دراسة علمية أكاديمية
بداء الصراع الفعلي يا خد أبعاده القومية والمذهبية من اليوم الأول لتلك الثورة الفارسية، مما أثار مخاوف الدول المجاورة وتحديدا الدول الخليجية الجارة الخائفة من انتقال عدواها إلى ديارهم و تصدير شرارتها "الثورة الإسلامية" إلى بلادهم . عندها أقامت دول الخليج حلفا فيما بينهما أسمته "مجلس التعاون الخليجي" و من أهم أهدافه حينذاك الوقف بوجه الخطر الجديد والعدو الصاعد ، لان الخليجيون وحدهم شعروا بالخطر النامي آنذاك لكونهم الأقرب إليه، والأدرى بإيران وتاريخها وحضرتها وتركيبتها النفسية والاجتماعية وعقلية هذا المجتمع الطامح إلى تغير جذري في جميع المعادلات الدولية الجديدة آلتي تعيد الاعتبارات القديمة له ولقومية مازال في تفكيرها الحقد و الانتقام من الماضي, ورد الاعتبار لها " من جارتها أو من العرب جميعا . إيران تحاول إعادة أمجادها التاريخية حلمة بدورا ريادي في المنطقة علي حساب الآخرين، لهذا الهدف تستخدم الشيعة العرب كوقود في حربها القادمة، من خلال امتلاكها المؤخر للمرجعية الدينية المصادرة بالقوة من مركزها التاريخي "النجف الأشراف" في العراق،أو من خلال الدخول إلى القضية الفلسطينية عبرا إعلانها " ليوم القد س العالمي" لاكتساب عواطف العرب والمسلمين الخاصة اتجاه القضية ،وخصوصا في ظل غياب العنصر الشيعي عنها، كما هو الحال في احتضان حركتي" حماس والجهاد" في فلسطين،وحركة حسن الترابي في السودان بالإضافة إلى دول أخرى.
التمدد الإيراني الجديد في العالم السني :تعمد إيران إلى نشر التشيع في العديد من الدول الذي يغيب عنها المذهب" الشيعي الإثني عشر"من اجل نشر أفكار الثورة الإسلامية والذي تترجمه اليوم في المنطقة من خلال خطة قطف الأثمار لهذه الإستراتيجية الإيرانية البعيدة المدى مستخدمة بذلك الإغراء ت المادية الضخمة المقدمة لفقراء المذهب السني من اجل التأثير في صلب العمق الديمغرافي العربي ،والعمل على تفتيت الكيانات العربية المركبة من فسيفساء المذاهب والطوائف والعروق القومية لتسهل عليها احدث خر وقات من خلال شعارات وهمية كاذبة يجهلها البعض ويعتبرها مساعدة في محاربة العدو الأكبر,من هنا يأتي طرحها لمشاريع أخرى بديلة عن الشرق الأوسط الكبير التي تطرحه أمريكا" كشرق إسلامي كبير".
إيران التي تحمل لواء الدفاع عن فلسطين وهي دولة الممانعة الأولى لم نرها تحارب في أي حرب مترجمة فيها الفعل بالقول ضد أمريكا أو إسرائيل وإنما المعركة التي تخوضها إيران اليوم مع الأعداء هي معركة بالواسطة.عندما بداءة الحرب الفارسية -العربية عام1980 كان الغطاء السوري- الليبي الشاذ مجانيا لها الذي كان غطاء ها حتى بقيت الحرب عراقية-إيرانية، بالرغم من هذا الغطاء العربي لهذه الحرب الفارسية ، بقيت الحرب تأخذ بعد قوميا.إيران التي خاضت المعارك طول 9 سنوات ضد العراق كانت تزود بالسلاح من قبل إسرائيل والتي انتهت بفضيحة "إيران غيت"و التي سوف تزيلها اليوم من الوجود وبغض النظر عن ذلك الشعار السابق، شعارها الدائم كان هو:"إن تحرير القدس يمر أولا في بغداد "، فكان لها ذلك اليوم ، وهذا ما شهدنه في مساعدة الأمريكي على احتلال أفغانستان و العراق العربي في تدمير البنية التحتية للدولة ومن إعدام صدام حسين، وتصفية كل الخبراء والضباط العراقيين الذين ساهموا في نجاح العراق الخ ... ما هو إلا انتقام شخصي منهم لما لم تستطيع إيران تحقيقه أثناء الحرب العرقية-الإيرانية ". الرئيس الإيراني أتي لزيارة بغداد واصفا إياها بالتاريخية لأنه يدخل عاصمة الرشيد منتصر تحت العلم الأمريكي وفي حمايتها ويطالبها بالخروج الفوري حتى يتسنى له المكوث مكانها ،جراءة كبيرة آم وقاحة زائدة عن المألوف،لا نعرف إذا كانت الممانعة هي شعارات جديدة في فن المقاومة التي تلقنا آيها إيران من خلال مرشدها الروحي" الوالي بالوكالة" "أو وزير البلاط " الرئيس " نجاد"الذين يخوضون معركة بالواسطة مباشرين،بان هزيمة المشروع الأمريكي في لبنان ولماذا في لبنان وليس في العراق أو " طهران"، لا نعلم بما يختلف المشروع الأمريكي في لبنان عن غيره في المنطقة؟ أو المشاريع الأخرى قد تم الاتفاق عليها مع أمريكا وبقي لبنان وحده لم يتم الاتفاق عليه؟؟؟.إذا أردنا أن نضع الإصبع على الجراح العربي النازف نجد فالمبضع الإيراني يحفر يوميا في الجسم العربي كله من احتلال الجزر الإماراتية؟ والإعلان بان البحرين هي محافظة إيرانية بامتياز؟؟؟ ودعم الحوتين في صعدا اليمن، وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والمتمردون في السودان وإنشاء دوليات، في هذه الدول ؟ بالإضافة إلى أثارت الشغب في الكويت؟ والتدخل وإفريقيا والصومال ؟ إذا لم نحسب السيطرة على دولة مثال سورية، ونخر الدولة العراقية في حرب مذهبية وتشجيع الأكراد على الانفصال عن الجسم العراقي ؟ واستعمال دول أخرى كاليبيا، قطر، باكستان،أفغانستان،تشاد.
