محاضرات في
تحقيق النص التاريخي
أ.د/ عبدالله جمال الدين
جمع وإعداد: إبراهيم السيد شحاتة
أوَّلُ عمل في تحقيق النص القديم: أنْ يُبْحَث عمَّا إذا كان النص نادرًا أو في نسخ متكررة.
النسخ المتعددة:
قد تكتب بأيدٍ كثيرة، وفي أزمنة مختلفة، فعندئذٍ تتفاوت قيمة كلِّ نسخة:
1- ببُعدها أو قُربها من زَمن المؤلف.
2- بكمالها ونقصها.
وفي هذه الحالة ينبغي ألاَّ يقف أيُّ اعتبار في سبيل الحصول على جميع نُسَخِ النص الواحد؛ للمُقابلة بينها، والوصول إلى أكملها.
1- عندما تَجتمع لدنيا النُّسخ المختلفة للنص الواحد يَجب أنْ نقسمها إلى مجموعات وفصائل، على أساس قِدَم النسخة، وكمالها ونقصها.
2- يُستحسن أنْ نُميِّزَها بأَوَّلِ حَرفٍ من اسم المكتبة، التي أُخِذت منها، مثل: (د) دار الكتب، و(ق) مكتبة جامعة القاهرة.
وإذا تعدَّدت النسخ في مكتبةٍ واحدة، فيقال مثلاً: (د/أ)، (د/ب).
3- يَجب ترقيمُ صفحاتِ النُّسخ؛ لأَنَّها عادةً لا تكون مُرَقَّمة، ويكون الترقيم بالقلم "الرصاص".
4- لا بُدَّ من تهذيب النص:
أ- بأنْ نبدأ بعضَ فقراته من أول السطر.
ب- وأنْ نقسمه في فصول وأبواب.
ج- ومن الممكن أنْ نضيف إلى النصِّ العناوين مِن تأليفنا، وأن نَضَعَها بين القوسين.
وكذلك نُغَيِّر عُنوانَ النصِّ نفسه، إذا كان لا يدلُّ على مُحتوى النص، والعنوان غير دقيق، فمثلاً: عُنوان كتابِ المقريزي المعروف باسم "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، نزيده وضوحًا في النصِّ المحقق بهذا العنوان: "وصف مصر".
5- الهوامش:
يَجب ألاَّ نذكرَ فيها إلاَّ الأخطاء التي اكتشَفَها المحقِّق بمهارة، وذلك بجانب كلمة: "في الأصل" دون ذِكْر الأخطاء الإملائية والنَّحْوية، أو ضياع الهمزات والنقط.
يذكر في الهامش: بعضُ الشُّروح القصيرة، وما اختلف عليه في نُسَخِ النصِّ الواحد من الخطأ والصَّواب، والتشويه، والنقص، بالإشارةِ إلى اسمِ كُلِّ نُسخة، أمَّا إنْ كان النص يَحتاج إلى شُروحٍ طويلة، فإنَّ هذه الشُّروح تُوضع عَادَةً في مَلاحِقَ تلحقُ بنهايةِ النص المحقق.
6- المقدمة:
تُوضَع في أوَّل النص، وأولُ ما يثبت المحقق فيها أسبابُ الاطمئنان إلى صدق المعلومات الواردة فيه، والبراهين على ذلك.
ويذكر المحقق في مقدمته مكنونات المعلومات الواردة في النص، والجدة فيها، ومدى الإفادة منها في التَّاريخ أو في غيره.
وقد جرى العُرف أنْ يُعْطِيَ المحقق فكرةً عامَّة عن المخطوطة، من كمالها أو نُقصانها، وعدد صفحاتها، ونوع ورقها وحجمه، ولون الحبر الذي كُتِبَت به، وجَوْدَة الخط، ورَداءته، وما في صَدْرِ النَّصِّ وآخره، أو في هوامشه من كتابات، مع ذِكْر أبعاد المخطوطة، ونوع جلدها، والطَّريقة التي اتُّبعَتْ في التصحيح - حتى يكونَ لدى القارئِ صورةٌ كامِلَةٌ عن هذا الأثر الخَطِّي.
7- ينبغي أنْ تزود كلُّ مَخطوطة في نِهايتها بجداولَ مُختلفة شاملة الفهارس:
1- الأسماء.
2- الأعلام.
3- الاصطلاحات.
4- الآيات القرآنية.
5- الأحاديث.
6- الشعر.
7- الكتب التي استُفِيد منها في تحقيق النص.
وترتيبها ترتيبًا مَنطقيًّا وأبجديًّا.
كما قد يُفْرَدُ لها في البحث خرائطُ أو ملاحِقُ فيها تفسيرات، أو تذييلات، أو مذكرات مُسهبة لا يُمكن وَصْفُها في الهامش؛ لضيقه، وهذه ينبغي أنْ يُلحقَ بها رَقْم أو أيُّ إشارة؛ للرجوع إليها في الأصل.
تحقيق النص القديم:
إنَّ النصَّ الذي كُتِب بخطِّ اليد، وهو مصدرٌ - تَميز في التاريخ؛ لاحتوائه على مادة أصليَّة تصلُح للبحث التاريخي.
تَحقيق النص القديم يقوم مقامَ التأليف ذاتِه، بل هو أهمُّ منه؛ لأَنَّ النص هو الأساس الذي يُبنى عليه التاريخ.
