(دعنا في حالنا ياشيخ يوسف!)
| |||||
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن ناصر البراك إلى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي سلمه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد
قرأنا خطابكم المنشور في شبكة المعلومات الموجه إلى خادم الحرمين حفظه
الله ووفقه، تشكره على قرار عضوية المرأة في مجلس الشورى، والترشيح والترشح
للانتخاب في المجالس البلدية، وتطلب فيه السماح للمرأة بقيادة السيارة، وكان الأحرى بك يا شيخ يوسف على الأقل أن تسكت بدل أن تشارك فيما به تغريب المرأة المسلمة في بلاد المحافظة والطهر،
الذي تميزت به عن سائر بلاد المسلمين التي رزحت تحت وطأة الاستعمار عقودا،
وكانت المرأة أداة المستعمر الأولى في تغيير مجتمعات تلك البلاد، أفتقيس
بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية المتميزة بنظام حكمها وبعقيدة
التوحيد ورفع شعاره وشعار السنة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)،
أفتقيسها بغيرها من البلاد الإسلامية؟!
وإنك ياشيخ يوسف. هداك الله بهذا الخطاب لتضم صوتك إلى صوت الهيئات والاتحادات الغربية؛
فإنهم قد أيدوا هذا القرار، وصفقوا له بحرارة، وإنهم والله أكثر فرحا
وسرورا به ممن فرح به من المسلمين، من الذين هم أتباع لهم، أو هم مخدوعون
بدعاياتهم، وإن معنى خطابك ياشيخ يوسف ليؤيده الرئيس الأمريكي أوباما، فأنت
حري أن يكتب لك شكرا على هذا الخطاب.
أما علمت أنك بخطابك هذا تصادم فتاوى علماء البلاد الذين هم أعلم بحال بلادهم ومجتمعهم، وبمآلات الأمور، وهم أنصح لولاة أمرهم وأوفى.
لقد
ورد في خطابكم ترديد عبارة (لا حرام إلا ما ورد بتحريمه نص صريح)، وعجيب
صدور ذلك منك! فإنه لا يكاد ينطبق إلا على مثل الزنى وخمر العنب، ومؤدى
عبارتك هدم قاعدة سد الذرائع، التي بنى عليها جمهور العلماء كثيرا من
المحرمات، وهي مستمدة من كثير من أحكام الشريعة المتضمنة لهذه القاعدة.
ومن
المعلوم بالضرورة أنه لا يستقيم أمر الناس في دينهم ودنياهم إلا بمراعاة
قاعدة سد الذرائع؛ فإنها قاعدة عقلية شرعية، كما قررت أنت ذلك في كتبك، بل
إنها معتبرة حتى في القوانين البشرية فيما تعتبره فسادا وضررا.
وما تضمنه خطابك من طلب الإذن للنساء بالقيادة يعد في العادة من التدخل في السياسة الداخلية للبلاد،
ويعلق بعض الناس على خطابك بأنه استجابة لاستنجاد بعض المفتونيين
التغريبيين الذين هم مصدر الشر في بلادنا العزيزة المملكة العربية
السعودية، حفظها الله من كل من يريدها بسوء، ووفق الله ولاة أمرنا لما به
حماية عقيدتها وأخلاقها، كما نسأل الله أن يوفق الشيخ يوسف إلى صواب القول
والعمل، ويختم لنا وله بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
عبد الرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض في 16 ذي الحجة 1432هـ
|
----------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..