السني يحرز نصرا في أفغانستان،والشيعي يحاوله تقضيه :
انهزم الجيش السوفيتي من المستنقع الأفغاني و انسحب منها بتاريخ 15"شباط ، فبراير "من العام 1989. انتصر المجاهدون هناك بمساعدة أمريكية وعربية وإسلامية بحتة, وعندها خرج المتطرفين السنة للاحتفال بنصر سوف يسجل لهذه القوة الصاعدة "الإسلامية السنية المتطرفة" على أوسع قدرة لها في العالم من خلال الهزيمة التي فرضتها على القوة العالمية والتي آدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي ككل فيما بعد .عمد عندها الأمام الخميني إلى خطف هذا النصر من أيدي المتطرف السني المنتصرين محولا الأنظار كلها قبل يوما واحد من الانسحاب السوفيتي وتحديدا في عيد الحب عيد "القديس فالنتن" في 14 "شباط ، فبراير من العام 1989. كان الأمام الخميني وقتها مهتما بإصدار فتوى شرعيه بحق الكاتب الهندي"سلمان رشدي"، بالإعدام مبتدعا ومخترعا معركة جديدة من الصراع كان هدفها الأصلي هو حجب الأنظار الإسلامية العالمية العامة، عن قوة الحدث الأساسي اللامع آنذاك، فالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية،وولي الفقيه فيها بات يعلم جيدا انه محاصرا من قبل النظامين المتشددين:-الأول هو النظام الرسمي المدعوم بشرعية عربية رسمية وإسلامية ودولية، والتي خسرت إيران الحرب معه، و خرج نظامها من تلك الحرب متعب ومنهمك"جمهورية العراق العربية.-الثاني هو النظام السني المتطرف والمتشدد والذي عرف فيما بعد بنظام "طالبان الإسلامي"، نظام قوي متشدد ، شرس في التعاطي مع الآخرين،منتصر في الحرب على الروس، يتكلم بنفس طريقة النظام الإيراني في نشر الثورة" الإسلامية "، ولكن السنية السلفية منها والتي تكفر الآخرين وتدعو إلى تغير جدري للأنظمة الحاكمة وتغيرها، في محاولة لاستمالة شعوبها هذه الأنظمة إلى صفها في حربها، و خوض معاركها العسكرية الدامية ضدها .هذه ما حدث في الجزائر ومصر والسودان والأردن وفلسطين والصومال والمغرب وبعض دول الخليج وأفريقيا وباكستان.
فشل التطرف السني ونجاح البراغماتيكية الايرانية :
أمام هذه الحالة الجديدة عملت" البراغماتيكية" الإيرانية على ممارسة إستراتيجية جديدة تخوض حربها الأيديولوجية من خلالها، للدخول إلى قلب العالم الإسلامي السني لأنه هو الهدف الأساسي، متابعة وسيلتين للدخول إلى قلب هذا المنطقة المتنوعة الاتجاهات والأعراق والانتماءات،فكانت الوسيلة الأولى :الطائفة الشيعة في مناطق وجودهم في ظل تواجد أكثرية سنية من خلال بناء تنظيمات خاصة بها مثل تشكيلة حزب الله في لبنان والعراق الخ...
والوسيلة الثانية التي تخص كل العرب وضعف اتجاهاتهم وهي:القضية الفلسطينية، من بوابة الصراع العربي الإسرائيلي التي تحاول مسك القضية الفلسطينية وتسخيرها لخدمة مشاريعها التوسعية في المنطقة العربية فكانت المراهنة على حركة حماس الفلسطينية وحركة الإخوان المسلمين العالمية،في مصر وبعض الدول العربية ، مستغلة بذلك أخطاء التطرف السني الذي تلقى الفشل في حربه على هذه الدول وانشغال الدول العربية في صراعها الداخلي، والمشاكل التي باءت تخرج إلى العلن لتحل في سلم الأوليات للدول العربية "الفقر والأمراض وتغير المناخ والتحالفات الدولية ،والأزمات الاقتصادية ،والمياه ،والديمغرافيا، وكذلك عملية المفاوضات العربية - الإسرائيلية التي بدأت عام1990 في مدريد،ولم تنتهي حتى اليوم دون تحديد سقف زمني لتلك المفاوضات وعدم الدخول في وفد موحد ومطالب موحدة .اخترقت إيران الدول العربية ونخرتها لان العرب لم يروا الخطر العدو الإيراني الفعلي لهم آلا بعد أحداث العام 2001، في محاولة جديدة للتطرف السني ردا على فشله وإحباطه وتراجعه وإخفاق مشروعه الأيديولوجي والسياسي الذي حاول تسويقه آنذاك عمد إلى تغير قواعد اللعبة الذي انتهجها سابقا في محاربة الأنظمة القائمة والتي أفقدته جمهوره الذي اعتمد عليها في حربه لإعادة اعتباره ورد دوره وهيبته الفاعلة في العالمين العربي والإسلامي عامة، و السني خاصة .من هنا بداء العمل هذا التطرف على إعادة الهيكلية العامة لتنظيم بن "لادن" تنظيم القاعدة التي طرحت أفكارا جديدة في التعامل مع المرحلة الجديدة محددة عدوها من خلال تحرير الأراضي المقدسة، ومقاومة الصلبيين واليهود فالعدو الذي حدده بن"لادن" كان من وجهة نظره يمكن إن يلقي الإجماع عليه والتضامن معه، وخاصة انه حدد العدو الأساسي أي" الأمريكان" وهذا ما بدا يثير مخاوف إيران ويقلقها من خلال تجاوب الشعوب الإسلامية مع طرح التطرف السني الجدي أفكارا جديدة ومقبولة في هذه الأوساط تكاد إن تسحب البساط من تحت قدميها وهي التي اعتمدت على استعمال الورقة الفلسطينية لجذب وتحريك الشعور الإسلامي العام الذي يمهد الطريق لها في مواصلة مشروعها الأساسي ، ضد عدوهم الأساسي .فالنظام الإيراني الذي قدر له إن يعيش الرعب وسط جارين عدوين العراق، وأفغانستان،عمل مرغما على تحسين العلاقات العربية والعالمية المتوترة علنا مع بعض الدول العربية الرسمية، ولكن النظام الإيراني الذي واصل سرا تطوير العلاقة مع أحزابا له الصلة المباشرة معها من اجل دعمه أللمحدود لكي هذه تلعب الأحزاب دورا هما في المستقبل في هذه الدول كما هو الحال مع حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين والتي تأتمر بقرارات الحرس الثورة الإيراني، فإيران والقيادة الإيرانية التي أرغمت في الماضي على التعامل مع هذه الدول العربية والإسلامية كانت تعي جيدا ضرورة العمل الدءوب والمستمر من اجل، تدمير هذان النظامان القويان حتى تتمكن من تنفيذ مشاريعها التوسعية والتي تسيطر على هذه الدول،لكي تلعب دورا إقليميا على حساب العرب، من خلال إيهام العالم بأنها هي التي تحارب من اجل فلسطين والقضية والشعب بالرغم من إيران هي الدولة الوحيدة حتى اليوم التي لم تتدخل بمواجه عسكرية مع إسرائيل وإنما كانت مواجهة بالنيابة عنها.
