الاثنين، 28 نوفمبر 2011

عظم الله أجركم / الشيخ وليد الرشودي



  

  الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد القائل (اللهم إني أحرج حق الضعيفين ، اليتيم والمرأة ) وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا أما بعد :

حريق جدة الذي احرق قلوبا وأزهق أرواحا ، وشوه أجساد الناعمات وكدر صفو البريئات ، ومع هذا كله شعارنا الحمدلله على قضائه وقدره وحسن تدبيره ، فهو الفعال لما يريد ولا نقول إلا ما يرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون .

فحمداً لك اللهم مفرج الهموم ومنفس الكروب ومبدد الأشجان والأحزان والغموم , جعل بعد الشدة فرجاً وبعد الضر والضيق سعة ومخرجاً لم يُخلِ محنة من منحة ولا نقمة من نعمة ولا نكبة ورزية من هبة وعطية , نحمده على حلو القضاء ومرّه , ونعوذ به من سطواته ومكره , ونشكره على ما أنفذ من أمره , وعلى كل حال نحمده.

فلرب أمر محزن لك في عواقبه الرضا ***** ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا

معاشر الآباء والأمهات المكلومين : أحسن الله عزائكم وجبر الله مصابكم ، وأحسن في الدارين مآلكم ، وأرجو أن ينالكم نصيب من بشارة حبيبكم عليه الصلاة والسلام (إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته : "أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون : نعم .. فيقول وهو أعلم : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم .. فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع،فيقول الله جل وعلا : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد).

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( يقول الله عز وجل : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ).

ونرجو أن ينزل المفقودات منازل الشهداء إنه سميع قريب .

أبكيها ثم أقول معتذراً لها ......... وفِّقت حين تركت ألأم دارِ

جاورت أعدائي وجاورت ربها ...... شتان بين جوارها وجواري

يا كوكباً ما كان أقصر عمره ....... وكذاك عمر كواكب الأسحار

درّت عليك من الغمام مراضع ....... وتكنفتك من النجوم جواري

معاشر القراء :

الحريق أشعل في عقول الغير كل مواردها لتفكر في أهم سيادة الأمة وهي التعليم أين مآله وأي مستقبل ينتظره ؟

والجواب لا يكون انفعالا ولا تخرصا ولكن يبنى على واقع الحال المشاهد ، ويدرس من حال المخرج التعليمي في البلاد .

اطلب من محركات البحث أن تنثر لك ما في جعبتها من مشاهد مصورة عن حال التعليم لترى مايبكي عينيك الدم بدل الدمع ، وحق لمقلتيك ذاك البكاء على أهم وزارة في الدنيا ، وزارة التربية والتعليم التي لا تفرط في سيادتها دولة تطمع في البقاء والدوام والتطوير ، حتى الدول التي تعيش أوج الخصخصة لايمكن أن تسلم تعليمها للخصخصة لأنه عنوان سيادتها .

ظهرت نتائج التحقيق التي دلت على أن الحريق كان مفتعلا ، ولا يخفى عليكم أن هذه النتيجة هي النذير الذي يوقظ مضاجع كل محب لبلده ، ويحمله على إثارة جملة من التساؤلات منها :

هل يعقل أن تصل الجراءة بالأيدي الناعمة لهذا الحد ؟

من المتسبب في ضياع مهابة المدرسة والمعلم ؟

كيف تم دخول المواد المتسببة في الحريق ؟

أين القيم العلمية والتربوية في المدرسة ؟

هل يمكن تصديق خبر انتشار التدخين في المدارس ؟

هل وهل وهل ؟

والجواب الذي يجب أن نقوله : لا بد من مراجعة سياسة الوزراة ، وما هو الهدف الذي تريد الوصول إليه ؟

لماذا تتشاغل الوزارة في أمور التربيون توصلوا لفشلها مثل :

-    دمج الصفوف الأولية ومنازعة التربيون في نصحهم على أن هذه الخطوة أثبتت كثير من الدراسات  فشلها فضلا عن الفتوى الشريعة !

-    دمج اللقاءات الطلابية كما حصل في مهرجان الجنادرية الماضي !

-    دمج الإدارات التعليمية مع مخالفتها الصريحة للأنظمة !

-    اللهث وراء الكشافة النسوية !

-    اللهث وراء الرياضة للبنات حتى أن المدارس الجديدة خصصت فيها الملاعب وظهر فيها الاهتمام أكثر من القاعات !

وغير ذلك الكثير !

ويقابل الناصحون بأنهم أعداء التطور والتحديث !

يا من وليتم أمر تعليما أفيقوا فالأمر خطير ، وأمر تعليما في منحدر صعب لا بد من كابح له ، وإلا سنندم ساعة لا مندم ، وإذا صحت النيات وقوية العزائم مع اتهام النفس والتجرد من الذات والأخذ بالنصح وعدم التكبر على الناصح وإحسان الظن به وقبل ذلك كله عدم الخروج البتة عن منهج هذه البلاد المباركة التي ثبت نجاحه وعلا مناره وساد تميزه دهرا حتى تنكبنا طريقه وخالفنا سيره فآلت أمورنا إلى ما نراه .

وأخيرا الواجب على الجميع أن نبذل النصح للمسئول عن تعليمنا وان لا نقف عن ذلك وحسن الظن به أنه مستجيب مستدرك !

وإن لم نفعل !

وهو لم يفعل !

فأخشى أن نقول لبعضنا عظم الله أجركم في التعليم الذي هو روحنا وحياتنا وهو أصل ملتنا ( إقراء باسم ربك الذي خلق ) ( الرحمن علم القرآن ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم :   إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا . ولكن بعثني معلما ميسرا .

والله من وراء القصد .
والحمدلله رب العالمين
وكتبه
وليد بن عثمان الرشودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..