الاثنين، 12 سبتمبر 2011

علاقة الأمريكان بالتنوير السعودي

      منذ نشأة التنوير في العالم الإسلامي بالقرن الثالث عشر الهجري بمصر وهو يحتفظ بعلاقة جيدة مع الأجنبي المحتل أو المعتدي، فهذا الشيخ محمد عبده عينه الانجليز مفتي على مصر, ويعد المندوب السامي البريطاني بمصر اللورد كرومر صديق لعبده أنجز معه عدت مشاريع علمية وقضائية واجتماعية، ومؤخرا وجد فهمي هويدي لنفسه مكان على طاولة أوباما لصحفي الشرق الأوسط عند زيارته مصر، فالحالة ثابتة وتكرر حدوثها في بلد أخر وفي ظروف مشابهة متوقع.

بالنسبة للتنوير السعودي يحتفظ بعلاقة متنوعة مع جهات الدعم الأمريكي, كالحكومة الأمريكية نفسها، وأخر مع مؤسسات حقوقية ومجتمعية أمريكية, وثالث مع مؤسسات إعلامية أمريكية, ورابع مع رجال أمريكا العرب.

في مطلع الثورات العربية وجه الرئيس الأمريكي أوباما من مقر وزارة الخارجية الأمريكية خطاب تلفزيوني إلى العرب حدد فيه مسارات السياسة الأمريكية نحونا بثلاث اتجاهات:
- نشر الديمقراطية
- رعاية حقوق الإنسان
- الاستثمارات التجارية والدعم الاقتصادي
أما الديمقراطية فقد أصبحت معبود أصدقائنا التنويريين يرفعوا إليها صلواتهم، ولن يجد أوباما خير من القوم شركاء في نشرها.
وأما (حقوق الإنسان) فهم يزعمون أنهم لها أنصار في السعودية، وفي أكثر من صراع بين الإسلاميين والليبراليين يكون عنوانه (حقوق الإنسان) يصطف أصدقائنا مع الليبراليين، وهم ناشطون في قضايا نوع من المعتقلين، وفيهم قوم أعضاء في منظمات حقوقية أجنبية مختلفة، وبهذا يكونوا خيار ممتاز لأوباما في مساعدته على رعاية (حقوق الإنسان) .
والديمقراطية والحريات و المساواة وغيرها من شعارات دنيوية يدعوا إليها التنويري تخلق سوق تجارية حرة ونشطة وآمنة تستجلب الشركات العالمية التي في ليلة ستلتهم السوق المحلي وتمطره بمنتجاتها.

أصول التنويري الفكرية فيها الغربي وفيها الإسلامي وفيها الخليط بينهما والغربي منها متقارب مع الفكرة الأمريكية، فالحرية مثلا إله الأمريكان الذي يتفق جميعهم على عبادته، هي أيضا أصل عند التنويري يدعوا إليها وتفسيره لها لا يختلف كثيرا عن تفسير الأمريكي ( حريتك تنتهي عند حرية الآخرين ) التنويري قد يضيف أمور أخرى تنتهي عندها وبعضهم يطلقها دون أن يقيدها، وكتبوا في الشوق إليها (أشواق الحرية) وناقشوا وصارعوا عليها وفارقوا لأجلها وأحبوا فيها وناضلوا في سبيلها، وهي مفردة تستخدم في خطابهم أكثر من مفردات بعثت لأجلها الرسل وأنزلت الكتب.