إحداث 11ايلول لعام 2001 :
11"ايلول، سبتمبر"من العام 2001،قامت وحدات تنتمي إلى منظمة القاعدة بتنفيذ هجمات الانتحارية في أمريكا ‘ فما كان منها ألا الرد القاسي على المسلمين عموما والسنة وتحديدا، وتنظيم القاعدة خصوصا من خلال عملية احتلال أفغانستان وفيما بعد العراق والضغط الشرس على الدول العربية وتحديدا على العربية السعودية بسبب أغلبية منفذين الهجوم وهم من التابعية السعوديين، ولكون السعودية التي اعترفت بنظام طالبان في أفغانستان الى جانب باكستان وأمريكا نفسها، ولاعتبارات أخرى مثل المقاتلين والأموال السعودية إلى الأفغان، وهذا مما ساهم بأضعاف دور المملكة العربية السعودية الرسمي و إخفاق دورها على المسرح الدولي،لكون النظام الأمريكي كان يحاول إضعاف دور المملكة العربية السعودية وتنمية دور ايران السياسية من خلال معادلة رتبت سريا والتي تقوم على"تخفيض العداء الإيديولوجي لإيران والإبقاء على العداء السياسي ، لقد وضع التطرف السياسي السني في نقطة العداء الإيديولوجي،وإعلان الطلاق مع أصدقاء الأمس ،ليصبحوا أعداء اليوم،ووضع الأنظمة العربية في موقع الابتزاز والضغط السياسي من اجل إضعافها أمام شعوبها وفقد الثقة بها،وفي هذه المرحلة سارعت الدبلوماسية إلى فتح خط الاتصال الغير مباشر مع الولايات المتحدة من خلال إرضاءها وكسب وده من خلال العمل الإجرامي الذي تم تنفيذه في أمريكا، ومن اجل خطف ضخامة الحدث الحاصل وعدم استثماره من الجانب السني المتطرف عمدت إيران على السكوت والتواطؤمع أمريكا على احتلال أفغانستان والعراق العدوان الدائمان لها . من اعتبر الفرصة سانحة لتصفية الحسابات القديمة مع الجاران، ولكي تخرج إلى العلن من عزلتها الدولية ولأخذ موقعا إقليمي جديد لها في المنطقة.
الاستفادة الإيرانية من الأخطاء السنية :
إيران استفادت بسريعة من الأخطاء الأمريكية في هذه الحروب، وكذلك من التهور السني المتطرف في حربه العبثية وتحمل أعباءها مستخدمة لهذه الأوراق وتوظيفها في مناطق أخرى لنفوذها. أحجبة إيران الأنظار مرة أخرى عن نجاح قوة التطرف السني المتجددة وحجب التعاطف معه من خلال عمله النوعي المستحدث في المنطقة وحربه الجديدة المتجددة، واستطعاته في تحويل هذه المعركة إلى معركة أممية إسلامية خضراء. فإن عدم القراءة "الجيو- سياسية" الصحيحة لصقور البيت الأبيض عالميا والتي قدر للقيادة الأمريكية بعدها في الدخول في معمعة المستنقع السياسي لعدم التعامل المنطقي مع حجم هذا الحدث وطبيعة نوعه،وتصنيف فاعليه وحدهم وإلقاء التهم على مجموعة صغيرة، وتحميلها مسؤولية الحدث الإرهابي ،قد فتحت الأبواب على مصراعيها لحالة الارتباك الأمريكي الذي ترجمه الرئيس السابق جورج بوش الابن في خطاباته الشهيرة والمتهورة والذي أعلن فيها الحرب على العالم الإسلام ... و تحديدا السني منه، لكونه الأكبر والأكثر انتشارا في العالم. فوصف بوش الابن هذه الحادثة ب "بداء الحرب الصليبية الجديدة" ، بعدها حاولت أمريكا الخروج من المستنقع الجديد الذي وقعت به محاولة إقحام أوروبا المتدينة في معركة مع الشرق الإسلامي المتطرف و اللعب على فكرة صراع الحضارات التي آخذت أبعادا مختلفة و في اغرق الآخرين في حرب ليست حربهم في صراع علني ترجمته الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد"صله الله عليه وسلم " في دولة "الدانمارك" البعيدة عن الصراعات السياسية والدولية. وكذلك الاستغلال ألمطلبي والاجتماعي لأحداث ضواحي باريس الفرنسية، الذي تحمل اعباءها العرب وحدهم بالوقت الذي شارك في هذه الإحداث خليط من الجمهور المهاجر الفقير. عندها إيران حاولت أن تستثمر هذه الإحداث بشكل جيد من خلال تجيش جيش المسلمين الناقم على الأفعال الغربية والأمريكية ضد الشعب والديانة الإسلامية ، في ردات فعل عفوية في الحرق والتكسير، واستخدام الشارع للضغط على الغرب في تسهيل ملفها النووي، أم رد التطرف السني جاء من بن لادن في تصريحاته المسجلة على إعادة النشر الثانية للصور الكاريكاتورية "الدانمركية "،و على الفيلم الهولندي "الفتنة" بأن الرد سيكون على أوربا وأمريكا من خلال التفجير والقتل .فالطرفان المتصارعان حاولا اختزال الشارع الإسلامي والعربي، واستخدامه وإغراقه بصراعه الخاص، فحق الرد على كل التصرفات الأمريكية والغطرسة والعنجهية بقيت لهم وحدهم، مهمشين أدوار القوى المعتدلة الأخرى من الجانب الإسلامي -والأوربي،وإبعادهم عن المعالجة الجدية والجذرية، لهذا الأنواع من المشاكل البارزة و لكيفية التعاطي معها،فيما بعد لكونها تبقى النار تحت الرماد
