جمعية إحياء التراث ودورها في ضرب الدعوة السلفية وإسقاط الدعاة وموقف الإمامين مقبل بن هادي الوادعي و ربيع بن هادي المدخلي من هذه الجمعية
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد :
فهذه رسالة لأخينا الفاضل ناصر السنة و حسان عصره أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري وفقه الله بعنوان
( جمعية إحياء التراث ودورها في ضرب الدعوة السلفية وإسقاط الدعاة وموقف الإمامين مقبل بن هادي الوادعي و ربيع بن هادي المدخلي من هذه الجمعية ) و قد قرأ الرسالة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فقال عنها :
ينبغي أن تنشر بل تطبع , فنسأل الله أن يجزي شاعر السنة أبا رواحة خيرا .
الفهـــرس
توطئــة ………………………………………………………….2
– أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر……………………………..2
– حدوث الفِرَق من أعظم ما ابتُليتْ به الأمة …………………………….3
-أهمية الجرح والتعديل في كشف النقاب عن هذه التحزبات………………….5
– إنشاء الجمعيات فكرة إبليسية وطريق إلى الحزبية……………………….6
– تركيز هذه الجمعيات على إسقاط المشايخ والدعاة بالماديات………………..7
– من ضحايا جمعية إحياء التراث ……………………………………..10
– عبد الرحمن عبد الخالق……………………………………………..10
– عبد الله السبت…………………………………………………….13
– محمد المهدي……………………………………………………..13
– عبد المجيد الريمي………………………………………………….15
– عدنان عرعور…………………………………………………….15
– محمد المغراوي……………………………………………………19
– أبو الحسن المصري…………………………………………………20
– العِداء واحد وإن اختلفت الطقوس والهيئات……………………………….22
– علاقة جمعية إحياء التراث بـ( ندوة المجاهدين ) بكيرالا – الهند …………….23
– الخلاصــة…………………………………………………………24
– الموقف الصحيح من جمعية إحياء التراث………………………………..24
-استفساران…………………………………………………………25
-لفتــة……………………………………………………………..26
– الخـاتمـة………………………………………………………….26
-وأخيـــراً…………………………………………………………..27
-الفهرس……………………………………………………………28
لتحميل الرسالة من هنا حفظك الله
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
الحمد لله الذي أمر بالاجتماع في الدين والاعتصام بحبله المتين ، ونهى عن التفرق فيه فقال :
] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [ [آل عمران : 103]
وأمر بإتباع صراطه المستقيم وحذر من اتباع السبُل المناهضة لسبيله القويم فقال :
] وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [ [الأنعام : 153]
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل ( …. فإنه من يعش فيكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه بإسناد صحيح .
والقائل لحذيفة :" تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " أخرجه البخاري برقم 7084 ومسلم برقم 1847 أما بعد :
فإن هذه الأدلة الشرعية مع غيرها من نصوص الكتاب الكريم والسنة النبوية لتؤكِّد لهذه الأمة حقيقةً من الحقائق وهي أن الحق واحد وأنه لا يتعدَّد ، وأن حملته ومؤيديه هم أهل السنة وأن أنصاره هم السلفيون السائرون على منهج الصحابة وتابعيهم بإحسان .
وأن الباطل والشتات والفُرقة إنما هي مع تلك الطوائف المخالفة لدعوة أهل السنة والتي يرفع شعاراتها أصحاب البدع وأرباب المحدثات .
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فإذا تقرر هذا فالواجب على المسلم أن يرفع شعار الحق وينكِّس ألوية الباطل ، تحت مظلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اكتسبت به هذه الأمة الخيرية على سائر الأمم قال الله : ] كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ . [آل عمران : 110]
ومن يرى حال الأمة اليوم يرى أن كثيراً منهم قد تأخروا عن تطبيق هذا الأصل العظيم الذي هو من آكد أصول الشريعة .
وقد ذمَّ الله اليهود والنصارى حينما تركوا هذا الأصل ونبذوه فقال ] كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [ [المائدة : 79] فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده . فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ] ثم قال : { لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون *كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون *ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم } إلى قوله { فاسقون }
( المائدة 78 ، 79 ، 80 ، 81 ) ثم قال : [ كلا والله لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ولتأخذُنَّّ على يد الظالم ولتأطرُنَّهُ على الحق أطْرا ولتقصرنه على الحق قصْرا أو ليضربنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم ] رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن . هذا لفظ أبي داود .
ولفظ الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ] فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان متكئا فقال : [ لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا ] قوله [ تأطروهم ] : أي تعطفوهم و [ لتقصرنه ] : أي لتحبسنه .
وحتى لا تقع هذه الأمة فيما وقعت فيه الأممُ قبلها فقد أوجب الله عليها التناصح كما في حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري مرفوعاً : [ الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ] رواه مسلم .
قلت : فالمؤمنون نَصَحةٌ والمنافقون غشَشَةٌ ، فمن أصاب فالواجب تأييده ونصرته ومن أخطأ فالواجب نصحه والأخذ على يديه , عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ أنصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ] رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه .
قال العلامة ابن باز رحمه الله : فإذا سكت أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين وأغلاط الغالطين لم يحصل منهم ما أمر الله به من الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومعلوم ما يترتب على ذلك من إثم الساكت عن إنكار المنكر وبقاء الغالط على غلطه والمخالف للحق على خطأه ، وذلك خلاف ما شرعهُ الله سبحانه من النصيحة والتعاون على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله ولي التوفيق اهـ من تنبيهات هامة على ما كتبه الصابوني في صفات الله عز وجل صـ30 .
حدوث الفِرَق من أعظم ما ابتُليتْ به الأمة
وخاصة في هذه العصور
قلت : ولما ظهرت رؤوس الفرق المبتدعة كالخوارج والقدرية والجهمية والمعتزلة والمرجئة أنكر عليها علماء الإسلام وبيَّنبوا عوارها , وقمعوا أنصارها , بالحجج الدامغة , والأدلة القاطعة , بما يطول بذكره المقام وما يحصل بالوقوف عنده من التأخر عن المراد من هذه الرسالة ولكن في ذلك إشارة إلى أن تلك الفرق تتجدَّد من فترة إلى أخرى وإن اختلفت المسميات والطقوس والهيئات إلا أنه لكل قوم وارث .
وقد نشأ في هذه العصور المتأخرة فِرَقٌ محْدَثةٌ , وطرُقٌ مبتدَعةٌ , كجماعة الإخوان المسلمين وجماعة السرورية وجماعة التبليغ وجماعة التكفير والهجرة وغير ذلك .
والملاحظ في واقع المسلمين اليوم يرى عِظَم ما ابتليتْ به هذه الأمةُ وخاصة في هذه العصور المتأخرة من الفرق المتناحرة ، والطوائف المتشعِّبة , والجمعيات المتحزِّبة , بما يحزن له قلب كل سلفي ويندى له جبين كل صاحب سنة .
قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله الخبير بهذه الفرق والطوائف ، المدْرِك لما هي عليه من المخالفات :
– إن الجماعات الإسلامية تعتبر بدعة ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان اهـ شريط حاطب ليل .
– وقال أيضاً : كل هذه الجماعات كما قال الله :] إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ [[النجم : 23] ويا لله للمسلمين كم أحدثت هذه الجماعات من فرقة بين المسلمين , ومن شتات شمل ومن عداوة ومن تحذير من السنة اهـ . من شريط أسئلة أهل الحديدة .
– وقال أيضاً : أما هذه الجماعات التي فرَّقت المسلمين وشتت شملهم وأضعفت قواهم فهي محتاجة إلى الإنكار عليها لا البيعة لها اهـ من كتاب فضايح ونصايح صـ67 .
قلت : فدل هذا على أن هذه الفرق والطوائف لا تقل خطورة عن سابقتها , بل قد أخذت نصيباً أكبر من الشر ، فهي مع كونها مفرِّقة لشملهم إلا أنها جمعت صنوفاً من المخالفات والإحداث مما لا تكاد تراه في رؤوس الفرق قبلها ومن ذلك :
– ما اتَّصفت به من المكر بأهل السنة والكيد للدعوة السلفية .
– مع الولاءات الضيقه وأخذ البيعات السرية .
– وإقامة المؤتمرات السنوية لتأييد مناهجهم وحماية مواردهم .
– والخروج على علماء الأمة وحكامها حالاً أو مآلاً تحت ستُر أنظمة الخلايا والتكتلات السرية .
– وترسمُّهم طريقةَ أعداء الشريعة في الشرق والغرب في الوسائل الدعوية :
أ- من الانخراط في سلك الديمقراطية .
ب- والدعوة إلى الانتخابات البرلمانية .
ت- والاندراج تحت كنَف المظاهرات الغوغائية .
ث- وتجويز العمليات الانتحارية .
ج- وجعل الكذب من المصالح الدعوية .
ح- وتأييد الظهور في وسائل الاعلام المرئية كالتلفاز والقنوات الفضائية .إلى غير ذلك .
ومع أن الله يقول : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام : 159]
ويقول : (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )[الروم : 31 ، 32]
إلا أنه خرج علينا من يقول :إن هذه الجماعات تعتبر مصحَّةً إسلامية .
وخرج علينا من يقول : إن هذه الجماعات كالجسد يكمِّل بعضها بعضاً .
أهمية الجرح والتعديل في كشف النقاب
عن هذه التحزبات
قلت :فلما وُجِد في الساحة مثْلُ هذه المفاهيم السقيمة والأفكار الشاذة العقيمة انبرى لها أهل العلم من أهل التوحيد والسنة كما انبرى سلفهم للبدع وأهلها بسلاح الجرح والتعديل
– وقد قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في كتابه العلل من جامعه : وقد عاب بعضُ مَنْ لا يفهم على أهل الحديث الكلامَ في الرجال وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلم في الرجال – ثم عدَّد جماعة من السلف – ثم قال : وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم – النصيحة للمسلمين لا يُظَنُّ بهم أنهم أرادوا الطعْنَ على الناس أو الغيبةَ إنما أرادوا عندنا أن يبيِّنوا ضعْفَ هؤلاء لكي يُعرفوا لأن بعض الذي ضُعِّفوا كان صاحب بدعة .. إلخ .
قال ابن رجب – رحمه الله – في شرح علل الترمذي [1/44] : مقصود الترمذي رحمه الله : أن يبيِّن أن الكلام في الجرح والتعديل جائز قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها ، وذكر بعض الأدلة على ذلك ثم قال : ولهذا كان شعبةُ يقول : تعالوا نَغْتَبْ في الله ساعةً يعني ذِكْرَ الجرح والتعديل ا ﻫ .
– وأخرج الخطيب رحمه الله في الكفاية ص 44 عن بكر بن خلاد قال : قلت ليحيى بن سعيد القطان : أما تخشى أن يكون هؤلاء الذي تركْتَ حديثهم خصماؤك عند الله تعالى يوم القيامة ؟ فقال : لأن يكون هؤلاء خصمائي أحبَّ إلىَّ من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لِمَ حدَّثتَ عني حديثاً ترى أنه كَذِبٌ ا ﻫ .
– وذَكَرَ ابنُ المبارك رجلاً قال : يكذب ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ فقال : اسكت . إذا لم نبيِّن فكيف يُعرف الحق من الباطل ؟! ا ﻫ .
– وفي الكفاية للخطيب : كان قتادة يتكلم في عمرو بن عبيد فقال عاصم الأحول : يا أبا الخطاب هذا الفقهاء ينال بعضهم من بعض : فقال قتادة : يا أحول رجلٌ ابتدع يُذْكَرُ خيرٌ من أن يُكَفَّ عنه ا ﻫ .
– قال ابن تيمية رحمه الله : ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبارات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . الفتاوى 28/231-232
قلت : هذا هو الجرح والتعديل الذي يألم منه أهل البدع أيما ألم فأخذوا يُنفِّرون منه ومن حملته قال شيخنا الوادعي رحمه الله :
– فالذي يزهِّد في الجرح والتعديل فهو يزهِّد في السنة إلى أن قال : لا يزهِّد في هذا العلم إلا رجل جاهل , أو رجل في قلبه حقد , أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفِّر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح اهـ فضائح ونصائح صـ114 .
وقال رحمه الله :
– فالجرح والتعديل أجمع عليه من يعتد به من المسلمين , أما أصحاب الأهواء فإنه يؤلمهم أن تقول : للمبتدع مبتدع وللفاسق فاسق ، فهو يؤلمهم هذا ولكنه الدين اهـ قمع المعاند صـ72
قلت : إي ورب الكعبة فهو يؤلمهم بل يسقطهم على أم رؤوسهم فما ظهرت حقيقة الدعوات : كالإخوان والتبليغ والشيعة والصوفية وغيرها إلا بالجرح والتعديل , وما سقط دعاة هذه الفرق ونُكِّست أعلامهم إلا بالجرح والتعديل .
إنشاء الجمعيات فكرة إبليسية
وطريق إلى الحزبية
غير أن الشيطان لم يفتأ جاهداً كما أخبر الله تعالى عنه حين قال :( لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف : 17 في أن ينفث في رُوع أتباعه من أهل الأهواء ما بين فَينة وأخرى من الأفكار الشيطانية والشبه الفتاكة والوساوس الخفية , مما لا يكاد يخطر ببال أحد ما يحصل به الانحراف الجذْري عن طريق أهل السنة وجادة أهل الصواب .
فإنه بعد أن فشل أصحابهُ في رفع شعارات الفِرَق والطوائف والاعتزاز بها بسبب ما أصابهم من سهام الجرح والتعديل نفث فيهم من جديد فكْرة شيطانية خبيثة قائلاً : أحدثوا في الناس الجمعيات الخيرية والتي ظاهرها خدمة الإسلام وأهله وكفالة اليتيم والأرملة بما يكون به العزف على وتَر عواطفهم ودغدغة مشاعرهم , وانطلق الأتباع في تحقيق هذه الأمنية الشيطانية والفكرة الابليسية , من حيث لا يشعرون .
فأصبحنا بدلاً من أن نسمع عن ظهور جماعة كذا وكذا – وإن كان ذلك موجوداً – أصبحنا نسمع عن إنشاء جمعية كذا وكذا , تحت شعارات ملمَّعة وبنود وأهداف براقة ، ثم إنه على قدر الاغترار بتلك الأهداف والشعارات تكون الأعداد الغفيرة المنضوية تحت كنف تلك الجميعية وهكذا .
هذا , وقد علمتْ قياداتُ هذه الجمعيات بتعطُّش الناس لفعل الخير والوقوف مع الضعفاء والمساكين فدخلوا عليهم من هذا الباب وانتزعوا منهم الأموال بهذه الطريقة الخبيثة ثم وجهوها في غير مصادرها الشرعية من تحقيق مآربهم الخطيرة وأغراضهم الشخصية .
وانتزعوا فتاوى العلماء التي تجوز ذلك حتى لو كانت تلك الفتاوى لم تصدر إلا في صور ضيقة فإنهم لم يفتأوا ناشرين لها بصورة موسَّعة تحت شعارات براقة وعبارات مبهرجة مما يحصل به قِوام هذه الجمعيات والتلميع للقائمين عليها وهنا تقع الكارثة .
-قال شيخنا الوادعي رحمه الله: والجمعيات عندنا في اليمن جمعيات مغلَّفة وهي مبدأ الحزبية، مثل جمعية الحكمة وجمعية الإحسان وجمعية الإصلاح، فهم يزعمون أنها لبناء المساجد وحفر الآبار وكفالة الأيتام، والواقع أنها اختلاس أموال الناس، ومن كان معهم على بدعتهم أَعْطوه، ومن أنكر عليهم بدعتهم منَعوه وآذوه، ونسأل الله أن يغنينا من فضله عما بأيديهم. ا.هـ. فضائح ونصائح. ص58
– وقال رحمه الله : إن غالب هذه الجمعيات من أجل الحزبية ، أما جمعية لبناء المساجد وحفر الآبار وكفالة اليتامى لوجه الله فهذا أمر طيب وإن كان الأولى خلافة اهـ من كتابه فضائح ونصائح .
قلت : إذ ظهرت على هذا النسق عدة جمعيات ، وظهر فيما بعد عوارها وانكشف زيفها منها :
1- جمعية الفرقان 2-وجمعية الإصلاح
3- جمعية إحياء التراث 4- و جمعية البر
5- وجمعية الحكمة 6- وجمعية الإحسان ، وغيرها كثير ,
وهاتان الأخيرتان أُنشِئتا باليمن وفيهما أقول :
كم حكمةٍ فقدت بأرضي حكمة * * * وتسيؤنـا جمعيةُ الإحسان
تركيز هذه الجمعيات على إسقاط
المشايخ والدعاة بالماديات
والجدير بالذكر أن هذه الجمعيات مما تميزت به أنها متخصصة في إسقاط المبرزين من طلبة العلم والدعاة بخلاف الجماعات فإن عملها أوسع في التكتيل ولكن هذه الجمعيات تركز أعظم مهامِّها على الدعاة والمنشغلين إلى حدٍ ما بالكتابة والتأليف والدعوة ممن رأوا منهم سهولة ومرونة ودخلوا عليهم من مواطن الخلل التي حصلت لهم أو من خلال الجوانب التي يدْعون إليها ، فإن كانوا يطبعون الكتب قالوا لهم : نحن نطبع لكم وننشر علمكم وإن كانوا يعلِّمون قالوا لهم : أنشأنا لكم المعاهد والمراكز وأنتم تقومون بالتعليم فيها وتزكون علمكم ، وإن كانوا يقيمون المحاضرات أقاموا لهم المنتديات واللقاءات وقالوا لهم : سنذلل لكم السبل في إقامة المحاضرات و تنسيق اللقاءات وهكذا .
قلت : ألا وإن من أعظم تلك الجمعيات خطراً وأكثرها أثراً وأشدها ضرراً ما تسمى بجمعية إحياء التراث الكويتية التي كان يترأسها عبد الرحمن عبد الخالق .
قال شيخنا الوادعي رحمه الله :
هذه جماعة فرقة ، فقد زارنا بعضهم إلى اليمن وقالوا لنا : نحن لا نستطيع أن نساعدكم إلا أن يكون لكم مركز حكومي – بمعنى أن يكون معترفا بكم من قبل الحكومة – فقلنا لهم : ونحن لا نريد مساعدتكم إلا أن تساعدونا بلا شرط ولا قيد ، فعمدوا إلى بعض ضعاف الأنفس واستمالوهم بالعملة الغالية – الدينار الكويتي – حتى زهدوهم في أهل العلم …ألخ , من أسئلة الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية .
وقال رحمه الله : (… وبعد هذا وصل عبد الله السبت إلى دماج وقال لنا نحن ما يعجبنا الدس هكذا … أي نعطيكم مساعدات ، لا بد أن تكونوا مرتبطين بمؤسسة حكومية فقلنا له : نحن لسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ، فإن كنتم تساعدون الدعوة لله عز وجل بدون شرط ولا قيد ساعدتموها ، وإن كنتم تشترطون شروطاً فيغنينا الله تعالى عن مساعداتكم .
وانصرف مع مجموعة من الشباب … نعم انصرفوا ووعدوه أن سيكون لهم مؤسسة تابعة للحكومة ومن ذلك الوقت ساعدهم وحصلت الفُرقةُ بين دعوة أهل السنة وصبرنا على هذه الفُرقة قدر ثلاث سنين ، والإخوان يصيحون ويقولون : يا أبا عبد الرحمن … الدعوة انفرقت وأنا أقول في نفسي لعلهم يرجعون ثم اضطررنا إلى بيان حالهم .
