الاثنين، 22 أغسطس 2011

كذبة ابريل ( حديث بالمناسبة )

 


 
بمناسبة ابريل وكذبته المشهورة

قمت بتجميع هذه المقتطفات ولعل بعضكم يضيف شيئا يثري الموضوع



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة لله و بركاته

تحية طيبة و بعد



الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم مالك يوم الدين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين , و صل اللهم على سيدنا محمد و أزواجه أمهات المؤمنين , و على أهل بيته و صحابته و ذريته و من سار على نهجه أجمعين ....
أما بعد ....

من محاسن الشريعة الإسلامية تحريم الكذب لما فيه من مضار و مفاسد على الفرد و المجتمع ,
فقد قال الله عز و جل : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين " , و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذاباً".
و قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون} [النحل:105]. و إن الكذب داء عظيم إذ هو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جعل من آيات النفاق وعلاماته إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" ، ويعد صاحبه مجانبا للأيمان ، ولقد كان أبغض خلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الكذب .
و الكذب من الكبائر لا يجوز إلا فى حالات حددها الرسول صلى الله عليه و سلم و هى للإصلاح بين الناس و بين المرأة و زوجها و فى حلات الحرب .
و من عقوبات الكذب ما جاء فى حديث طويل و هو رؤيا رآها الرسول عليه الصلاة و السلام رواه سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" فانظلقنا فأتنيا على رجل مستلق لقفاه و إذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد و إذا هو يأتى أحد شقى وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه و منخره إلى قفاه و عينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر حتى يصح ذلك الجانب كما كان فيعود عليه فيفعل مثل ما فعل فى المرة الأولى " و فى سياق الحديث :" و أما الرجل الذى اتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه و منخره إلى قفاه و عينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق , و فى رواية :" فيفعل به ذلك إلى يوم القيامة " .

و مما ابتليت به الأمة فى هذا الزمان تقليد الكافرين بجهل فى كل شاردة و واردة من سوء و شر , و هذا مما نهى عنه كما جاء فى آيات و أحاديث عدة , منها قوله تعالى : " و الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك و من الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله و لا أشرك به إليه أدعو و إليه مئاب . و كذلك أنزلنواه حكما عربيا و لئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولى و لا واق "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ( ص- 23 طبعة دار العقيدة ) : " فالضمير فى ((أهوائهم )) يعود - و الله أعلم -إلى ما تقدم ذكره و هم الأحزاب الذين ينكرون بعضه فدخل فى ذلك كل من أنكر شيئا من القرآن : من يهودي و نصراني و غيرهما ..." إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى .
و مما ابتليت به هذه الأمة فى زماننا مشابهة لأهل الكفر ما يسميه الناس بكذبة إبريل حيث يحللونها و يعتبرونها ضربا من (خفة الظل) و يقولون هى للترويح عن النفس و إلى غير لك .
و الحاصل أن هذا الفعل لا يجوز لأنه كذب و هو ما نهى عنه .

قال الشيخ عاصم بن عبدالله القريوتي :
" وبيان أصل هذه الكذبة يتضح بما يلي :
إن شهر إبريل (نيسان ) هو الشهر الرابع من السنة الإفرنجية وإبريل اسم مشتق من الأصل اللاتيني "ابريليس " APRILIS في التقويم الروماني القديم . وقد يكون مشتقا من الفعل الللاتيني " فتح " ARERIRE ...دلالة على ابتداء موسم الربيع ، وظهور البراعم وتفتح الأزهار .
وكان شهر ابريل هو مبتدأ للسنة بدلا من شهر يناير (كانون الثاني ) في فرنسا .
وفي عام 1654م أمر شار التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير بدل ابريل .
وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق لأن شهر ابريل يمثل مطلع الربيع فكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر إبريل لاحتفالات "فينوس " وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم . وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس ويكشفن لها عن عاهاتهم الجسمية والنفسية ، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن .
وأما الأقوام الساكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم "ايستر " وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الإسم الذي يطلق عليه الآن عيد الفصح عند النصارى في اللغة الانجليزية .
وبعد ما تقدم يظهر لنا ما لشهر ابريل من أهمية خاصة عند الاقوام الأوروبية في العصور القديمة .

وأما الأصل التاريخي لكذبة إبريل فلم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك آراء بذلك , فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع ، عند تعادل الليل والنهار في 21آذار (مارس ) .
ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد كما سبق ، إذ كان الشخص الذي يرفض بهذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر ابريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة ، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين .
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية . لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع ، إذ هي بقايا طقوس وثنية .
ويقال أن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب ، فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر ابريل .

يطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر ابريل اسم "يوم جميع المغفلين والحمقى : ALL FOOLS DAY لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه .

وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف ب" مجلة دريك " DRAKES NEWSLETTERS ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل .

ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول ابريل أن جريدة " ايفننج ستار " الانجليزية أعلنت في 31مارس (آذار ) سنة 1846أن غدا- أول ابريل – سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الانجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيمًا , وظلوا ينتظرون ، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئًا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير ." انتهى .

ولا يهمنا معرفة أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها ، والذي نجزم به أنها لم تكن في عصور الإسلام الزاهرة الأولى ، وليس منشؤها من المسلمين ، بل هي من أعدائهم .

والحوادث في كذبة إبريل كثيرة ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات ، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض .
وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها.
وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، وتأباه المروءة الصادقة .
وقد رأينا كيف أن الشرع حرّم الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى أن يروّع المسلم سواء كان جادّا أو مازحا معه في الحديث أو الفعل .
فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم .

فخلاصة الأمر أن المسمى بكذبة إبريل لا تجوز و لا تحل إذ هى تعتمد على الكذب و لكونها مشابهة للكافرين و لكونها تتضمن ترويعا للآمنين و هذا مما نهى عنه .

فنرجو من إخواننا المسلمين الحذر من هذه المعصية و أن ينتهوا إذا ذكروا .

و






الكذب خلق سيء، ورذيلة من أعظم الرذائل التي يراها الشرع الإسلامي مجافية للإيمان، ويعتبرها إحدى آيات النفاق.
ولم يجز الشرع الكذب إلا في حالات معينة وليس منها الكذب للمداعبة.
بل حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكذب لإضحاك القوم، فقال: " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له . . ". (رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي).
وفي حديث آخر: " لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة، والمراء (الجدل) وإن كان صادقًا " (رواه أحمد والطبراني) كما جاء أكثر من حديث نبوي يحذر المسلم من ترويع أخيه وإزعاجه، جادًا أو مازحًا.
وروى أبو داود بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: أنهم كانوا يسيرون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه، ففزع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا ".
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهمًا قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسيرة فخفق (نعس) رجل على راحلته، فأخذ رجل سهمًا من كنانته، فانتبه الرجل، ففزع . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا ". (رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات).
وعن عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادًا " (رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب). واعتبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكبر الخيانة أن تكذب على من يثق بك، ويصغي إليك بأذنه وقلبه، وأنت تكذب عليه . يقول: " كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثًا هو به مصدق وأنت له به كاذب ". رواه أحمد والطبراني عن النواس بن سمعان بإسناد جيد كما قال الحافظ العراقي وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود من حديث سفيان بن أسيد وضعفه ابن عدي).
وبهذا يتبين لنا أن الكذب بهذه الصورة، وبهذه المناسبة خاصة حرام من جهات أربع:
الأولى: حرمة الكذب ذاته، الذي نهى عنه القرآن والسنة.
الثانية:ما وراءه من ترويع إنسان، وإدخال الفزع والكدر عليه ساعة من الزمن، وربما على أسرته معه، بغير مسوغ ولا حاجة.
الثالثة: ما فيه من خيانة لإنسان هو لك مصدق، وأنت له كاذب.
الرابعة:مجاراة عادة سخيفة، وإشاعة تقليد باطل، لم ينبت في أرضنا، ولم ينشأ من بيئتنا . فهو تشبه بغير المسلمين فيما يعد من رذائلهم وسخف أعمالهم.
وكثيرًا ما تتضمن كذبة ذلك اليوم إشاعات قد يضر انتشارها بالمجتمع كله.
والخلاصة أن الكذب حرام في كل يوم، وتزداد حرمته في ذلك اليوم خاصة، لما ذكرنا من اعتبارات، فلا يليق بمسلم المساعدة على ترويج هذا الزور.


