الأحد، 16 أكتوبر 2011

المحتسب وهدية قصة عالمية





من شذرات مدموعة عبد العزيز قاسم البريدية

778

المحتسب وهدية قصة عالمية

عصام المعمر
 

الدكتور عبد العزيز قاسم هذه القصة من الأدب العالمي للأديب إيفان تروغينيف لا أعلم السبب لكني دائما اتذكر المحتسب مع كل تعليق له ونقد في الرايح والجاي المهم ينقد لذا انصحه بالاستمرار فمستقبله مع وضع صحافتنا ومن يعتليها مرشح أن يقود صحيفة فمثله كاتب ناقد أديب يمتاز بمواصفات من يستحق أن يكتب في صحفنا وأن يكون له عمود إنارة ينور الناس بفكره الفذ ، فقد روى الأديب إيفان تروغينيف

 

كان يعيش في الدنيا أحمق.
عاش زمناً طويلاً عيشة مرح ودعة. إلا أن الشائعات راحت تتردد شيئاً فشيئاً بأن الناس في كل مكان صاروا يعرفونه كوضيع متبلد العقل.
اضطرب الأحمق , أخذ يفكر حزيناً كيف يوقف هذه الشائعات السيئة؟
وأخيراً أنارت فكرة مفاجئة عقله الصغير المعتم... فأخذ يحققها دون إبطاء.
التقاه أحد أصحابه في الشارع, وأخذ يمتدح رساماً معروفاً.. فهتف الأحمق:
- لا مؤاخذة! إن هذا الرسام قد أودع في الأرشيف منذ زمان... ألا تعرف ذلك؟ لم أتوقع ذلك منك ... أنت إنسان متخلف.
ارتعب صاحبه, ووافق الأحمق في الحال على رأيه.
ويقول له صاحب آخر:
- أي كتاب رائع قرأت اليوم!
هتف الأحمق:
- أرجو المعذرة! كيف لا تستحي؟ إن هذا الكتاب عديم النفع تماماً. أهمله الجميع منذ زمن بعيد. ألا تعرف ذلك؟ أنت إنسان متخلف.
ارتعب صاحبه هذا أيضاً , ووافق الأحمق على رأيه.
ويقول صاحب ثالث للأحمق:
- أي إنسان رائع صديقي ن. ن. ! إنه مخلوق نبيل بحق!
هتف الأحمق:
- أرجو المعذرة. ن. ن. وغد خالص! نهب أقاربه جميعاً. ومَنْ لا يعرف ذلك؟ أنت إنسان متخلف!
وارتعب صاحبه الثالث أيضاً , ووافق الأحمق على رأيه. وتخلى عن صديقه.
وهكذا كلما امتدح أحد أمام الأحمق, كان الأحمق يرد هذا الرد الرادع.
إلا في بعض الأحيان, فقد كان يضيف بعتاب:
- أما تزال تؤمن بالثقات؟
وصار الناس يقولون عن الأحمق:
- حقود! صفراوي! لكن أي رأس له!
وكان آخرون يضيفون:
- وأي لسان! أوه, إنه نابغة!
وانتهى الأمر إلى أن أحد ناشري الصحف عرض على الأحمق أن يرأس قسم النقد في صحيفته.
وصار الأحمق ينتقد كل شيء, وكل إنسان, دون أن يغير شيئاً من طريقته, ومن لهجته.
وصار, وهو الذي كان في يوم ما يصرخ ضد الثقات, ثقة بنفسه. والشبان يجلون مقامه ويهابونه.
وإلا فماذا يفعل هؤلاء الشبان المساكين؟ صحيح لا شيء هنا يستوجب الاحترام, عموماً... ولكن حاول أن لا تحترم ... فستجد نفسك بين المتخلفين. انتها الدرس

 

عصام المعمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..