تَحقيق النص القديم لا يكون بنسخةٍ فقط، وإنَّما يكون باتِّخاذ قواعدَ مُعينةٍ في تصحيحه، وبنقده وفحصه.
نستعين في البَحث عن النصِّ القديم بما يأتي:
أ- فهارس المكتبات مثل:
1- دار الكتب بالقاهرة.
2- دار الكتب بدمشق.
3- المكتبة الأهلية بباريس.
4- المتحف البريطاني بلندن.
5- مكتبة الفاتيكان بروما.
6- مكتبة مدريد بإسبانيا.
فكلُّ هذه المكتبات العامَّة سارَعتْ إلى اقتناء المخطوطات الإسلاميَّة القديمة، وعملت لها فهارسَ مُمتعة.
ب- معاجم اللغة وقواميسها: "لسان العرب"، لابن منظور.
صعوبات تحقيق المخطوط:
اللغة: تكون الصُّعوبة في تَحقيق لُغةِ المخطوط؛ لأنَّ مُعظمَ النُّصوص التاريخية القديمة كانت من تأليفِ المُستعربين، الذين عَمِلوا على إدخالِ كَلماتٍ وتَعبيرات غربية لا تمتُّ للغة العربية بصلة.
الخط: فالخطوط الآتية: النسخ، والرقعة، والكوفي، والطومار، والغبار - تَحتاج في قراءتها إلى تعلُّمٍ، ومِران، وصبر، ومُثابرة.
وكذلك، فإنَّ القُدامى كانوا يَجنحون في كتابَةِ مُؤلفاتِهم إلى شَكلٍ خاصٍّ غير مُتعوَّدٍ عليه في الوقت الحاضر، مثل: (الصلواة) بدلاً من الصلاة.
وإنَّ مُعظمَ النصوص القديمة العربية حافلةٌ بأغلاطِ النُّساخ اللُّغوية، والإملائية، واختفاء النُّقَطِ التي قد تَذْهَب بمُضِيِّ الوقت، وبإهمال النَّاسِخ، فكثيرٌ من الكلماتِ تكون مَبتورة، أو ممسوحة، أو حتى ضائعة.
س: على أيِّ أساس تستطيع تحديد النسخة الأم؟
أن تكون النسخةُ كاملةَ المحتويات لمادةِ الكتاب على آخر صورة تركها المؤلف.
أن تكون النسخة حاملةً عنوانَ الكتاب، واسمَ المؤلف.
أن تكون النسخة بخط المؤلف، كمُبَيَّضَة لا مُسَوَّدَة، أو من إملائه، أو فيها ما يدلُّ على اطِّلاعه عليها، وإقراره لها.
س: ماذا يحدث إذا عدم الأصل؟
إذا عُدِمَ الأصلُ، يَختار المحقق إحدى النُّسخ، التي في المرتبة الثانية؛ بناءً على مُواصفاتٍ مُعينة؛ لتكونَ هي الأصل، والباقي تابعًا لها.
ويُلاحَظ اعتبارات عُمر النُّسخة من قدمها، وقُربها من الأصل، وكمال النسخة ووقتها، وكذلك وضوحها، وقلَّة أخطائها.
س: بيِّن مرحلةَ النَّسْخ؟
بعد تحديد النُّسخة الأم لا بُدَّ من قراءَتِها؛ للتَّمَرُّس على أسلوبِ المؤلف، والتعرُّف على الكتاب ومُحتوياته.
الشروع في النسخ، ويَحسن في هذه المرحلة نَسْخُ الأصلِ كما هو دونَ تغيير.
س: بَيِّن المشكلات والصعوبات التي تواجه المحقق في مرحلة النسخ؟
أ- الخلل في ترتيب الصفحات.
ب- السقط
ج- أخطاء النساخ.
د- اختلاف أنواع الخطوط، وطرائق الإعجام والتشكيل، وطريقة كتابة الأرقام وبعض علامات الترقيم.
أولاً: الخلل في ترتيب الصفحات:
كثيرٌ من الكتب القديمة جُمِعَت من ملازمَ أو أوراقٍ مُفردة يسهُل وقوعُ الخلل في ترتيبها.
تزدادُ المشكلةُ تعقيدًا، عندما يأتي ناسخٌ آخر، فينقل عن أصلٍ مُختلِّ الترتيب، مع اختلافٍ في أوائل الصَّفحات ونِهاياتِها، فيصعُب اكتشافُ الخلل، ويَحتاج إلى مَهارةٍ شديدة، هنا يسهُل اكتشافه؛ اعتمادًا على مَنهجِ الكتابِ وتَرتيبِ فُصُولِه، وكذلك الاستفادةُ من المقدمة، وكذلك خبرة المحقق بالموضوع، وكذلك التعقيبة.
ثانيًا: السقط:
نَقْصُ كلمة، أو عبارة، أو سطر، أو عدَّة أسطر، أو أكثر في ثنايا الكتاب - يَفْطَنُ إليها المحقق، بالسياق، أو بعلاماتٍ معيَّنة، إذا كانت النسخة قد رُوجِعت، أو قوبلت على غيرها.
تصحيحه يكون في صُلب المتن، مع الإشارة إلى ذلك في الهامش.
ثالثًا: أخطاء النساخ:
1- التحريف.
2- التصحيف.
3- التكرار.
4- الإضافة.
إذا تأكَّد المحقق أثناء نَسْخِه للأَصْلِ من ذلك، فيُمكِنُه تصويبُها مع ضرورة الإشارة إلى ذلك بالهامش؛ لينتَفِعَ به عند مُقابلة النُّسخ.