السياسة الإيرانية الجديدة في المنطقة :
اعتمدت السياسة الإيرانية منذ البداية على إستراتيجية خاصة لعدم السماح لأي دور سياسي بارز للتطرف السني، في المنطقة وإبعاده عن المسرح الدولي، واخذ زمام المبادرة دائما وحدها وبيدها لان إيران التي تمرست خلال الفترة الماضية لإتقانها حرفة وفن المكر السياسية الذي نشهده اليوم في التفاوض مع الغرب بشأن ملفها النووي،في محاولات سريعة منها لانتزاع اعترافات دولية بمشروعها النووي وحقها في إنجازه ،من خلال تضيع الفرص وأكل عنقود العنب حبة حبه،قبل أن ينهض العالم السني والعربي من ثباته ويتنبه للطموح وللأطماع الإيرانية في المنطقة،الذي بداء هذا التحرك ينضج على نار هادئة نظرا لما تملك إيران في قلب هذا العالم من أوراق تستطيع تحريكها وقت ما تريد، فالعالم الإسلامي الذي أصبح صاحياً للدور الإيراني الماكر الذي يحاول إدخال المنطقة في لهيب نيران التطرف الذي يعتمده في حربه في المنطقة ،وهذا ما شاهدناه من خلال التحرك التركي بهجوم السلام الذي حاولت تركيا فك الحصار عن غزة من خلال أسطول الحرية التي هاجمته إسرائيل رافضة فك الحصار بالطريقة السلمية التي تنقذ منطقة الشرق الأوسط من نيران قادمة تعمل على تسعيرها إيران وإسرائيل، وفقا لتقاطع المصالح الذي تخدم مشاريع البلدين، فبعد النجاح الذي لاقه صدى أسطول،الحرية في العالم مجتمع في التضامن مع فك العزلة عن القطاع سلميا ،وبعد فشل صواريخ حماس وحزب الله التي ألهبت بعض المتعاطفين من الجانب العربي والإسلامي ،أتى الرد الإيراني السريع في محاولة فاشلة منه لخطف الأنظار عن الاستحقاق الذي قامت به تركيا السنية المعتدل، في التحرك السلمي الغير مألوف في المنطقة، من خلال العمل على تجهيز اسطول بحري لخرق الحصار الإسرائيلي على غزة مرفقا بالحماية العسكرية الإيرانية لتسعير نيران الحرب،بعد النجاح الإعلامي والدبلوماسي للتحرك التركي والمدعوم دوليا وإنسانيا، من جميع منظمات المجتمع المدني ،فكان الابرز في هذا العمل ألسلمي غيب الدور الإيراني عن الصدارة .
تطور الصراع بين التطرف الشيعي والاعتدال السني :
فالصراع اليوم يدور مباشرة بين إيران والدول الإسلامية الأخرى بقيادة العربية السعودية لان الجانب العربي أصبح يدرك الخطر و يحاول حصار التمادي والطموح الإيراني المتسلط على العديد من الملفات الذي تم آخذها "عنوةً" على آمل عودة إحياء الطموحات القديمة للإمبراطورية الإيرانية، محاولة انتزاع الزعامة الإسلامية العالمية والخروج إلى الساحة السياسية الدولية، كقطب عالمي والذي تم تجسيده في إعادة إحياء الأفكار"الخومينية" السابقة ،عندما انتخب الشعب الإيراني الرئيس" محمودي احمدي نجاد" ،لقد اختار الشعب التطرف من خلال هذا الاتجاه الذي أراد به إرسال رسائل إلى أمريكيا والعالم، فالخطاب الإيراني الجديد الذي اتخذته الدبلوماسية والقيادة معا،يذكرنا بالخطاب السوفيتي عام 1980والتي تترجم في السياسة الإيرانية من خلال إيران :
1- عملية السلام التي أطلقت في المنطلقة عالميا لإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي ترجمتها إيران بالرفض المطلق محاولة بذلك تحويلها لعمق الصراع، إلى إسرائيلي -إسلامي يكون لها الامتداد الرسمي والديني به من خلال شعارات أطلقتها وتطلقها ضد إسرائيل معبرة عنها اليوم بان مفتاح الحل معها و الحل العربي مرفوض وأنها وحدها تملك ورقة التفاوض من خلال قوة حماس والجهاد في فلسطين،وحزب الله في لبنان المدعومتين من سورية في جبهة ممانعة واحدة إيرانية- سورية وهي ليست ضد أمريكا كما تتوهم الشعب العربي والإسلامي به وإنما هي جبهة لتحسين شروطهما التفاوضية على حساب العرب في استخدامهما لهذه القضايا المصيرية .
