الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

تجارة «المحارم» والمعتمرين

مقال الكاتب عبدالعزيز السويد


تجارة «المحارم» والمعتمرين
Posted: 02 Oct 2011 03:20 PM PDT
الأخبار المتسربة من ورشة عمل عقدت في غرفة مكة عن شركات العمرة، تبعث على الضحك الهستيري، هيئة الرقابة والتحقيق قالت ما ينشر شبيه له، لكنه وهو يأتي من جهة رقابية رسمية له نكهة مختلفة.
والحقيقة أنني استمتعت بمستوى شفافية ظهرت من مسؤولي هيئة الرقابة والتحقيق في ورشة العمل المعقودة في غرفة التجارة – على فكرة أليس لدى الجهات الحكومية غرفة تعقد فيها ورشة عمل-؟
دفعني مستوى الشفافية لقراءة الخبر في أكثر من صحيفة لمزيد من المتعة، ولا أنسى شكر وكيل هيئة الرقابة والتحقيق عبدالرحمن محمد البهلال وزملائه، وانقل من صحيفتي «الحياة» و«الوطن» بعضاً مما نشر، قال عن العقوبات المفروضة على الشركات المخالفة إنها «ليست في المستوى المأمول، وأكبر دليل على ذلك هو وقوع تلك الشركات في الأخطاء نفسها التي ترتكبها كل عام»، مشيراً إلى أن تعامل شركات الحج مع عمالة مجهولة الهوية، سهل عملية التلاعب وظهور مكاتب حج وهمية خلال الموسم». وفي «الوطن» وصف الوضع بالنسبة لموسم العمرة بأنه «مزر» ويحتاج إلى إصلاحات جذرية، طبعاً كل هذا نعرفه وكتب الكثير عنه، ويذكر وكيل هيئة الرقابة والتحقيق أن دور الهيئة هو «تبصير الجهاز الحكومي بمكامن الخلل لتتولى تلك الأجهزة الحكومية معالجة الأخطاء»، ويظهر أن هذا هو سبب عدم معالجة الأخطاء وتكرارها.
لكن انظر إلى ما ذكره مدير عام الإدارة العامة للمتابعة والبحوث بهيئة الرقابة والتحقيق عبدالعزيز محمد المجلي، قال «إن الهيئة رصدت جملة من المخالفات والملاحظات على شركات ومؤسسات العمرة، منها شركة قدِم عن طريقها 75 ألف معتمر، ولم يغادر البلاد منهم سوى 5 آلاف معتمر. كما رصدت معتمراً قدم وبرفقته 10 نساء كمحرم لأداء العمرة، في حين سجلت سجلات الجوازات مغادرته وحده من دون النساء». انتهى
أليس هذا مما يبعث على الضحك الشبيه بالبكاء؟!؟ أما محرم النساء العشر فقد يكون سائقاً ظل الطريق، وربما يأتي في الموسم المقبل فانتظروه! وإذا كان موظفو هيئة الرقابة والتحقيق يرصدون كل هذا ويكتبون تقارير كل عام مع تكرار المخالفات، فلا بد أنهم في وضع نفسي غير صحي، مما يستدعي المطالبة لهم ببدل ضرر يسمى «بدل ضرر تكرار أخطاء الجهات الحكومية»، على أن يستقطع من رواتب موظفي الإدارة الرقابية في الجهة المعنية.
شركة تستقدم 75 ألف معتمر ولا يغادر البلاد منهم سوى خمسة آلاف، ولا يتحدث أحد عن ما تم بخصوصها؟ وورشة عمل انتهت بمولود اسمه «ضرورة استمرار التواصل»؟!
مستقبلاً أتوقع رفض الغرفة استقبال الصحافيين عند عقد ورشة من هذا النوع الشفاف، لذا انصح هيئة الرقابة والتحقيق أن يكون لها غرفها الخاصة فتستدعي هي الجهات المعنية من القطاعين، لعقد ورش العمل ومعهم وسائل الإعلام، لا تنسوا أن الإعلام يبين أنكم تعملون، أقلها يفضفض عنكم. وكل محرم عشر نساء وأنتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..