أصل منهجي أخر عند التنويري اجتمع فيه مع الفكرة الأمريكية وهو (المساواة) وتفسيره لها مخالف لشريعة الإسلام؛ فالتنويري يستوي عنده عابد القبور وعابد الرب الغفور، ويستوي عنده مكفر الصحابة ومعظمهم و متابعهم، وتستوي عنده سنية عفيفة طاهرة وأخرى تمتع بها كل الحي، ويستوي عنده سعودي يخدم مصالح الأمريكان وسعودي يعتقله الأمريكان في جوانتناموا، ويستوي عنده سعودي يعمل ليل نهار حتى يرى السعوديات عاريات على شواطئ البحار وسعودي محتسب يواصل نهاره بليله يحرس أعراض المسلمين.
كان البريطانيون والأسبان معهم والبرتغال قبلهم إذا نزلوا بلد واحتلوه استعملوا من يرضى بالعمل معهم ويغدقوا عليه بالأموال ويدخل في حمايتهم و لا يشترطوا عليه ابتداء أن يوافقهم في معتقداتهم وطباعهم ... فكيف بالأمريكان وقد وجدوا في البلد الذي يمتلك محرك حياتهم المدنية ( البترول ) من يوافقهم في الفكر، هل تظنهم يتركوه دون دعم؟

يحدد جمال خاشقجي قواعد عمل جديدة عند بعض المنتسبين للحركات الإسلامية بعد تحولهم فيصفها بأنها (
القواعد نفسها التي حددها المؤرخ الأميركي فرانسيس فوكوياما في كتابه «نهاية التاريخ»: سيادة الديموقراطية الغربية، ونهاية الاستبداد، والاحتكام للانتخابات) جريدة الحياة 27-8-2011

التنويري ابن الحركة الإسلامية فهو يعرف الإسلامي جيدا حسناته وغلطه حججه وضعفه أدواته وتحدياته أهدافه ومشكلاته لذا نجح في استقطاب أبناء الدعوة أكثر من نجاح الليبرالي، وفي صراعات الإسلامي والليبرالي إذا اصطف مع الليبرالي -كعادته- يصنع توازن في القوى انظر الجدل الأخير حول قيادة المرأة للسيارة كيف كان أعنف وأبلغ تأثيرا من المرات السابقة.

التنويري يستخدم النصوص الشرعية ويقدم علل ومقاصد إسلامية ويستطيع النطق بلغة فقهيه فقد كان فقيها، يستخدم اليوم هذه الأدوات - وغيرها مما تعلمه في أيام تقواه - لخدمة أفكار ذات مرجعية علمانية يدعوا إليها ويقاتل عليها؛ فالتنوير اتجاه رؤيته علمانية ولسانه إسلامي لذلك ينجح في تمرير أفكار إلى أذهان كثير من الناس وأهل الخير والصلاح، فهو يستدل على الديمقراطية النظرية اليونانية التي نشئت قبل الإسلام بسؤال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أهل المدينة عن الخليفة المختار، يستدل على الحرية الغربية أنتجها الفرنسيون بعد الإسلام قرونا بقول عمر رضي الله عنه متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار، ومع هذا النوع من الخطاب يخترق عميقا حتى في نفوس مكذبيه ومخاصميه.

المقصود: أنه ليس شخصية مؤمنة فقط بأفكار غربية بل نجح في نشرها والدعوة إليها دون تشكيك الناس بمصدرها.

وإذا نجح التنويري فيما فشل فيه رجال أمريكا وعملائها العرب ( الليبراليون الجدد )  فخير لأمريكا بلا شك أن تتعامل معه وتدعمه.

يقول بقية السلف الشيخ سفر الحوالي عن الانجليز أثناء احتلالهم مصر( واستطاعوا أن يجدوا لهم من هذه الأمة من يجند لخدمة أهدافهم مع إبقاء اللباس الإسلامي عليهم ....كما وجدوا في كتابات رفاعة الطهطاوي ثم بعد ذلك مدرسة جمال الدين الإيراني المسمى بالأفغاني والشيخ محمد عبده) لا تخلو مكتبة تنويري من كتاب لأحد هؤلاء.