إلى أن قال رحمه الله :
وبعد ذلك ماذا ؟ بحمد الله اتضحت دعوة أصحاب جمعية التراث أنها دعوة مادية …ربما اختلفوا هو وعبد الرحمن عبد الخالق على الدنيا … أيختلفون على العقيدة ؟ فالعقيدة واحدة , أيختلفون على أن الانتخابات لا تجوز ؟ هي عندهم تجوز … , أيختلفون أننا لا نحب أن نفرق دعوة أهل السنة ؟ فقد حدث فرقوا دعوة أهل السنة بالسودان وفي جدة وفي مصر وفي أرض الحرمين ونجد وفي اليمن وغير ذلك أهـ
من شريط : رسالتي إلى عبد الله السبت .
قلت : لقد حذر الله جل وعلا من الاغترار بالدنيا فقال سبحانه : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [فاطر : 5]
وحذر من الاغترار بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ. وَلَكِنِّى أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ . أخرجه البخاري برقم 4015 ومسلم برقم 2961 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وقال صلى الله عليه وسلم : (إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
قلت : فإذا عرفتَ هذا , فاعلم أن جمعية التراث قد سعت إلى إسقاط جملة من الدعاة والمبرزين من طلبة العلم بدراهمهم ودنانيرهم , قال المحدث الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
أحذِّر إخواني السلفيين من مكايد الجمعيات السياسة التي تلبس لباس السلفية، ولها اتجاهات ومناهج مضادة للسلفية ومنهجها ، تتصيَّد هذه الجمعيات أهل المطامع الدنيوية بالدعمالمالي والمعنوي تحت ستار دعم السلفية، فلايشعر العقلاءالنبهاء إلا وقد تحول أولئكالمدعومون إلى معاول تهدم الدعوة السلفية ومناصبة أهلهاالعداء والخصوماتالشديدة الظالمة والسعي في إسقاط علماء وأعلام هذهالدعوة.
كما فعلت وتفعل ( جمعية إحياء التراث السياسية الكويتيةوفروعها في الإماراتوالبحرين، حيث ضربوا الدعوة السلفية في اليمن، ومصر، والسودان، والهند، وباكستان،وبنجلادش، فلا يقبل دعمها طامعون إلا رأيت الانشقاقات والصراعات والفتن بين عملائها والسلفيين الثابتين على الحق الذين أدركوا مكايد هذه الجمعيات وخططها السياسية الماكرة ولمسوا بأيديهم ، ورأوا بأبصارهم وبصائرهم النهايات المؤلمة المخزية لمن يمدونأيديهم الخائنة الذليلةإلى هذه الجمعيات وأموالها ، التي تجمع باسم الفقراء والمساكين والمنكوبين، ثم تكرِّس هذه الأموال إلى أولئك الخونة الذين باعوا دينهم فأصبحوا لعباً وأبواقاً لهذه الجمعيات، وإن شئت فسمِّهم جنوداً مجندين لحرب السلفية وأهلها في كل البلدان . اهـ
من نصيحته حفظه الله للأخوة السلفيين بالعراق
بتاريخ11/4/1430هـ
قلت : ومما أذكره في هذا الصدد أن شيخنا الوادعي رحمه الله كان يفتي بُرهةً من الزمن بجواز أخذ طالب العلم من مال الجمعية إذا كان من غير قيد ولا شرط , فلما رأى أن هذه الجمعيات تخطفت طلبة العلم وصرفتهم عنه فما كان منه رحمه الله إلا أن أخرج فتواه الصارمة قائلاً :كنا نفتي بجواز ذلك فتخطفوا طلابنا وضيعوهم فلا تأخذوا منهم ريالاً واحداً وسيغنيكم الله من فضله اهـ بمعناه .
– وقال رحمه الله: أنا أعجب ، أعجب جداً من هذه التسميات التي يخترعونها مالكم ولهذا ، انظروا الشخصَ إذا كان سنياً واستملتموه بفلوسكم ما هي إلا أيام حتى تحرقوه مثل ما احترقتم اهـ من شريطه "أسئلة نساء الحديدة وبيت الفقيه"
وقال رحمه الله: أصحاب الجمعيات ما استمالوا ضِعاف الأنفس الذين لا يؤمنون بالقدر إلا بالمادة. ا.هـ. من شريط هذه هي السرورية فاحذروها.
قلت في النونية المورية الكبرى :
وكذا الرفاق تنكروا درب الهدى * * * وتفاخروا بالمال والبنيان
إذ أن دينـار الكـويت مخدِّرٌ * * * للقلب والأرواح والوجدان
بل إنَّهم هانوا ولانوا عندما * * * باعوا النفوس بأبخس الأثمان
قلت : إي ورب الكعبة فكم من دعاة وطلبة علم كان يشار إليهم بالبنان احترقوا بهذه الحزبية وجعلتهم هذه الجمعية يسقطون على أم رؤوسهم بسبب تلك الماديات وزهرة الدنيا الفانية .
والله يقول : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران : 14]
وعن كعب بن عياض مرفوعاً : ( لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ) أخرجه الترمذي وهو في الصحيح المسند (2/ 182)
وقد قال سفيان – رحمه الله – إني لألقى الرجل أبغضه فيقول : كيف أصبحت ؟ فيلين له قلبي , فكيف بمن آكل طعامهم ؟! اهـ من السير (7/260) .
وقال – رحمه الله – : كنت قد أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سُلِبْتُه اهـ .تذكرة السامع والمتكلم ص19.قال الشاعر :
أحسِنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم * * * فطالـما استعبد الإنسان إحسان
من ضحايا جمعية إحياء التراث
وقد وقع جملة من المشايخ والدعاة في حبائل الجمعيات وصاروا من ضحايا المادة , الأمر الذي كان يتمثل به شيخنا الوادعي رحمه الله في قول الشاعر :
فكم دقَّت ورقَّت واسترقَّت * * * فضولُ الرزق أعناقَ الرجالِ
عبد الرحمن عبد الخالق
* وإلا فبا الله عليك أخي القارئ : ألم يكن عبد الرحمن عبد الخالق زميل دراسة للشيخ ربيع بالجامعة الإسلامية ؟! ثم صار إلى أين ؟! لقد صار إلى تردٍّ فاضح وهوَّة سحيقة .
من التكفير بالمعصية والحكم بالردة على المجتمعات ومن ذلك قوله :
– فهل ستطبقون حكم المرتد على كل امرأة لا تلتزم بالحجاب الشرعي …؟ اهـ . من كتابه أضواء على أوضاعنا السياسية , تحت عنوان : على من ستطبقون حكم المرتد ص 76 (كما في موقعه المسمى الشبكة السلفية ) .
وقوله :
– فالمجتمع بكل طوائفه يعيش في ردة حقيقية إلا من عصم الله وهؤلاء المعصومون قلة – ولا تكابر – الخ اهـ من المصدر السابق .
وقوله : تلك الردة الجماعية الهائلة في الشعوب الإسلامية وذلك بعد الصياغة الرهيبة التي صيغت بها عقول أبناء المسلمين اهـ من رسالته ( الأصول العلمية للدعوة السلفية ) ص51 .
وقوله :
– ومع أن أمة الإسلام قد تساوت في الكفر والعناد وترك دين الله إلا أن هذه الأمة الإسلامية لا تزال طائفة منها على الحق داعية إليه لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يقاتل آخر هذه الطائفة الدجال اهـ
من مجلة الفرقان التي تصدر عن جمعية التراث العدد العشرون ص 6 .
قلت :كما أن عبد الرحمن عبد الخالق عاد على أشياخه الذين أخذ عنهم العلم من الذين لم يوافقوه على أفكاره الزائغة وتصوراته الخاطئة عاد عليهم بالطعن ونكران الجميل فهاهو يتناول إمام الدنيا في عصره صاحب الأضواء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بأقبح العبارات والطعون المبطَّنة ومن ذلك قوله :
– لقد كان هذا الرجل الذي لم تقع عيني على أعلم منه بكتاب الله مكتبة متنقلة ولكنها طبعة قديمة تحتاج إلى تنقيح وتصحيح اهـ ( خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية ) ص 78 .
وقال أيضاً : ولا نريد هذا الطابور من العلماء المحنطين الذين يعيشون بأجسامهم في عصرنا ولكنهم يعيشون بعقولهم وفتاواهم في غير عصورنا اهـ المصدر السابق ص 76 .
وفي هذا المعنى قلت في النونية المورية الكبرى :
أكرم بشنقيط العلوم وحبرها * * * فلقد بدا بالعلم في البلدان
وتمسُّكٍ بالهدي هدي محمدٍ * * * بل ينصر الأسلاف رأي عيان
حتى أتى من صار يلمز علمه * * * ويقول : مكتبةٌ بكل مكان
بل أصبحت تبدو بكل جزيرةٍ * * * تحتـاج للتنقيح كـل أوان
هذا وقد ألقى بكل خطوطه * * * طعنـاً بأهل العلم والعرفان
فانظر إلى تلك الخطوط وقُبحها * * * فلقد حوت زوراً وفحش معان
إذ قال:( ذا الطابور صار محنَّطاً * * * كم عالمٍ أمسى بذي الأوطان
لكنـه يفتي بغير عصورنـا * * * يُفتي بفتـوى غـابر الأزمان
كم عالمٍ يفتي وليس بفاهمٍ * * * إلا قشور العلم والأديان )
وقد رد عليه وبين ضلاله شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في عدة مؤلفات منها "جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات" , و"النصر العزيز على الرد الوجيز" .
وأما شيخنا الوادعي رحمه الله فقد أعطى عبد الرحمن عبد الخالق النصيبَ الأكبر من القدْح والتوبيخ وبيان حاله ومن ذلك أنه :
– قال رحمه الله : لكن دعوة عبدالرحمن بن عبدالخالق فرّقت بين أهل السنة في اليمن ، وفي مصر ، وفي أرض الحرمين ونجد ، وفي الكويت نفسها ، وفي الإمارات ، وفي غير ذلك من البلدان .
فأنصح كل أخ ألا يبيع دينه بعمارة مسجد ، فإذا قالوا لك : نبني لك مسجداً ، فقل لهم : تبنون لي مسجداً لله تعالى بدون شرط ولا قيد ، " من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة " ، أما أن يقال : نبني لك مسجداً وتكون معنا ، أو مدرسة تحفيظ قرآن ، وتكونون معنا لأجل أن تصوتوا لنا ، فلا .
وفي كتب عبدالرحمن عبدالخالق طوام ، وأنصح بمراجعة كتاب أخينا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في ردّه على عبدالرحمن عبدالخالق ، لأن بعض الناس يظن أنه قد تراجع وتاب على يد الشيخ ابن باز ، فهو قد تراجع في بعض المسائل فقط ، فهل تراجع عن تفرقة المسلمين ؟ وهل تراجع عن البعد عن الحزبية ؟ وهل رجع إلى ما كان عليه عند أن كان في الجامعة الإسلامية ؟ فقد كان على خير حتى عصفت به الأهواء يمينا وشمالا .
– وسئل رحمه الله كما في تحفة المجيب(195)رقم1
سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنّها فرّقت جمعهم وشتتت شملهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : إن هذه الجمعية أول من أنكر عليها هم أهل السنة من فضل الله؛ لأنه يقودها عبد الرحمن بن عبد الخالق …. وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن … جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان …وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبد الرحمن عبد الخالق …ألخ .
– (… أما عبد الرحمن عبد الخالق – لا جزاه الله خيراً – فإن دعوته تعتبر تفرقة بين أهل السنة أنفسهم، والذين هم أحوج ما يكونون إلى جمع الكلمة ). ا.هـ. فضائح ونصائح ص49.
– وقال رحمه الله :
لكن بحمد الله تعالى عُرف حسن البنا بأنه قبوري، وعُرف عبد المجيد الزنداني بأنه ملبِّس ، وعُرف عبد الرحمن عبد الخالق بأنه سلفطي. ا.هـ. (أسئلة بيت الفقيه) المطبوع بتعليقي باسم الرد الوجيه.
– وقال رحمه الله : فيجب على عبد الرحمن عبد الخالق أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يترك الدعوة إلى الله فأنا أرى أن أمثاله ينبغي أن يتقاعد، وإن كان صغير السن، فقد صار ضرره أعظم من نفعه، وينبغي أن، يُحْجر عليه، لكثرة فساده على الدعوات القائمة على الكتاب والسنة ، وتنفيذ ما يريده أعداء الإسلام. ا.هـ. فضائح ونصائح ص54
– وسئل – رحمه الله – عنه هل هو مبتدع؟ فقال:نعم مبتدع، ما دام يدعو إلى الحزبية..وكذلك محاربته لإخوانه أهل السنة، وتنقصه لهم، واعترافه بالديمقراطية , والذي ينكر على أهل السنة أنهم لا يقولون بالعمل الجماعي فهو صاحب هوس. ا.هـ. من تحفة المجيب ص175.
قلت: وقد تعرَّضتُ لبيان حال عبد الرحمن عبد الخالق وذْكر بعض مخالفاته في قصيدتي النونية من ديواني النهر العريض ص203- ص205 فليراجعها من شاء .
عبد الله السبت
* ثم بالله عليك أخي القارئ : ألم يقل شيخنا الوادعي رحمه الله عن السبت :
( فنأسف لأخينا عبد الله السبت إذ أحبط ماضيه من الرد على الصوفية وبيان حال شيخ الأزهر عبد الحليم محمود وأيضاً الوقوف في وجه الإخوان المسلمين وغير ذلك … ) اهـ .
قلت :ثم صار إلى أين ؟ لقد صار إلى الفرقة بين أهل السنة وضياع ما كان عنده من جهود علمية أو دعوية .
لهذا يقول شيخنا الوادعي رحمه الله في صدد الحديث عن جمعية إحياء التراث :
وأما مؤسسها (عبد الله السبت دعوة نكبة على الدعوات السلفية فهو يغر الناس بديناره لا بأفكاره اهـ
( من كتاب غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة ) .
– وقال شيخنا – رحمه الله – : إنَّ عبد الله السبت فرَّق بين أهل السنة في جدة والسودان واليمن وأبي ظبي وعمان، إنه لا يفرق بينهم بدهائه وقدرته على الإقناع ولكن بالدينار فقد استمال مجموعة عندنا من ضعاف الأنفس. ا.هـ.تحفة المجيب ص151.
قلت : ولم تقف هذه الجمعية عند هذين الرجلين فإن هناك من ضحاياها الكثير ومنهم :
محمد المهدي
رئيس جمعية الحكمة اليمانية
*فبالله عليك أخي القارئ: ألم يكن محمد المهدي طالباً من طلاب الشيخ الوادعي حتى قال عنه الشيخ رحمه الله :
الذي كان لا يمشي إلا وصحيح البخاري في جنب والدراري المضيئة في الجنب الآخر، والآن يمشي وصحيفة هنا وأخرى ههنا فأصبح صحَفياً بعد أن كان من الدعاة إلى الله وأصبح ينشر لعبد الرحمن عبد الخالق، من أجل أن الدينار الكويتي سعره الآن مرتفع ومحمد المهدي ذكي ولكنه سقط إلى الدنيا. ا.هـ. من كتابه فضائح ونصائح، ص107- ص108 قلت في قصيدتي تهافت في لظى الحزبية :
أما قد كنتَ يا مهديُّ دهراً * * * مليءَ الكفِّ من علْمٍ تسامى
ففي يُسْراك شرح للبخاري * * * وذي اليمنى تردُّ بِها السلاما
وتحملُ تارةً في الإبْط كُتْباً * * * وهاك جعلتَها صُحُفاً رُكاما
جعلْتَ جرائداً في البيت زاداً * * * وجمْـعُ المـال حقٌ لليتامى
وتُخفي تحتَه نَهجـاً دفيناً * * * نَصبْتَ له المنـازل والخياما
– وقال رحمه الله أيضاً: أموال ودولارات تدفع إلى السَّـفيه الكذاب محمد المهدي من عبد الرحمن عبد الخالق ليدافع بِعرْضه عن عرضه اهـ . شريطه (أسئلة بيت الفقيه).
-قال رحمه الله: هم أصحاب هوى فهذا محمد المهدي يقول: لو جئتني بدليل من هنا إلى هناك ما رجعتُ عن جمعية الحكمة، معناه: لا تضيِّع وقتك في الجدَل معهم وليسوا أهلاً لأن يُناظَروا ولا أن يُجادلوا.ا.هـ. شريطه (هذه هي السرورية فاحذروها).
هذا , وقد طعن محمد المهدي في شيخه الوادعي رحمه الله وطعن في دعوته وأصدر عدة مجلات يهاجم فيها الشيخ وطلابه منها مجلة الفرقان والتي سماهم فيها : حزب مكافحة الأحزاب , كما تناول شيخَنا الوادعيَّ رحمه الله وطلابَه في قصائده بالذم , بل ألَّف فيهم ألفيةً سماها : تسليط الشعاع على منهج أدعياء الاتباع.
هذا هو المهديُّ صـار مسخِّراً * * * أشعاره في السـب والهذيان
جعل المئين لسب أفضـل ثلة * * * عاشت بنهج المصطفى العدناني
أو مـا رأيـت بخطـه ألفيـةً * * * جمعت لكـل الإثـم والعدوان ؟
قلت : وقد قال شيخنا الوادعي رحمه الله : – بعد أن سئل رحمه الله كما في تحفة المجيب(195)رقم1
سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنّها فرّقت جمعهم وشتتت شملهم؟ فكان في معرض حديثه عن الجمعية أنه قال عن محمد المهدي :
(… يظنون أننا سنشتغل بمحمد المهدي، فمن محمد المهدي ؟ سفيه من السفهاء ، وبحمد الله فقد أعطيناه قسطه في غير ما شريط ، ونعرف من الذي يدفعه ، إنهم الإخوان المفلسون ، وعبدالمجيد الزنداني ، وعبدالرحمن عبدالخالق وأصحاب جمعية إحياء التراث .
ونقول لمحمد المهدي : مجلتك مجلة " الفرقة " ما زادت أهل السنة إلا انتصاراً ، وما زادت دعوتهم إلا انتشاراً من فضل الله ، فاكتب ما شئت فأنت سفيه اليوم وغداً وبعد غدٍ ، فهو كذّاب أشر ، ومحترق يحرق غيره ، فقد أحرق عمار بن ناشر وأصبح لا يجسر أن يرفع رأسه في تعز ).
قلت : لذلك فإن محمداً المهدي لم يفتأ جاهدا في الحط من الشيخ ودعوته حتى بعد مماته ففي رسالته الماجستير التي سماها / معالم في الجرح والتعديل , تعرض في آخرها إلى بيان بعض أمثلة الخلل في ضوابط الجرح والتعديل عند الوادعي وطلابه متكئاً على تزكيتهم لأبي الحسن وجعله أحد مشايخ أهل السنة من قبل وذمهم له بعد ذلك , واستشهد ببعض قصائدي في الثناء على أبي الحسن وذمي له مؤخراً في خلطٍ يطول الوقوف عنده وكأن القلوب ليست بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء , وأينه من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا . أخرجه مسلم برقم 186
ولكن أقول : لا يكاد ينقضي عجبي من أن هذا الخلط كان مدونا في رسالة ماجستير فيالله العجب !
