن بلا إفراط أو تفريط .
يجب أن تخصص لأبنائك يوميًا وقتاً محددًا تقضيه معهم بعيدًا عن الانشغال بأي شيء آخر تلاعب صغيرهم ، وتجاوب على استفساراته، وأسئلته الكثيرة والخيالية أحيانا، وتسمع لقصصه، وتتفاعل معها، وتحاور كبيرهم، وتغوص في عالمه، وهوياته وتتعرف عليها لتشاركه الحوار، والنقاش، والرأي، وتتفهم مشاعره، وتتعامل معه كصديق، وتطعم هذه الجلسات بالنصائح والتوجيهات المباشرة، وغير المباشرة ، بعيدا عن كثرتها، وعن المثالية الزائدة ، فلا تجعل الجلسة معهم رسمية، وجادة ، وكثيرة النصائح والتوجيهات حتى لا تنفر الأبناء، ولابد أن يكون يوم الإجازة الأسبوعية إجازة لك تعطل فيها جميع مشاغلك ومواعيدك الخاصة وتتفرغ لهم.
عندما أقول وقت مخصص، لا أقصد ذلك الوقت الذي يتحول المنزل فيه إلى فصل دراسي، حيث يجلس الأب أو الأم كالمعلم المتجهم، بينما ينكب الأبناء على كتبهم، لتنطلق عبارات التهديد والوعيد على خطأ في واجب دراسي يمكن تداركه بكل بساطه لكنه يبقى عالقاً في ذاكرة الابن .
عندما تجد أبناءك يرتمون في أحضانك، يلاعبك الصغير، ويشكو لك الكبير، ويبادرونك بالمصارحة بأخطائهم، فاعلم حينها أنك في الطريق الصحيح، ولكنك لن تسلك هذا الطريق مالم يكن لهم النصيب الأكبر من اهتمامك، ووقتك، فكن مع طفلك طفلا، ومع المراهق صديقاً. وانزل لمستواهم. ولاتسخر من أحلامهم، وأفكارهم،وشاركهم، وتشارك معهم .
يقول لي أحد المتقاعدين الذي أمضي أكثر من ربع قرن في الوظيفة، بعد فتره بسيطة من تقاعدي تفاجأت بأبنائي، وكأني أنظر إليهم للمرة الأولى، فالذكور كبيرهم أصبح رجلاً، وصغيرهم في سن المراهقة، والبنات أصبحن في سن الزواج ، حاولت أن أقرب منهم، وأجذبهم إلي، ولكن للأسف وجدت كلاً منهم له عالمه، أجلس الآن ساعات، وساعات، وحيداً أمام التلفزيون، أتعصر ألماً، وأكافح دمعتي، وألوم نفسي، حتى جلوسهم معي على استحياء، ومنشغلين بأجهزتهم، فقط قوالب لا قلوب، وكلامهم مجرد إجابات، لقد حصدت ما زرعت، لم أكن أجالسهم، وألاعبهم وهم صغار، ولم أصاحبهم وهم في بداية شبابهم، كنت مجرد صراف آلي ، عرفت أنهم كانوا يحتاجون إلى أبٍ أكثر من حاجتهم إلى المال.
يجب أن تخصص لأبنائك يوميًا وقتاً محددًا تقضيه معهم بعيدًا عن الانشغال بأي شيء آخر تلاعب صغيرهم ، وتجاوب على استفساراته، وأسئلته الكثيرة والخيالية أحيانا، وتسمع لقصصه، وتتفاعل معها، وتحاور كبيرهم، وتغوص في عالمه، وهوياته وتتعرف عليها لتشاركه الحوار، والنقاش، والرأي، وتتفهم مشاعره، وتتعامل معه كصديق، وتطعم هذه الجلسات بالنصائح والتوجيهات المباشرة، وغير المباشرة ، بعيدا عن كثرتها، وعن المثالية الزائدة ، فلا تجعل الجلسة معهم رسمية، وجادة ، وكثيرة النصائح والتوجيهات حتى لا تنفر الأبناء، ولابد أن يكون يوم الإجازة الأسبوعية إجازة لك تعطل فيها جميع مشاغلك ومواعيدك الخاصة وتتفرغ لهم.
عندما أقول وقت مخصص، لا أقصد ذلك الوقت الذي يتحول المنزل فيه إلى فصل دراسي، حيث يجلس الأب أو الأم كالمعلم المتجهم، بينما ينكب الأبناء على كتبهم، لتنطلق عبارات التهديد والوعيد على خطأ في واجب دراسي يمكن تداركه بكل بساطه لكنه يبقى عالقاً في ذاكرة الابن .
عندما تجد أبناءك يرتمون في أحضانك، يلاعبك الصغير، ويشكو لك الكبير، ويبادرونك بالمصارحة بأخطائهم، فاعلم حينها أنك في الطريق الصحيح، ولكنك لن تسلك هذا الطريق مالم يكن لهم النصيب الأكبر من اهتمامك، ووقتك، فكن مع طفلك طفلا، ومع المراهق صديقاً. وانزل لمستواهم. ولاتسخر من أحلامهم، وأفكارهم،وشاركهم، وتشارك معهم .
يقول لي أحد المتقاعدين الذي أمضي أكثر من ربع قرن في الوظيفة، بعد فتره بسيطة من تقاعدي تفاجأت بأبنائي، وكأني أنظر إليهم للمرة الأولى، فالذكور كبيرهم أصبح رجلاً، وصغيرهم في سن المراهقة، والبنات أصبحن في سن الزواج ، حاولت أن أقرب منهم، وأجذبهم إلي، ولكن للأسف وجدت كلاً منهم له عالمه، أجلس الآن ساعات، وساعات، وحيداً أمام التلفزيون، أتعصر ألماً، وأكافح دمعتي، وألوم نفسي، حتى جلوسهم معي على استحياء، ومنشغلين بأجهزتهم، فقط قوالب لا قلوب، وكلامهم مجرد إجابات، لقد حصدت ما زرعت، لم أكن أجالسهم، وألاعبهم وهم صغار، ولم أصاحبهم وهم في بداية شبابهم، كنت مجرد صراف آلي ، عرفت أنهم كانوا يحتاجون إلى أبٍ أكثر من حاجتهم إلى المال.
خربشات فاضي
احمد بن جزاء العوفي
الأحد 08/12/2013
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..