يملك الأمريكان معلومات استخباراتية عالية ودقيقة عن الحكومة السعودية ورجالها وهي حقيقة انكشف بعضها في وثائق السفارة والقنصليات المسربة في ويكيليكس وهو قسم واحد يتبع الخارجية الأمريكية و ما يوجد بحوزة
ي أي إيه)  و استخبارات الجيش الأمريكي والبحرية وغيرها من المؤسسات الأمريكية فالله وحده يعلم حجم تلك المعلومات و مستوى خطورتها، هذا بالنسبة لما يجري في النظام ومؤسساته أما الشعب وقواه الموجودة على الأرض فهذه معلومات يحتاج الأمريكان لمعرفتها إلى طرف آخر من خارج الحكومة التي هي أحيانا لا تملك معلومات دقيقة حولها و أحيانا أخرى لا تكون صادقة مع الأمريكان بشأنها وأخرى - من حسن ظننا بها نقول بهذا التفسير - تكون مظللة.

من قوى الشعب السعودي: الدعوة، ويعرف التنويري الدعوة في السعودية وتاريخها ورجالها فقد كان كثير منهم أبناء لها يوما وعاملين في مؤسساتها، وبالتالي
فهو مرشح مثالي لأن يكون مصدر معلومات، فقد كشفت إحدى الوثائق الأمريكية المسربة مؤخرا أن الناشط فؤاد الفرحان دافع عن قائمة المعتقلين 14 أمام القنصل الأمريكي والله وحده يعلم إن كان حدثه عن أمور أخرى تخصهم أو (دافع) عن أشخاص آخرين، وكشفت وثيقة أخرى أنه وصف السجن الذي حبس فيه بأنه سجن الإرهابيين وتنظيم القاعدة -و لأن هذا الوصف ظلم لأولئك المعتقلين تتسأل هل فعلا أمثاله يهتمون لأمر ألآلاف المعتقلين؟؟-، وهناك المستشرق ستيفان الفرنسي - أكاديمي ستطبع له الشبكة العربية كتاب عن السلفية - الذي قدم له التنويري معلومات كثيرة عن الدعوة، والله يعلم لصالح من يعمل ستيفان هذا أو لمن سيقدم تلك المعلومات أو لمن سيعرض نصائحه الأكاديمية في التعامل مع الدعوة، أو بأي شكل أخر سيقدم تلك المعلومات، وهناك أيضا الإعلاميين الغربيين الذين يلتقون بهؤلاء ويتباحثون معهم حول الشأن السعودي.

وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية العربي والانجليزي منها تستضيف التنويري وتقدمه كمصلح مناضل خادم للشعوب ومصالحها بل ذهبت إلى أبعد من ذلك في خدمته عندما قدمت للشعب السعودي إحدى مؤسساته الصغيرة (جسور)  كديوانية إصلاحية -بي بي سي ارابيك-، والقنوات الإخبارية والترفيهية في عالمنا العربي التي تسوق للرؤى الأمريكية في المنطقة تقدمهم كشركاء في الرؤية حول قضايا الإصلاح في السعودية وفي حالات أخرى تقدمهم كاتجاه يخلق مقاربة بين الليبرالي والإسلامي، في حين الإسلامي الذي يشارك يقدم كمتهم يحاكمه الليبرالي والتنويري ويتناقشوا في تطبيق الحكم بعد رحيله، كما هو الحال في برنامج واجهة الصحافة - هو عبارة عن عرض وحسم للصراعات والنقاشات الفكرية والاجتماعية في السعودية والسياسية في العالم العربي - الذي استضاف عبد العزيز القاسم المحامي ( ٣ مرات ) ومحمد العبد الكريم ( مرتين ) وشخصيات أخرى وبعض الناشطات يحسبون على التنوير يعدون ضيوف دائمين على العربية وقنوات أخرى مشابهه.