وأنا إذ أذكر هذا ليعلم القارئ الكريم خطورة التحزب وأن الحزبية مساخة تمسخ صاحبها وتجعله عدواً لنفسه ولغيره نسأل الله العافية .
عبد المجيد الريمي:
قال عنه شيخنا رحمه الله: (… وأين ذكاء عبد المجيد الريمي؟ فقد كان يحقق في مسند الإمام أحمد تحقيقاً عجيباً وقد أُجْريتْ معه مقابلة في بعض المساجد أمام الناس فكنت مسروراً بما عمله ثم بعد ذلك ضاعوا وماعوا). ا.هـ. فضائح ونصائح ص133.
قلت: وحدثني شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله أنه سمع الشيخ رحمه الله كثيراً ما يجرح الريمي بقوله: عبد المجيد الريمي مثل أصنج الكلاب. ا.هـ.
وقد قلت عنه في قصيدتي تهافت في لظى الحزبية :
وذا الريميُّ قد أبدْى وِداداً * * * لأهل الحق حين أتى غلاما
وبعد لقائه القرنيَّ يوماً * * * بأمريكا فقد أَرْخى الزماما
فعادَ منظماً يدعو رُوَيَداً * * * ويُظهر فكره عاماً فعاما
فذاك الانتخابُ به اجتهادٌ * * * ويبدو الطعن في شيخي سهاما
فذلك مقبلٌ مأفونُ شَعْبٍ * * * سيُسألُ عن مقالته لزاما
ويمدح منهجَ الإخوانِ جهراً * * * يعودهمُ إذا وجدوا زُكاما
عدنان عرعور
هو عدنان عرعور صاحب التأصيلات المحدثة التي لم يستطع إظهارها في حياة العلامة المحدث الألباني رحمه الله ولكنه بثَّها بعد وفاته , ثم إن له أقوالاً منكرة يأنف عنها المسلم منها :
– تجنيه على النبي صلى الله عليه و سلم بنه شهد لشر الخلق و الخليقة و هم الخوارج بالإخلاص حيث قالفي شريط له بعنوان "كلمات في المنهج":
"بل شهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج، والله بعد أن رأيت هذا الأمر، ورأيت أن الخوارج شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر أنا ما عاد بفكر لا بوهابي ولا بسلفية، عاد أفكر في الكتاب والسنة، وبفهم ينجيني أمام الله "
وقال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم 5 : إننا جميعاً لن نصل إلى درجة إخلاص الخوارج، وصفاء نيتهم .
قلت :
لم يشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج، بل قال في حقهم كما في "صحيح البخاري": "لا يجاوز إيمانهم حناجرهم".
وفي "صحيح مسلم":لا تجاوز صلاتهم تراقيهم .
وقال الحافظ ابن حجر: والمراد أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب.اهـ
– تجنِّيه على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مستعد لإبادة شعب اليمن كله إذا طردوا عمار بن ياسر أو عارضوا الدولة بعد موافقتهم.
حيث قال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم 5 :
"عمار إذا طردوه لا يستطيع فعل شيء،أما إذا فعلوا هذا أهل اليمن فمستعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبيد الشعب كله إذا كان يعارض الدولة بعد موافقته"
قلت:
ليس في الشريعة هذه الإبادة، بل هذه شريعة الغاب، ودكتاتورية الجبابرة الذين لا يحكمهم دين ولا عقل ولا يرجعون إلى رحمة، ومذهب الخوارج.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فأرحم وأرفق وألين وأشفق من حكَم.
وأذكّر عدنان عرعور بأن في شعب اليمن الذكور والإناث، والصغار والكبار، المكلف وغير المكلف، فأين الدين؟ وأين العقل؟
– خطأ عدنان عرعورعلى أبينا نبي الله آدم ـ عليه السلام ـ حيث قال في شريط له بعنوان "استفسارات"وهو عبارة عن لقاء أجري معه في فرنسا حيث قال :
"أين (إنما كانقول المؤمنين أن يقولوا سمعنا وأطعنا )قال الله يقول، ليس من اللائق، لكن أنتم ماتعرفون بعض الناس يتكبرون هو يتحاكم مع شامي مع مغربي هم من شعب الله المختار الذينولدوا من دبر آدم"
– وقوعه في تكفير الدول والمجتمعات :
ومن ذلك قوله : في شريط له بعنوان "ميزات الدعوة" بعد ما حير من حضر بقوله أن المجتمعات الإسلامية المعاصرة لا نقولعنها مجتمعات مسلمة:
يقول قائل أنت حيرتنا, لا نقول نكفر هذا المجتمع, ولانقول مسلم, أي نحن نقول: أنه مجتمع مسلم أفراده, أما كمجتمع ليس بمسلم كمجتمعكبيئة, أما كأفراد نعم مسلمون، لأننا لا نكفر الأفراد, والدليل على ذلك أن هذاالمجتمع كمجتمع ليس بمسلم أحسب نسبة المصلين فيه, وأحسب نسبة الكاسيات العاريات بينالتقيات الورعات, أحسب الذين يتعاطون الخمر والربا والقمار.
وقوله في شريط له بعنوان " قل هذه سبيلي "عندما سئل عن الخروج علىالحكام:
ثم المجتمعات الآن هي التي خرجت, ومن قال: إنها ما خرجت, لا أكفر معاذالله، لكن بالجملة الناس في غير هذا البلد الحمد لله على نعمة, في غير هذا البلدنرى أن الناس: عشرة بالمائة شيوعيين وعشرة اشتراكيين, وعشرين بالمائة علمانيين, وعشرين بالمائة كذا قومية إذن أين هذا .
وقوله في شريط له بعنوان "ميزات الدعوة":
إن المسلمين في باكستانباعوا دينهم بخمس مية روبية, ما يعادل مائة ريال, وأعطوا الولاء والبراء اللي هو ركنمن أركان لا إله إلا الله, باعوه بخمس مية روبية, ونجحت بالأغلبية المطلقة كماتعلمون, فأي زعم لكم أن هذا مسلم .
– ومن أخطائه المشينة في التوحيد والأخلاق والتربية :
قوله في كتابه "السبيل إلى منهاج أهل السنة والجماعة" الصفحة 23
وإذا كان التوحيد يسبق الشريعة والمنهاج في الالتزام والاعتقاد والدعوة فإنه لا يسبق الأخلاق بل هما متلازمان كتلازم الماء للشجر والروح للجسد .
وقوله في كتابه "الواقع المؤلم":
ومن أخطاء التربية: تربية النشء على العقيدة فحسب, على أنها نصوص للحفظ, وأشعار للترديد, وأنها لا تتجاوز مجرد الاعتقاد بالقلب, دون أن يكون لها أثر في حياة المسلم العملية مهملين بذلك أهمية الأخلاق, معرضين عن حسن المعاملة والخطاب, ملقين للحكمة والموعظة الحسنة وراءهم ظهريا, يظنون أن حسن العقيدة يغفر لهم فساد خلقهم, وفظاظة مواعظهم, وسوء معاملتهم .
قلت : أين عدنان عرعور من قول الله تعالى في بيان فضل حسنة التوحيد والعقيدة:
)) يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي وغيره، وهو حديث حسن.
وهل يبطل مذهبه أم يوافقه؟
وقوله : في شريط له كُتب عليه "جلسة على البحر في الجبيل 27/6/1989م "عن طريقته مع أولاده في التربية:
ولا قلت – يعني لهم – النار وتلظى هذا ما يصلح للولد، بيقول الله ليش خلق النار، وليش أنا أحترق، والموسيقى أو غيرها أنا أتلذذ بها، لا حاجة الولد ما يفهم هذه الأمور، يفهم العكس، نعم إذا تركت هذه المسألة تدخل الجنة يفهمها أما إذا فعلت تعذب، لماذا، ما يفهمها الطفل .
وقال في الشريط السابق يحكي للحاضرين حاله في جلسة تربوية مع أولاده:
بعد ثلاثة أيام جلسنا على طاولة الطعام سألني أحد الأولاد سؤال: تذكر الموضوع؟ قلت شوفوا أنا عندي إللي يحب يصلي يصلي، وإللي ما يحب يصلي لا يصلي، وإللي يحب يصوم يصوم، وإللي ما يحب يصوم لا يصوم، وإللي يحب يسمع موسيقى يسمع موسيقى، أنا عندي حرية، إللي يبغى على كيفه، الإنسان ما أكره أحد، لكن في عندي حاجة، يعني يوم القيامة لما أقف على باب الجنة وأنا داخل لا يصيح لي: بابا تعال دخلني معاك، ما لي علاقة .
وقوله : الصحابة ربوا ثلاث عشرة سنة ولم تكتمل تربيتهم مع ذكر مثال.
حيث جاء في كتاب "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"(الصفحة:360 لعبد المالك رمضاني نقلاً عن عدنان عرعور أنه قال في شريط له:
الصحابة رضوان الله عليهم ربوا ثلاثة عشر سنة ولم يكتمل تربيتهم، لم تكتمل، ولما مروا بذات أنواط قالوا : (( اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط )) فقال لهم الرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها والله كدتم أن تقولوا كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون } وكان يحصل بين الصحابة انشقاق وخلاف ومنازعات، وكانت العملية التربوية تجري على قدم وساق
قلت:
هذا الكلام لم يكن ممن ربوا على التوحيد هذه المدة، وإنما كان في غزوة حنين من بعض مسلمة الفتح، ولهذا قال راوي الحديث ـ رضي الله عنه ـ مبيناً سبب وقوع هذا الأمر: ونحن حدثاء عهد بكفر.
وقوله : من سوء التربية أن تلقن العقيدة، و تحفظ متونها، ويركز على الإتباع، وحفظ روايات السلف كما في بعض الجامعات. حيث قال في كتابه "صفات الطائفة المنصورة" الصفحة 93:
وإلا فإن من سوء التربية أن يلقن العقيدة ويركز على الإتباع، وحفظ روايات السلف، وتهمل تقوى الله، ومراقبته وحسن الخلق، كما يحصل في بعض الجامعات، فيخرج جيل يحفظ ولا يفقه، يعلم ولا يعمل وفي بعضهم من ضعف الإيمان وسوء الخلق ما يكمد النفوس حسرة، ويفطر الأكباد أسفاً .
قلت :وفي ختام هذه الأقوال والآراء التربوية التي قدمها عدنان عرعور لكم، دونكم بعض الكتب التي ينصح عدنان عرعور أن يربى عليها المسلم،حيث قال في كتابه "السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة" 51-52 : تقسيم المواد التي يربى عليها المسلم إلى قسمين:
المواد الأساس: وهي بمنزلة الهواء للبدن والماء للشجر.
المواد المساعدة الثانوية: وهي بمنزلة التقليم والتثقيف.
أما المواد الأساس فهي: التي فيها أسس الدين وعموده , وعليها قوام الإسلام وأحكامه، وبها يعرف الحق من الباطل، وأهل السنة من أهل البدعة، وأهل الجماعة من أصحاب الشقاق، وبها يكون النجاة والفلاح والاستقامة والسداد , ثم ذكر من الكتب الأساسية التي جعلها بمثابة الهواء للبدن، والماء للشجر ـ وفقْد الهواء عن البدن والماء عن الشجر يعني الموت ـ:
1-كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب .
2- كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب .
3-كتاب "التوحيد والإيمان" للزنداني .
وذكر من الكتب الثانوية :
1- كتاب "لماذا أعدموني" لسيد قطب .
2-كتاب "معركة التقاليد" لمحمد قطب .
قلت : فهذا هو الفكر الثوري والتربية الروحية الخارجية التي تلقاها عرعور عن أسياده وكتب أسياده ويتلقاها عنه أتباعه , في حين أن عدنان وأمثاله هم محط الإجلال والتكريم عند هذه الجمعيات ومن المراجع الرئيسة للأمة وخاصة عند جمعية التراث.
وإن لأبي بكر بن مسعود السلفي جمعاً تتبُّعياً فريداً في بابه , استقصى فيه كثيراً من أوابد عرعور ومخالفاته للشريعة من خلال أشرطته ولقاءاته يمكن أن يراجعه من أراد المزيد .
هذا , وقد تصدى لبيان أباطيل عرعور ودجله على الأمة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي سدده الله الذي كان له دور كبير في دحر مكره وكف شره , مثل : انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية , والكر على أهل الخيانة والمكر , والرد المنصور على عدنان عرعور .
ومن أقواله حفظه الله في عدنان :
وأنصح الشباب السلفي في العالم الذين يخدعون بعدنان وأمثاله من الحزبيين والمبتدعين أن يكونوا على غاية الحذر من تلبيس هؤلاء وفتنتهم وشرورهم ولا سيما عدنان الذي يلبس اللباس السلفي زوراً ، ويحارب أهله ودعاته حرباً لا يُعرف مثلها من أشد أهل البدع ، أحذرهم من هذا الرجل أشد التحذير وأنفرهم والله حباً لهم وأريد أن يسيروا في طريق السلف ، وهم والله في غنيةٍ عنه لأنه لا يأتيهم إلا بالقواعد الباطلة والهراء والكلام الفاسد ، فأحذرهم منه ومن ألاعيبه وأكاذيبه وتلبيساته …ألخ .
محمد المغراوي
وهو محمد بن عبد الرحمن المغراوي القطبي التكفيري الذي تبع عدنان عرعور في تلونه وتأصيلاته المحدثة,فمن أقواله التكفيرية ما جاء في تفسير البقرة شريط 14 وجه أ" وإذا كانت الأمة تتواتر وتتفق على المعصية،وتتفق على الشرك،وتتفق على الانحراف، وتتفق على التبرج،وتتفق على الانسلاخ من دين الله،وتتفق على الردة،وتجهل كل المخالفات،ماذا يقع لها ؟! ماذا تريدون ؟!!".
قلت في قصيدتي : تحذير القاصي والداني :
كذلك مغراويُّهـم كان سالكاً * * * طريقةَ عدنان حـداها التلاعبُ
يقـول : بأن الناس حقاً تواتَرتْ * * * على الشرك إذ لم يبْق حبرٌ وراهبُ
وكم يتلقَّى نهـجَ عدنانَ جهرة * * * وينشره فـي مغرب وهو راغبُ
فإن جاءه يوماً من الناس ناصحٌ * * * يقـابلـه شـتمٌ له ومـعايـبُ
ولم يـتقبَّل أيَّ نصحٍ لشـيخه * * * ربيعٍ فذا عدنان خِـلٌّ وصـاحبُ
أبو الحسن المأربي المصري:
وهو مصطفى بن إسماعيل السليماني المصري الذي جعل من مأرب مقراً له , والذي كان له دعوة خفية يتابع فيها سابقيه من أهل الضلال لم يستطع نشرها في حياة شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله خشية أن يلحقه بأصحابه فلما مات الشيخ رحمه الله أظهر أبو الحسن ما عنده من الأفكار الشاذة والسم الزعاف والولاء لأهل البدع والكيد بأهل السنة ظناً منه أنه قد خلتْ الساحة له ولأتباعه بوفاة العلامة الوادعي رحمه الله حتى إنه قال "قد ولى زمن الخوف" قلت :
ومن ظنَّ أن الحقَّ ولَّى بمقبلٍ * * * فإن لنا في أرضنا ألفَ مقبل .
– قال عنه شيخنا رحمه الله: لئن عدتُ لأقشرنَّ لأبي الحسن العصا.
– وقال رحمه الله: أبو الحسن رجل مادِّي . كما ذكر ذلك المشايخ في مناصحتهم لأبي الحسن في جلسة مارب .
– وقال رحمه الله: لو تمكَّن أبو الحسن من أهل السنة لرمى بهم هكذا , وأشار بيده كالرامي للشئ .
قلت: هذا بعض ما وقفت عليه من كلامه رحمه الله في أبي الحسن ثم وافته المنية قبل أن يقف على الوجه الحقيقي لأبي الحسن، إذ لو وقف عليه لكان كلامه أشد من هذا وأنكى ولكن في هذا كفاية لمن نوَّر الله بصيرته , ويكفي أن شيخنا محمداً الإمام حفظه الله قد أخبرنا أنه حذَّره الشيخ رحمه الله من أبي الحسن .
هذا , وإن لأبي الحسن أقوالاً تدل على قبح سريرته وسيرته , وسوء منهجه وضحالة علمه فمن ذلك :
قوله في الحب ابن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنه : "أسامة تعدَّى أصلًا من أصول السنة وهو الحكم بالظاهر والله يتولى السرائر" ا.هـ كما في شريطه "حقيقة الدعوة" .
وقال أيضاً" : وشوف شوف العاطفة مستحكمة في نفس أسامة ويقسم على ذلك بالله "ا.هـ كما في شريطه "رفع الحجاب" .
ووصفه للصحابة في يوم حنين بالغثائية كما في شريط رقم (5) وجه أ، من الجلسة التي كانت في مأرب.
وقوله في شريط حقيقة الدعوة: فلما تكلم خالد في الصحابة ولما تكلم غيره قال دعوا لي أصحابي وقال لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً كل يوم – كذا قال – ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. , السابقون السابقون لهم فضل أما الأصاغر الأراذل تحت الأقدام دائماً، لما رأى من أصحابه من يريد أن يتكلم في الأوائل قال دعوا لي أصحابي وكلهم أصحابه ولكن أصحابي الصادقين دعوهم لي. ا.هـ
قلت: وإنما ذكرت ذلك بياناً لحقيقة وقوعه في هذا الخطأ الفاحش، وبياناً لتخطئة من دافع عنه بباطل، والله المستعان .
وكثيراً ما يدندن أبو الحسن بالرجوع إلى القواعد والأصول والثوابت والخطوط الدقيقة بين تلك المسائل، والتي عُلم مؤخراً أنها قواعد وأصول مبتدعة , كقاعدة حمل المجمل على المفصل في حق أهل البدع، وقاعدة نصحح ولا نهدم، وهي على غرار قاعدة عدنان عرعور : "نصحح ولا نجرح " تشابهت قلوبهم.
وفي شريطه "أصول ومميزات الدعوة السلفية يقول" الموفق من يقرأ تراجم السلف يتَّخذ من طريقة السلف في فهمهم لكلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهجاً واسعاً أفيح يسع الأمة ويسع أهل السنة اهـ
قلت : ومن أجل ترسيخ هذا المنهج الذي يشير إليه فقد جنَّد نفسه للدفاع عن أسياد هذا المنهج , إذ دافع عن سيد قطب في أنه لم يقل بالحلول ووحدة الوجود ، وأثنى على عبد المجيد الزنداني، وعايض القرني، وعبد الله السبت، ودافع دفاعاً مستميتاً عن المغراوي ، حتى قال على منبر دماج لما سئل عنه : مثله يُسأل عني ولا أُسأل عنه , وغيرهم كثير ممن أثنى عليهم , ثنى الله عنقه .
وصار بهذا الـدرب يجني ثماره * * * أبوحـسنٍ عن منـهج الحق ناكبُ
بلى إنه قـد فاق من كان قبله * * * بكـيدٍ وتلـبيسٍ وقـام يحـاربُ
ويشربُ كأس الحاقـدين وإنه * * * لمن رِيِّه بالحـقد نشـوان شاربُ
ويطعنُ في بعض الصحابة جهرةً * * * ويلْمِزُ بعـضاً وهو للبعـض عائبُ
ويُثني على أهل الضلال صراحةً * * * وطـوراً يزكِّيهـم وتلك عجائبُ
لهذا فقد نكَّل به أهل العلم من أهل السنة وعلى رأسهم شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله أيما تنكيل , في جملة من الرسائل والمؤلفات التي تبين زيغه وضلاله وانحرافه عن جادة أهل السنة , ومن ذلك كتابه الفخم الضخم : التنكيل بأبي الحسن وبيان ما عنده من الأباطيل , لأن أبا الحسن كان – ولا يزال- يحامي بالخيانة والبهتان .