2- إيران التي تخوض حربها بالواسطة ضد إسرائيل عبر حزب الله من خلال حرب لبنان عام2006 ومشروع المقاومة الانتحارية في الحرب المفتوحة في غزة اليومية وتهديداتها ما هو إلا لإحراج قادة العرب أمام شعوبهم ولكي تتبني هذه الدول الموقف الإيراني في الحرب الانتحارية لتحسين شروطها التفاوضية، وبالتالي تصبح إيران مفاوض أساسي وشريك قوي مسلم بشرعيته في أي مفاوضات للمنطقة مستقبلا من خلال الإمساك بالملفات الساخنة والحساسة في العراق وفي منطقة الصراع العربي- الإسرائيلي وتحويله إلى صراع إسلامي - يهودي.
3 - إيران تخوض صراع مع المجتمع الدولي، لإنجاز الملف النووي وهو ليس محاولة لتوازن الرعب مع إسرائيل كما تتداعى أو لاستخدامه ضدها. ولإنجاح برنامجها النووي لابد من تسويق شعار"توازن الرعب الإسلامي مع إسرائيل في قنبلتها النووية"،وهذا يخلق لها عمقا وتضامنا عربيا، شعبيا و رسميا، ولكن هذا الاعتراف العربي والإسلامي والعالمي اليوم يصبح غدا معادلة تقول : إن النووي الإيراني الصاعد"للأقلية"الشيعية تساوي" الديموغرافية" السنية في العالم ,وهذا نفس الخطاب الإسرائيلي سابقا مع الدول العربية لان إيران تعلم جيدا إن الحرب القادمة على الكرة الأرضية هي حرب بشرية ومعلوماتية واقتصادية لذلك تحول منذ اليوم السيطرة على الزعامة الإسلامية عامة بظل صراعها مع الاعتدال العربي والإسلامي .
4- أمريكيا التي أرادت الخروج من مشكلتها الجديدة في حربها المعلنة ضد الإرهاب في العالم الإسلامي و العالم كله بات من جرائها على" قوب قوسين من الحرب"، الاثنية والقومية والمذهبية نتيجة هذا الشعار الذي رفعته سابقا"الحرب الصليبية الجديدة في المنطقة "،عندها قررت التفتيش عن قوى إسلامية قوية و معتدلة في العالم الإسلامي المتفجر والملتهب للحوار وللخروج من المآزق وعدم الوقوع في هزيمة مرتقبة من خلال الدخول في صراع حضارات بين الشرق الملتهب بنار التطرف ،والغرب الحاقد . هذه الحالة والدخول في حرب باردة جديدة قد تعيد رسم الخريطة السياسية للعالم كله، عندها تم الاتجاه نحو الاعتدال الإسلامي الرسمي العقلاني كما أسمته السياسة الأمريكية أو الإسلام المنفتح الذي يعترف ويقر بوجود الآخرين ويمكن محاورته وهذا المخرج الأمريكي الجديدة للتعامل مع الأزمة البارزة، سوف يدوي صداه و تفتح له الأبواب المقفلة و يعني هذا أنها قطعت الطريق إمام إيران الذي نسقت معها طول مدة حربها الجديدة على المنطقة،والتي أملت الاعتراف بدورها الريادي في المنطقة ورعاية مصالحها الخاصة،وهذا ما صرح به الرئيس الإيراني السابق رفسنجاني" لولا مساعدتنا في أفغانستان ماذا كانت فعلت أمريكا"، عندها عمدت سورية حليفتها الأساسية في المنطقة على اغتيال إحدى رجال هذا الاعتدال الجديد في العالم العربي والإسلامي، إن اغتيال الرئيس الحريري في لبنان من قبل النظام ألاستخباراتي السوري جاء ليعبر بان إيران هي الأجدر على التفاوض والناطق الرسمي باسم الجميع وهي التي تملك الحق الحصري في التفاوض،مع الغرب فعليهم الاتجاه نحوها.هذا بالضبط كلام خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ،عندما التقاه الوفد الأمريكي في دمشق بعد حرب غزة، قائلا لهم "لماذا التكلم مع منظمة التحرير الفلسطينية، تفاوضوا معنا نحن، نحن نملك القرار والأرض والشعب ونحن القوة الأساسية العسكرية والسياسية في فلسطين".
5 - -إيران التي تسعر الحروب الداخلية من خلال القوى التابعة لها وتأمين الدعم المطلق لقوى مذهبية تحاول أن تعوم دورها على حساب الحكومات الرسمية , أملا بالوصول إلى امتلاك نفوذ وتأثير في قلب هذه الدول و ,لذلك تحدث الانقسامات تحت شعارات مختلفة ولكن اللون المذهبي الطائفي يسيطر على الأحداث السياسية اليومية في العديد من الدول العربية التي نجد نفس البصمة والخط و الشكل المتبع والمدعوم من توجه وعقيدة حرس الثورة" الباسدارن "في تصدير ونشر أفكار الثورة الإيرانية الفارسية المبنية على النزاعات المذهبية والطائفية.
6--إيران التي تستعمل المقاومة الوطنية و تختلف في توجوهاتها وفقا لمصالحها الرسمية و الشخصية،مثلا لا نستطيع تفسير كيف ترى إيران المقاومة في فلسطين ولبنان ضد إسرائيل مشروعا مقاوما، تخون كل الأطراف التي لا تتبنى خطها وتوجهاتها، ونرى العكس تماما في العراق لعدم إطلاق يد الشيعة العراقيين في مقاومة المحتل واتهام المقاومين الآخرين بالإرهابيين "والصدامين" فهل يختلف مبدأ المقاومة للمحتل من جبهة إلى أخرى أم تختلف" الأجندة" السياسية المستعملة مع المناطق بين دولة ودولة .إن النصر الإلهي الذي حققه حزب الله عام 2006 كما يدعي على إسرائيل لم يلقي أي ترحيب في نفوس الجماهير العربية والإسلامية السنية بشكل عام كما روج سابقا، خلال المقاومة العسكرية التي انطلقت ولعب الحزب دورا من العام 1990،من خلال دور الحزب وشخصية أمينه العام "السيد حسن نصرالله" الذي فرض شخصية كاريزمية في العالم الإسلامي والعربي من خلال التأييد والترحيب بدور الحزب المقاوم . أما اليوم بعد حرب تموز 2006 ،كان الرد السني المتطرف على لسان"أيمن الظواهري" الشخص الثاني في القاعدة سريعا على نتائج الحرب من خلال الرسائل الصوتية المسجلة التي تم بثها على شاشات التلفزة الذي قال فيها "اليوم أصبحت المعركة المباشرة مع أمريكا وإنما الحرب مع إسرائيل أصبحت جزئية" كانت صفعة غير مباشرة للسياسة الإيرانية التي عمدت إيران إلى استعمالها في غزة أيضا،في الحرب الإلهية الثانية عام 2008-2009، بنفس شعاراتها من حيت طبيعة النصر الإلهي اللبناني الذي انتهى بانقسام داخلي حاد على مسافة صغيرة من حرب طائفية مذهبية مستغلة انعقاد دورة القمة العربية المنعقدة في" سورية العروبة" في آذار الماضى2008 على أنها "قمة فلسطين" بامتياز . بالوقت التي نالت بها فلسطين حظها الأوفر من سياسة "سورية العروبة" على مدى طويل من الزمن.رجل التطرف السني الأول "أيمن الظواهري " يخرج علينا من جديد في خطابه المسجل، ردا على عمليات حماس في غزة المنتج الإيراني في فلسطين، يحرم فيها قتل أطفال إسرائيل ويجيز قتل وضرب المصالح الأجنبية واليهودية في الدول العربية والإسلامية والعالمية.