هذه الأسباب الرئيسية التي تدفع الأمريكان للتعامل مع التنويري ودعمه أما إثبات ذلك على التفصيل:
- الباحث عبد الله المالكي لا يرى إشكال في اللقاء بالقنصل الأمريكي والتباحث معه حول قضايا سعودية بمنطق وطني، وهو أمر أبعد من الاعتراف بعلاقة فقط فهو يذهب إلى تشريعها.
- الناشط فؤاد الفرحان تحرك البيت الأبيض والخارجية الأمريكية والصحف الأمريكية لدعم قضيته والتقى هو بالقنصل الأمريكي، وكشفت وثائق ويكليكس عن لقاءات ونقاشات متعددة جرت بينه وبين مسئولين من القنصلية الأمريكية.
- غرد الدكتور محمد الأحمري في تويتر عندما نشرت وثائق ويكيليكس وحصل جدل حول صديق له كشفت الوثائق أنه يزور السفارات ( عندما لا يكون للشعب مجلس منتخب يمثله ويصنع رؤيته فإنه يزور السفارات ..... سلوك المحاصرين)
- الناشط وليد أبو الخير صرح في لقاء له على قناة دليل بعلاقاته مع منظمات حقوقية أجنبية، وذكر أن له تواصل مع مجموعات أمريكية لم يسمها، وذهب هو الأخر إلى تشريع هذه العلاقة.
- أستاذ أصول فقه بكلية الشريعة بالرياض اختلف رفاقه حول سبب خروجه من السجن والسعة التي كان يجدها بداخله، فبعضهم يصرح بدور الخارجية الأمريكية وآخرون ينسبون الفضل لمتأمركين متنفذين، وقد رد الجميل لأصحابه بالثناء على الغرب و حث على طلب فكره وثقافته وأضاف معها هدية مجانية بمهاجمة السلفية.

الليبراليون الجدد الغارقين في التأمرك والعمالة والخيانة ينفي كثير منهم علاقته بالأمريكان وينكر بعضهم ذلك وينفر منه، بينما التنويري  هنا يحدث بتلك العلاقة ويشرعها ويدافع عنها ويمتدح الطرف الأخر و يفخر بأنه اسمع القنصل رأيه الوطني!!!.

فسبحان الله.
يحتج بعض التنويريين بأمور يبرروا بها تلك العلاقة وذاك الدعم:
-
التواصل و اللقاء بالأمريكان لا إشكال فيه وهو عرف دولي فكل السفارات حول العالم تستقبل الأفراد
وكأنه يتحدث عن ديوانية أو مجلس ثقافي أو حتى عمدة حارة بابه مفتوح لكل أحد، وإنك لتعجب ممن يقدم هذه الحجة ثم يتمايز بمعرفته بالإنجليزية ودراسته في الغرب ومعرفته بطريقة تفكيره وتعظيمه لثقافته, بعد كل هذا يأتي ويتحدث عن الأمريكان وكأنهم مجموعة خيرية تقدم خدماتها لكل أحد أو مجموعة مغفلين يتعاطوا مع أي أحد، فالأمريكان يعرف عقلاء العالم أنهم قوم عمليين نفعيين لن يسمعوا أو يقدموا لشخص شيء حتى يتأكدوا - بدراسته نفسيا وماديا واجتماعيا وينظروا في تاريخه وقناعاته وأمور أخرى كثيرة فالأمر ليس بيع فصفص- بأنه مفيد لهم ويخدم سياساتهم أو على أقل تقدير لا يشكل خطر عليهم، علم أو لم يعلم بذلك و الأفضل أن يكون مغفل لا يعلم شيء، والمثالية عندهم إذا كان أحمق يظن أنه يخدم مصالح وطنية لن يكون عند القنصل مشكلة حينها إذا رفع صوته عليه أو خالفه على تفاصيل أو دافع عن 14 شخص تتهمهم الدولة بالإرهاب والخيانة.

