الخميس، 29 سبتمبر 2011

"الغذامي" والرموز يهربون

د. صالح بن ناصر الحمادي
لن يكون الأديب والكاتب المرموق عبدالله الغذامي أول المتجهين للصحافة الإلكترونية، ولن يكون آخرهم، فسيتبعه عدد كبير من رموز الساحة الثقافية وكبار الكتاب، لأن الصحافة الورقية تتجه للمنطقة المظلمة في تاريخها، وتقترب من حافة هاوية التوزيع والاشتراكات والقراء، وزاد من مساحة السقوط ومن ثم "الهروب" تلك الخصوصية التي تمنطقت بها الصحافة الورقية، التي خصصت الزوايا لكتاب استمروا سنوات في نفس الفكر ونفس الموقع كأنها "بقالة خاصة" لنفس الكاتب، إلى درجة أن دكتور بحجم محمد بن سليمان الرويشد قال لأحد الكتاب: "أنت تكرر نفسك في مقالاتك" فرد الكاتب: وهل هناك أحد يقرأ؟

اتجه الغذامي بطوعه واختياره لصحيفة "سبق" وكتب أول مقالاته، ويستطيع الكاتب بنفسه اكتشاف حجم القراء والتعليقات، ومن خلالها ستتضح الرؤيا التي تؤكد أن نسبة قراء صحيفة إلكترونية ناجحة مثل "سبق" يعادل حجم الإقبال على بقية الصحف الورقية، أي إن عدد قراء صحيفة "سبق" رقمياً يعادل جميع قُراء الصحف السعودية الورقية، ومن خلال الأرقام يستطيع القائمون على الصحافة الورقية معرفة المسافة بينهم وبين الصحافة الإلكترونية التي تتسع يوماً بعد يوم، هذا إذا كانوا يقرأون أرقام الشركة الوطنية للتوزيع التي لا تكذب ولا تتجمل.

صدمة مقال الغذامي قد تهز المؤسسات الصحفية الورقية "سبع درجات بمقياس رختر" لأنها نامت في عسل المنجز السابق ودخلت في غيبوبة الخبرة التراكمية المتقادمة، وأصبحت سنين هذه الخبرة غير قادرة على مجاراة الصحافة الإلكترونية التي تسبق الورقية خبرياً بعشرين ساعة يومياً، أما في مجال صناعة الخبر والانفرادات فحدث ولا حرج، بل لا وجه للمقارنة التي تميل للصحافة الإلكترونية لا للورقية التي تتثاءب، بل في غرفة الإنعاش، استعداداً لولادة قيصرية متعسرة صباح كل يوم.

القيادات في الصحافة الورقية حولت الصحف إلى "بقالات ودكاكين"، ورفعت أرقامها التوزيعية بالهبات والعطايا، وخفضت اشتراكاتها إلى 100 ريال في السنة، ورخصت قيمتها الإعلانية إلى درجة هزلية، لذا أتى المنتج  في مجملة ممسوخاً من القيمة المهنية ومعطوباً من القيمة الأدبية، وركيكاً في الشكل والمضمون، ومن هنا بدأ القارئ الذكي إدارة ظهره لهذه الصحافة واتجه بطوعه واختياره للصحافة الإلكترونية، التي تسابق الزمن وتتراقص على أنقاض الورقية النائمة في العسل.

ذهب الغذامي للصحافة الإلكترونية مثله مثل القراء بطوعه واختياره، معلناً بداية الهروب لرموز الساحة، وقريباً ستجدون خلف الحربي وعلي الموسى وصالح الشيحي وعبد العزيز السويد "الحياة" وغيرهم كثر، متربعين على صدر صفحات الصحف الإلكترونية، وعندها سنقرأ الفاتحة على الصحافة الورقية.

اختر إحدى الإجابات الصحيحة:
الصحافة الورقية مدحدرة في باص مهربد وبدون سائق..
لأن القيادات عشعشت في الدهاليز؟
لأن الدهانين والسمكرية أفقدوها قيمتها؟
لأن الكتاب فاتحين الدكاكين في كل ركن وكل زاوية؟
لأن الصحافة الإلكترونية تمشي بسرعة الصوت، والورقية تمشي بسرعة قطار الرياض – الدمام؟
لأن لكل زمان دولة ورجالاً؟
لأن الأعور كان  في ديرة العميان فاكهة؟

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..