السبت، 17 سبتمبر 2011

ليلى الشهراني و ليلى الحريري وتحدي القانون

تعليقات على بعض الأخبار الواردة في المجموعة :
 
بقلم / ليلى الشهراني
 
 
 
_ في الرسالة رقم 637 قرأنا خبر عن قيادة نجلاء حريري للسيارة بصحبة برنامج "صباح الخير يا عرب" وكان تعليقك على الخبر يا أستاذ عبدالعزيز سؤال في محلة (هل تتوقعون إغلاق مكاتب القناة فواضح أن المسألة تحد للسلطات الرسمية) لكن يبدو أنها ستكون "أبشر بطول سلامة يا مربع" , وهذا شيء لا يخدم القانون السعودي لأنه يقتل هيبته في قلوب الناس , والهيبة التي اقصدها ليست التخويف وإنما التزام الناس بقوانين بلدانهم واحترامها , فإن كانت السلطات لا تمانع قيادة المرأة للسيارة فلماذا هذا التسويف ولعبة "القط والفار" , فقبل مدة تعتقل منال الشريف وتودعها السجن لمدة تقارب العشرة أيام , وقبلها بما يقارب العشرين عاماً تم القبض على نساء قمن بما قامت به منال الشريف وتمت كتابة تعهدات خطية عليهم , إلا أن الأمر مختلف مع السيدة نجلاء الحريري , فمن يسمع كلامها وهي تتحدى القانون خلال مداخلتها في البيان التالي , أو من تابع بعض تتويتاتها في تويتر يعتقد أنها امرأة فوق القانون .

في أقل من شهر عملت حريري أكثر من ضجة , فعندما قادت سيارتها وألقي القبض عليها في جدة ورفضت توقيع التعهد , كتبت أن هناك مسئول كبير أعطى تعليمات شفهية بعدم القبض على أي سيدة وهي تقود سيارتها وهذا ما أكده لها ضابطاً كبيراً أيضاً في الشرطة ونشرت تصريحها هذا في أكثر من صحيفة محلية وخليجية وعالمية, وبعدها بأيام نفت شرطة جدة أن تكون قبضت على السيدة نجلاء أو أي سيدة تقود وهو ما أكدته نجلاء في صفحتها على تويتر وكذبت فيه مزاعم المرور وأنها هي على حق والقانون في بلادي باطل.
 
ثم جاءت مقابلة برنامج صباح الخير يا عرب لتؤكد أن القانون في السعودية ليس له أي أهمية , فبإمكان أي شخص أن يتجاوزه , وبإمكان أي مواطن أن يفعل ما يشاء , فإن كان يرى أن له "حق ما"  فإنه لا ينتظر صدور أمر فيه , بل يصدر هو الأوامر وينفذها كما فعلت حريري وقبلها منال التي عوملت معاملة الأبطال والمناضلين ودُعمت من قبل قناة الام بي سي متمثلة في برنامج (اضاءات) . كما أن حريري لم تسجل قيادتها على اليوتيوب بل عبر قناة سعودية وبتغطية سعودية لتقول للقانون السعودي "أنت لا تهمني ولا تلزمني" .

إن كان القانون السعودي في المملكة لا يمانع قيادة المرأة للسيارة , ولا يرى في كل تلك الآراء التي قدمها الكُتاب والمختصين والأشخاص العاديين أنها عقبات في طريق قيادة المرأة للسيارة , فلماذا لا يسمح به بدلاً من كل هذه الإحراج الذي يحيط به , فهو اليوم أشبه بمن تزوج زواج غير معلن , فأمام الأولى يظهر الحب والإخلاص وأمام الثانية يعلن الدعم والتأييد الخفي .
أو يتم تنظيم هذا الأمر مؤقتا إلى أن يصدر فيه قرار رسمي , وليس أشغال الرأي العام بقيادة نجلاء أو ميساء عمودي أو منال الشريف أو غيرهم , فقد أصبحت القيادة والذهاب للمراكز الشرطة وتحدي القانون "موضة وردية هذه الأيام" بل أصبحوا يصورون لحظات القبض ويعلقونها صور تذكارية على جدران صفحات الفيس بوك وهو ما جعل صورة الشرطي "مخفه" في نظر البعض .
أصحاب القرار يعرفون ما تعانيه شوارعنا سوء التخطيط والإصلاحات والتقيد بالنظام , ويعرفون أن طرقنا حالياً غير جاهزة لاستقبال المزيد من الضحايا, ويعرفون أن هناك قلة وعي وإدراك من بعض الشباب المستهتر في القيادة , وتعرف أنها لا تستطيع أن تخصص وراء كل سيارة وردية رجل مرور يحمي قائدة المركبة , وإلى أن يصدر القرار بشكل رسمي أليس هناك حل لحفظ صورة القانون واحترامه في صدور الأجيال القادمة , فإن كانت القيادة وهي ليست ضرورة أساءت لأصحاب القرار وأظهرت ضعفاً في التعامل مع المتجاوزين , فكيف ببقية القوانين التي حتماً ستجد من يخرقها مستقبلاً . وعندها سنصبح شعب لا يعمل بقانون الدولة بل بقانون الفرد وكل فرد سيصنع له قوانينه الخاصة به ؟ .
 =========================
 