حلفاء اليوم أعداء المستقبل:فمهما التقت المصالح الحالية بين التطرف السني-الشيعي يبقى الخلاف اعمق بكثير حتى لو كان غير معلن بسبب الضغوط الأمريكية الذي يتعرض لها الاثنين معا ، ولكن تجربة فرق الموت الشيعية المدعومة من إيران والتطرف السني المتمثلة "بالقاعدة في العراق" يدل على عمق الهوة بينهما،لان الخطاب السياسي الرسمي لإيران تقول بان القاعدة وقيادتها هما إنتاج أمريكي وصهيوني يشوهون صورة الإسلام وينفذون مخططاتهم بالرغم من اختباء قادة للقاعدة في إيران" كسعد بن لادن وسليمان أبو الغيظ الخ ..."، لكنهما يلعبان على قاعدة تقول إن عدو عدوي هو صديقي. علينا إن نذكر بان سياسة المصالح هي فوق كل الاعتبارات إيران اشترت سلاح من إسرائيل وأمريكيا دفعت الربح إلى ثوار الكونثراس في نيكاراغوا، إن السياسة الإيرانية التي تتعامل مع هذه الأزمات الملتهبة بأنها أوراق يتم التفاوض عليها مع الآخر في إدارة معركة باردة لتحسين شروطها التفاوضية حسب التغيرات السياسية والجغرافية وليست شعوب ودول، لذلك نرى أن قوة الاعتدال العربي الجديدة بقيادة المملكة السعودية ومصر والأردن ودول الخليج يدركون جيدا إن هدف إيران هو تهديد الخليج العربي والمصالح العربية هناك.
الخليجيون يقاومون على جبهتين:-الأولى عدم التسليم لإيران في المنطقة والتفاوض مع الأمريكان على حساب العرب ومنطقتهم.-الثانية عدم السماح لأمريكا بضرب إيران لان الضربة العسكرية ستكون على حساب العرب فالتهديد الإيراني لمصالح أمريكا في دول الخليج العربي الرهينة لها في حرقها له إذا تم الاعتداء عليها وليس على الوجود الأمريكي وضربه والتي ستؤدي بالنهاية إلى هيمنة أمريكية- إسرائيلية محكمة على دولنا العربية.
إيران تحارب الاعتدال العربي مباشرة:لم يدم الوقت طويلا في المنطقة العربية التي بدأت تلملم أشلاء هزيمتها المعنوية التي فرضتها الإدارة الأمريكية الجديدة من خلال حربها المفتعلة على المنطقة العربية والإسلامية، فعد فشل مشروعها من السيطرة على العالميين العربي والإسلامي، بسبب السياسة الخاطئة التي انتهجتها في تعاملها مع شعوب هذه المنطقة سبب لتنامي التطرف السني الذي توزع على الكرة الأرضية،من خلال ضرب للامركزية للقرار الإيديولوجي في أفغانستان وعاصمته في جبال تور بورا، وبعد فشل التفاوض مع التطرف الشيعي في إيران الذي ، اعتبر نفسه اكبر بكثير مما تعرضه عليه الإدارة الأمريكية بدور إقليمي في المنطقة ،لكونه أراد تقاسم الدور مع الإدارة الأمريكية،من خلال محاولته الدائمة لإقناع الإدارة بقوة دوره الحالي وأوراقه الذي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا بظل القوة التي باتت لديه، فإيران الذي ساهمت بإسقاط النظامان الشرسان، وذات الصلة بحركات الممانعة التي تسيطر عليها وتحركها بوجه الأنظمة وبوجه إسرائيل،فهي الأقدر على حماية المصالح الغربية بعد أن أصبحت إسرائيل عبئا على الغرب بحد ذاتها.