قلت : وقد كثرت الردود عليه كيف لا وقد ظهر دفاع أبي الحسن المستميت عن جمعية البر بصورة تدل على أنه كان مدفوعاً منها بقوة , لضرب الدعوة السلفية في اليمن
ولما كان ظهور شر هذه الجمعية جاء متأخراً إلى آخر أيام شيخنا الوادعي رحمه الله فإنه لم يكن له كلام فصْل في حال هذه الجمعية، لأنه قُبض رحمه الله قبل استشراء شُبَهها وانكشاف أدْعيائها على صورتهم الحقيقية، ومع ذلك يقول شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي : أشهد أنه ما مات رحمه الله حتى حذَّر منها .
قلت : وذلك أن شيخنا العلامة الوادعي قد أشار قبل موته رحمه الله إلى بعض المخالفات عندهم مثل تصوير ذوات الأرواح والانتخابات الحاصلة داخل الجمعية وغير ذلك مما لا أستحضره الآن ثم إنه رحمه الله طعن في رئيسها الفخري أبي الحسن المصري وأنه رجل مادي كما تقدم , وقد تعرَّضْتُ لجمعية البر في قصيدتي (تحذير القاصي والداني من انحرافات أبي الحسن السليماني) إذ أقول:
يحارب أهلَ العـلم بالمال خُفْية * * * بجـمعيةٍ للبر فيـها العـقاربُ
لتلدغَ أتـباعَ الحـديث وحزبَه * * * وقد كان هذا أثبتتْه التجاربُ
فمن كان منهم فهو شيخٌ وعالم ٌ * * * ومن لم يكنْ منهم فتلك عناكبُ
قلت :فهذا صنيعهم بالمشايخ والدعاة ممن يجدون منهم منهجاً رخواً ومواطن خلل في دعواتهم ولم يقف الحد عند هذه الأسماء اللامعة فقافلتهم الشيطانية سائرة في الإغواء فكلما سقط داعية علمنا بعد برهة عن سقوط آخر , وكلما ضحوا بداعية في اليمن شرعوا في التضحية بآخر في الشام وهكذا , يبتدئ ذلك بإقامة المحاضرات والدروس عندهم ثم ينتهي الأمر بالدفاع عنهم وتصحيح مناهجهم والوقوف ضد أهل السنة المحذِّرين منهم .
وليُعلم أنه لا يجوز بحالٍ الدفاعُ عن أولئك الذين صاروا من ضحايا الجمعيات المتحزبة لما أظهروه من أقوال مخالفة للشريعة , وأصول مناهضة لحصون الدين المنيعة ، كما أنه لا يجوز مجاراتهم ولا إحسان الظن بهم وقد أظهروا ما أظهروا من المشاقة الواضحة لدعوة أهل السنة والمخالفة الصارخة لمنهج السلفيين .
نقول هذا لأننا نعلم عن أناس قد تبنَّوا الدفاع عنهم وتمرير باطلهم على بعض طلاب العلم فضلاً عن العامة ، وهذا من الغش للإسلام والمسلمين , وفي الصحيحين عن أبي موسى مرفوعاً : ( من غشنا فليس منا ) .
وقد أخبرت قبل أيام قليلة بأن بعض المدافعين عنهم نزلوا إلى مكة وقاموا بزيارة من يأملون فيهم ممن يرجون أن يتقبل دعوتهم ولم يذهبوا إلى زيارة الشيخ ربيع فلما ذُكر له ذلك قال : لأنهم يعلمون أن ربيعاً لن يوافقهم على ما هم عليه فذهبوا إلى من يطمعون في قبولهم .
قال شيخنا الوادعي رحمه الله : فهم يدعوننا إلى أن نترك الكتاب والسنة وأقسم لكم بالله أنهم لا يقبلون مقبلاً معهم وهو على هذه الحالة لكن يضحكون على أصحاب اللحى من أهل السنة… (فضائح ونصائح) ص 19
العِداء واحد وإن اختلفت الطقوس والهيئات
قلت : فإن تلك الجمعيات وإن اختلفت طقوسها عن بعضٍ في الظاهر إلا أنها تجتمع كلها في تكوين جبهة مُعادية لدعوة أهل السنة , فهي تسعى لضرب الدعوة السلفية في كل بلد من بلاد الإسلام , فلم تكتف بإسقاط الدعاة وطلبة العلم حتى سعت بالفرقة بين السلفيين في كل مكان , وذلك بالتحريش وإثارة القلاقل والفتن وبذل الأموال للذين يقفون في وجوه أهل السنة من الذين لا يرجون في مؤمن إلاً ولا ذمة , لهذا فقد
قال شيخنا الوادعي رحمه الله :
– كم سعى عبد الرحمن عبد الخالق وعبد الله السبت في تفرقه أهل السنة – لا جزاهما الله خيراً – فرَّقونا في اليمن، وفرقوا إخواننا في السودان، وفرقوا إخواننا في أرض الحرمين ونجد، وفرقوا إخواننا في مصر، وفرقوا إخواننا بأندونيسيا، وفرقوا إخواننا بأفريقيا، والآن الجزاء من جنس العمل، افترقت الجمعية المسماة بجمعية إحياء التراث إلى أربع فِرَق والله أعلم بالباقي والله المستعان. ا.هـ. من شريطه (إزاحة الغمامة عن أحوال أهل تهامة) المطبوع بتعليقي باسم دفع الملامة .
– وقال رحمه الله : وجمعية التراث فرَّقت أهل السنة في السعودية والسودان. ا.هـ. تحفة المجيب ص200.
– ولما سئل رحمه الله عن جمعية إحياء التراث قال: هذه جماعة فُرْقَة.. إلى أن قال: فهذه دعوة مفرِّقة بين أهل السنة. ا.هـ. تحفة المجيب ص151
علاقة جمعية إحياء التراث بـ ( ندوة المجاهدين )
بكيرالا – الهند :
لقد هيَّأ الله أسباب رحلة دعوية إلى كيرالا بالهند وكان ذلك في 19/رجب/1429هـ .
ومن خلال هذه الرحلة الدعوية والزيارة الأخوية رأيت علاقة متينة بين جمعية التراث الكويتية والجناح الدعوي البارز في كيرالا المتمثل في ندوة المجاهدين التي تزعم أنها هي المتبنية للدعوة السلفية والدفاع عن العقيدة والتوحيد في حين أني وجدت أنها من أعظم الناس جهلاً بالتوحيد وبالدعوة السلفية الحقة مخالفين بذلك لجنة العلماء بكيرالا النواة الأولى لهذه الجماعة .
حيث إني رأيت في ندوة المجاهدين المخالفة الواضحة لدعوة أهل السنة الحقة عقيدة ومنهجاً وسلوكاً من الولاءات الضيقة والبيعات السرية والمنهج التعليمي المحتوي على ما يخالف منهج أهل السنة مثل تدريس كتاب التفسير للرازي وكتاب التوحيد للزنداني مع الموالاة للمخالفين لأهل السنة على مستوى الأفراد والمؤسسات وكان من أبرز تلك المؤسسات مؤسسة هيئة الإغاثة الإسلامية وجمعية إحياء التراث الكويتية التي كان لها الدور الفعال في تمويل ندوة المجاهدين وتنفيذ مشاريعها الخيرية من حفر الآبار وبناء المساجد وإنشاء المدارس والجامعات التعليمية كل ذلك رأيته بعيني
وأيَّد ما رأتْ عينيْ السماعُ
على لوائح هذه المنشآت والأعمال الخيرية دليلاً واضحاً على تعاونهما الدعوي والتنظيمي وعندنا من الوثائق ما يثبت ذلك التعاون .الأمر الذي لا يستطيع أن ينكره أحد .
والجدير بالذكر أنه سيلحق كل واحد منهما تبِعاتُ صاحبه ومخالفاتُه الشرعية .
فما كان عند إحياء التراث من مخالفات شرعية ستحمل وزرها ندوة المجاهدين التي مدت أياديها لأخذ التبرعات منها .
وما كان عند ندوة المجاهدين من المخالفات الشرعية ستحمل عاقبتها جمعية إحياء التراث التي مدت يد العون لندوة المجاهدين مع ما عندها من التوجهات غير سلفية .
الخــلاصـــة
قررها شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في قوله : فالمهم بلاد المسلمين في عناء من عبد الرحمن عبد الخالق ومن مؤسسة إحياء التراث ومن عبد الله السبت…أموال تنفق لتحارب بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ
قلت: فإذا كان هذا هو تراث جمعية إحياء التراث متمثلاً في إسقاط الدعاة والسعي بالفرقة بين أهل السنة وإثارة الفتن فيما بينهم , فيا تُرى أيَّ تراث قد أحيتْه جمعيةُ التراث ؟؟! أم أنها كما قال شيخنا الوادعي رحمه الله : جمعية إحياء البدع ، وإلا فليقولوا لنا ما هو التراث الذي قد أحيوه ؟ ا.هـ. شريطه (الرد الوجيه على أسئلة بيت الفقيه) المطبوع بتعليقي.
الموقف الصحيح من جمعية إحياء التراث
وقد سئل شيخنا العلامة حامل لواء الجرح والتعديل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله عن الموقف الصحيح من جمعية إحياء التراث فأجاب بما يلي :
والله نحن نتمنى من إحياء التراث أن تلتزم بالمنهج السلفي لكن عليها مآخذ شديدة في الخارج أكثر من الداخل , وأرى أن التعاون معها تعاون ضد المنهج السلفي , فعليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى , وتلتزم المنهج السلفي باطناً وظاهراً , وتعلن الحرب على هذا الغلو وعلى هذه المناهج , مناهج سيد قطب .
أما وإن لم ينفع التراث عبد الرحمن عبد الخالق , يدافع عن الترابي وسيد قطب والبنا والمودودي وغيرهم من زعماء البدع والفتن , ويبقى إماماً مقدَّساً في قلب إحياء التراث , بارك الله فيكم .
وهذا من أقوى القرائن على أن إحياء التراث ليست بصادقة في التزامها بالمنهج السلفي وهذه آثارهم في الخارج معروفة , فهي ما تحمل المنهج السلفي بجدِّية وصفاء ونقاء .
ومن أدلة أنها (لا تلتزم ) هذا المنهج : أنها توالي التكفيريين في اليمن جماعة الحكمة وأمثالها وتوالي غيرهم , توالي الإخوان المسلمين , أين جهودها في مواجهة هذا الفكر الإخواني ؟ الذي لا هم له إلا سحق المنهج السلفي , أين موقفها ؟! …. ألخ .
قاله
العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله .
في ليلة الخميس الموافق لثامن من شهر الله المحرم 1426هـ
بعنوان : الوسطية في الإسلام .
استفســـــاران
الأول : فإن قال قائل : إن الجمعية قد تخلت عن رئاسة عبد الرحمن عبد الخالق وعن إدارته لها
فالجواب: أن الشيخ محمد بن هادي المدخلي وفقه الله قد سئل بما هو منشور في الشبكة فيما يلي :
وهذا يقول : يوجد لجمعية إحياء التراث جهود في مجال الدعوة في المملكة فماذا تعرفون عن هذه الجمعية ؟ وهل هي قائمة على المنهج السلفي؟
الجواب : لا والله ما هي على المنهج السلفي والله على المنهج الإخواني قائمة وأصحابها متلونون, والذي نعرفه منهم لا يجوِّز لنا أن ندعه لحال من زكاهم ممن تجملوا له وهو لايعرفهم فان الله سبحانه وتعالى لم يكلفنا الا بماعلمناوهذه الجمعيةحزبية والبيعة عندهم ويسمونها العهد أويسمونها طاعة المسؤول
فانظروا اليهم في مواقفهم وأينما شرَّقوا أو غرَّبوا في العالم الاسلامي وغيرالاسلامي لا تجدهم الايفرقون الدعوات السلفية ما يجمعون وإنما يأتون الى التجمعات السلفية فيفرقونها وذلك بسبب المال الذي معهم , فنسال الله العافية والسلامة .
ولقد تكلمت في هذا في كثير من الأشرطة ولي في هذا كلام في شريطين في الكويت عندهم
الشاهد : عبد الرحمن عبد الخالقليس بخافعليناولا بخاف عليكم جميعاوهو شيخهم الى هذهالساعةوإن حاولوا التنصُّل منه , فنسال الله العافية والسلامة .
الثاني :فإن قال قائل : فما الواجب تجاه جمعية التراث وقد ظهرت بهذه الصورة المزرية ؟!
فالجواب : إذا كانت هذه هي حال جمعية إحياء التراث فالواجب التحذير منها وبيان حالها ليعرف العالم الإسلامي عظم خطرها على الإسلام والسنة , وأن نقف منها موقف الإمام الوادعي رحمه الله وموقف إخوانه من مشايخ أهل السنة الصادعين بالحق في أنها من الجمعيات المتحزبة وأتْباعها من أهل الفرق الضالة , وأن الواجب مجانبتها والوقوف ضد المدافعين عنها ,
فقد قال شيخنا الوادعي رحمه الله : الأمر الذي نعتقده أن الإخوان المسلمين مبتدعة وأن جماعة التبليغ مبتدعة، وأن أصحاب سلفية عبد الرحمن عبد الخالق مبتدعة، وأي دعوة تريد أن تجمع مجموعة من الناس وتترك الباقين أو من انضم إليها تعتبر على بدعة. ا.هـ. من إجابة السائل ص408.
قلت : ولما كان علماؤنا بهذه الصرامة في قول الحق ومحاربة الباطل لم تقم لأهل الشر قائمة , ولما صرنا إلى زمن من يقول : أسكت عما عندنا ونسكت عما عندك اختلط الحابل بالنابل , والتغت الفوارق , وتمكن أعداؤنا منا , وحل َّ بأهل السنة مالم يحل بهم من قبل .
لفتـــــــــة
والذي أريد أن ألفت النظر إليه – وهو بالغ في الأهمية – أني لا أعلم على وجه الأرض جمعية هي أشد تفريقاً لدعوة أهل السنة وأعظم كيداً لأهلها من جمعية إحياء التراث .
كما أني لا أعلم على وجه الأرض جماعة أشد خطراً على دعوة أهل السنة وأعظم كيداً لأهلها من الجماعة الحدادية .
وكلا السلاحين قد وجِّها إلى أهل السنة في فتنة أبي الحسن المصري ولا أشك قيد أنملة أن هذين السلاحين قد استعملا أيضاً في الفتنة اليمنية الأخيرة , وهو الأمر الذي يلهج به شيخنا حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ليل نهار قائلاً : أخشى على الدعوة السلفية من أبي الحسن يريد أنه سينتقم منا .
قلت : ومن علِمَ عن حقيقة إنشاء بعض المواقع والمنتديات باسم أهل السنة وهي تحت إدارة أبي الحسن وتوجيهه علِم عِظَم ما يبيِّته أبو الحسن للدعوة السلفية والنيل من أهلها قطع الله دابره ورد كيده في نحره .
الخـاتمـــــة
فإذا تقرر هذا تقرر لدينا يقيناً كالشمس في رابعة النهار أن من يتبنَّى جمعية إحياء التراث ويدافع عنها ويرفع من شأنها ويقلِّل من خطرها أنه على طريقة غير طريقة أهل السنة ولو كان دكتوراً في جامعة أو آخذا للعلم عن أهل الحديث ربع قرن – زعموا- بل هو مفتتح باب ضلالة وساع في الفرقة والشُّقة شاء أم أبى , ومتَّبع غير سبيل المؤمنين الذي أمر الله باتباعه ) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى…( [النساء : 115]
وأنه ليس له دراية على الحقيقة بكيد هذه الجمعيات وخبثها الدفين على أهل السنة
وقد قيل لعمر : فلان لا يعرف الشر قال : ذلك أجدر أن يقع فيه اهـ قال الشاعر:
ولا يعرفون الشر حتى يصيبهم * * * ولا يعرفون الأمر إلا تدبُّرا .
قلت : فأين هؤلاء من مقالة شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله
– إن الإخوان المفلسين وأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان وجمعية الإصلاح لو يمكن أن يشتروا سُكوتنا بالملايين لفعلوا ولكن هيهات هيهات أن نسكت عن باطلهم . ا ﻫ . شريطه ( حاطب ليل )
– ( قولوا للحزبين وأصحاب الجمعيات أننا لهم بالمرصاد ، وسواء كانوا شيوعيين أو بعثيين أو ناصريين أو من أصحاب الحزبيات المغلفة المبتدعة اهـ قمع المعاند (ص123) .؟!
يشير رحمه الله إلى ظهور هذه الجمعيات المتحزبة المغلفة ، التي تقهقر أناسٌ من أهل العلم عن الدينونة له رحمه الله في القول بحزبيتها فلما ظهرت تلك الجمعيات على حقيقتها وأنها كانت تخفي حزبية مقيتة انقاد هؤلاء العلماء لكلام الإمام الوادعي رحمه الله واعترفوا بفضله وبُعد إدراكه .
وأخيــــراً :
سؤال أجاب عليه فضيلة شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله :
السؤال : ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني – رحمهما الله – من جمعية إحياء التراث ؟
الجواب :
أما الشيخ الألباني فهو متبرئٌ منها منذ زمن ، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعض الأشياء ، والحزبيون ملبسون ، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هو موثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون : يا شيخ قد حقق الله الخير الكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى أفريقيا – وهم في الحقيقة ذهبوا يفرِّقون كلمة المسلمين – وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا ، والشيخ حفظه الله يصدّق ، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق ، وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتّضح له أمره سيتبرأ منهم .
كما في أسئلة الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية
قلت : كيف لا والإمام ابن باز رحمه الله هو القائل : فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالحشخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله – فإن الواجبالتشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه . اهـ من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/202
قلت : فليتق الله دعاةٌ وأشياخ مالوا إلى جمعية التراث ودافعوا عنها دون إدراك ولا روية , فإن الأمر خطير والخطب جلل ، وليعلموا أن التميُّز من أعظم ركائز الدعوة السلفية فلا يزهدوا عنه ففيه نصر السنة وقمع البدعة ، وقطع الطريق على المتربصين بأهل السنة الدوائر ، وليسلكوا مسلك أسلافهم ففي ذلك النجاة والظفر وصلاح الدنيا والدين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتبه
أخوكم أبو رواحة الشاعر
عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري
وفقه الله
حرِّر في صبيحة يوم الجمعة الموافق
13/ شوال/ 1430هـ
بحي الفيصلية – بجدة
http://www.sal
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد :
فهذه رسالة لأخينا الفاضل ناصر السنة و حسان عصره أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري وفقه الله بعنوان
( جمعية إحياء التراث ودورها في ضرب الدعوة السلفية وإسقاط الدعاة وموقف الإمامين مقبل بن هادي الوادعي و ربيع بن هادي المدخلي من هذه الجمعية ) و قد قرأ الرسالة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فقال عنها :
ينبغي أن تنشر بل تطبع , فنسأل الله أن يجزي شاعر السنة أبا رواحة خيرا .
