الجمعة، 25 نوفمبر 2011

أول من وأد البنات وأول من فدى الموءودة

أول من وأد البنات وأول من فدى الموءودة
أول من وأد البنات :
( وَأْد الْبَنَات ) هُوَ دَفْن الْبَنَات بِالْحَيَاةِ , وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَفْعَلُونَ ذَلِكَ كَرَاهَة فِيهِنَّ .

وَيُقَال : إِنَّ أَوَّل مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ قَيْس بْن عَاصِم التَّمِيمِيّ , وَكَانَ بَعْض أَعْدَائِهِ أَغَارَ عَلَيْهِ فَأَسَرَ بِنْته فَاِتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ثُمَّ حَصَلَ بَيْنهمْ صُلْح فَخَيَّرَ اِبْنَته فَاخْتَارَتْ زَوْجهَا , فَآلَى قَيْس عَلَى نَفْسه أَنْ لا تُولَد لَهُ بِنْت إِلا دَفَنَهَا حَيَّة , فَتَبِعَهُ الْعَرَب فِي ذَلِكَ .

وَكَانَ مِنْ الْعَرَب فَرِيق ثَانٍ يَقْتُلُونَ أَوْلادهمْ مُطْلَقًا , إِمَّا نَفَاسَة مِنْهُ عَلَى مَا يَنْقُصهُ مِنْ مَاله , وَإِمَّا مِنْ عَدَم مَا يُنْفِقهُ عَلَيْهِ , وَقَدْ ذَكَرَ اللَّه أَمْرهمْ فِي الْقُرْآن فِي عِدَّة آيَات .

أول من فدى الموءودة :
وَكَانَ صَعْصَعَة بْن نَاجِيَة التَّمِيمِيّ أَيْضًا وَهُوَ جَدّ الْفَرَزْدَق هَمَّام بْن غَالِب بْن صَعْصَعَة أَوَّل مَنْ فَدَى الْمَوْءُودَة , وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَعْمِد إِلَى مَنْ يُرِيد أَنْ يَفْعَل ذَلِكَ فَيَفْدِي الْوَلَد مِنْهُ بِمَالٍ يَتَّفِقَانِ عَلَيْهِ , وَإِلَى ذَلِكَ أَشَارَ الْفَرَزْدَق بِقَوْلِهِ :
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ **** وَأَحْيَا الْوَئِيد فَلَمْ يُوأَدِ
وَهَذَا مَحْمُول عَلَى الْفَرِيق الثَّانِي
وَقَدْ بَقِيَ كُلّ مِنْ قَيْس وَصَعْصَعَة إِلَى أَنْ أَدْرَكَا الإِسْلام وَلَهُمَا صُحْبَة .

صفة الوأد :
وَكَانُوا فِي صِفَة الْوَأْد عَلَى طَرِيقَيْنِ :
أَحَدهمَا : أَنْ يَأْمُر اِمْرَأَته إِذَا قَرُبَ وَضْعهَا أَنْ تُطْلِق بِجَانِبِ حَفِيرَة , فَإِذَا وَضَعَتْ ذَكَرًا أَبْقَتْهُ وَإِذَا وَضَعَتْ أُنْثَى طَرَحَتْهَا فِي الْحَفِيرَة , وَهَذَا أَلْيَق بِالْفَرِيقِ الأَوَّل .
وَمِنْهُمْ : مَنْ كَانَ إِذَا صَارَتْ الْبِنْت سُدَاسِيَّة قَالَ لأُمِّهَا : طَيِّبِيهَا وَزَيِّنِيهَا لأَزُورَ بِهَا أَقَارِبهَا , ثُمَّ يَبْعُد بِهَا فِي الصَّحْرَاء حَتَّى يَأْتِي الْبِئْر فَيَقُول لَهَا اُنْظُرِي فِيهَا وَيَدْفَعهَا مِنْ خَلْفهَا وَيَطِمّهَا , وَهَذَا اللائِق بِالْفَرِيقِ الثَّانِي , وَاَللَّه أَعْلَم .[1]

[1] الفتح (10/420) .

فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي أبطل هذه الجرائم الشنيعة وأكرم البنات بل والنساء أجمعين ، فحرم الوأد وجعله من الكبائر وتوعد فاعله بالنار ، بل ونهى الإسلام عن قتل النساء والأطفال عمومًا وإن كانوا من الكفار
وحث الإسلام على الإحسان إلى البنات وجعل ثواب من أحسن إليهن رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، بل وجعل البنات سترًا وحجابًا لمن أحسن تربيتهن من النار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..