الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

مؤتمر الضرار .. لمناصرة بشار



د.حمد الماجد


هل يمكن أن تتخيل أحدا يود أن دولة لم تعلن مساندتها للقضية الفلسطينية؟ للأسف أن إيران هي الدولة الوحيدة التي يود الكثير لو لم تعلن مناصرتها "الدعائية" للقضية الفلسطينية لأنها ببساطة أبتزت أمتنا العربية بهذا التأييد الأجوف على حساب وحدة شعوبها السياسية والمذهبية ، والذي كشف سوأتها ثورات الربيع العربي.
صحيح أن إيران لم تنتقل إليها إلى الآن شرارة نيران هذه الثورات  ، لكن بالتأكيد أن الثورة السورية أحدثت خرابا كبيرا لا يقل أثرا لو أن البيت الإيراني اشتعل بسبب شرارة الثورات العربية ، فجاء مؤتمر نصرة فلسطين الذي نظمته مؤخرا الحكومة الإيرانية ليلقى ردود فعل عربية في أقل أحوالها باهتة ، لأن التأييد الذي كانت تلقاه إيران من بعض التيارات الحزبية والشعبية العربية كان مصدره انخداعها بالدعاية الإيرانية التي ترفع شعار تأييد المقاومة ورفع المظالم عن الشعب الفلسطيني ، إلا أن المظالم التي وقعت على الشعب السوري من قبل نظامه أشنع وأبشع مما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ، لتقع بعدها إيران بين نارين ، بين نار تأييد الثورة السورية على غرار تأييدها للثورات العربية الأخرى ويعني هذا عمليا تأييدها لإسقاط حليف سياسي وأيدولوجي مكين ، أو نار تأييد المجازر التي يقوم بها النظام السوري منذ أكثر من ستة أشهر ويعني خسارة شعبيتها الزائفة في العالمين العربي والإسلامي والتي بنيت على دعاية رخيصة اسمها "الممانعة" فاختارت النار الثانية التي أحرقت أخضر ويابس علاقاتها مع الشعوب العربية ، فبدأت مؤخرا محاولات لتغطية سوأتها التي انكشفت على التراب السوري ، ومنها هذا المؤتمر الذي سمته نصرة القضية الفلسطينية ولو دخلت ردهاته وما يدور خلف كواليسه لوجدت أنه نصرة للنظام السوري ضد شعبه ، هذا المؤتمر لم يحضره "مضطرا" إلا حركة حماس وزميلتها الجهاد واللتان للأسف ما برحت إيران تبتزهما بسبب المساعدات المالية .
واللافت أن الإخوان المسلمين فرع الأردن وأشقاء حماس كان موقفهم صارما فرفضوا حضور هذا المؤتمر "الضرار" محتجين على موقف إيران المخزي من القمع الذي يتعرض له الشعب السوري ، والمفروض أن تحذو بقية فروع حركة الإخوان في كل الدول العربية ، بل وكل التوجهات الإسلامية وتعلن التنديد بموقف إيران المخزي من الثورة السورية صريحا وشفافا ، والمؤسف أن إيران تحركت في محاولة يائسة نحو السودان تريد ان تجني ثمار مساعداتها بتسكيت البشير عن جرائم بشار ، لقد تعرض ظهر النفوذ الإيراني لكسر بليغ في سوريا فأرادت أن تعوض بالأطراف ، السودان.
يجب أن تدرك إيران أن أحرار العرب لو خيروا بين نظام سوري مهادن لإسرائيل يعيش الشعب السوري تحت كنفه بكرامة أحب إليهم من نظام "مقاوم ممانع" يقمع ويقتل ويسحل ويهين شعبه باسم هذه الممانعة ، فما بالك إذا كانت هذه الممانعة أمرا شكليا وخدعة لم تعد تنطلي على أحد ، ويكفينا دليلا صارخا وجوم الحكومة الصهيونية وقلقها من سقوط النظام السوري (الممانع والمقاوم) لإرادة شعبه وكرامته.  
حمد الماجد

ع  ق   727

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..