رابعًا:
اختلافُ أنواعِ الخطوط، وطرائق الإعجام والتشكيل، وطرائق كتابة الأرقام وبعض علامات الترقيم.
لوازم مرحلة النسخ:
1- استخدام علامات الترقيم.
2- تقسيم النصِّ إلى أبواب وفصول، ووضع عناوين على الهامش.
3- يُثبِت المحقق أثناءَ نسخه للأَصْلِ رُموزًا دالَّةً على أوائل صفحاته.
س: بَيِّن مَرحلة مقابلة النسخ؟
بعد النسخ يُقارِن المحقِّق نسخةَ الأصل بسائر النسخ، التي ستستخدم في المقابلة والتوثيق.
المحقِّق وإن اختارَ أصلاً ينسب إليه سائرُ الفروق، فإنَّه قد يَجد أحيانًا أنَّه لا مَفرَّ مِن تفضيل بعضِ القراءة من النُّسخ الأخرى على الأصل.
كيفية المقابلة:
أ- المشافهة: يقرأ المحققُ النسخةَ الأم على آخر أو آخرين معهم النسخ الأخرى، ويثبت هو الفروق - بعد أن يتأكَّد بنفسه - في الهامش، أو في كراسة خاصَّة بالفروق.
ب- المعاينة: يقرأ المحقق بنفسه قطعةً من الأصل، ثُمَّ يُقابلها على نظائرها في سائر النسخ واحدة بعد الأخرى، ثُم يثبت الفروقَ في كُلِّ مَرَّة.
س: بين مرحلة التعليق وخدمة النص:
تكون باستخدام الهامش الثاني.
1- تستخدم الهامش في الإشارة إلى بَعضِ النُّصوص المأخوذة من الأصل؛ أي: أجزاء من الأصل اقتبستها الكُتُب الأخرى، وإن كانت طويلةً توضَع في مَلاحِقَ خاصَّة.
2- إثبات الشروح لكلِّ ما هو غامض في النص، مع مُراعاةِ الاختصار والدِّقَّة.
3- التعريفُ الموجز بالأعلام الواردة في النصِّ، إلاَّ إذا كانت بالغة الشُّهرة، أو الإشارة إلى مواضع سيرهم في كُتُبِ الأعلام والتراجم والمؤلفين.
4- التعريف بالمجاهيل.
5- الإشارة إلى المواضع المناظرة من مؤلفات أخرى للمُؤلَّف الأصل.
6- العناية بالنصوص المقتبسة: الآيات القرآنية، واسم السورة، ورقمها، والأحاديث النبوية، والقصص، والحكم، والأمثال، والأقوال المأثورة، والاقتباسات، والاختصارات التي يستمدها المؤلِّف من كُتَّابٍ مُعاصرين له، أو سابقين عليه، وأبيات الشعر بتحديد قائلها، ومكانها من ديوانه.
س: كيف تُخرِّج الأحاديث النبوية؟ وما المصادر المفيدة في ذلك؟
لا بُدَّ أن يكون أحد الاحتمالات الآتية:
الأول: معرفة الكلمة الأولى من متن الحديث، ففي هذه الحالة نرجع إلى أحَدِ الكتب التالية، وهي جميعًا تتبع الترتيبَ الأبجدي لأوائل المتون:
أ- الجامع الكبير، والجامع الصغير، للإمام السيوطي.
ب- الفتح الكبير، للنَّبهاني، وهو يضم الجامعَ الكبير والصغير، للسيوطي.
ج- كشف الخفاء ومزيل الإلباس، للعجلوني.
د- مشارق الأنوار، مرتَّب حسب الحرف الأول من الكلمة الأولى لكل حديث بالنظام الألفبائي.
وعندئذٍ نَحصُل على نَصِّ الحديث، وعلى مَن أورده من أصحابِ الكتب، وعلى درجته من الصِّحَّة أو غيرها.
وإذا علمنا من هذه الكُتُب أنَّ الحديثَ مَروِيٌّ عند البخاري ومسلم، يُسْتَحْسن أن نرجع إلى طبعة الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي لصحيح مسلم؛ حيث يوجد في آخرها فهرس مُرتَّب حسب أوائل الأحاديث.
وفي حالة معرفة مكانه في "صحيح مسلم" نَلجأ إلى كتابِ "اللُّؤلؤ والمرجان فيما اتَّفق عليه الشيخان"، وقد رَتَّبه محمد فؤاد عبدالباقي طبقًا لأبوابِ "صحيح مسلم"، ثُمَّ يذكر عقب كلِّ حديث مكانه في "صحيح البخاري": "هذا الحديث في "صحيح البخاري" في كتاب كذا، وباب كذا".
وفي حالة مَعرفة مكانه في "صحيح البخاري" نلجأ إلى كتابِ "تَيسير المنفعة"، ونَجده في أوله ذَكَر كُتُبَ "صحيح البخاري" ورقْم كل كتاب منها حسب تتابُعها في الصحيح.
وبتيسير المنفعة أيضًا نَعرف مكانَ الحديث في "سنن الترمذي"، و"تحفة الأحوذي في شرح الترمذي".
في حالة أنَّ الحديث ورد في موطأ مالك، فيحسن الرجوع إلى طبعة فؤاد عبدالباقي؛ لكونها مُحققة مُفهرَسة، وكذلك سنن ابن ماجه.