الحراك الشعبي العربي الرافض للتطرف يضعف ورق ايران في المنطقة العربية:بداء الحراك العربي الذي يرفض كل المشاريع التي تحاول العبث بالمنطقة العربية والإسلامية، تحت شعارات وجبهات مختلفة يراد بها الالتفاف على كل الأطروحات العربية المعارضة لكل المشاريع المطروحة للهيمنة على أرضنا،التي لا توافق الطرح "الإيراني، الأمريكي،الصهيوني"،عندها حاولت السياسة الإيرانية إدخال المنطقة العربية،مع جماهيرها الشعبية وأحزابها المعارضة التي صنفتها بان كل الذي لا يؤيد سياستنا هو ضدنا،على الأساس التالية أما أنت مع المشروع الإيراني الداعم للمقومات العربية وإلا أنت مع العدو الصهيوني،عنده دخلنا حالة جديدة من الصراع الذي قادته إيران ضد الحكومات العربية والإسلامية من خلال محاولة الانقضاض عليها وتخوينها والتمرد على الحكومات العربية ومن اجل الاستيلاء عليها، انطلاقا من اعتصام حزب الله الشهير في بيروت الذي أدى إلى غزوة بيروت في7 أيار2007 والانقلاب في غزة من قبل سلطة حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية التي هي كانت شريكة في هذه السلطة نتيجة الانتخابات إلى من خلالها كان وصول حركة حماس إلى السلطة ، محاولة السيطرة المستمرة على العراق وتحويل السلطة الشيعية إلى أكثرية شيعية مسيطرة فيه "ونزع الغطاء العربي عن هذه الأكثرية لتصبح أقلية في وسط أكثرية عربية وهذا ما حصل "، الانقضاض على مصر من خلال تصريح السيد نصرالله الشهير الذي يطلب من القوات المصرية بالتمرد على قرارات السلطة الرسمية من خلال تحالفهم الشهير مع حركة الإخوان المسلمين ، حتى خلية حزب الله التي لاتزال تقع تحت المحاكمة الرسمية ، فالهجوم القوي التي قام ضد الدولة المصرية من اجل العبث بأمنها واستباحت أرضها استعمال بواب رفح قميص عثمان بوجه السلطة المصرية من اجل إحراجها عربيا وإسلاميا وفلسطينيا،أيضا إدارة ميزان الحرب في دارفور "السودانية" ودعم محاولة الانقلاب السودان في 7 أيار 2007،والذي لم يكتب له النجاح من قبل "حركة العدل والمساواة"، التي تدعمها ليبيا وإيران، والحرب في الصومال وإيجاد قوة تدمير جديدة اسمها "القراصنة الجدد في القرن 21"،بعد نجاح حركة المحاكم الشرعية الإسلامية من السيطرة الرسمية على مقاليد الدولة الصومالية،مما شجع شبح القراصنة على التحرك ،وهذا الذي ساعد على احتلال المنافذ البحرية للقرن الإفريقي وباب المندب في البحر الأحمر، وصولا إلى التنسيق الأمني والاستخباراتي، مع القاعدة على افتعال أعمال التخريب في اليمن والسعودية ودول أخرى في المنطقة الخليجية والإفريقية،والتي انتهت بإعلان الحرب على البلدين من قبل جماعة ألحوثي التي تقوم الحوزات الدينية في إيران بدعمهم،إلى انقضاض الحوثيين الأخير على السعودية العربية ،الهدف إلى جرالعربية السعودية لمواجهة رسمية مع إيران، بعد إن فشلت الأخيرة في جر العربية السعودية إلى حرب طائفية في العراق،وهذا ما كنت الولايات المتحدة، خططت له من خلال الحرب الطائفية والمذهبية التي رسمتها قبل دخولها لمستنقع الشرق الأوسط المعقد، لقد فشلت إيران في حربها ضد العربية السعودية ولم تستطيع تبني الحرب رسميا في اليمن نظرا لاعتبار الذي يقاتل ويقود المعركة هم أبناء الطائفة الزيدية أنفسهم الذي ينتمي إليهم الحوثيين، فإيران التي تحاول العبث بأمن الخليج من خلال تحريك الجيوب الشيعية في كل من البحرين والكويت الإمارات العربية، فتهدد البحرين بضمها إلى إيران،والرد على تصريحات وزير الخارجية الإماراتي الذي يصف إيران باحتلالها للجزر الإماراتية الثلاثة بأنها دولة محتلة ولا تفرق عن إسرائيل بشيء، ولا تزال تلعب إيران بالورقة الفلسطينية التي تزداد شرذمة كل يوم وتحول دون المصالحة الفلسطينية ،محاولة سحب البسط من يد الجمهورية المصرية من خلال التحريض الإعلامي والدعائي ضد مصر وشعبها ومن خلال بناء شبكات تخربيه في مصر"والتي كانت أخرها شبكة حزب الله اللبناني "، من اجل التخريب ،من اجل إحراج مصر إمام شعبها والشعوب الإسلامية الأخرى، لتذهب يد إيران إلى العبث في الدول المجاورة التي تقوم بإنشاء حزب الله باكستان، ودعم حركة طالبان الباكستانية من اجل تمزيق دولة باكستان السنية التي تشكل خطر على مستقبل إيران السياسي، فاليد الإيرانية التي تعمل بجد ضد استقرار الأمن في تمويل كل الشبكات الإسلامية في أسيا الوسطى ،في الصين، بالوقت التي تبني علاقة جيدة ومنفردة مع أنظمة هذه الدول من اجل فك عزلتها الدولية فيها التي تحتمي بالمواقف الروسية والصينية ،وتدعم أرمينيا،وتتبنى القاعدة وتنسق معها في وأفغانستان وفي حربهما مع العدو الأمريكي، هي الحرب التي تخوضها بواسطة هذه القوى تقف إيران اليوم وتهدد أمريكا التي تعتبرها شرا مطلق،ويحاول نجاد رمي إسرائيل في بحر غزة.
إن فشل الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة اليوم على الإرهاب في العالم يقوي عزيمة إيران من خلال سيطرتها على المناطق الذي وقعت تحت السيطرة الأمريكية، فهذا العراق الذي دخلته أمريكا للقضاء على نظام صدام حسين، تحاول الخروج منه خاسرة مهدية هذه الخسارة،إلى التمدد الإيراني،وكذلك في أفغانستان،التي تعيد سيطرة حركة الطالبان عليه المدعومة من قبل النظام الإيراني واستخباراته ،وكذلك شرذمة وشل الحكومة في باكستان الذي يقوي التطرف الإيراني ويشد عزيمته .
