الاثنين، 12 سبتمبر 2011

وثيقة ويكيليكس والخيانة العظمي



ضخ موقع "ويكيلكس" المشهور عددا كبيرا من الوثائق المسربة في أنحاء العالم ، وكان للسفارة الأمريكية نصيب كبير منها ، ولا يخفى على العارفين أن مبنى السفارة الأمريكية في كل دولة يمثل مركز (سي آي أى CIA) مصغر متصل بالمركز الرئيس (Headquarter) في أمريكا بلاد العم سام قبلة المنافقين في كل دولة .

لن أدخل في لغة الأرقام لتلك الوثائق لأنها ليست ذا بال بالنسبة لي وللقارىء الكريم ، وأركز على وثيقة لها صورة كربونية في أرشيف التاريخ الإسلامي والعربي ، بل صور لا صورة واحدة سواء من التاريخ القديم أو الحديث .


وللمعلومة بالنسبة لي لم ولن أفاجأ بما جاء في الوثيقة المسربة لنظرتي وقراءتي للتاريخ من خلال أحداث عدة شبيهة بها في بلدان وشخصيات دونها التاريخ ليس هذا مجال الحديث عنها ، وستستمر إلى قيام الساعة ، وربما يشاركني الكثير في عدم المفاجأة بها .

أولا : الوثيقة المسربة من موقع "ويكيلكس WikiLeaks" تحمل رقم "رياض 4206" بتاريخ 3 يناير 2006 ، وجاء فيها أن القنصل الأمريكي رامين أسغارد في الظهران التقى بمجموعة من كبار الطائفة الشيعية في الأحساء ، وكان اللقاء في بيت رجل أعمال معروف على مائدة غداء ذكرت الوثيقة اسمه ، وحدث فيها كلام  - بحسب الوثيقة - لا أريد الدخول في تفاصيله ، وأكتفي بالرجوع إليها في النت لمن أراد التوسع في معرفة التفاصيل .


ثانيا : الذي يهمني منها هو ما قاله أحد المعممين الحاضرين – حسب الوثيقة التي ذكرت اسمه - لذلك المجلس بعد تعبيرهم عن فرحتهم بما حصل في العراق من ديموقراطية بزعمهم قائلا : " ماذا يمنع الولايات المتحدة من صنع نفس الاشياء في السعودية ؟ هل هو النفط ؟ " ! .


أقول : سبحان الله ! ألا يعد كلام المعمم للقنصل الأمريكي بلغة العصر "خيانة عظمى" للدولة عندما دعاه لنقل ما حصل في العراق إلى بلاده التي ينتمي إليها ويحمل جنسيتها ؟  


وللتوضيح : الخيانة العظمى تعني عدم الولاء للدولة والعمل ضد مصالحها ، وتقوم أركانها عند الاتصال بدولة أجنبية بهدف المس من الاستقرار في البلاد. وهي جريمة يحاكم عليها، وتكون العقوبة شديدة قد تصل إلى الإعدام ! .

ثالثا : أعجب من السكوت المطبق للصحافة المحلية أو الإعلام المرئي أو الفضائيات المحسوبة على بلادنا عن التحدث عن تلك الوثيقة ! ، وتخيلتُ لو أنها خرجت وحملت أسماءً على النقيض كيف سيكون حال الصحافة ؟!


بل لو علمت الصحافة أن أحد الدعاة أوقف سيارته أمام القنصلية أو السفارة الأمريكية لزيارة صديق يسكن بجانبها لقامت الصحافة ولم تقعد ، ووجدت مادة صحفية لتستحل الكذب عليه ، وتنال من شخصه وعرضه .

بعض الدعاة المعروفين من أهل السنة نالت الصحافة المحلية منهم – وابحثوا عن الأسماء بأنفسكم - نيلا عظيما بلغ حدا لا يقبله عاقل أو منصف ، بل استمر الهجوم على بعضهم لأسابيع ، وعلى النقيض لا تسمع لها ركزا عند مثل هذه الوثيقة الخطيرة ! .


لماذا هذا التحيز والتجاهل لقضايا تمس أمن البلاد وتدخل في الخيانة العظمى ؟


هل هناك عهد أو ميثاق أو تحالف بين الصحافة المحلية في عدم التعرض لطائفة دون أخرى ؟

إنه أمر محير يبعث على التساؤل ، ولا أدري متى نناقش وثيقة مثل هذه في الإعلام لتتضح الأمور ، ويكون هناك قدر من الشفافية والحذر ؟!

رابعا : الأعجب من هذا كله أن من ذكرت أسماؤهم في الوثيقة لم ينطقوا ببنت شفة لا تكذيبا أو إقرارا ! ، ومخافة أن يقول قائل : إن السكوت عليها بحد ذاته يعني إقرارا بها ، وبما جاء فيها من تفاصيل خطيرة تدخل في الخيانة العظمى ، وليست مطالبتي هذه تزكية لوثائق "ويكيلكس" لكن كل عاقل يدرك أن التبرأ من التهمة أمر ضروري جدا .


خامسا : قد يتعذر البعض بأن طرح هذا الموضوع في الإعلام قد يثير فتنة في المجتمع .


أقول : أيهما أعظم فتنة تحريك دولة أجنبية من لدن أبناء البلاد ضد دولتهم أم مناقشة هذه القضية في وسائل الإعلام لئلا تتكرر من آخرين ، ويكون المجتمع على بصيرة من أمره لو حدث مستقبلا ؟

لقد وقف المجتمع برمته ضد العمليات الإرهابية التي طالت بلادنا ، وفي نظري أنه من باب أولى أن يقف المجتمع ضد الخيانة العظمى التي تستهدف جلب وتحريض دول أجنبية ضد بلادنا .


وكم تمنيتُ أن أجد نظاما خاصا بالخيانة العظمى والتمرد على أنظمة الدولة لئلا يظن البعض أن الحبل مفلوت فقد وجدت ما يخصّ خيانة الدولة ورجالها موزعا في عدة أنظمة منها :

نظام محاكمة الوزراء ، وفي الأنظمة العسكرية أيضا .


والذي يظهر لي وحسب علمي القاصر أنه لا يوجد نظام معين للخيانة العظمى والتمرد على أنظمة الدولة ، والتحريض على ذلك ، لذا أقترح وضع نظام يختص بجرائم الخيانة العظمى والتمرد على أنظمة الدولة ، والتحريض عليه مع العقوبات وذلك إما بتضمينه في النظام الأساسي للحكم ، أو توضع لائحة تنظيمية خاصة به .

اللهم احفظ علينا أمننا وإيماننا ، ورد كيد من أراد ببلادنا سوءا أو خيانة ،،، آمين .


عبد الله زقيل
 
 
ع ق 627

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..