كنتُ أسمع عن تلك النوعية من الكتب التي تؤثر فينا بعمق .. وتغرس في جنباتنا من كل كلمة سطرت فيها زهوراً تثمر طوال العمر ..
كنا شيئاً و بعد قراءتها نصبح شيئاً آخر .. وما تزال كلماتها يتردد صداها في أرواحنا مدى العمر ..
أستطيع القول بأن تجربتي مع هذا الكتاب تندرج تحت هذا الإطار ..
جوهر الكتاب هو الوصول إلى الإيمان التام واليقين الجازم بوجود الله و إطلاعه على خلقه وتدبيره الحكيم لشؤونهم عن طريق الفلسفة ..
وكان هذا إبّان المعمعة العظيمة التي خاض فيها الملحدون والشاكون في وجود الله .. والقائلون بالمصادفة في تكون الكون .. في منتصف القرن التاسع عشر.
الكتاب عبارة عن طالب شاكّ يدعى "حيران" تعلم العلوم الدينية لكنه تأثر بهذه الضجة التي أثارها الملحدون فتسرب الشك إلى نفسه واضطرب يقينه وطرد من جامعته ..
ثم هداه السبيل إلى شيخه الموزون المعتزل في مسجد الإمام البخاري قرب "خرنتك " الذي نهل من بحار العلوم ما شاء الله من الفلسفة وتاريخها والتاريخ الإسلامي ..
مروراً بالعلوم الطبيعية والفلك .. وكل صفحات الكتاب هو حوار بين الشيخ وتلميذه حتى يوصله إلى برّ الأمان وكله يقين فوق يقين لا يحدوه شك ولا يزعزعه ريب ..
لغة الكتاب جزلة وقوية .. تقنعك بأبسط الطرق ..ويقتبس الكاتب كثيراً من الفلاسفة والعلماء ..كفيثاغورس وأرسطو وبارمنديس مروراً بكانط وبرغسون و لابينز وباسكال ..
وتعريجاً على الفلاسفة المسلمين كالفارابي وابن سيناء .. وابن الطفيل وابن رشد .. بل كأن الكتاب ترتيب ذكي لأفكارهم وعرض لها بشيء من التنسيق ..
ولا يفتأ يذكرنا بذلك الحبل الوثيق بين العلم والإيمان وانعكاس أحدهما على الآخر ..
ذكر الكاتب الأدلة النظرية المركبة كدليل الحدوث والوجوب والعلة الكافية وناقشها مع تلميذه .. وعرج على نظرية دارون ..
وألمح إلى إعجاز الله في خلقه باستدلاله بالسمع والبصر والقلب الذي ينبض في صدورنا ..
و فور أن يعرض في بالك سؤال أو اعتراض .. تراه يصوغه لك في صورة سؤال جريء يلقيه " حيران " على شيخه ..
ليجيب عليه بكل ثقة وثبات .. وفي النهاية يتفتق فيض الإيمان على صورة آيات الله الحكيمات
ويشرع بالتدليل على كل ما سرده في باب الفلسفة من هذا الكتاب العظيم المنزّل من خالق الكون والفلسفة .. وعبراتك تسبقك بالتأكيد ..
إن الاقتباس صعب من هكذا كتاب لأن كل صفحة تدلك على أهميتها وتميّزها بفكرة أو عرض خاص بها ..
نحنُ محتاجون لتجديد إيماننا وصقله بهكذا علم .. تراه يتوغل في لجاجات أنفسنا ليطّلع على اعتراض ٍ خفيٍ متوارٍ فينا فيدحضه بالتي هي أحسن ..!
الطبعة التي بين يدي لدار الكتب العلمية للنشر ..
ويقع الكتاب في حدود 450 صفحة ..
كل التحايا لأرواحكم
معلومات عن الكتاب:
» اسم الكتاب: قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن.
» المؤلف: نديم الجسر.
» الناشر: دار الكتب العلمية.
» عدد الصفحات: 452 صفحة.
للتحميل
هنــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..