وهذا مقال اخر حولها
------------------------------------------
الكثير منا يحتفل بما يسمونه كذبة إبريل والترجمة الحرفية لها \ خدعة إبريل \ ولكن كم منا يعرف الحقيقة المرّة الخفية وراء ذلك. عندما كان المسلمون يحكمون أسبانيا قبل حوالي ألف سنة كانوا في ذلك الوقت قوة لا يمكن تحطيمها وكان النصارى الغربيون يتمنون أن يمسحوا الإسلام من العالم ولقد نجحوا إلى حد ما. ولقد حاولوا الحد من امتداد الإسلام في أسبانيا والقضاء عليه ولم يفلحوا، حاولوا مرات عديدة ولم ينجحوا أبداً. بعد ذلك أرسل الكفار جواسيسهم إلى أسبانيا ليدرسوا ويكتشفوا سرة قوة المسلمين التي لا تهزم فوجدوا أن الإلتزام بالتقوى هو السبب. عندما اكتشف النصارى سر قوة المسلمين بدأوا في التفكير في استراتيجية تكسر هذه القوة وبناءاً عليه بدئوا بإرسال الخمور والسجائر إلى أسبانيا مجاناً. هذا التكتيك (الطريقة ) من الغرب أعطت نتائجها وبدأ الإيمان يضعف عند المسلمين خاصة في جيل الشباب بأسبانيا. وكانت نتيجة ذلك أن النصارى الغربيين الكاثوليك أخضعوا كل أسبانيا تحت سيطرتهم منهين بذلك حكم المسلمين لذلك البلد الذي دام أكثر من ثمانمائة سنة. سقط آخر حصن للمسلمين وهو غرناطة في أول إبريل. ولذلك اعتبروها بمعنى خدعة إبريل (APRIL FOOL). ومن تلك السنة إلى الآن يحتفلون بذلك اليوم ويعتبرون المسلمين حمقى. فهم لا يجعلون الحماقة وسهولة المخادعة في جيش غرناطة فقط بل في جميع الأمة الإسلامية. وعندما نحضر هذه الإحتفالات فإنه نوع من الجهل وعندما نحاكيهم المحاكاة العمياء في اللعب بهذه الفكرة الخبيثة فهو نوع من التقليد الأعمى الذي قد يؤكد غباء بعضنا في اتباعهم. ولو علمنا بسبب الإحتفال لما أمكن أن نحتفل بهزيمتنا أبداً. وأما كذبة إبريل فلم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك آراء مختلفة في ذلك: فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع عند تعادل الليل والنهار في 21من شهر آذار... ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع إذ هي بقايا طقوس وثنية ويقال إن الصيد في بعض البلاد يكون خائباً في أول أيام الصيد في بعض البلاد في الغالب فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر إبريل. وبعد أن عرفنا الحقيقة دعونا نقطع وعداً على أنفسنا بأن لا نحتفل بذلك اليوم. يجب علينا أن نتعلم دروساً من الأسبان ونصبح مطبقين حقيقة للإسلام ولا نسمح لإيماننا بأن يضعف أبداً ) ـ. ولا يهمنا معرفة أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها، والذي نجزم به أنها لم تكن في عصور الإسلام الزاهرة الأولى، وليس منشؤها من المسلمين، بل هي من أعدائهم. والحوادث في كذبة نيسان كثيرة، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض. وبعض الناس يُتحدث معه كذباً عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها. وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل، وتأباه المروءة الصادقة. **** إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وبعد: فإن الكذب من مساوئ الأخلاق، وبالتحذير منه جاءت الشرائع، وعليه اتفقت الفِطر، وبه يقول أصحاب المروءة والعقول السليمة. وفي شرعنا الحنيف جاء التحذير منه في الكتاب والسنة، وعلى تحريمه وقع الإجماع، وكان للكاذب عاقبة غير حميدة في الدنيا وفي الآخرة. ولم يأت في الشرع جواز \ الكذب \ إلا في أمورٍ معينة لا يترتب عليها أكل حقوق، ولا سفك دماء، ولا طعن في أعراض...الخ، بل هذه المواضع فيها إنقاذ للنفس أو إصلاح بين اثنين، أو مودة بين زوجين. ولم يأت في الشريعة يومٌ أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء ويخبر بها ما يشاء من الأقوال، ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى \ كذبة نيسان \ أو \ كذبة أبريل \ وهي: زعمهم أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي - نيسان - يجوز فيه الكذب من غير ضابط شرعي. ومن أدلة تحريم الكذب 1. قوله تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل:105]. قال ابن كثير: ( ثم أخبر تعالى أن رسوله ليس بمفتر ولا كذاب؛ لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله شرارُ الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس، والرسول محمد كان أصدق الناس، وأبرهم، وأكملهم علماً وعملاً وإيماناً وإيقاناً، معروفاً بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم بحيث لا يُدعى بينهم إلا بالأمين محمد ) [تفسر ابن كثير:2/588]. 2. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان } [رواه البخاري:33، ومسلم:59]. ومن أشنع أنواع الكذب.. الكذب في المزاح ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول \ نيسان \ أو في غيره من الأيام، وهذا خطأ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهَّر، والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّاً. عن ابن عمر قال: قال : { إني لأمزح ولا أقول إلا حقّاً } [رواه الطبراني في المعجم الكبير:12/391، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع2494]. وعن أبي هريرة قال: قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: { إني لا أقول إلا حقاً } [رواه الترمذي:1990].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..