طبعا هنا يتدخل البيت الأبيض في قضيته والخارجية الأمريكية والصحف الأمريكية وغيره يحلم بنشر قضيته الوطنية في تلك الصحف بل يستنزف ويستنزف شعبه الوطني معه دعما له حتى يخرج من السجون الأمريكية ولا يُخرجوه.
هو هنا يتجاوز كل أحد ولا يقف حتى يصل مكتب السفير وربما استقبله على باب السفارة وغيره ممن يريد الدراسة أو العلاج بحر ماله يمر بالعذاب حتى يدخل وإذا دخل عاملوه كأنه مجرم ويطلبوا منه وثائق ومعاريض كالجبال ثم ينتظر أسابيع حتى يوافقوا على طلبه إذا وافقوا.
والطيب يرى كل ذلك ومقتنع بأنه لا إشكال في علاقة معهم ولقاء بهم.
- الدعم وصلنا بلا طلب منا
على فرض صحة هذا وإعمالنا حسن الظن بكم فأنت في حالتك هذه قدمت الثمن عاجلا بموافقتك للتوجهات الأمريكية في قضايا ( الإصلاح ) السعودي وقبضت المنفعة أجلا وستقبض منافع متعددة في السنوات القادمة وربما أثمان أيضا هذا إن لم يكن قوم منكم قد قبضوها مسبقا دعما لمشاريع وملتقيات وزيارات، وهذا الدفاع هو صوت الفطرة داخل بعضهم  يقول له أنت مخطئ بالتواصل معهم أو حرج يحده في نفسه من التواصل معهم، ويتجلى صوت الفطرة في امتناع بعضهم الإجابة على سؤال: هل كنت مع القنصل أو مسئول أمريكي يوما؟
 
- يحتج التنويري بأنه يدافع عن المعتقلين عندهم وينقل قضياهم إلى الأمريكان ويستخدمهم! لنصرة المعتقلين
ومعمافي هذا الجواب من سذاجة ... إذا لماذا سعادته لا يتدخل لإنهاء قضيتهم وتدخل من أجلك أنت وأصدقائك فقط ؟؟ لماذا لا يتدخل من أجل ألآلاف المعتقلين؟؟ وفيهم قوم قضوا سنوات طوال في المعتقل وهم لم يبلغوا جرأتك في النقد بل بعضهم لا يعرف عنه نقد أصلا وأكثر من ذلك فيهم شاب غافل لو قلت له انتقد والله لن يعرف كيف ينتقد، ثم لماذا تذهب حتى تدافع عنهم ألم يكن بمقدورك الدفاع عنهم من تويتر والفيس والمدونات كما يفعل كل وطني سعودي ... صدقني سيصلهم صوتك، وأيضا هل الأمريكان وكالة سفر تستقبل كل أحد وتحرك بيتها الأبيض وخارجيتها ومنظماتها وصحفها لأي أحد قليل من احترام عقولنا لو سمحتم، وكفوا عن المزايدة على ذو صبية صغار ونساء وعجزة لا يملكون إلا أنفسهم، فاختاروا كارهين السكوت عن نصرة المعتقلين وكشف الفساد ورفع الظلم.
- نحن نحدث الأمريكان برؤية وطنية صادقة ومواقف شريفة ولسنا عملاء.
سبحان الله ... وكأن الأمريكان رعاة الوطنية وحماتها حتى يذهب ويخبرهم بهمومه وطموحاته، ما شأن الأمريكان وقضايانا الوطنية انتهت مشاكلهم حتى يهتموا لأمرنا، الأمريكان يا طيب يعرفون القضايا الوطنية جيدا وليسوا بحاجة إليك حتى تحدثهم عنها، هم فقط يبحثون عن قوى يستفيدوا منها ويعملوا معها وأظنهم قد وجدوك، والعمالة درجات تبدأ من إشعال كبريت لهم كما عند السادة الحنفية، ونيتك ليست بشرط فكم من غافل نفع أعدائه.
-لا نأخذ منهم دولار ونعمل وفق قناعة لا يمليها علينا أحد
ليتك أخذت من مالهم كان أكمل عقلا وأشق بهم وأضيق عليهم؛ فأنت هنا تخدمهم بدون أن يدفعوا لك شيء يعني أجير متبرع!!، ثم أي غفلة هذه الدعم ليس بالمال وحده ... يا سيدي تدخل البيت الأبيض والخارجية الأمريكية دعم لا تعدله مليارات الدولارات، علاقاتك ولقاءاتك بهم رسالة لقومنا - الذين بلا شك يعرفون بأمركم أو عُرفوا به - هذا رجلنا لا يمسسنه أحد فهنيئا لك بحماية الأمريكان ورعايتهم، وهنيئا لسيدي يوسف الأحمد و ألاف المعتقلين معه بدعم النخب ومحبة الشعب ورعاية الرب.
 