الحالة الثانية:
إذا كُنَّا نعرف كلمةً ما من كلمات الحديث، وليست في أوله، نرجع في هذه الحالة إلى كلٍّ من كتاب "مشكل الحديث، وغريب الحديث لابن الأثير الجزري، ومشكل الحديث لابن قتيبة، ومشكل الحديث وبيانه لابن فورك".
وهذه الكتب مفهرسة حسب المواد، كالمعاجم اللغوية.
وإذا عرفنا كلمةً عاديَّة من الحديث أو الموضوع الذي يدور حوله، فيحسن الرجوع إلى "مِفتاح كنوز السنة"، فهو يقسم الأحاديثَ حسب الموضوعات مع ترتيبها أبجديًّا، وكذلك لو عرفنا معنى الكلمة، نَجِد ذلك في "مِفتاح كنوز السنة" ألَّفه فنسنك.
الحالة الثالثة:
إذا كنَّا نعرف اسم الصحابي الذي روى الحديث فقط، نرجع في هذه الحالة إلى الكتب المعروفة لدى المحدثين باسم المسانيد؛ مثل كتاب "ذخائر المواريث"، للنَّابُلسي يُورد فيه أسماءَ الصحابة مُرتبة ترتيبًا أبجديًّا، و"مسند الإمام أحمد" طبعة دار المعارف بالقاهرة، تَحقيق أحمد شاكر، تَمتاز بوجود فهرس للموضوعات في آخر كلِّ جزء منها، ثُمَّ يذكُر رُواة الحديث، ثُمَّ ما له من الصِّحَّة أو الحسن أو الضَّعف.
الحالة الرابعة:
إذا كنَّا نعرف شيئًا عن الحديث ودرجته من الصِّحَّة والضَّعف، أو الشهرة بين الناس، نرجع في حالة الصحة إلى:
1- "زوائد السنن"، للهيثمي.
2- "صحيح ابن حبان"، تحقيق: أحمد شاكر.
3- "التوحيد"، لابن خزيمة، تَحقيق: محمد خليل الهراس.
وفي حالة الضعف أو الوضع نرجع إلى:
1 - "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة"، للسيوطي.
2 - "الأحاديث الموضوعة"، الشوكاني.
3 - "الأحاديث الموضوعة"، لابن عراق.
4 - "تذكرة الموضوع"، لابن القتني.
إذا كان الحديث مما اشتهر على الألسنة، فيُمكن الرجوع إلى كتاب "كشف الخفاء ومزيل الإلباس"، للعجلوني، وكتاب "المقاصد الحسنة"، للسخاوي، أو كتاب "اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة"، لابن حجر؛ لمعرفة قيمةِ الحديث، وسنده، ونقد سلسلة الرُّواة، وكتاب "جامع الأصول"، لابن الأثير الجزري، و"تيسير الوصول"، لابن الديبع الشيباني، وكتاب "كنز العمال"، للمتقي الهندي.
الطرق التي تتبع في تحقيق المخطوط
1- اختيار المخطوط الذي ينبغي تَحقيقه.
2- استشارة الفهارس والمكتبات.
3- جمع نسخ المخطوط الذي نريد أن نحققه.
4- التأكُّد من:
أ - أنَّ النص مفيد.
ب - أنَّ النصَّ لَم يكن منشورًا من قبل.
مرحلة جمع نسخ المخطوط:
1- ترتيبها من حيث قُربها من عصر المؤلف، ونأخُذ منها ما هو قريب جدًّا، فيجب التركيز عليها.
2- إذا وجدت نُسخة واحدة، ينصح العلماء بألاَّ نُحققها، لكن يمكن طبعها إذا كان النص نادرًا، أو يمكن إضافة شيء جديد مثل كتاب "المقتبس" لابن حبان، تَحقيق محمود مكي.
احتمالان:
1- نجد نسخةً واحدة، ولا ننصح بنشر هذه النُّسخة إلاَّ في حالة واحدة.
2- نَجد نُسَخًا كثيرة مُنتشرة في كثير من بلاد العالم.
3- لا نَجد له نسخةَ أصلٍ، ولكن نَجد نصوصًا كثيرة مَوجودة في كُتُب أخرى، منها نَجْمَع النصوصَ، ونعمل منها نسخةً، كـ"المقتبس"، لابن حبان.
أولاً: نسخ كثيرة:
ليست في مستوى واحد من الناحية العلمِيَّة، فمنها نسخٌ يُعوَّل عليها، ويعمل بها، ونسخ لا يعول عليها، ولا يعمل بها.
النسخ التي يُمكِن الاعتماد عليها هي:
1- النُّسَخ التي كتبت بخَطِّ المؤلف نفسه، وتسمى "الأم".
2- النُّسخ التي نُسِخت من نسخة المؤلف وقُرئت عليه، كأَنْ يكونَ النُّسَّاخُ نسخوا الكتابَ من نسخة المؤلف، ثُم ضاعَتْ نسخة المؤلف، وقرأها أو قُرِئت عليه، مكتوبٌ في آخرها: قُرِئت على المؤلف، فهذه النسخة تُعَدُّ هي "النسخة الأم".
3- النسخ التي قوبلت على نسخة المؤلف، كأن يكون عندي نُسخة قُوبلت على نسخة المؤلف، وضاعت نسخةُ المؤلف، لكنَّ المقابلةَ تَمَّت قَبْلَ الضَّيَاع دونَ قراءة المؤلف لها، فهذه من النسخ التي يمكن الاعتماد عليها.
