مقال الكاتب عبدالعزيز السويد
|
«احتفال لا استهبال»
Posted: 24 Sep 2011 03:07 PM PDT
تحوّلت
السيارة في بلادنا من وسيلة تنقل إلى أداة لكل شيء تقريباً، أشدها ضراوة
أنها حصن حصين للتعبير عن المشاعر من الغضب إلى الفرح، ولأننا لم نصنعها
ولا نعرف منها إلا دفع قيمتها و«مسك طارتها» مع تفاخر فيها، حاول بعض منا
تنويع استخدامها، لست أدري ما علاقة السيارة بالتعبير عن البهجة أو الفرح
سوى خلل في الفهم لكليهما، فلو كان فرسان توحيد المملكة العربية السعودية
قاموا بعملهم العظيم على سيارات من مختلف الأنواع لفهمت واقتنعت. والملاحظ
أن ما حدث مساء يوم الجمعة (اليوم الوطني) صورة مكبرة لما يحصل عادة في مثل
هذا اليوم، والصورة مكبرة لأن الجيشان والفوضى كانت أكثر من المعتاد، تحول
ما أعلن عن انه احتفال إلى استهبال من بعض السائقين ومن معهم بسياراتهم في
الطرقات. وكأن هناك قبولاً لمثل هذه التصرفات بدليل عدم إيقافها والحزم في
مواجهتها.
وفيما ننتظر إحصائيات من الجهات المعنية عن عدد
الحوادث والوفيات وحالات الدهس والمشاجرات، فما لمسته من تورط في مشوار تلك
الليلة ينبئ بالكثير. هنا أسرد ما لدي على شكل نقاط حتى أكون مباشراً
أكثر.. لعل وعسى.
- حقوق الطريق تمت مصادرتها في بعض الطرق من
مجموعات «المستهبلين» بإيقاف سياراتهم ومنع الحركة فيه لآخرين… وكأنهم
يجبرون الآخرين على مشاهدة حركاتهم إجباراً يذكر بقنوات التلفزيون قبل ظهور
الفضائيات. وهذا شكل من أشكال قطع الطريق.
- إن هذه الفوضى بدعوى الاحتفال والتعبير عن الفرح!
تؤسس لمزيد من الفوضى وعدم احترام حقوق الآخرين في الطرقات والتعدي على
خصوصياتهم بل وتقلل من هيبة الأجهزة الأمنية والأنظمة المرعية.
- ما الذي يمنع مثل هذه التجمعات بصورتها وسلوكها
الذي لمسه الناس من تغيير الاتجاه إلى سلوك آخر مثل الشغب والتخريب، بل
أتجاوز إلى القول ان عدم الاهتمام بما حصل «يوم واحد في السنة!» هو لا
يختلف عن تقديم دورات مجانية قد تستخدم لاحقاً في اتجاهات لا تحمد عقباها
ولا يمكن السيطرة عليها.
- ان صدور قوانين رادعة تجاه قطع الطريق أو تعطيله
او التعدي على آخرين وتطبيقها بحزم بات أمراً ضرورياً، واستخدام الكاميرات
المنتشرة لرصدها أمر متوافر، فلا بد أن يعلم الجميع الفرق الكبير بين إبداء
مشاعر ايجابية «كما تصور» ومضايقة الآخرين، بل إن استخدام السيارات لهذا
الغرض هو أمر خاطئ بحد ذاته.
- في الظاهر يبدو المشهد تعبير فئات من الجمهور عن
فرحتهم، بعفوية كما يقولون! في الجانب الآخر، هناك فئات أخرى من المجتمع لا
تقل أهمية يرتبط لديها يوم الوطن وفئات من أناسه بأثر ورابط سلبي عميق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..