_ وفي نفس الرسالة يأتينا خبر عن اتهام موجه للأمير الوليد بن طلال على خلفية قضية اغتصاب عارضة أزياء أسبانية , طبعاً "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" وأنا هنا لست في موقف الشامتة ولا من تقذف الناس في أعراضهم فللأمير حق احترام شخصه حتى لو اختلفنا مع توجهاته , لكن هذا الخبر أعادني لأحداث مضت مع مواطنين سعوديون تم اتهامهم ظلماً وزوراً وبهتاناً , وقارنت بين موقف صحافتنا من تهمة الوليد وبين موقفها من تهمة "التحرش" التي اتهموا بها الأستاذ تركي الحميدان فك الله أسره وأعاده لوطنه سالماً معافى , فعندما تم اتهام تركي الحميدان بهذه التهمة الظالمة والكاذبة في نفس الوقت , كانت صحافتنا "تتشمت" وكان بعض الكُتاب يلمز ويهمز , وطاروا بخبر الحكم المؤبد وكأن المسجون ليس من بلدنا , فلم نسمع من يدافع إلا أقلاماً لم يتبدل حبرها ولم تتغير أحرفها أقلاماً كانت وما زلت مثالاً للنزاهة والشرف .
قالوا أن القضاء الأمريكي لا يخطئ وأن القانون الأمريكي لا يظلم , فما كان من هذا القضاء إلا أن تهاوى وأكتشف بعض الثغرات وأعترف هذا القضاء أنه قد يخطئ وقد يظلم بدليل أنه حاكم جنوده المغتصبين والقتلة ومن ثبتت تهمهم بسنوات قليلة بينما حكم على شخص برئ بتهمة ليس فيها أدلة ولا شهود . تهمته الوحيدة أنه سعودي متدين وعليه سمات الصلاح , وسجله الأكاديمي نظيف فهو شخص مجتهد ذكي مهذب لم يسبق أن مسك في أي قضية أخلاقية أو غيرها وهذا بشهادة أساتذته وزملائه وكل من يعرفه .

ولكن هذه الأشياء لم تشفع له عند تيار "الطيران مع العجه لدينا" فما أن يسمعوا بقضية يكون طرفها شخص ملتحي إلا ويصطفون مع الطرف الآخر , ماذا لو كان الوليد عضو هيئة هل كانت صحافتنا ستمرر هذه القضية مرور "الكرام" أم أنها ستجعل منها وسيلة اللئام للنيل من الأعراض والأشخاص والحكم قبل صدور الأحكام , وماذا لو كان الوليد عضو هيئة تدريس أو قاضي أو إمام مسجد ؟ حتماً ستكون العناوين الصحفية بالأحمر بالخط العريض (فضيحة كذا مع عارضة الأزياء) وستفتح الصحف أعمدتها للمقابلات الشخصية معها وستفرد لها قنوات الأم بي سي وروتانا بعض البرامج لسماع روايتها وسيتم تصعيد القضية إلى أن تصل إلى "زحل" .
قبل الثورة المصرية كان بعض الكُتاب يركز على قضية "عوض القرني وغسيل الأموال" وحاولوا أن يلمعوا القضاء المصري وقتها وأن يدينوا عوض القرني , وبعد سقوط النظام هناك صمتت أقلامهم فلم يعد هناك قضايا تلفيق بعد اليوم , فالقضاء الذي كان يُشترى في السابق مثل أراضي وشاليهات مصر أصبح اليوم أكثر جدية وانضباط ولن يناقش إلا القضايا الحقيقة , ولن يجد بعض الكُتاب متنفس للحرب على من يخالفهم ولن يشمتوا بالمظلومين .

لا أطلب من صحافتنا أن تُشهر بالوليد أو غيره , ولكن أذكرها بأن القضايا هي القضايا سواءً كانت كبيرة أو صغيرة , وأن من لمز في قضية حميدان وسكت عن قضية الوليد هو شخص لا يحمل أمانة القلم بل يحمل قلباً أسوداً ممتلئ بالحقد على من يخالفه في التوجه , وليس كما يقول أنه مع الحقيقة أينما وجدت , فالحقيقة لم تظهر لا في قضية حميدان ولا في قضية الوليد , ولكن الشوشرة وتشويه سمعة الناس وإيذائهم ليست حقيقة ولا عدالة , والحمدلله أنه يظهر حقيقتكم على الملأ ويكشف ما أبطنتموه .
حميدان مواطن سعودي, وعوض القرني مواطن سعودي ,والوليد بن طلال مواطن وكلهم تعرضوا لقضايا خارج بلادهم , الأول سُجن بظلم , والثاني لاقى من الاتهامات والتشويه ما لاقاه , والثالث ما زالت قضيته في طور النمو ولكن الفرق بين هؤلاء أن إعلام البلد ومثقفيه سيقفون مع "سيد المال والإعلام العربي" لأنهم لا يمكن أن يصدقوا أن يغتصب عارضة أزياء جميلة  , بينما صدقوها على الحميدان عندما اتهمته خادمة دميمة , في بلد يبيع الجمال بأبخس الأثمان لمن في قلبه مرض , فكيف بمن امتلأ قلبه بحب الله وخشيته.  
في الختام أسأل الله أن يظهر براءة كل مظلوم. ,وأن يكفينا شر لسان كل كذوب خؤون ونذكر الإعلام بأن القلم أمانة :
 
إذا أنت حملت الخؤون أمانة***فإنك قد أسنتدها شر مسند


--
الكلمة ماهي انتصار ,, ولا انكسار ,, كانت حقيقة يوم انقطع حبل الحوار ,, يا
حروفنا الحنظل في شفاهنا الملح ,, 


ع ق  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..