4- النُّسخ التي كتبت في عصر المؤلف، فمثلاً المؤلف يعيشُ في القرن الرابع، وكتبت هذه النسخ في القرن الرابع، ثُمَّ فُقِدَت نُسخة المؤلف.
5- نسخ أخرى بعد عصر المؤلف:
نُرتِّبها ترتيبًا حسب الحداثة والقدامة؛ إذ النسخةُ كلما كانت قديمة، كانت أدقَّ وآمن إلى النفس، ولكن إذا وُجِدت نسخة حديثة، ولكن مكتوبة بصورة جَيِّدة، والمعنى فيها مستقيم، نسخة كاملة خالية من التصحيف والتحريف، وكذلك مكتوبة بخط واضح، فيمكن الاعتماد عليها.
ويمكن تحديد الزمن بمعرفة الآتي:
(نوع الخط، ونوع الحبر)، ومعرفة ذلك تكون بسؤال المتخصصين.
هل ممكن إضافة حرف أو كلمة؟
نعم، لكن لا بُدَّ من وضعها بين قوسين معقوفتين: [].
مرحلة التعليق:
التعليقاتُ تكون في الحاشية، والحاشية تنقسم إلى قسم الاختلافات (الهامش الأول) (فروق النُّسَخ)، وإلى قسم التعليقات (الهامش الثاني).
الأفضل أنْ أعمل التعليقات آخرَ النَّسْخ.
التعليقات لا بُدَّ أن تتضمن:
• التعريف بالأعلام الموجودة في النصِّ، ويكون بِصورةٍ وَجيزة، وإذا كان عالَمٌ غير معروف، لا بُدَّ أن أعرفَه تعريفًا وجيزًا.
• عبارة المجاهيل: "قال رجل، وقال فلان"، ففي هذا نقول: هذا محمد.
• النصوص التي اقتبسها من المؤلفين لا بُدَّ أن تردَّ إلى أصولِها، والآيات لا بد أن تُخَرَّج، والأحاديث كذلك.
• القصص والحكم والأمثال والأقوال المأثورة لا بُدَّ من رَدِّها إلى قائلها، وكذلك أبيات الشعر، وردها إلى قائلها وإلى ديوانها.
التأكُّد من أن المخطوط المراد تحقيقه لم يُحقَّق بعد، ويمكن الاستعانة في ذلك بـ:
• "اكتفاء القنوع بما هو مطبوع"، فنديك.
• "معجم المطبوعات في الأقطار الشرقية والغربية من الكتب العربية"، سركيس.
• الاستعانة بالمراكز العلمية المتخصصة مثل "مركز الملك فيصل للبحوث والمخطوطات".
التحقيق وأدواته:
التحقيقُ يهدف للوصول إلى الحقيقةِ وإصدارِ الكتب على الصُّورة التي أرادها لها مؤلفوها؛ لأَنَّ نسخة المؤلف غالبًا ما تكون مَفقودة، ويتجمع لدينا من الكتاب الواحد نسخٌ متعددة، تتفاوت فيما بينها تَفاوُتًا شديدًا.
إذا أردنا نَشْرَ الكتاب نَشرًا عِلميًّا، وجب علينا أنْ نَجتهد للحصول على النص، الذي خرج من تَحت يد المؤلف، أو على نَصٍّ هو أقربُ ما يكون إلى نَصِّ المؤلف، وهذا هو الذي يقصد بتحقيق المخطوطات.
الخطوات الأساسية لعملية التحقيق:
أ- تجميع النسخ والمقارنة بينها وتحديد منازلها.
ب- التحقُّق، سواء من اسم المؤلف، أم من عنوان الكتاب، أم من نسبة الكتاب إلى مؤلفه، أم من النص نفسه.
ج- إخراج النص:
أولاً: مرحة تَجميع النسخ، والمقارنة بينها، وتَحديد منازلها:
لكي نتوصل إلى معرفة النسخ المختلفة للكتاب الواحد ينبغي الرجوع إلى:
1- دوائر المعارف والموسوعات.
2- القواميس والمعاجم.
3- كتب التراجم.
4- الكتب السنوية.
5- الأعمال الببيولوجرافية.
مثل: كتاب "تاريخ الأدب العربي"، لبرولكمان، مُرتَّبٌ ترتيبًا زمنِيًّا.
وكتاب "تاريخ التراث العربي"، لسيزكين، مرتبٌ حسب الموضوعات.
وليست كلُّ مَخطوطات الكتاب واحدة، ففيها الكامِل والناقص، وفيها القديم والمتأخر، وفيها الواضح والغامض، وفيها الموثق سماعه وإجازته ومقابلاته وغير الموثق، فهنا تأتي أهمية دراسة الآتي:
1- نوع الورق.
2- نوع الخط.
3- تواريخ التملُّكات، والإسماعات، والإجازات.
4- تقصي الأشخاص الذين ورَد ذكرهم في الإجازات والإسماعات.
الخطوات الأولى والأساسية لعملية التحقيق:
1- تجميع النسخ والمقارنة بينها وتحديد منازلها.
2- التحقيق، سواء كان تَحقيقًا لاسم المؤلف، أم لعنوان الكتاب، أم لنسبة الكتاب إلى مؤلفه، أم للنص نفسه.
إخراج النص:
أولاً: تجميع النسخ، والمقارنة بينها، وتَحديد منازلها:
ينبغي الرجوع إلى فهارس المكتبات والأعمال الببليوجرافية، مثل:
1- كتاب "تاريخ الأدب العربي"، لبروكلمان.
