دمار مدينة سرت بنهاية عصر الطاغية
لطالما كانت في نظره المدينة “الرمز”..
إنها سرت التي عمل العقيد المقبور معمر القذافي جاهداً خلال سنين حكمه الاثنين و
الأربعين ، لأن تكون شاهداً لإمبراطوريته التي ستعمر إلى أبد الآبدين.
إلا أن العقيد كان بعيدا عن تفكيره بأن
سرت ستكون الشاهد على نهايته ونهاية عصر إمبراطوريته الجماهيرية.
ومن بعد العمران الذي حظيت به المدينة
الرمز إبان حكمه ها هي الآن أضحت مقبرة الطغاة، بعدما استطاع الثوّار من دك حصنه
الذي اعتقد أنه منيع في حرب ضروس شهدت معارك عدة ، أفضت إلى استشهاد الكثيرين من
أبناء الوطن المكرمين.
يقول مراسل صحيفة قورينا الجديدة الذي
بقي بالمدينة يومين بعدما وصل – رفقة فريق الصحيفة- إليها قبيل مقتل العقيد على يد
الثائرين: إنها مدينة أشباح.. أغلب البيوت مهدمة بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له
خلال المعارك الطاحنة بين كتائب القذافي والثوّار.
إن عجز الثوّار في تلك الفترة عن زحزحة
كتائب القذافي الذين لا يتجاوز عددهم المئات من مواقعهم ونفاد صبرهم فما كان منهم
إلا أن قاموا بتسوية أبنية القطاع الثاني بالأرض.
ويضيف: الدمار هائل.. الجثث منتشرة هنا
وهناك، فقد عثر على حوالي 42 جثة في الأرض الزراعية القريبة من خط الجبهة قرب مصنع
الأعلاف.. والبعض من الناس هناك يقولون إنهم قُتلوا على يد أفراد الكتائب.
ولمدة تسعة أيام، هزّ هدير الدبابات
والصواريخ شوارع سرت.. وكان الثوار يعتقدون أن للمقاتلين عزيمة كبيرة في الصمود..
“لقد كانوا يدافعون عن القذافي بشراسة”، بحسب قول بعضهم.
و تجدر الإشارة إلى أن الثوّار عثروا
على مقبرة جماعية في إحدى العيادات بالحي الثاني الذي كان العقيد المقتول معمر
القذافي مختبئاً فيه.. هذه المقبرة تضم رفاة عائلة قتلت جرّاء قصف الثوّار على
المباني المحيطة بالحي الثاني، بحسب الشهود.
كما عثر الثوّار على مقبرة جماعية تضم
رفاة أفراد من كتائب القذافي قتلوا جراء المعارك التي جرت في سرت دفنوا في نفس
العيادة وبجانب الأسرة.
و هكذا أصبحت المدينة الرمز سرت إلى
مدينة أشباح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..