الفهـــرس
توطئــة ………………………………………………………….2
– أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر……………………………..2
– حدوث الفِرَق من أعظم ما ابتُليتْ به الأمة …………………………….3
-أهمية الجرح والتعديل في كشف النقاب عن هذه التحزبات………………….5
– إنشاء الجمعيات فكرة إبليسية وطريق إلى الحزبية……………………….6
– تركيز هذه الجمعيات على إسقاط المشايخ والدعاة بالماديات………………..7
– من ضحايا جمعية إحياء التراث ……………………………………..10
– عبد الرحمن عبد الخالق……………………………………………..10
– عبد الله السبت…………………………………………………….13
– محمد المهدي……………………………………………………..13
– عبد المجيد الريمي………………………………………………….15
– عدنان عرعور…………………………………………………….15
– محمد المغراوي……………………………………………………19
– أبو الحسن المصري…………………………………………………20
– العِداء واحد وإن اختلفت الطقوس والهيئات……………………………….22
– علاقة جمعية إحياء التراث بـ( ندوة المجاهدين ) بكيرالا – الهند …………….23
– الخلاصــة…………………………………………………………24
– الموقف الصحيح من جمعية إحياء التراث………………………………..24
-استفساران…………………………………………………………25
-لفتــة……………………………………………………………..26
– الخـاتمـة………………………………………………………….26
-وأخيـــراً…………………………………………………………..27
-الفهرس……………………………………………………………28
لتحميل الرسالة من هنا حفظك الله
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
الحمد لله الذي أمر بالاجتماع في الدين والاعتصام بحبله المتين ، ونهى عن التفرق فيه فقال :
] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [ [آل عمران : 103]
وأمر بإتباع صراطه المستقيم وحذر من اتباع السبُل المناهضة لسبيله القويم فقال :
] وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [ [الأنعام : 153]
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل ( …. فإنه من يعش فيكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه بإسناد صحيح .
والقائل لحذيفة :" تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ " أخرجه البخاري برقم 7084 ومسلم برقم 1847 أما بعد :
فإن هذه الأدلة الشرعية مع غيرها من نصوص الكتاب الكريم والسنة النبوية لتؤكِّد لهذه الأمة حقيقةً من الحقائق وهي أن الحق واحد وأنه لا يتعدَّد ، وأن حملته ومؤيديه هم أهل السنة وأن أنصاره هم السلفيون السائرون على منهج الصحابة وتابعيهم بإحسان .
وأن الباطل والشتات والفُرقة إنما هي مع تلك الطوائف المخالفة لدعوة أهل السنة والتي يرفع شعاراتها أصحاب البدع وأرباب المحدثات .
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فإذا تقرر هذا فالواجب على المسلم أن يرفع شعار الحق وينكِّس ألوية الباطل ، تحت مظلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اكتسبت به هذه الأمة الخيرية على سائر الأمم قال الله : ] كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ . [آل عمران : 110]
ومن يرى حال الأمة اليوم يرى أن كثيراً منهم قد تأخروا عن تطبيق هذا الأصل العظيم الذي هو من آكد أصول الشريعة .
وقد ذمَّ الله اليهود والنصارى حينما تركوا هذا الأصل ونبذوه فقال ] كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [ [المائدة : 79] فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده . فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ] ثم قال : { لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون *كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون *ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم } إلى قوله { فاسقون }
( المائدة 78 ، 79 ، 80 ، 81 ) ثم قال : [ كلا والله لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ولتأخذُنَّّ على يد الظالم ولتأطرُنَّهُ على الحق أطْرا ولتقصرنه على الحق قصْرا أو ليضربنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم ] رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن . هذا لفظ أبي داود .
ولفظ الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ] فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان متكئا فقال : [ لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا ] قوله [ تأطروهم ] : أي تعطفوهم و [ لتقصرنه ] : أي لتحبسنه .
وحتى لا تقع هذه الأمة فيما وقعت فيه الأممُ قبلها فقد أوجب الله عليها التناصح كما في حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري مرفوعاً : [ الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ] رواه مسلم .
قلت : فالمؤمنون نَصَحةٌ والمنافقون غشَشَةٌ ، فمن أصاب فالواجب تأييده ونصرته ومن أخطأ فالواجب نصحه والأخذ على يديه , عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ أنصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره ؟ قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ] رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه .
قال العلامة ابن باز رحمه الله : فإذا سكت أهل الحق عن بيان أخطاء المخطئين وأغلاط الغالطين لم يحصل منهم ما أمر الله به من الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومعلوم ما يترتب على ذلك من إثم الساكت عن إنكار المنكر وبقاء الغالط على غلطه والمخالف للحق على خطأه ، وذلك خلاف ما شرعهُ الله سبحانه من النصيحة والتعاون على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله ولي التوفيق اهـ من تنبيهات هامة على ما كتبه الصابوني في صفات الله عز وجل صـ30 .
حدوث الفِرَق من أعظم ما ابتُليتْ به الأمة
وخاصة في هذه العصور
قلت : ولما ظهرت رؤوس الفرق المبتدعة كالخوارج والقدرية والجهمية والمعتزلة والمرجئة أنكر عليها علماء الإسلام وبيَّنبوا عوارها , وقمعوا أنصارها , بالحجج الدامغة , والأدلة القاطعة , بما يطول بذكره المقام وما يحصل بالوقوف عنده من التأخر عن المراد من هذه الرسالة ولكن في ذلك إشارة إلى أن تلك الفرق تتجدَّد من فترة إلى أخرى وإن اختلفت المسميات والطقوس والهيئات إلا أنه لكل قوم وارث .
وقد نشأ في هذه العصور المتأخرة فِرَقٌ محْدَثةٌ , وطرُقٌ مبتدَعةٌ , كجماعة الإخوان المسلمين وجماعة السرورية وجماعة التبليغ وجماعة التكفير والهجرة وغير ذلك .
والملاحظ في واقع المسلمين اليوم يرى عِظَم ما ابتليتْ به هذه الأمةُ وخاصة في هذه العصور المتأخرة من الفرق المتناحرة ، والطوائف المتشعِّبة , والجمعيات المتحزِّبة , بما يحزن له قلب كل سلفي ويندى له جبين كل صاحب سنة .
قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله الخبير بهذه الفرق والطوائف ، المدْرِك لما هي عليه من المخالفات :
– إن الجماعات الإسلامية تعتبر بدعة ابتلي بها المسلمون في هذا الزمان اهـ شريط حاطب ليل .
– وقال أيضاً : كل هذه الجماعات كما قال الله :] إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ [[النجم : 23] ويا لله للمسلمين كم أحدثت هذه الجماعات من فرقة بين المسلمين , ومن شتات شمل ومن عداوة ومن تحذير من السنة اهـ . من شريط أسئلة أهل الحديدة .
– وقال أيضاً : أما هذه الجماعات التي فرَّقت المسلمين وشتت شملهم وأضعفت قواهم فهي محتاجة إلى الإنكار عليها لا البيعة لها اهـ من كتاب فضايح ونصايح صـ67 .
قلت : فدل هذا على أن هذه الفرق والطوائف لا تقل خطورة عن سابقتها , بل قد أخذت نصيباً أكبر من الشر ، فهي مع كونها مفرِّقة لشملهم إلا أنها جمعت صنوفاً من المخالفات والإحداث مما لا تكاد تراه في رؤوس الفرق قبلها ومن ذلك :
– ما اتَّصفت به من المكر بأهل السنة والكيد للدعوة السلفية .
– مع الولاءات الضيقه وأخذ البيعات السرية .
– وإقامة المؤتمرات السنوية لتأييد مناهجهم وحماية مواردهم .
– والخروج على علماء الأمة وحكامها حالاً أو مآلاً تحت ستُر أنظمة الخلايا والتكتلات السرية .
– وترسمُّهم طريقةَ أعداء الشريعة في الشرق والغرب في الوسائل الدعوية :
أ- من الانخراط في سلك الديمقراطية .
ب- والدعوة إلى الانتخابات البرلمانية .
ت- والاندراج تحت كنَف المظاهرات الغوغائية .
ث- وتجويز العمليات الانتحارية .
ج- وجعل الكذب من المصالح الدعوية .
ح- وتأييد الظهور في وسائل الاعلام المرئية كالتلفاز والقنوات الفضائية .إلى غير ذلك .
ومع أن الله يقول : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام : 159]
ويقول : (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )[الروم : 31 ، 32]
إلا أنه خرج علينا من يقول :إن هذه الجماعات تعتبر مصحَّةً إسلامية .
وخرج علينا من يقول : إن هذه الجماعات كالجسد يكمِّل بعضها بعضاً .
أهمية الجرح والتعديل في كشف النقاب
عن هذه التحزبات
قلت :فلما وُجِد في الساحة مثْلُ هذه المفاهيم السقيمة والأفكار الشاذة العقيمة انبرى لها أهل العلم من أهل التوحيد والسنة كما انبرى سلفهم للبدع وأهلها بسلاح الجرح والتعديل
– وقد قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في كتابه العلل من جامعه : وقد عاب بعضُ مَنْ لا يفهم على أهل الحديث الكلامَ في الرجال وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلم في الرجال – ثم عدَّد جماعة من السلف – ثم قال : وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم – النصيحة للمسلمين لا يُظَنُّ بهم أنهم أرادوا الطعْنَ على الناس أو الغيبةَ إنما أرادوا عندنا أن يبيِّنوا ضعْفَ هؤلاء لكي يُعرفوا لأن بعض الذي ضُعِّفوا كان صاحب بدعة .. إلخ .
قال ابن رجب – رحمه الله – في شرح علل الترمذي [1/44] : مقصود الترمذي رحمه الله : أن يبيِّن أن الكلام في الجرح والتعديل جائز قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها ، وذكر بعض الأدلة على ذلك ثم قال : ولهذا كان شعبةُ يقول : تعالوا نَغْتَبْ في الله ساعةً يعني ذِكْرَ الجرح والتعديل ا ﻫ .
– وأخرج الخطيب رحمه الله في الكفاية ص 44 عن بكر بن خلاد قال : قلت ليحيى بن سعيد القطان : أما تخشى أن يكون هؤلاء الذي تركْتَ حديثهم خصماؤك عند الله تعالى يوم القيامة ؟ فقال : لأن يكون هؤلاء خصمائي أحبَّ إلىَّ من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لِمَ حدَّثتَ عني حديثاً ترى أنه كَذِبٌ ا ﻫ .
– وذَكَرَ ابنُ المبارك رجلاً قال : يكذب ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ فقال : اسكت . إذا لم نبيِّن فكيف يُعرف الحق من الباطل ؟! ا ﻫ .
– وفي الكفاية للخطيب : كان قتادة يتكلم في عمرو بن عبيد فقال عاصم الأحول : يا أبا الخطاب هذا الفقهاء ينال بعضهم من بعض : فقال قتادة : يا أحول رجلٌ ابتدع يُذْكَرُ خيرٌ من أن يُكَفَّ عنه ا ﻫ .
– قال ابن تيمية رحمه الله : ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبارات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . الفتاوى 28/231-232
قلت : هذا هو الجرح والتعديل الذي يألم منه أهل البدع أيما ألم فأخذوا يُنفِّرون منه ومن حملته قال شيخنا الوادعي رحمه الله :
– فالذي يزهِّد في الجرح والتعديل فهو يزهِّد في السنة إلى أن قال : لا يزهِّد في هذا العلم إلا رجل جاهل , أو رجل في قلبه حقد , أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفِّر عن الجرح والتعديل لأنه يعلم أنه مجروح اهـ فضائح ونصائح صـ114 .
وقال رحمه الله :
– فالجرح والتعديل أجمع عليه من يعتد به من المسلمين , أما أصحاب الأهواء فإنه يؤلمهم أن تقول : للمبتدع مبتدع وللفاسق فاسق ، فهو يؤلمهم هذا ولكنه الدين اهـ قمع المعاند صـ72
قلت : إي ورب الكعبة فهو يؤلمهم بل يسقطهم على أم رؤوسهم فما ظهرت حقيقة الدعوات : كالإخوان والتبليغ والشيعة والصوفية وغيرها إلا بالجرح والتعديل , وما سقط دعاة هذه الفرق ونُكِّست أعلامهم إلا بالجرح والتعديل .
إنشاء الجمعيات فكرة إبليسية
وطريق إلى الحزبية
غير أن الشيطان لم يفتأ جاهداً كما أخبر الله تعالى عنه حين قال :( لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف : 17 في أن ينفث في رُوع أتباعه من أهل الأهواء ما بين فَينة وأخرى من الأفكار الشيطانية والشبه الفتاكة والوساوس الخفية , مما لا يكاد يخطر ببال أحد ما يحصل به الانحراف الجذْري عن طريق أهل السنة وجادة أهل الصواب .
فإنه بعد أن فشل أصحابهُ في رفع شعارات الفِرَق والطوائف والاعتزاز بها بسبب ما أصابهم من سهام الجرح والتعديل نفث فيهم من جديد فكْرة شيطانية خبيثة قائلاً : أحدثوا في الناس الجمعيات الخيرية والتي ظاهرها خدمة الإسلام وأهله وكفالة اليتيم والأرملة بما يكون به العزف على وتَر عواطفهم ودغدغة مشاعرهم , وانطلق الأتباع في تحقيق هذه الأمنية الشيطانية والفكرة الابليسية , من حيث لا يشعرون .
فأصبحنا بدلاً من أن نسمع عن ظهور جماعة كذا وكذا – وإن كان ذلك موجوداً – أصبحنا نسمع عن إنشاء جمعية كذا وكذا , تحت شعارات ملمَّعة وبنود وأهداف براقة ، ثم إنه على قدر الاغترار بتلك الأهداف والشعارات تكون الأعداد الغفيرة المنضوية تحت كنف تلك الجميعية وهكذا .
هذا , وقد علمتْ قياداتُ هذه الجمعيات بتعطُّش الناس لفعل الخير والوقوف مع الضعفاء والمساكين فدخلوا عليهم من هذا الباب وانتزعوا منهم الأموال بهذه الطريقة الخبيثة ثم وجهوها في غير مصادرها الشرعية من تحقيق مآربهم الخطيرة وأغراضهم الشخصية .
وانتزعوا فتاوى العلماء التي تجوز ذلك حتى لو كانت تلك الفتاوى لم تصدر إلا في صور ضيقة فإنهم لم يفتأوا ناشرين لها بصورة موسَّعة تحت شعارات براقة وعبارات مبهرجة مما يحصل به قِوام هذه الجمعيات والتلميع للقائمين عليها وهنا تقع الكارثة .
-قال شيخنا الوادعي رحمه الله: والجمعيات عندنا في اليمن جمعيات مغلَّفة وهي مبدأ الحزبية، مثل جمعية الحكمة وجمعية الإحسان وجمعية الإصلاح، فهم يزعمون أنها لبناء المساجد وحفر الآبار وكفالة الأيتام، والواقع أنها اختلاس أموال الناس، ومن كان معهم على بدعتهم أَعْطوه، ومن أنكر عليهم بدعتهم منَعوه وآذوه، ونسأل الله أن يغنينا من فضله عما بأيديهم. ا.هـ. فضائح ونصائح. ص58
– وقال رحمه الله : إن غالب هذه الجمعيات من أجل الحزبية ، أما جمعية لبناء المساجد وحفر الآبار وكفالة اليتامى لوجه الله فهذا أمر طيب وإن كان الأولى خلافة اهـ من كتابه فضائح ونصائح .
قلت : إذ ظهرت على هذا النسق عدة جمعيات ، وظهر فيما بعد عوارها وانكشف زيفها منها :
1- جمعية الفرقان 2-وجمعية الإصلاح
3- جمعية إحياء التراث 4- و جمعية البر
5- وجمعية الحكمة 6- وجمعية الإحسان ، وغيرها كثير ,
وهاتان الأخيرتان أُنشِئتا باليمن وفيهما أقول :
كم حكمةٍ فقدت بأرضي حكمة * * * وتسيؤنـا جمعيةُ الإحسان
تركيز هذه الجمعيات على إسقاط
المشايخ والدعاة بالماديات
والجدير بالذكر أن هذه الجمعيات مما تميزت به أنها متخصصة في إسقاط المبرزين من طلبة العلم والدعاة بخلاف الجماعات فإن عملها أوسع في التكتيل ولكن هذه الجمعيات تركز أعظم مهامِّها على الدعاة والمنشغلين إلى حدٍ ما بالكتابة والتأليف والدعوة ممن رأوا منهم سهولة ومرونة ودخلوا عليهم من مواطن الخلل التي حصلت لهم أو من خلال الجوانب التي يدْعون إليها ، فإن كانوا يطبعون الكتب قالوا لهم : نحن نطبع لكم وننشر علمكم وإن كانوا يعلِّمون قالوا لهم : أنشأنا لكم المعاهد والمراكز وأنتم تقومون بالتعليم فيها وتزكون علمكم ، وإن كانوا يقيمون المحاضرات أقاموا لهم المنتديات واللقاءات وقالوا لهم : سنذلل لكم السبل في إقامة المحاضرات و تنسيق اللقاءات وهكذا .
قلت : ألا وإن من أعظم تلك الجمعيات خطراً وأكثرها أثراً وأشدها ضرراً ما تسمى بجمعية إحياء التراث الكويتية التي كان يترأسها عبد الرحمن عبد الخالق .
قال شيخنا الوادعي رحمه الله :
هذه جماعة فرقة ، فقد زارنا بعضهم إلى اليمن وقالوا لنا : نحن لا نستطيع أن نساعدكم إلا أن يكون لكم مركز حكومي – بمعنى أن يكون معترفا بكم من قبل الحكومة – فقلنا لهم : ونحن لا نريد مساعدتكم إلا أن تساعدونا بلا شرط ولا قيد ، فعمدوا إلى بعض ضعاف الأنفس واستمالوهم بالعملة الغالية – الدينار الكويتي – حتى زهدوهم في أهل العلم …ألخ , من أسئلة الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية .
وقال رحمه الله : (… وبعد هذا وصل عبد الله السبت إلى دماج وقال لنا نحن ما يعجبنا الدس هكذا … أي نعطيكم مساعدات ، لا بد أن تكونوا مرتبطين بمؤسسة حكومية فقلنا له : نحن لسنا مستعدين أن نبيع دعوتنا ، فإن كنتم تساعدون الدعوة لله عز وجل بدون شرط ولا قيد ساعدتموها ، وإن كنتم تشترطون شروطاً فيغنينا الله تعالى عن مساعداتكم .
وانصرف مع مجموعة من الشباب … نعم انصرفوا ووعدوه أن سيكون لهم مؤسسة تابعة للحكومة ومن ذلك الوقت ساعدهم وحصلت الفُرقةُ بين دعوة أهل السنة وصبرنا على هذه الفُرقة قدر ثلاث سنين ، والإخوان يصيحون ويقولون : يا أبا عبد الرحمن … الدعوة انفرقت وأنا أقول في نفسي لعلهم يرجعون ثم اضطررنا إلى بيان حالهم .
إلى أن قال رحمه الله :
وبعد ذلك ماذا ؟ بحمد الله اتضحت دعوة أصحاب جمعية التراث أنها دعوة مادية …ربما اختلفوا هو وعبد الرحمن عبد الخالق على الدنيا … أيختلفون على العقيدة ؟ فالعقيدة واحدة , أيختلفون على أن الانتخابات لا تجوز ؟ هي عندهم تجوز … , أيختلفون أننا لا نحب أن نفرق دعوة أهل السنة ؟ فقد حدث فرقوا دعوة أهل السنة بالسودان وفي جدة وفي مصر وفي أرض الحرمين ونجد وفي اليمن وغير ذلك أهـ
من شريط : رسالتي إلى عبد الله السبت .