2- كتاب "تاريخ التراث العربي"، لفؤاد سيزكين أوْفَى وأدق.
فهما يسجلان المخطوطاتِ العربيةَ الموجودة في مكتبات العالَم تحت أسماء مؤلفيها، فكلُّ مؤلف تذكر مؤلفاته التي وصلتنا، وتذكر نسخه والمكتبات التي توجد فيها.
تحديد منازلها:
ليست كلُّ مَخطوطات الكتاب الواحد سواءً في أقدارِها، ففيها الكامل والناقص، وفيها القديم والمتأخر، وفيها الواضح والغامض، وفيها الموثق بسماعه وإجازته ومقابلاته، وغير الموثق.
وإذا كانت أفضلُ النُّسَخِ هي أقدمها وأكملها وأوضحها وأوثقها، فإنَّ هذه المواصفات قَلَّما تَجتمع في نسخةٍ واحدة منها، ومن هنا تأتي أهميةُ دراسة الورق والخط وتواريخ التمليكات والسماعات والإجازات.
ثانيًا: مرحلة التحقيق:
ويَنطَوِي تَحته التثبُّت من مُؤلف الكتاب، وعنوانه، وتحرير نَصِّه، أَمَّا عنوانُ الكتاب واسم المؤلف غالبًا ما يُذكرانِ في المقدمة، وفي حالة فَقْد أجزاء من المقدمة، أو طمس إحدى هاتين المعلومتين، ففي هذه الحالة يلزم الرجوع إلى:
1- كتاب "الفهرست"، لابن النديم.
2- "مفتاح السعادة"، لطاشكبري زاده.
3- "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، لإسماعيل البغدادي.
وإذا كانت المعلومة المتاحة لديَّ هي عنوان الكتاب، وأريد التثبت من صحته، ومعرفة مؤلفه، فيُمكن الرجوعُ إلى "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، لحاجي خليفة، وذيله أيضًا "إيضاح المكنون"، لإسماعيل البغدادي.
وإذا فُقِدَت المقدمة، وفُقِدَ معها اسمُ الكتاب واسم المؤلف، فلا سبيلَ إلى التعرُّف على شخصيته إلاَّ من خلال قراءة النصِّ، وتَحديد موضوعه، والتمرُّس بأساليبِ المؤلفين وخَصائصهم، والرُّجوع إلى الكتب الموسوعِيَّة، أو كتب التخصص، التي قد تكون نقلتْ نصوصًا عن هذا الكتاب.
فإذا اطمأنَنَّا إلى عنوان الكتاب، واسم مؤلفه، انتقلنا إلى النص نفسه.
إذا كانت نسخةُ المؤلف هي التي ننشرها، فلا مُشكلة؛ لأَنَّها تَجُبُّ كلَّ النسخ الأخرى.
أمَّا إذا كنا أمامَ مَجموعة من النُّسخ، فيَجب أنْ نرمزَ لكلٍّ منها برمز مُعين، وأنْ نتخذَ أقدمَها وأوثقها وأصحها أساسًا للنشر، ونقابلها بالنسخ الأخرى، ونُثبت الخلافاتِ بين النسخ في الحواشي.
ولكنَّ تَحقيق النص ليس مُجرد مُقابلةِ عِدَّة نسخ على بعضها، ولا هو تصويب له، أو تصحيح لأخطائه، وإنَّما هو مُحاولة للاقتراب من النصِّ الذي ذكره المؤلف وافتقدناه.
ملحوظة:
• إن المحقق ليس من مُهمته تقويم النص، أو تصحيح المعلومات الواردة به.
• إنَّ المحقق ليس من مهمته استكمال النقص الموجود في النص، إلاَّ إذا كان النص لا يستقيم دون إضافة.
هذه الإضافة توضع بين قوسين معقوفتين.
أنْ تُتَّخَذَ هوامشُ الصفحات في:
1- إثبات الخلاف بين النُّسَخ.
2- تَخريج النصوص؛ أي: رَدها إلى مَصادرها كآيِ القرآن والأحاديث.
3- إثبات التَّعليقات والشُّروح، كالتعريفِ بالمواضع، والأشخاص المذكورين في النص، وتفسير بعض العبارات الغامضة التي تَحتاج إلى بَسط؛ ليتسنَّى فهمُ المراد منها.
4- التنبيه إلى الأخطاء العِلميَّة التي وقعت في النص، أمَّا الأخطاء الإملائية واللُّغوية فتُصَوَّب في مواضِعِها ما لَم تكُن النسخة التي تنشرها هي أصل المؤلف، وينبغي التنبيه إلى الصَّواب في الحاشية.
5- رَبط أجزاء الكتاب بعضها ببعض، بالإشارة إلى ما سبق، أو ما سيأتي من الكتاب ممَّا له علاقة بموضوع الحديث.
ملحوظة: يُشْفِق البعضُ على هوامش الصَّفحات من أنْ تنوءَ بهذا العِبْء الثقيل، فيرى أن تقتصر على إثباتِ الخلافات بين النُّسخ، وأنْ تجمع التعليقات في أواخر الفصول.
ولا شَكَّ أنَّ الأفضلَ أنْ يذكر كلَّ شيء في مَوضعه، وأن يَحرص المحقِّق على عدم الإسراف في التعليق والشروح.