المشكلة إذا تكن في حل جذري ونهائي للقضية الفلسطينية، وبناء دولة فلسطينية بحدود العام 1967، حسب مبادرة السلام العربية المطروحة في قمة بيروت للعام 2000 والتي تساعد بذلك على:
1- حل حالة التطرف في الشارع العربي من خلال إعطاء دولة فلسطينية.2- سحب البساط من يد التطرف الإيراني والمتاجرة في أهم وأنبل قضية إنسانية عرفها تاريخ البشرية.3- أعطاء دور رئيسي للدول العربية في الإمساك بزمام الموقف والمبادرة الرسمية وتحديدا "دول الخليج والأردن والمغرب ومصر"والالتفاف حول سورية كي لا تقدم هدية على قربان المذابح السياسية من خلال السيطرة الإيرانية عليها.4-إنهاء حالة التطرف السني من خلال وقفة إسلامية ناضجة يقوم بها علماء الدين الإسلامي ورجال فكره ،لان هذا التطرف الذي يلبس الديني للقضية الرسمية ،في مبارزته المستمرة مع كل إشكال التطرف في المنطقة .
ومن
هنا دخول تركيا إلى قلب المنطقة العربية ليس لتحل محل إيران كما يتصورها
البعض،أو لمحاربة إسرائيل،بل لإعادة نوع من التوازن المختل في المنطقة ،
نتيجة التغلغل الإيراني في قلب المنطقة العربية، وتركيا هي ليست غريبة
عنها.
من اجل إنقاذ المنطقة من مرض التطرف "الإيراني- الإسرائيلي" الذي يكاد
يشعل المنطقة بأكملها،لذا كان "هجوم السلام التركي"، الذي طرح أسسه العرب
في قمة بيروت عام 2002م. وعملت به تركيا وليس بما يخضب العرب،لقد عرفت
تركيا كيف تتعامل مع قضية تعتبر فيها الرقم الثاني وليس الأول عكس ما فعلت
إيران باستفزازها اللا محدود لهذه الدول التي وضعت المنطقة بأكملها على
شفير الهاوية من خلال تسعير الحرب الطائفية التي تمتد رحاها من كشمير إلى
دول إفريقيا ، عرفت تركيا عندها كيف تدخل إلى الملعب العربي ، وتسجيل
أهدافا نظيفة ،لصالح التهدئة ،وعدم إغضاب إيران من ناحية والتميز عنها من
ناحية أخرى،هذا ما فعلته العربية السعودية منذ البداية من اجل تهدئة
الهيجان والتعنت الإيراني، الغير طبيعي. الحنكة الدبلوماسية والخبرة التي
تمتلكها السعودية، كانت القادرة على خلق دبلوماسية عربية ناشطة تظهر أهداف
المشروع الإيراني المتطرف،ومحاولة استيعابه وكبحه وعدم المساومة عليه و معه
على حساب قضيانا وأرضنا وشعبنا العربي والإسلامي، في ظل طفرة التطرف
النامية في كل من الطرفين السني - والشيعي .
كل يوم نسمع تصاريح جديدة لقادة القاعدة التي تحاول تصوير الحالة الخلافية بين الشيعة والسنة على قوب قوسين من الحرب،فكان
التصريح الأخير لقيادي القاعدة في اليمن الذي وصف حزب الله في لبنان بأنه
أصبح شرطي مرور لإسرائيل من خلال التزامه بالقرار الدولي 1701 الذي يمنع
العمليات العسكرية ضد إسرائيل، هذا التصريح له مدلوله الحسي الذي يخلط
الأوراق في المنطقة ولبنان وخاصة في أدبيات القاعدة التي لاتزال تعتبر ساحة
لبنان هي ساحة نصرة وليس جهاد،وهي لم تتبنى رسميا على مواقعها أي عمل
عسكري ضد إسرائيل من لبنان وغيره ،ولم تتبنى أي حركة رسمية لها في لبنان
تمثلها "لا عصابة شاكر العبسي في معارك البارد في شمال لبنان 2007 ،ولا
عصبة الأنصار أبو "محجن" ولا أي حركة تذكر أو أفراد رسمين لها .
الشارع العربي قضى على التطرف والدكتاتوريات:
لكن الوضع اختلف نهائيا مع اندلاع الربيع العربي التي بادرت إيران لمباركة هذه الانتفاضات معتبرة بان حركة هذا الحراك هو امتداد لثورتها الإسلامية التي اندلعت عام 1979،لكن فرحة إيران لم تدم طويلا عندما جاء الرد من شاب الميدان في مصر بأنهم لا يردون تكرار التجربة الإيرانية واستنساخها ،لتقع إيران في مطب ثاني عندما حاولت اختطاف ثورة البحرين وإعطائها صبغة مذهبية لتفقدها كل مطالبها المحقة ،لترتبك مجددا أمام ثورة جديدة تهز حليفا قديما انتهت به الأمور للهروب من ليبيا وتسلم الثوار زمام المبادرة ،لكن الوضع سوف يزيد تعقيدا وإرباكا عندما تصبح إيران المدافع الفعلي عن نظام الأسد "العلوي"لتضرب عرض الحائط كل مفاهيم الثورات والمظلومية التي نشأت عليها الثورة الإيرانية،لقد تناست حقوق الشعوب وقهرها ،والقمع الذي يمارسها حليفها السوري ضد شعبه،فإيران كانت هي السابقة في قمع شعبها عند اندلاع الثورة الخضراء عام 2008 ،لتبرر للأسد إجرامه بناء لتصور مؤامرة خارجية تتعرض لها سورية ،الم يتعرض صدام حسين لمؤامرة خارجية عندما قام بإعدام 140 شيعي في الدجيل،وعملت جاهدة لتنفيذ حكم الاعدام ،بالوقت الذي نفذ المالكي قرارات الإعدام بحق العراقيين السنة والشيعة،ليحافظ على السلطة بدعم إيراني مباشر ،واليوم بشار الأسد يرتكب المجازر البشعة بحق الشعب السوري كله بمساعدة إيرانية ،مالية وعسكرية وتقنية ،ايران تخوض حرب مذهبية واضحة تجبر التطرف السني بالرد بطريقة مباشرة وعلنية على تصرفات الساسة الإيرانية المذهبية ،المخبئة تحت عبائة الإسلام والحرب ضد أمريكا والصهيونية من اجل تحرير القدس التي هي لا تزال بعيدة جدا عنها. |
الكاتب:خالد ممدوح العزي| المصدر:9/7/2011
|
ع ق 627
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..