قلت : لقد حذر الله جل وعلا من الاغترار بالدنيا فقال سبحانه : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [فاطر : 5]
وحذر من الاغترار بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ. وَلَكِنِّى أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ . أخرجه البخاري برقم 4015 ومسلم برقم 2961 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
وقال صلى الله عليه وسلم : (إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
قلت : فإذا عرفتَ هذا , فاعلم أن جمعية التراث قد سعت إلى إسقاط جملة من الدعاة والمبرزين من طلبة العلم بدراهمهم ودنانيرهم , قال المحدث الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
أحذِّر إخواني السلفيين من مكايد الجمعيات السياسة التي تلبس لباس السلفية، ولها اتجاهات ومناهج مضادة للسلفية ومنهجها ، تتصيَّد هذه الجمعيات أهل المطامع الدنيوية بالدعمالمالي والمعنوي تحت ستار دعم السلفية، فلايشعر العقلاءالنبهاء إلا وقد تحول أولئكالمدعومون إلى معاول تهدم الدعوة السلفية ومناصبة أهلهاالعداء والخصوماتالشديدة الظالمة والسعي في إسقاط علماء وأعلام هذهالدعوة.
كما فعلت وتفعل ( جمعية إحياء التراث السياسية الكويتيةوفروعها في الإماراتوالبحرين، حيث ضربوا الدعوة السلفية في اليمن، ومصر، والسودان، والهند، وباكستان،وبنجلادش، فلا يقبل دعمها طامعون إلا رأيت الانشقاقات والصراعات والفتن بين عملائها والسلفيين الثابتين على الحق الذين أدركوا مكايد هذه الجمعيات وخططها السياسية الماكرة ولمسوا بأيديهم ، ورأوا بأبصارهم وبصائرهم النهايات المؤلمة المخزية لمن يمدونأيديهم الخائنة الذليلةإلى هذه الجمعيات وأموالها ، التي تجمع باسم الفقراء والمساكين والمنكوبين، ثم تكرِّس هذه الأموال إلى أولئك الخونة الذين باعوا دينهم فأصبحوا لعباً وأبواقاً لهذه الجمعيات، وإن شئت فسمِّهم جنوداً مجندين لحرب السلفية وأهلها في كل البلدان . اهـ
من نصيحته حفظه الله للأخوة السلفيين بالعراق
بتاريخ11/4/1430هـ
قلت : ومما أذكره في هذا الصدد أن شيخنا الوادعي رحمه الله كان يفتي بُرهةً من الزمن بجواز أخذ طالب العلم من مال الجمعية إذا كان من غير قيد ولا شرط , فلما رأى أن هذه الجمعيات تخطفت طلبة العلم وصرفتهم عنه فما كان منه رحمه الله إلا أن أخرج فتواه الصارمة قائلاً :كنا نفتي بجواز ذلك فتخطفوا طلابنا وضيعوهم فلا تأخذوا منهم ريالاً واحداً وسيغنيكم الله من فضله اهـ بمعناه .
– وقال رحمه الله: أنا أعجب ، أعجب جداً من هذه التسميات التي يخترعونها مالكم ولهذا ، انظروا الشخصَ إذا كان سنياً واستملتموه بفلوسكم ما هي إلا أيام حتى تحرقوه مثل ما احترقتم اهـ من شريطه "أسئلة نساء الحديدة وبيت الفقيه"
وقال رحمه الله: أصحاب الجمعيات ما استمالوا ضِعاف الأنفس الذين لا يؤمنون بالقدر إلا بالمادة. ا.هـ. من شريط هذه هي السرورية فاحذروها.
قلت في النونية المورية الكبرى :
وكذا الرفاق تنكروا درب الهدى * * * وتفاخروا بالمال والبنيان
إذ أن دينـار الكـويت مخدِّرٌ * * * للقلب والأرواح والوجدان
بل إنَّهم هانوا ولانوا عندما * * * باعوا النفوس بأبخس الأثمان
قلت : إي ورب الكعبة فكم من دعاة وطلبة علم كان يشار إليهم بالبنان احترقوا بهذه الحزبية وجعلتهم هذه الجمعية يسقطون على أم رؤوسهم بسبب تلك الماديات وزهرة الدنيا الفانية .
والله يقول : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران : 14]
وعن كعب بن عياض مرفوعاً : ( لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ) أخرجه الترمذي وهو في الصحيح المسند (2/ 182)
وقد قال سفيان – رحمه الله – إني لألقى الرجل أبغضه فيقول : كيف أصبحت ؟ فيلين له قلبي , فكيف بمن آكل طعامهم ؟! اهـ من السير (7/260) .
وقال – رحمه الله – : كنت قد أوتيت فهم القرآن فلما قبلت الصرة سُلِبْتُه اهـ .تذكرة السامع والمتكلم ص19.قال الشاعر :
أحسِنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم * * * فطالـما استعبد الإنسان إحسان
من ضحايا جمعية إحياء التراث
وقد وقع جملة من المشايخ والدعاة في حبائل الجمعيات وصاروا من ضحايا المادة , الأمر الذي كان يتمثل به شيخنا الوادعي رحمه الله في قول الشاعر :
فكم دقَّت ورقَّت واسترقَّت * * * فضولُ الرزق أعناقَ الرجالِ
عبد الرحمن عبد الخالق
* وإلا فبا الله عليك أخي القارئ : ألم يكن عبد الرحمن عبد الخالق زميل دراسة للشيخ ربيع بالجامعة الإسلامية ؟! ثم صار إلى أين ؟! لقد صار إلى تردٍّ فاضح وهوَّة سحيقة .
من التكفير بالمعصية والحكم بالردة على المجتمعات ومن ذلك قوله :
– فهل ستطبقون حكم المرتد على كل امرأة لا تلتزم بالحجاب الشرعي …؟ اهـ . من كتابه أضواء على أوضاعنا السياسية , تحت عنوان : على من ستطبقون حكم المرتد ص 76 (كما في موقعه المسمى الشبكة السلفية ) .
وقوله :
– فالمجتمع بكل طوائفه يعيش في ردة حقيقية إلا من عصم الله وهؤلاء المعصومون قلة – ولا تكابر – الخ اهـ من المصدر السابق .
وقوله : تلك الردة الجماعية الهائلة في الشعوب الإسلامية وذلك بعد الصياغة الرهيبة التي صيغت بها عقول أبناء المسلمين اهـ من رسالته ( الأصول العلمية للدعوة السلفية ) ص51 .
وقوله :
– ومع أن أمة الإسلام قد تساوت في الكفر والعناد وترك دين الله إلا أن هذه الأمة الإسلامية لا تزال طائفة منها على الحق داعية إليه لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يقاتل آخر هذه الطائفة الدجال اهـ
من مجلة الفرقان التي تصدر عن جمعية التراث العدد العشرون ص 6 .
قلت :كما أن عبد الرحمن عبد الخالق عاد على أشياخه الذين أخذ عنهم العلم من الذين لم يوافقوه على أفكاره الزائغة وتصوراته الخاطئة عاد عليهم بالطعن ونكران الجميل فهاهو يتناول إمام الدنيا في عصره صاحب الأضواء الشيخ محمد الأمين الشنقيطي بأقبح العبارات والطعون المبطَّنة ومن ذلك قوله :
– لقد كان هذا الرجل الذي لم تقع عيني على أعلم منه بكتاب الله مكتبة متنقلة ولكنها طبعة قديمة تحتاج إلى تنقيح وتصحيح اهـ ( خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية ) ص 78 .
وقال أيضاً : ولا نريد هذا الطابور من العلماء المحنطين الذين يعيشون بأجسامهم في عصرنا ولكنهم يعيشون بعقولهم وفتاواهم في غير عصورنا اهـ المصدر السابق ص 76 .
وفي هذا المعنى قلت في النونية المورية الكبرى :
أكرم بشنقيط العلوم وحبرها * * * فلقد بدا بالعلم في البلدان
وتمسُّكٍ بالهدي هدي محمدٍ * * * بل ينصر الأسلاف رأي عيان
حتى أتى من صار يلمز علمه * * * ويقول : مكتبةٌ بكل مكان
بل أصبحت تبدو بكل جزيرةٍ * * * تحتـاج للتنقيح كـل أوان
هذا وقد ألقى بكل خطوطه * * * طعنـاً بأهل العلم والعرفان
فانظر إلى تلك الخطوط وقُبحها * * * فلقد حوت زوراً وفحش معان
إذ قال:( ذا الطابور صار محنَّطاً * * * كم عالمٍ أمسى بذي الأوطان
لكنـه يفتي بغير عصورنـا * * * يُفتي بفتـوى غـابر الأزمان
كم عالمٍ يفتي وليس بفاهمٍ * * * إلا قشور العلم والأديان )
وقد رد عليه وبين ضلاله شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في عدة مؤلفات منها "جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات" , و"النصر العزيز على الرد الوجيز" .
وأما شيخنا الوادعي رحمه الله فقد أعطى عبد الرحمن عبد الخالق النصيبَ الأكبر من القدْح والتوبيخ وبيان حاله ومن ذلك أنه :
– قال رحمه الله : لكن دعوة عبدالرحمن بن عبدالخالق فرّقت بين أهل السنة في اليمن ، وفي مصر ، وفي أرض الحرمين ونجد ، وفي الكويت نفسها ، وفي الإمارات ، وفي غير ذلك من البلدان .
فأنصح كل أخ ألا يبيع دينه بعمارة مسجد ، فإذا قالوا لك : نبني لك مسجداً ، فقل لهم : تبنون لي مسجداً لله تعالى بدون شرط ولا قيد ، " من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة " ، أما أن يقال : نبني لك مسجداً وتكون معنا ، أو مدرسة تحفيظ قرآن ، وتكونون معنا لأجل أن تصوتوا لنا ، فلا .
وفي كتب عبدالرحمن عبدالخالق طوام ، وأنصح بمراجعة كتاب أخينا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في ردّه على عبدالرحمن عبدالخالق ، لأن بعض الناس يظن أنه قد تراجع وتاب على يد الشيخ ابن باز ، فهو قد تراجع في بعض المسائل فقط ، فهل تراجع عن تفرقة المسلمين ؟ وهل تراجع عن البعد عن الحزبية ؟ وهل رجع إلى ما كان عليه عند أن كان في الجامعة الإسلامية ؟ فقد كان على خير حتى عصفت به الأهواء يمينا وشمالا .
– وسئل رحمه الله كما في تحفة المجيب(195)رقم1
سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنّها فرّقت جمعهم وشتتت شملهم؟
فأجاب رحمه الله تعالى بقوله : إن هذه الجمعية أول من أنكر عليها هم أهل السنة من فضل الله؛ لأنه يقودها عبد الرحمن بن عبد الخالق …. وقد عمَّ الفساد وطم في الكويت، وعبد الرحمن عبد الخالق مشغول بمطاردة السلفيين وبتفرقة كلمتهم.
وأنا أعتبر هذه أكبر جريمة له، فقد فرق كلمة أهل السنة باليمن … جمعية إحياء التراث فرقت أهل السنة في السعودية، وفي السودان …وفرق أهل السنة بمصر وفرق أهل السنة بإندونيسيا فلا بارك الله في عبد الرحمن عبد الخالق …ألخ .
– (… أما عبد الرحمن عبد الخالق – لا جزاه الله خيراً – فإن دعوته تعتبر تفرقة بين أهل السنة أنفسهم، والذين هم أحوج ما يكونون إلى جمع الكلمة ). ا.هـ. فضائح ونصائح ص49.
– وقال رحمه الله :
لكن بحمد الله تعالى عُرف حسن البنا بأنه قبوري، وعُرف عبد المجيد الزنداني بأنه ملبِّس ، وعُرف عبد الرحمن عبد الخالق بأنه سلفطي. ا.هـ. (أسئلة بيت الفقيه) المطبوع بتعليقي باسم الرد الوجيه.
– وقال رحمه الله : فيجب على عبد الرحمن عبد الخالق أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يترك الدعوة إلى الله فأنا أرى أن أمثاله ينبغي أن يتقاعد، وإن كان صغير السن، فقد صار ضرره أعظم من نفعه، وينبغي أن، يُحْجر عليه، لكثرة فساده على الدعوات القائمة على الكتاب والسنة ، وتنفيذ ما يريده أعداء الإسلام. ا.هـ. فضائح ونصائح ص54
– وسئل – رحمه الله – عنه هل هو مبتدع؟ فقال:نعم مبتدع، ما دام يدعو إلى الحزبية..وكذلك محاربته لإخوانه أهل السنة، وتنقصه لهم، واعترافه بالديمقراطية , والذي ينكر على أهل السنة أنهم لا يقولون بالعمل الجماعي فهو صاحب هوس. ا.هـ. من تحفة المجيب ص175.
قلت: وقد تعرَّضتُ لبيان حال عبد الرحمن عبد الخالق وذْكر بعض مخالفاته في قصيدتي النونية من ديواني النهر العريض ص203- ص205 فليراجعها من شاء .
عبد الله السبت
* ثم بالله عليك أخي القارئ : ألم يقل شيخنا الوادعي رحمه الله عن السبت :
( فنأسف لأخينا عبد الله السبت إذ أحبط ماضيه من الرد على الصوفية وبيان حال شيخ الأزهر عبد الحليم محمود وأيضاً الوقوف في وجه الإخوان المسلمين وغير ذلك … ) اهـ .
قلت :ثم صار إلى أين ؟ لقد صار إلى الفرقة بين أهل السنة وضياع ما كان عنده من جهود علمية أو دعوية .
لهذا يقول شيخنا الوادعي رحمه الله في صدد الحديث عن جمعية إحياء التراث :
وأما مؤسسها (عبد الله السبت دعوة نكبة على الدعوات السلفية فهو يغر الناس بديناره لا بأفكاره اهـ
( من كتاب غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة ) .
– وقال شيخنا – رحمه الله – : إنَّ عبد الله السبت فرَّق بين أهل السنة في جدة والسودان واليمن وأبي ظبي وعمان، إنه لا يفرق بينهم بدهائه وقدرته على الإقناع ولكن بالدينار فقد استمال مجموعة عندنا من ضعاف الأنفس. ا.هـ.تحفة المجيب ص151.
قلت : ولم تقف هذه الجمعية عند هذين الرجلين فإن هناك من ضحاياها الكثير ومنهم :
محمد المهدي
رئيس جمعية الحكمة اليمانية
*فبالله عليك أخي القارئ: ألم يكن محمد المهدي طالباً من طلاب الشيخ الوادعي حتى قال عنه الشيخ رحمه الله :
الذي كان لا يمشي إلا وصحيح البخاري في جنب والدراري المضيئة في الجنب الآخر، والآن يمشي وصحيفة هنا وأخرى ههنا فأصبح صحَفياً بعد أن كان من الدعاة إلى الله وأصبح ينشر لعبد الرحمن عبد الخالق، من أجل أن الدينار الكويتي سعره الآن مرتفع ومحمد المهدي ذكي ولكنه سقط إلى الدنيا. ا.هـ. من كتابه فضائح ونصائح، ص107- ص108 قلت في قصيدتي تهافت في لظى الحزبية :
أما قد كنتَ يا مهديُّ دهراً * * * مليءَ الكفِّ من علْمٍ تسامى
ففي يُسْراك شرح للبخاري * * * وذي اليمنى تردُّ بِها السلاما
وتحملُ تارةً في الإبْط كُتْباً * * * وهاك جعلتَها صُحُفاً رُكاما
جعلْتَ جرائداً في البيت زاداً * * * وجمْـعُ المـال حقٌ لليتامى
وتُخفي تحتَه نَهجـاً دفيناً * * * نَصبْتَ له المنـازل والخياما
– وقال رحمه الله أيضاً: أموال ودولارات تدفع إلى السَّـفيه الكذاب محمد المهدي من عبد الرحمن عبد الخالق ليدافع بِعرْضه عن عرضه اهـ . شريطه (أسئلة بيت الفقيه).
-قال رحمه الله: هم أصحاب هوى فهذا محمد المهدي يقول: لو جئتني بدليل من هنا إلى هناك ما رجعتُ عن جمعية الحكمة، معناه: لا تضيِّع وقتك في الجدَل معهم وليسوا أهلاً لأن يُناظَروا ولا أن يُجادلوا.ا.هـ. شريطه (هذه هي السرورية فاحذروها).
هذا , وقد طعن محمد المهدي في شيخه الوادعي رحمه الله وطعن في دعوته وأصدر عدة مجلات يهاجم فيها الشيخ وطلابه منها مجلة الفرقان والتي سماهم فيها : حزب مكافحة الأحزاب , كما تناول شيخَنا الوادعيَّ رحمه الله وطلابَه في قصائده بالذم , بل ألَّف فيهم ألفيةً سماها : تسليط الشعاع على منهج أدعياء الاتباع.
هذا هو المهديُّ صـار مسخِّراً * * * أشعاره في السـب والهذيان
جعل المئين لسب أفضـل ثلة * * * عاشت بنهج المصطفى العدناني
أو مـا رأيـت بخطـه ألفيـةً * * * جمعت لكـل الإثـم والعدوان ؟
قلت : وقد قال شيخنا الوادعي رحمه الله : – بعد أن سئل رحمه الله كما في تحفة المجيب(195)رقم1
سؤال من الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية، ويشكون بأنّها فرّقت جمعهم وشتتت شملهم؟ فكان في معرض حديثه عن الجمعية أنه قال عن محمد المهدي :
(… يظنون أننا سنشتغل بمحمد المهدي، فمن محمد المهدي ؟ سفيه من السفهاء ، وبحمد الله فقد أعطيناه قسطه في غير ما شريط ، ونعرف من الذي يدفعه ، إنهم الإخوان المفلسون ، وعبدالمجيد الزنداني ، وعبدالرحمن عبدالخالق وأصحاب جمعية إحياء التراث .
ونقول لمحمد المهدي : مجلتك مجلة " الفرقة " ما زادت أهل السنة إلا انتصاراً ، وما زادت دعوتهم إلا انتشاراً من فضل الله ، فاكتب ما شئت فأنت سفيه اليوم وغداً وبعد غدٍ ، فهو كذّاب أشر ، ومحترق يحرق غيره ، فقد أحرق عمار بن ناشر وأصبح لا يجسر أن يرفع رأسه في تعز ).
قلت : لذلك فإن محمداً المهدي لم يفتأ جاهدا في الحط من الشيخ ودعوته حتى بعد مماته ففي رسالته الماجستير التي سماها / معالم في الجرح والتعديل , تعرض في آخرها إلى بيان بعض أمثلة الخلل في ضوابط الجرح والتعديل عند الوادعي وطلابه متكئاً على تزكيتهم لأبي الحسن وجعله أحد مشايخ أهل السنة من قبل وذمهم له بعد ذلك , واستشهد ببعض قصائدي في الثناء على أبي الحسن وذمي له مؤخراً في خلطٍ يطول الوقوف عنده وكأن القلوب ليست بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء , وأينه من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا . أخرجه مسلم برقم 186
ولكن أقول : لا يكاد ينقضي عجبي من أن هذا الخلط كان مدونا في رسالة ماجستير فيالله العجب !