ثالثًا: مرحلة الإخراج والنشر (إخراج النص):
النصُّ ينبغي أن يكون مُعَدًّا إعدادًا جيدًا من حيث تنظيمُ الفقرات، وترقيم الحواشي، واستخدام علامات الترقيم، وضبط الألفاظ، التي قد تلتبس على القارئ، وخاصة أسماء الأشخاص والأماكن.
أنْ يقدم له بمقدمة عن المؤلف، وعن الكتاب وأهميَّته، ومنهجه، وموضعه بين المؤلفات الأخرى في مَجاله، وعن النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق، وخصائص كُلٍّ منها، والرمز الذي رمز به إلى كُلٍّ منها، والمنهج الذي اتُّبع في التحقيق.
إذا كان الكتابُ قد سبق تَحقيقُه أو نشره، فينبغي أنْ تذْكر الأسباب التي دعت إلى إعادة نشره وتَحقيقه مرة أخرى.
ينبغي أن يُخْتمَ الكتاب بمجموعة من الكَشَّافات الهجائية، التي تُحلِّل مُحتوياته، وتُيسِّر استخدامه، وتُحدد طبيعة الكتاب (الفهارس).
س: ما الذي يحتاج إليه المحقق؟
1- العلم بالموضوع الذي يعالجه المخطوط، وبأسلوب المؤلف، وخصائصه، ولوازمه، وبطرائق التأليف وإخراج الكتب في العصور القديمة.
2- الخبرة.
3- معرفة أنواع الخطوط، ورموز الكتابة، كعلامات الحذف، والإلحاق، والإهمال.
4- العلم بمراجع التحقيق، وخاصة معاجم اللغة، والببليوجرافِيَّات، والمراجع الأساسية في مجال تَخصُّص الكتاب المحقق.
قضية نسبة المخطوط إلى صاحبه:
يعتمد في جزءٍ كبير منه على ثقافة المحقِّق، وخبرته الكبيرة بالمؤلف، والعصر الذي عاش فيه، وبالخط العربي وتطوُّره، وتركيب الحملة العربية وتطوُّرها، وبالرسم الإملائي للكلمات العربية، هذا بالنسبة للمُشتَغِلين بالتحقيق؛ لأَنَّ الخَطَّ العربي في بداياته لَم يكن مُعجمًا، ولا مشكولاً، ولَمَّا فَشا اللحن في قراءة القرآن، اضطروا إلى الإعجام، والشكل، وتطوره من عصر إلى عصر.
• مُقارنة التواريخ المدونة في المخطوط، وعلاقتها بالمؤلف، وتاريخ حياته، وتاريخ وفاته، وعلاقة هذه التواريخ بالكتب الأخرى للمؤلف.
• قراءة المقدمة بعناية؛ لأنه أحيانًا تكون المخطوطة غير مكتوبة بخطِّ المؤلف، وليست مُملاةً من المؤلف على بعض تلاميذه، ولكن تكون مَنقولة من نُسخةٍ عن نسخة أخرى، فاحتمالات الخطأ واردة.
• مقارنة تاريخ المخطوطة بتاريخ المؤلف.
• التعرُّف على مذهب المؤلف وعقيدته؛ لأنَّنا قد نَجد في المخطوطة أفكارًا تتعارض مع ما يدين المؤلف به، وما يتمسَّك به من نحلة أو مذهب.
• التعرُّف على طريقة الرسم الإملائي، وطريقة المؤلف في صياغة الجُملة التراثيَّة، والتواريخ، والتعريف بمذهب المؤلف.
ملحوظة: هذه الأمور ينبغي أن يتعرَّف عليها المحقق قبل أن يقومَ بعمل التحقيق، فمعرفته بهذه الأمور تيسِّر له أن يتأَكَّد من نسبة المخطوطة إلى صاحبها.
معرفةُ الهدف الذي من أجله وضع الكتاب؛ لأنَّنا قد نَجِد أفكارًا لا تتَّفق على مذهب المؤلف، وأحيانًا نَجد داخلَ المخطوطة أفكارًا سياسية واجتماعية، ودينيَّة لا ينسبها البعضُ إلى صاحبها، بل ينسبها إلى نفسه أحيانًا، وإلى غير قائلها أحيانًا أخرى.
مُقارنة النُّسخ بعضها ببعض بعَرْض النُّسخ على بعضها، والاقتباسات الموجودة في النصوص.
أ.د/ عبدالله جمال الدين:
كيف تخرج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في المخطوط؟ وما المصادر المفيدة في ذلك؟
ما الخطوات الواجب اتِّباعُها لتجميع ونشر الكتاب مِن خلال مَن نقلوا عنه، ثم بيِّن ما الطريقة المُثلى التي نتبعها لتحقيقِ نُصُوصه؟ وماذا ينبغي عمله لخدمةِ النَّص نفسه؟
تحقيق النصوص
ما الوسائل التي يمكن اللجوء إليها:
لمعرفة أين يوجد المخطوط؟ هل حقق أو لَم يحقق؟
إذا استقرَّ البحث عن وجود نسخة وحيده منه، أو عن وجود عدة نسخ، فما الخطواتُ الواجب اتِّباعُها لنشْره نشرةً علميَّة في كل حالة؟
كتاب سبق نشره، وتتَّجِه النية إلى نشره مرَّة أخرى، كيف؟
يوجد لهذا المخطوط نسخة وحيدة، فهل يمكن تحقيقها اعتمادًا عليها؟
اشرح الصعوبات التي يمكن أنْ تواجه من يبغي تحقيقه ونشره نشرة علمية، وكيف يمكن التغلُّب عليها؟
أسئلة المنهج:
س: يوجد لهذا المخطوط نسخة وحيدة، فهل يمكن تحقيقه اعتمادًا عليها؟
إذا استقر البحث عن وجود نسخة وحيدة منه:
• تحقيق عنوان الكتاب.
