الثلاثاء، 14 ديسمبر 2004

في الاقتصادية .. محمدالسيف يغسل شراع الشيحي

في الأسبوع الماضي احتفلت محافظة الخرج بتشريف من محافظها الأمير عبد الرحمن بن ناصر وبحضور وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد، بافتتاح منشأة تعليمية بُنيت على نفقة مواطن صالح، أنفق كلّ ما جمعه طيلة حياته على هذا المشروع، وهو ليس برجل أعمال ولا مضارب في أسهم الشركات، إنما هو مواطن أمضى قرناً من الزمان (مواليد 1328هـ) في خدمة وطنه، معلماً وموجهاً وواضعاً لمقررات مديرية المعارف ومؤسس لأول صحيفة في الدمام ومؤلف في ثقافة الوطن الشعبية، أمثالها وأساطيرها، في جهدٍ تقصرُ دونه مراكز ومؤسسات متخصصة، وهو كاتب اجتماعي قبل ذاك وبعده، كتب بعين النقد الواعي، وبالقلب المفعم بحب الوطن، ما رآه واجبا عليه، تجاه وطنه، والآن وحينما بلغ الـ 95 أهدى وطنه كل ما يملك من مال، وقد كتبتُ في الأسبوع الماضي قصة هذا المواطن مع وزير التربية والتعليم.
احتفلت الخرج وأُفردت الصفحات تُشيد بهذا المواطن، وتبارى المواطنون يكتبون مشاعرهم النبيلة، بكل صدقٍ وعفوية، لكن هذا لم يرُق للزميل الكاتب صالح الشيحي، الذي كتب في صحيفة "الوطن" العدد 1530 قائلاً: (قبل يومين قرأتُ كلاماً كثيراً و"بربرة" ليس لها داع، ومقالات وإعلانات مخجلة، وتهاني مليئة بالصور، لافتتاح مبنى مدرسة متوسطة في الخرج)!.
ولستُ أدري ما الذي "أحرق رز" صالح الشيحي تجاه تلك المشاعر التي صيغت بمقالات وتهانٍ، وصفها بالـ "المخجلة"، أما الكلام الكثير الذي سُكب تقديراً لوفاء الرجل واحتراماً لجهوده، فقد كان "بربرة" ليس لها داع من وجهة نظر الزميل العزيز!!
إذا كان الكلام الذي يُقال في المحافل ويُنشر في الصحف احتفاءً وتقديراً برموز هذه البلاد وروادها تجاه أي عمل يقومون به، هو بربرة ليس لها داعٍ! فما الذي له داعٍ إذاً؟! وإذا كانت مقالات الآخرين "مخجلة" و"مبربرة" فأيُ وصف ينطبق على مقالات الكاتب العزيز؟!
أما الصور التي يرى الشيحي أنها "رُززت" في تلك المقالات والتهاني، فأحب أن أطمئنه وهو الغيور! بأنني مثله قد قرأتُ تلك المقالات، وأستطيع القول إنه لم توضع صورة في أي مقالة أو تهنئة دون مناسبة، إذ لم توضع صورة أي محافظ، غير محافظ الخرج الموقر، ولم توضع صورة لأي وزير، غير وزير التربية والتعليم، أما مدير التعليم وموظفو الإدارة وأبناء الخرج، فقد عبَّروا عن مشاعرهم الصادقة، وهو حق مشروع لهم، ليس من حق أحد أن يصف مقالاتهم بأنها "مخجلة"!
كنتُ أظنُ أن الشيحي يعلم أن افتتاح هذه المدرسة يختلفُ عن افتتاح أي مدرسة تشيدها وزارة التربية والتعليم، حيثُ يجب أن تُسلط الأضواء على الذي تبرعوا وأن يُحتفى بهم، ليكونوا قدوةً لغيرهم، وكنتُ أظن، ويالتعسات الظن، أن الشيحي سيحتفي مثل غيره، وسيوجه شكره وتقديره لمن تكفّل في بناء هذا المشروع، وأنه سيشكر الوزير الذي أصر على تسمية المدرسة باسم "الجهيمان" تقديراً ووفاءً له، وأنه ـ أي الشيحي ـ سيصبُ جام "بربرته" على كثيرٍ من رجال الأعمال، الذين نهلوا ولم يعطوا بعد! كل هذا لم يكن، فكان الجهدُ مخجلاً، وصار التقدير بربرةً ليس لها داع، فإلى الله المشتكى، وعليه التكلان!
 
بلا ضفاف صالح الشيحي: حينما يكون التقديرُ بربرةً!!
محمد عبد الله السيف
14/12/2004 /

المصدر

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..