وأنا إذ أذكر هذا ليعلم القارئ الكريم خطورة التحزب وأن الحزبية مساخة تمسخ صاحبها وتجعله عدواً لنفسه ولغيره نسأل الله العافية .
عبد المجيد الريمي:
قال عنه شيخنا رحمه الله: (… وأين ذكاء عبد المجيد الريمي؟ فقد كان يحقق في مسند الإمام أحمد تحقيقاً عجيباً وقد أُجْريتْ معه مقابلة في بعض المساجد أمام الناس فكنت مسروراً بما عمله ثم بعد ذلك ضاعوا وماعوا). ا.هـ. فضائح ونصائح ص133.
قلت: وحدثني شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظه الله أنه سمع الشيخ رحمه الله كثيراً ما يجرح الريمي بقوله: عبد المجيد الريمي مثل أصنج الكلاب. ا.هـ.
وقد قلت عنه في قصيدتي تهافت في لظى الحزبية :
وذا الريميُّ قد أبدْى وِداداً * * * لأهل الحق حين أتى غلاما
وبعد لقائه القرنيَّ يوماً * * * بأمريكا فقد أَرْخى الزماما
فعادَ منظماً يدعو رُوَيَداً * * * ويُظهر فكره عاماً فعاما
فذاك الانتخابُ به اجتهادٌ * * * ويبدو الطعن في شيخي سهاما
فذلك مقبلٌ مأفونُ شَعْبٍ * * * سيُسألُ عن مقالته لزاما
ويمدح منهجَ الإخوانِ جهراً * * * يعودهمُ إذا وجدوا زُكاما
عدنان عرعور
هو عدنان عرعور صاحب التأصيلات المحدثة التي لم يستطع إظهارها في حياة العلامة المحدث الألباني رحمه الله ولكنه بثَّها بعد وفاته , ثم إن له أقوالاً منكرة يأنف عنها المسلم منها :
– تجنيه على النبي صلى الله عليه و سلم بنه شهد لشر الخلق و الخليقة و هم الخوارج بالإخلاص حيث قالفي شريط له بعنوان "كلمات في المنهج":
"بل شهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج، والله بعد أن رأيت هذا الأمر، ورأيت أن الخوارج شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر أنا ما عاد بفكر لا بوهابي ولا بسلفية، عاد أفكر في الكتاب والسنة، وبفهم ينجيني أمام الله "
وقال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم 5 : إننا جميعاً لن نصل إلى درجة إخلاص الخوارج، وصفاء نيتهم .
قلت :
لم يشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج، بل قال في حقهم كما في "صحيح البخاري": "لا يجاوز إيمانهم حناجرهم".
وفي "صحيح مسلم":لا تجاوز صلاتهم تراقيهم .
وقال الحافظ ابن حجر: والمراد أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب.اهـ
– تجنِّيه على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مستعد لإبادة شعب اليمن كله إذا طردوا عمار بن ياسر أو عارضوا الدولة بعد موافقتهم.
حيث قال في شريط له بعنوان "معالم في المنهج" رقم 5 :
"عمار إذا طردوه لا يستطيع فعل شيء،أما إذا فعلوا هذا أهل اليمن فمستعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبيد الشعب كله إذا كان يعارض الدولة بعد موافقته"
قلت:
ليس في الشريعة هذه الإبادة، بل هذه شريعة الغاب، ودكتاتورية الجبابرة الذين لا يحكمهم دين ولا عقل ولا يرجعون إلى رحمة، ومذهب الخوارج.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فأرحم وأرفق وألين وأشفق من حكَم.
وأذكّر عدنان عرعور بأن في شعب اليمن الذكور والإناث، والصغار والكبار، المكلف وغير المكلف، فأين الدين؟ وأين العقل؟
– خطأ عدنان عرعورعلى أبينا نبي الله آدم ـ عليه السلام ـ حيث قال في شريط له بعنوان "استفسارات"وهو عبارة عن لقاء أجري معه في فرنسا حيث قال :
"أين (إنما كانقول المؤمنين أن يقولوا سمعنا وأطعنا )قال الله يقول، ليس من اللائق، لكن أنتم ماتعرفون بعض الناس يتكبرون هو يتحاكم مع شامي مع مغربي هم من شعب الله المختار الذينولدوا من دبر آدم"
– وقوعه في تكفير الدول والمجتمعات :
ومن ذلك قوله : في شريط له بعنوان "ميزات الدعوة" بعد ما حير من حضر بقوله أن المجتمعات الإسلامية المعاصرة لا نقولعنها مجتمعات مسلمة:
يقول قائل أنت حيرتنا, لا نقول نكفر هذا المجتمع, ولانقول مسلم, أي نحن نقول: أنه مجتمع مسلم أفراده, أما كمجتمع ليس بمسلم كمجتمعكبيئة, أما كأفراد نعم مسلمون، لأننا لا نكفر الأفراد, والدليل على ذلك أن هذاالمجتمع كمجتمع ليس بمسلم أحسب نسبة المصلين فيه, وأحسب نسبة الكاسيات العاريات بينالتقيات الورعات, أحسب الذين يتعاطون الخمر والربا والقمار.
وقوله في شريط له بعنوان " قل هذه سبيلي "عندما سئل عن الخروج علىالحكام:
ثم المجتمعات الآن هي التي خرجت, ومن قال: إنها ما خرجت, لا أكفر معاذالله، لكن بالجملة الناس في غير هذا البلد الحمد لله على نعمة, في غير هذا البلدنرى أن الناس: عشرة بالمائة شيوعيين وعشرة اشتراكيين, وعشرين بالمائة علمانيين, وعشرين بالمائة كذا قومية إذن أين هذا .
وقوله في شريط له بعنوان "ميزات الدعوة":
إن المسلمين في باكستانباعوا دينهم بخمس مية روبية, ما يعادل مائة ريال, وأعطوا الولاء والبراء اللي هو ركنمن أركان لا إله إلا الله, باعوه بخمس مية روبية, ونجحت بالأغلبية المطلقة كماتعلمون, فأي زعم لكم أن هذا مسلم .
– ومن أخطائه المشينة في التوحيد والأخلاق والتربية :
قوله في كتابه "السبيل إلى منهاج أهل السنة والجماعة" الصفحة 23
وإذا كان التوحيد يسبق الشريعة والمنهاج في الالتزام والاعتقاد والدعوة فإنه لا يسبق الأخلاق بل هما متلازمان كتلازم الماء للشجر والروح للجسد .
وقوله في كتابه "الواقع المؤلم":
ومن أخطاء التربية: تربية النشء على العقيدة فحسب, على أنها نصوص للحفظ, وأشعار للترديد, وأنها لا تتجاوز مجرد الاعتقاد بالقلب, دون أن يكون لها أثر في حياة المسلم العملية مهملين بذلك أهمية الأخلاق, معرضين عن حسن المعاملة والخطاب, ملقين للحكمة والموعظة الحسنة وراءهم ظهريا, يظنون أن حسن العقيدة يغفر لهم فساد خلقهم, وفظاظة مواعظهم, وسوء معاملتهم .
قلت : أين عدنان عرعور من قول الله تعالى في بيان فضل حسنة التوحيد والعقيدة:
)) يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي وغيره، وهو حديث حسن.
وهل يبطل مذهبه أم يوافقه؟
وقوله : في شريط له كُتب عليه "جلسة على البحر في الجبيل 27/6/1989م "عن طريقته مع أولاده في التربية:
ولا قلت – يعني لهم – النار وتلظى هذا ما يصلح للولد، بيقول الله ليش خلق النار، وليش أنا أحترق، والموسيقى أو غيرها أنا أتلذذ بها، لا حاجة الولد ما يفهم هذه الأمور، يفهم العكس، نعم إذا تركت هذه المسألة تدخل الجنة يفهمها أما إذا فعلت تعذب، لماذا، ما يفهمها الطفل .
وقال في الشريط السابق يحكي للحاضرين حاله في جلسة تربوية مع أولاده:
بعد ثلاثة أيام جلسنا على طاولة الطعام سألني أحد الأولاد سؤال: تذكر الموضوع؟ قلت شوفوا أنا عندي إللي يحب يصلي يصلي، وإللي ما يحب يصلي لا يصلي، وإللي يحب يصوم يصوم، وإللي ما يحب يصوم لا يصوم، وإللي يحب يسمع موسيقى يسمع موسيقى، أنا عندي حرية، إللي يبغى على كيفه، الإنسان ما أكره أحد، لكن في عندي حاجة، يعني يوم القيامة لما أقف على باب الجنة وأنا داخل لا يصيح لي: بابا تعال دخلني معاك، ما لي علاقة .
وقوله : الصحابة ربوا ثلاث عشرة سنة ولم تكتمل تربيتهم مع ذكر مثال.
حيث جاء في كتاب "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"(الصفحة:360 لعبد المالك رمضاني نقلاً عن عدنان عرعور أنه قال في شريط له:
الصحابة رضوان الله عليهم ربوا ثلاثة عشر سنة ولم يكتمل تربيتهم، لم تكتمل، ولما مروا بذات أنواط قالوا : (( اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط )) فقال لهم الرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها والله كدتم أن تقولوا كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون } وكان يحصل بين الصحابة انشقاق وخلاف ومنازعات، وكانت العملية التربوية تجري على قدم وساق
قلت:
هذا الكلام لم يكن ممن ربوا على التوحيد هذه المدة، وإنما كان في غزوة حنين من بعض مسلمة الفتح، ولهذا قال راوي الحديث ـ رضي الله عنه ـ مبيناً سبب وقوع هذا الأمر: ونحن حدثاء عهد بكفر.
وقوله : من سوء التربية أن تلقن العقيدة، و تحفظ متونها، ويركز على الإتباع، وحفظ روايات السلف كما في بعض الجامعات. حيث قال في كتابه "صفات الطائفة المنصورة" الصفحة 93:
وإلا فإن من سوء التربية أن يلقن العقيدة ويركز على الإتباع، وحفظ روايات السلف، وتهمل تقوى الله، ومراقبته وحسن الخلق، كما يحصل في بعض الجامعات، فيخرج جيل يحفظ ولا يفقه، يعلم ولا يعمل وفي بعضهم من ضعف الإيمان وسوء الخلق ما يكمد النفوس حسرة، ويفطر الأكباد أسفاً .
قلت :وفي ختام هذه الأقوال والآراء التربوية التي قدمها عدنان عرعور لكم، دونكم بعض الكتب التي ينصح عدنان عرعور أن يربى عليها المسلم،حيث قال في كتابه "السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة" 51-52 : تقسيم المواد التي يربى عليها المسلم إلى قسمين:
المواد الأساس: وهي بمنزلة الهواء للبدن والماء للشجر.
المواد المساعدة الثانوية: وهي بمنزلة التقليم والتثقيف.
أما المواد الأساس فهي: التي فيها أسس الدين وعموده , وعليها قوام الإسلام وأحكامه، وبها يعرف الحق من الباطل، وأهل السنة من أهل البدعة، وأهل الجماعة من أصحاب الشقاق، وبها يكون النجاة والفلاح والاستقامة والسداد , ثم ذكر من الكتب الأساسية التي جعلها بمثابة الهواء للبدن، والماء للشجر ـ وفقْد الهواء عن البدن والماء عن الشجر يعني الموت ـ:
1-كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب .
2- كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب .
3-كتاب "التوحيد والإيمان" للزنداني .
وذكر من الكتب الثانوية :
1- كتاب "لماذا أعدموني" لسيد قطب .
2-كتاب "معركة التقاليد" لمحمد قطب .
قلت : فهذا هو الفكر الثوري والتربية الروحية الخارجية التي تلقاها عرعور عن أسياده وكتب أسياده ويتلقاها عنه أتباعه , في حين أن عدنان وأمثاله هم محط الإجلال والتكريم عند هذه الجمعيات ومن المراجع الرئيسة للأمة وخاصة عند جمعية التراث.
وإن لأبي بكر بن مسعود السلفي جمعاً تتبُّعياً فريداً في بابه , استقصى فيه كثيراً من أوابد عرعور ومخالفاته للشريعة من خلال أشرطته ولقاءاته يمكن أن يراجعه من أراد المزيد .
هذا , وقد تصدى لبيان أباطيل عرعور ودجله على الأمة شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي سدده الله الذي كان له دور كبير في دحر مكره وكف شره , مثل : انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية , والكر على أهل الخيانة والمكر , والرد المنصور على عدنان عرعور .
ومن أقواله حفظه الله في عدنان :
وأنصح الشباب السلفي في العالم الذين يخدعون بعدنان وأمثاله من الحزبيين والمبتدعين أن يكونوا على غاية الحذر من تلبيس هؤلاء وفتنتهم وشرورهم ولا سيما عدنان الذي يلبس اللباس السلفي زوراً ، ويحارب أهله ودعاته حرباً لا يُعرف مثلها من أشد أهل البدع ، أحذرهم من هذا الرجل أشد التحذير وأنفرهم والله حباً لهم وأريد أن يسيروا في طريق السلف ، وهم والله في غنيةٍ عنه لأنه لا يأتيهم إلا بالقواعد الباطلة والهراء والكلام الفاسد ، فأحذرهم منه ومن ألاعيبه وأكاذيبه وتلبيساته …ألخ .
محمد المغراوي
وهو محمد بن عبد الرحمن المغراوي القطبي التكفيري الذي تبع عدنان عرعور في تلونه وتأصيلاته المحدثة,فمن أقواله التكفيرية ما جاء في تفسير البقرة شريط 14 وجه أ" وإذا كانت الأمة تتواتر وتتفق على المعصية،وتتفق على الشرك،وتتفق على الانحراف، وتتفق على التبرج،وتتفق على الانسلاخ من دين الله،وتتفق على الردة،وتجهل كل المخالفات،ماذا يقع لها ؟! ماذا تريدون ؟!!".
قلت في قصيدتي : تحذير القاصي والداني :
كذلك مغراويُّهـم كان سالكاً * * * طريقةَ عدنان حـداها التلاعبُ
يقـول : بأن الناس حقاً تواتَرتْ * * * على الشرك إذ لم يبْق حبرٌ وراهبُ
وكم يتلقَّى نهـجَ عدنانَ جهرة * * * وينشره فـي مغرب وهو راغبُ
فإن جاءه يوماً من الناس ناصحٌ * * * يقـابلـه شـتمٌ له ومـعايـبُ
ولم يـتقبَّل أيَّ نصحٍ لشـيخه * * * ربيعٍ فذا عدنان خِـلٌّ وصـاحبُ
أبو الحسن المأربي المصري:
وهو مصطفى بن إسماعيل السليماني المصري الذي جعل من مأرب مقراً له , والذي كان له دعوة خفية يتابع فيها سابقيه من أهل الضلال لم يستطع نشرها في حياة شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله خشية أن يلحقه بأصحابه فلما مات الشيخ رحمه الله أظهر أبو الحسن ما عنده من الأفكار الشاذة والسم الزعاف والولاء لأهل البدع والكيد بأهل السنة ظناً منه أنه قد خلتْ الساحة له ولأتباعه بوفاة العلامة الوادعي رحمه الله حتى إنه قال "قد ولى زمن الخوف" قلت :
ومن ظنَّ أن الحقَّ ولَّى بمقبلٍ * * * فإن لنا في أرضنا ألفَ مقبل .
– قال عنه شيخنا رحمه الله: لئن عدتُ لأقشرنَّ لأبي الحسن العصا.
– وقال رحمه الله: أبو الحسن رجل مادِّي . كما ذكر ذلك المشايخ في مناصحتهم لأبي الحسن في جلسة مارب .
– وقال رحمه الله: لو تمكَّن أبو الحسن من أهل السنة لرمى بهم هكذا , وأشار بيده كالرامي للشئ .
قلت: هذا بعض ما وقفت عليه من كلامه رحمه الله في أبي الحسن ثم وافته المنية قبل أن يقف على الوجه الحقيقي لأبي الحسن، إذ لو وقف عليه لكان كلامه أشد من هذا وأنكى ولكن في هذا كفاية لمن نوَّر الله بصيرته , ويكفي أن شيخنا محمداً الإمام حفظه الله قد أخبرنا أنه حذَّره الشيخ رحمه الله من أبي الحسن .
هذا , وإن لأبي الحسن أقوالاً تدل على قبح سريرته وسيرته , وسوء منهجه وضحالة علمه فمن ذلك :
قوله في الحب ابن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنه : "أسامة تعدَّى أصلًا من أصول السنة وهو الحكم بالظاهر والله يتولى السرائر" ا.هـ كما في شريطه "حقيقة الدعوة" .
وقال أيضاً" : وشوف شوف العاطفة مستحكمة في نفس أسامة ويقسم على ذلك بالله "ا.هـ كما في شريطه "رفع الحجاب" .
ووصفه للصحابة في يوم حنين بالغثائية كما في شريط رقم (5) وجه أ، من الجلسة التي كانت في مأرب.
وقوله في شريط حقيقة الدعوة: فلما تكلم خالد في الصحابة ولما تكلم غيره قال دعوا لي أصحابي وقال لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً كل يوم – كذا قال – ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. , السابقون السابقون لهم فضل أما الأصاغر الأراذل تحت الأقدام دائماً، لما رأى من أصحابه من يريد أن يتكلم في الأوائل قال دعوا لي أصحابي وكلهم أصحابه ولكن أصحابي الصادقين دعوهم لي. ا.هـ
قلت: وإنما ذكرت ذلك بياناً لحقيقة وقوعه في هذا الخطأ الفاحش، وبياناً لتخطئة من دافع عنه بباطل، والله المستعان .
وكثيراً ما يدندن أبو الحسن بالرجوع إلى القواعد والأصول والثوابت والخطوط الدقيقة بين تلك المسائل، والتي عُلم مؤخراً أنها قواعد وأصول مبتدعة , كقاعدة حمل المجمل على المفصل في حق أهل البدع، وقاعدة نصحح ولا نهدم، وهي على غرار قاعدة عدنان عرعور : "نصحح ولا نجرح " تشابهت قلوبهم.
وفي شريطه "أصول ومميزات الدعوة السلفية يقول" الموفق من يقرأ تراجم السلف يتَّخذ من طريقة السلف في فهمهم لكلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهجاً واسعاً أفيح يسع الأمة ويسع أهل السنة اهـ
قلت : ومن أجل ترسيخ هذا المنهج الذي يشير إليه فقد جنَّد نفسه للدفاع عن أسياد هذا المنهج , إذ دافع عن سيد قطب في أنه لم يقل بالحلول ووحدة الوجود ، وأثنى على عبد المجيد الزنداني، وعايض القرني، وعبد الله السبت، ودافع دفاعاً مستميتاً عن المغراوي ، حتى قال على منبر دماج لما سئل عنه : مثله يُسأل عني ولا أُسأل عنه , وغيرهم كثير ممن أثنى عليهم , ثنى الله عنقه .
وصار بهذا الـدرب يجني ثماره * * * أبوحـسنٍ عن منـهج الحق ناكبُ
بلى إنه قـد فاق من كان قبله * * * بكـيدٍ وتلـبيسٍ وقـام يحـاربُ
ويشربُ كأس الحاقـدين وإنه * * * لمن رِيِّه بالحـقد نشـوان شاربُ
ويطعنُ في بعض الصحابة جهرةً * * * ويلْمِزُ بعـضاً وهو للبعـض عائبُ
ويُثني على أهل الضلال صراحةً * * * وطـوراً يزكِّيهـم وتلك عجائبُ
لهذا فقد نكَّل به أهل العلم من أهل السنة وعلى رأسهم شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله أيما تنكيل , في جملة من الرسائل والمؤلفات التي تبين زيغه وضلاله وانحرافه عن جادة أهل السنة , ومن ذلك كتابه الفخم الضخم : التنكيل بأبي الحسن وبيان ما عنده من الأباطيل , لأن أبا الحسن كان – ولا يزال- يحامي بالخيانة والبهتان .