بقي أن يقال التنويريين ليسوا شيء واحدا في موضوع تلقي الدعم 
فهناك من يرفض ذلك ليس لعدم رغبته في بناء علاقة أو تلقي دعم بل لسبب خارجي وهو الصورة السلبية التي تنطبع في أذهان الناس بسبب الإقدام على هكذا عمل، وخشية السقوط مجتمعيا ونخبويا بسبب تلك العلاقة.
و هناك من لحقته لعنة أبيه أو قريب لا تحبه أمريكا. أو تأخروا عنه لجدته في هذا الأمر فهو مجهول الحال عندهم.
و هناك شباب كثير في هذا الاتجاه أحرار شرفاء ثائرون صادقون لا علاقة لهم بكل هذا الدعم كل ما يهمهم قضايا النهضة وعلو الأمة ويظنون أنها مع هؤلاء ولكنهم مخطئون فليس هناك إلا الصياح والحديث والارتماء في حضن الغرب فكريا أو دبلوماسيا والتنكر لثقافة الأمة وهويتها.
هؤلاء الشباب الصادقين خارج الدعم بل لا يعرفون عنه شيء لكن وجودهم في هذا الاتجاه وتقويتهم له والعمل له بلا شك يخدم الأمريكان، فأن يكون قويا مليء بالطاقات الشابة النشيطة أنفع من امتلاءه بالعجزة والمثقفين.

هنا قصة فيها دروس وطنية وشرف لكل تنويري تلطخ بعلاقة مع قنصل أو أي مسئول أجنبي وقعت في مدينة جدة عام 1274 هجرية تحدث عنها مفتي الأشراف في كتابه (خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام) يقول ذاك القبوري ( وينبغي أن نذكر هنا الفتنة التي كانت بجدة قبل وصوله من دار السلطنة (يقصد الشريف عبد الله بن محمد بن عون) وكانت بعد وفاة والده لأن الفتنة المذكورة كانت في السادس من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وملخصها إجمالا أن صالح جوهر أحد التجار بجدة كان له مركب منشور فيه بنديرة الانكليز والبنديرة هي البيرق فأراد أن يغيرها ويجعل فيه بنديرة من بنديرات الدولة العلية فسمع بذلك قنصل الانكليز فمنعه من ذلك فلم يمتنع وأخذ رخصة من نامق باشا فأذن له بوضع بنديرة الدولة العلية وكتب له منشورا بذلك فوضعها ونشرها وأزال بنديرة الانكليز فطلع قنصل الانكليز البحر ودخل المركب المذكور وأنزل بنديرة الدولة التي نشرت ونشر بنديرة الانكليز وشاع أنه لما أنزل بنديرة الدولة وطئها برجله وتكلم بكلام غير لائق فغضب لذلك المسلمون الذين في جدة فهاجوا هيجه عظيمة وقصدوا دار القنصل وقتلوه وثار من ذلك فتنة عظيمة قتلوا فيها غيره من القناصل الموجودين ومن كان بجدة من النصارى وﻧﻬبوا أموالهم وأرادوا أن يقتلوا فرج يسر أحد التجار المشهورين بجدة لكونه كان محاميا عن قنصل الانكليز ومعدودا من رعيتهم فاختفى فأراد عوام الناس أن ينهبوا داره فمنعهم من ذلك عبد الله نصيف.......)
  
الكاتب :  أحمد عبد العزيز


ع ق  628

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..