قلت : وقد كثرت الردود عليه كيف لا وقد ظهر دفاع أبي الحسن المستميت عن جمعية البر بصورة تدل على أنه كان مدفوعاً منها بقوة , لضرب الدعوة السلفية في اليمن
ولما كان ظهور شر هذه الجمعية جاء متأخراً إلى آخر أيام شيخنا الوادعي رحمه الله فإنه لم يكن له كلام فصْل في حال هذه الجمعية، لأنه قُبض رحمه الله قبل استشراء شُبَهها وانكشاف أدْعيائها على صورتهم الحقيقية، ومع ذلك يقول شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي : أشهد أنه ما مات رحمه الله حتى حذَّر منها .
قلت : وذلك أن شيخنا العلامة الوادعي قد أشار قبل موته رحمه الله إلى بعض المخالفات عندهم مثل تصوير ذوات الأرواح والانتخابات الحاصلة داخل الجمعية وغير ذلك مما لا أستحضره الآن ثم إنه رحمه الله طعن في رئيسها الفخري أبي الحسن المصري وأنه رجل مادي كما تقدم , وقد تعرَّضْتُ لجمعية البر في قصيدتي (تحذير القاصي والداني من انحرافات أبي الحسن السليماني) إذ أقول:
يحارب أهلَ العـلم بالمال خُفْية * * * بجـمعيةٍ للبر فيـها العـقاربُ
لتلدغَ أتـباعَ الحـديث وحزبَه * * * وقد كان هذا أثبتتْه التجاربُ
فمن كان منهم فهو شيخٌ وعالم ٌ * * * ومن لم يكنْ منهم فتلك عناكبُ
قلت :فهذا صنيعهم بالمشايخ والدعاة ممن يجدون منهم منهجاً رخواً ومواطن خلل في دعواتهم ولم يقف الحد عند هذه الأسماء اللامعة فقافلتهم الشيطانية سائرة في الإغواء فكلما سقط داعية علمنا بعد برهة عن سقوط آخر , وكلما ضحوا بداعية في اليمن شرعوا في التضحية بآخر في الشام وهكذا , يبتدئ ذلك بإقامة المحاضرات والدروس عندهم ثم ينتهي الأمر بالدفاع عنهم وتصحيح مناهجهم والوقوف ضد أهل السنة المحذِّرين منهم .
وليُعلم أنه لا يجوز بحالٍ الدفاعُ عن أولئك الذين صاروا من ضحايا الجمعيات المتحزبة لما أظهروه من أقوال مخالفة للشريعة , وأصول مناهضة لحصون الدين المنيعة ، كما أنه لا يجوز مجاراتهم ولا إحسان الظن بهم وقد أظهروا ما أظهروا من المشاقة الواضحة لدعوة أهل السنة والمخالفة الصارخة لمنهج السلفيين .
نقول هذا لأننا نعلم عن أناس قد تبنَّوا الدفاع عنهم وتمرير باطلهم على بعض طلاب العلم فضلاً عن العامة ، وهذا من الغش للإسلام والمسلمين , وفي الصحيحين عن أبي موسى مرفوعاً : ( من غشنا فليس منا ) .
وقد أخبرت قبل أيام قليلة بأن بعض المدافعين عنهم نزلوا إلى مكة وقاموا بزيارة من يأملون فيهم ممن يرجون أن يتقبل دعوتهم ولم يذهبوا إلى زيارة الشيخ ربيع فلما ذُكر له ذلك قال : لأنهم يعلمون أن ربيعاً لن يوافقهم على ما هم عليه فذهبوا إلى من يطمعون في قبولهم .
قال شيخنا الوادعي رحمه الله : فهم يدعوننا إلى أن نترك الكتاب والسنة وأقسم لكم بالله أنهم لا يقبلون مقبلاً معهم وهو على هذه الحالة لكن يضحكون على أصحاب اللحى من أهل السنة… (فضائح ونصائح) ص 19
العِداء واحد وإن اختلفت الطقوس والهيئات
قلت : فإن تلك الجمعيات وإن اختلفت طقوسها عن بعضٍ في الظاهر إلا أنها تجتمع كلها في تكوين جبهة مُعادية لدعوة أهل السنة , فهي تسعى لضرب الدعوة السلفية في كل بلد من بلاد الإسلام , فلم تكتف بإسقاط الدعاة وطلبة العلم حتى سعت بالفرقة بين السلفيين في كل مكان , وذلك بالتحريش وإثارة القلاقل والفتن وبذل الأموال للذين يقفون في وجوه أهل السنة من الذين لا يرجون في مؤمن إلاً ولا ذمة , لهذا فقد
قال شيخنا الوادعي رحمه الله :
– كم سعى عبد الرحمن عبد الخالق وعبد الله السبت في تفرقه أهل السنة – لا جزاهما الله خيراً – فرَّقونا في اليمن، وفرقوا إخواننا في السودان، وفرقوا إخواننا في أرض الحرمين ونجد، وفرقوا إخواننا في مصر، وفرقوا إخواننا بأندونيسيا، وفرقوا إخواننا بأفريقيا، والآن الجزاء من جنس العمل، افترقت الجمعية المسماة بجمعية إحياء التراث إلى أربع فِرَق والله أعلم بالباقي والله المستعان. ا.هـ. من شريطه (إزاحة الغمامة عن أحوال أهل تهامة) المطبوع بتعليقي باسم دفع الملامة .
– وقال رحمه الله : وجمعية التراث فرَّقت أهل السنة في السعودية والسودان. ا.هـ. تحفة المجيب ص200.
– ولما سئل رحمه الله عن جمعية إحياء التراث قال: هذه جماعة فُرْقَة.. إلى أن قال: فهذه دعوة مفرِّقة بين أهل السنة. ا.هـ. تحفة المجيب ص151
علاقة جمعية إحياء التراث بـ ( ندوة المجاهدين )
بكيرالا – الهند :
لقد هيَّأ الله أسباب رحلة دعوية إلى كيرالا بالهند وكان ذلك في 19/رجب/1429هـ .
ومن خلال هذه الرحلة الدعوية والزيارة الأخوية رأيت علاقة متينة بين جمعية التراث الكويتية والجناح الدعوي البارز في كيرالا المتمثل في ندوة المجاهدين التي تزعم أنها هي المتبنية للدعوة السلفية والدفاع عن العقيدة والتوحيد في حين أني وجدت أنها من أعظم الناس جهلاً بالتوحيد وبالدعوة السلفية الحقة مخالفين بذلك لجنة العلماء بكيرالا النواة الأولى لهذه الجماعة .
حيث إني رأيت في ندوة المجاهدين المخالفة الواضحة لدعوة أهل السنة الحقة عقيدة ومنهجاً وسلوكاً من الولاءات الضيقة والبيعات السرية والمنهج التعليمي المحتوي على ما يخالف منهج أهل السنة مثل تدريس كتاب التفسير للرازي وكتاب التوحيد للزنداني مع الموالاة للمخالفين لأهل السنة على مستوى الأفراد والمؤسسات وكان من أبرز تلك المؤسسات مؤسسة هيئة الإغاثة الإسلامية وجمعية إحياء التراث الكويتية التي كان لها الدور الفعال في تمويل ندوة المجاهدين وتنفيذ مشاريعها الخيرية من حفر الآبار وبناء المساجد وإنشاء المدارس والجامعات التعليمية كل ذلك رأيته بعيني
وأيَّد ما رأتْ عينيْ السماعُ
على لوائح هذه المنشآت والأعمال الخيرية دليلاً واضحاً على تعاونهما الدعوي والتنظيمي وعندنا من الوثائق ما يثبت ذلك التعاون .الأمر الذي لا يستطيع أن ينكره أحد .
والجدير بالذكر أنه سيلحق كل واحد منهما تبِعاتُ صاحبه ومخالفاتُه الشرعية .
فما كان عند إحياء التراث من مخالفات شرعية ستحمل وزرها ندوة المجاهدين التي مدت أياديها لأخذ التبرعات منها .
وما كان عند ندوة المجاهدين من المخالفات الشرعية ستحمل عاقبتها جمعية إحياء التراث التي مدت يد العون لندوة المجاهدين مع ما عندها من التوجهات غير سلفية .
الخــلاصـــة
قررها شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله في قوله : فالمهم بلاد المسلمين في عناء من عبد الرحمن عبد الخالق ومن مؤسسة إحياء التراث ومن عبد الله السبت…أموال تنفق لتحارب بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اهـ
قلت: فإذا كان هذا هو تراث جمعية إحياء التراث متمثلاً في إسقاط الدعاة والسعي بالفرقة بين أهل السنة وإثارة الفتن فيما بينهم , فيا تُرى أيَّ تراث قد أحيتْه جمعيةُ التراث ؟؟! أم أنها كما قال شيخنا الوادعي رحمه الله : جمعية إحياء البدع ، وإلا فليقولوا لنا ما هو التراث الذي قد أحيوه ؟ ا.هـ. شريطه (الرد الوجيه على أسئلة بيت الفقيه) المطبوع بتعليقي.
الموقف الصحيح من جمعية إحياء التراث
وقد سئل شيخنا العلامة حامل لواء الجرح والتعديل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله عن الموقف الصحيح من جمعية إحياء التراث فأجاب بما يلي :
والله نحن نتمنى من إحياء التراث أن تلتزم بالمنهج السلفي لكن عليها مآخذ شديدة في الخارج أكثر من الداخل , وأرى أن التعاون معها تعاون ضد المنهج السلفي , فعليها أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى , وتلتزم المنهج السلفي باطناً وظاهراً , وتعلن الحرب على هذا الغلو وعلى هذه المناهج , مناهج سيد قطب .
أما وإن لم ينفع التراث عبد الرحمن عبد الخالق , يدافع عن الترابي وسيد قطب والبنا والمودودي وغيرهم من زعماء البدع والفتن , ويبقى إماماً مقدَّساً في قلب إحياء التراث , بارك الله فيكم .
وهذا من أقوى القرائن على أن إحياء التراث ليست بصادقة في التزامها بالمنهج السلفي وهذه آثارهم في الخارج معروفة , فهي ما تحمل المنهج السلفي بجدِّية وصفاء ونقاء .
ومن أدلة أنها (لا تلتزم ) هذا المنهج : أنها توالي التكفيريين في اليمن جماعة الحكمة وأمثالها وتوالي غيرهم , توالي الإخوان المسلمين , أين جهودها في مواجهة هذا الفكر الإخواني ؟ الذي لا هم له إلا سحق المنهج السلفي , أين موقفها ؟! …. ألخ .
قاله
العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله .
في ليلة الخميس الموافق لثامن من شهر الله المحرم 1426هـ
بعنوان : الوسطية في الإسلام .
استفســـــاران
الأول : فإن قال قائل : إن الجمعية قد تخلت عن رئاسة عبد الرحمن عبد الخالق وعن إدارته لها
فالجواب: أن الشيخ محمد بن هادي المدخلي وفقه الله قد سئل بما هو منشور في الشبكة فيما يلي :
وهذا يقول : يوجد لجمعية إحياء التراث جهود في مجال الدعوة في المملكة فماذا تعرفون عن هذه الجمعية ؟ وهل هي قائمة على المنهج السلفي؟
الجواب : لا والله ما هي على المنهج السلفي والله على المنهج الإخواني قائمة وأصحابها متلونون, والذي نعرفه منهم لا يجوِّز لنا أن ندعه لحال من زكاهم ممن تجملوا له وهو لايعرفهم فان الله سبحانه وتعالى لم يكلفنا الا بماعلمناوهذه الجمعيةحزبية والبيعة عندهم ويسمونها العهد أويسمونها طاعة المسؤول
فانظروا اليهم في مواقفهم وأينما شرَّقوا أو غرَّبوا في العالم الاسلامي وغيرالاسلامي لا تجدهم الايفرقون الدعوات السلفية ما يجمعون وإنما يأتون الى التجمعات السلفية فيفرقونها وذلك بسبب المال الذي معهم , فنسال الله العافية والسلامة .
ولقد تكلمت في هذا في كثير من الأشرطة ولي في هذا كلام في شريطين في الكويت عندهم
الشاهد : عبد الرحمن عبد الخالقليس بخافعليناولا بخاف عليكم جميعاوهو شيخهم الى هذهالساعةوإن حاولوا التنصُّل منه , فنسال الله العافية والسلامة .
الثاني :فإن قال قائل : فما الواجب تجاه جمعية التراث وقد ظهرت بهذه الصورة المزرية ؟!
فالجواب : إذا كانت هذه هي حال جمعية إحياء التراث فالواجب التحذير منها وبيان حالها ليعرف العالم الإسلامي عظم خطرها على الإسلام والسنة , وأن نقف منها موقف الإمام الوادعي رحمه الله وموقف إخوانه من مشايخ أهل السنة الصادعين بالحق في أنها من الجمعيات المتحزبة وأتْباعها من أهل الفرق الضالة , وأن الواجب مجانبتها والوقوف ضد المدافعين عنها ,
فقد قال شيخنا الوادعي رحمه الله : الأمر الذي نعتقده أن الإخوان المسلمين مبتدعة وأن جماعة التبليغ مبتدعة، وأن أصحاب سلفية عبد الرحمن عبد الخالق مبتدعة، وأي دعوة تريد أن تجمع مجموعة من الناس وتترك الباقين أو من انضم إليها تعتبر على بدعة. ا.هـ. من إجابة السائل ص408.
قلت : ولما كان علماؤنا بهذه الصرامة في قول الحق ومحاربة الباطل لم تقم لأهل الشر قائمة , ولما صرنا إلى زمن من يقول : أسكت عما عندنا ونسكت عما عندك اختلط الحابل بالنابل , والتغت الفوارق , وتمكن أعداؤنا منا , وحل َّ بأهل السنة مالم يحل بهم من قبل .
لفتـــــــــة
والذي أريد أن ألفت النظر إليه – وهو بالغ في الأهمية – أني لا أعلم على وجه الأرض جمعية هي أشد تفريقاً لدعوة أهل السنة وأعظم كيداً لأهلها من جمعية إحياء التراث .
كما أني لا أعلم على وجه الأرض جماعة أشد خطراً على دعوة أهل السنة وأعظم كيداً لأهلها من الجماعة الحدادية .
وكلا السلاحين قد وجِّها إلى أهل السنة في فتنة أبي الحسن المصري ولا أشك قيد أنملة أن هذين السلاحين قد استعملا أيضاً في الفتنة اليمنية الأخيرة , وهو الأمر الذي يلهج به شيخنا حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ليل نهار قائلاً : أخشى على الدعوة السلفية من أبي الحسن يريد أنه سينتقم منا .
قلت : ومن علِمَ عن حقيقة إنشاء بعض المواقع والمنتديات باسم أهل السنة وهي تحت إدارة أبي الحسن وتوجيهه علِم عِظَم ما يبيِّته أبو الحسن للدعوة السلفية والنيل من أهلها قطع الله دابره ورد كيده في نحره .
الخـاتمـــــة
فإذا تقرر هذا تقرر لدينا يقيناً كالشمس في رابعة النهار أن من يتبنَّى جمعية إحياء التراث ويدافع عنها ويرفع من شأنها ويقلِّل من خطرها أنه على طريقة غير طريقة أهل السنة ولو كان دكتوراً في جامعة أو آخذا للعلم عن أهل الحديث ربع قرن – زعموا- بل هو مفتتح باب ضلالة وساع في الفرقة والشُّقة شاء أم أبى , ومتَّبع غير سبيل المؤمنين الذي أمر الله باتباعه ) وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى…( [النساء : 115]
وأنه ليس له دراية على الحقيقة بكيد هذه الجمعيات وخبثها الدفين على أهل السنة
وقد قيل لعمر : فلان لا يعرف الشر قال : ذلك أجدر أن يقع فيه اهـ قال الشاعر:
ولا يعرفون الشر حتى يصيبهم * * * ولا يعرفون الأمر إلا تدبُّرا .
قلت : فأين هؤلاء من مقالة شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله
– إن الإخوان المفلسين وأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان وجمعية الإصلاح لو يمكن أن يشتروا سُكوتنا بالملايين لفعلوا ولكن هيهات هيهات أن نسكت عن باطلهم . ا ﻫ . شريطه ( حاطب ليل )
– ( قولوا للحزبين وأصحاب الجمعيات أننا لهم بالمرصاد ، وسواء كانوا شيوعيين أو بعثيين أو ناصريين أو من أصحاب الحزبيات المغلفة المبتدعة اهـ قمع المعاند (ص123) .؟!
يشير رحمه الله إلى ظهور هذه الجمعيات المتحزبة المغلفة ، التي تقهقر أناسٌ من أهل العلم عن الدينونة له رحمه الله في القول بحزبيتها فلما ظهرت تلك الجمعيات على حقيقتها وأنها كانت تخفي حزبية مقيتة انقاد هؤلاء العلماء لكلام الإمام الوادعي رحمه الله واعترفوا بفضله وبُعد إدراكه .
وأخيــــراً :
سؤال أجاب عليه فضيلة شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله :
السؤال : ما هو موقف الشيخ ابن باز والشيخ الألباني – رحمهما الله – من جمعية إحياء التراث ؟
الجواب :
أما الشيخ الألباني فهو متبرئٌ منها منذ زمن ، والشيخ ابن باز أنكر عليهم بعض الأشياء ، والحزبيون ملبسون ، فيأتون المشايخ الأفاضل بمن هو موثوق به عندهم من أهل السنة ويقولون : يا شيخ قد حقق الله الخير الكثير على أيدينا وقد ذهبنا إلى أفريقيا – وهم في الحقيقة ذهبوا يفرِّقون كلمة المسلمين – وذهبنا إلى إندونيسيا وإلى باكستان وإلى كذا وكذا ، والشيخ حفظه الله يصدّق ، وقد رد على عبدالرحمن عبدالخالق ، وأنا متأكد أن الشيخ إذا اتّضح له أمره سيتبرأ منهم .
كما في أسئلة الإخوة المسلمين في بريطانيا حول جمعية إحياء التراث الكويتية
قلت : كيف لا والإمام ابن باز رحمه الله هو القائل : فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالحشخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله – فإن الواجبالتشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه . اهـ من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/202
قلت : فليتق الله دعاةٌ وأشياخ مالوا إلى جمعية التراث ودافعوا عنها دون إدراك ولا روية , فإن الأمر خطير والخطب جلل ، وليعلموا أن التميُّز من أعظم ركائز الدعوة السلفية فلا يزهدوا عنه ففيه نصر السنة وقمع البدعة ، وقطع الطريق على المتربصين بأهل السنة الدوائر ، وليسلكوا مسلك أسلافهم ففي ذلك النجاة والظفر وصلاح الدنيا والدين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتبه
أخوكم أبو رواحة الشاعر
عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري
وفقه الله
حرِّر في صبيحة يوم الجمعة الموافق
13/ شوال/ 1430هـ
بحي الفيصلية – بجدة
http://www.sal
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..