• تحقيق اسم المؤلف.
• تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
• تحقيق متن الكتاب حتى يظهر بقدر الإمكان مُقاربًا لنص مؤلفه.
أولاً: تحقيق عنوان الكتاب:
لا بد من الرجوع إلى الكتب الآتية:
• كتاب "الفهرست"، لابن النديم.
• كتاب "مفتاح السعادة"، لطاشكبري زاده.
• كتاب "مصباح السعادة في موضوعات العلوم"، لطاشكبري زاده.
• "هدية العارفين"، لإسماعيل البغدادي.
• "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، لإسماعيل البغدادي.
ثانيًا: تحقيق اسم المؤلف ونسبة الكتاب إليه، لا بُدَّ من الرجوع إلى الكتب الآتية:
1- "كشف الظنون عن أساس الكتب والفنون"، لحاجي خليفة.
2- "إيضاح المكنون"، لإسماعيل البغدادي.
3- "معجم الأدباء"، لياقوت الحموي.
ملحوظة: إنَّ عنوان الكتاب واسم المؤلف غالبًا ما يُذكرانِ في المقدمة، أمَّا إن فُقِدَت أجزاء من المقدمة، أو طمست إحدى هاتين المعلومتين، فيلزم الرجوع إلى الكتب السابق ذكرها.
شبكة الألوكة
تحقيق النص التاريخي
أ.د/ عبدالله جمال الدين
جمع وإعداد: إبراهيم السيد شحاتة
أوَّلُ عمل في تحقيق النص القديم: أنْ يُبْحَث عمَّا إذا كان النص نادرًا أو في نسخ متكررة.
النسخ المتعددة:
قد تكتب بأيدٍ كثيرة، وفي أزمنة مختلفة، فعندئذٍ تتفاوت قيمة كلِّ نسخة:
1- ببُعدها أو قُربها من زَمن المؤلف.
2- بكمالها ونقصها.
وفي هذه الحالة ينبغي ألاَّ يقف أيُّ اعتبار في سبيل الحصول على جميع نُسَخِ النص الواحد؛ للمُقابلة بينها، والوصول إلى أكملها.
1- عندما تَجتمع لدنيا النُّسخ المختلفة للنص الواحد يَجب أنْ نقسمها إلى مجموعات وفصائل، على أساس قِدَم النسخة، وكمالها ونقصها.
2- يُستحسن أنْ نُميِّزَها بأَوَّلِ حَرفٍ من اسم المكتبة، التي أُخِذت منها، مثل: (د) دار الكتب، و(ق) مكتبة جامعة القاهرة.
وإذا تعدَّدت النسخ في مكتبةٍ واحدة، فيقال مثلاً: (د/أ)، (د/ب).
3- يَجب ترقيمُ صفحاتِ النُّسخ؛ لأَنَّها عادةً لا تكون مُرَقَّمة، ويكون الترقيم بالقلم "الرصاص".
4- لا بُدَّ من تهذيب النص:
أ- بأنْ نبدأ بعضَ فقراته من أول السطر.
ب- وأنْ نقسمه في فصول وأبواب.
ج- ومن الممكن أنْ نضيف إلى النصِّ العناوين مِن تأليفنا، وأن نَضَعَها بين القوسين.
وكذلك نُغَيِّر عُنوانَ النصِّ نفسه، إذا كان لا يدلُّ على مُحتوى النص، والعنوان غير دقيق، فمثلاً: عُنوان كتابِ المقريزي المعروف باسم "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، نزيده وضوحًا في النصِّ المحقق بهذا العنوان: "وصف مصر".
5- الهوامش:
يَجب ألاَّ نذكرَ فيها إلاَّ الأخطاء التي اكتشَفَها المحقِّق بمهارة، وذلك بجانب كلمة: "في الأصل" دون ذِكْر الأخطاء الإملائية والنَّحْوية، أو ضياع الهمزات والنقط.
يذكر في الهامش: بعضُ الشُّروح القصيرة، وما اختلف عليه في نُسَخِ النصِّ الواحد من الخطأ والصَّواب، والتشويه، والنقص، بالإشارةِ إلى اسمِ كُلِّ نُسخة، أمَّا إنْ كان النص يَحتاج إلى شُروحٍ طويلة، فإنَّ هذه الشُّروح تُوضع عَادَةً في مَلاحِقَ تلحقُ بنهايةِ النص المحقق.
6- المقدمة:
تُوضَع في أوَّل النص، وأولُ ما يثبت المحقق فيها أسبابُ الاطمئنان إلى صدق المعلومات الواردة فيه، والبراهين على ذلك.
ويذكر المحقق في مقدمته مكنونات المعلومات الواردة في النص، والجدة فيها، ومدى الإفادة منها في التَّاريخ أو في غيره.
وقد جرى العُرف أنْ يُعْطِيَ المحقق فكرةً عامَّة عن المخطوطة، من كمالها أو نُقصانها، وعدد صفحاتها، ونوع ورقها وحجمه، ولون الحبر الذي كُتِبَت به، وجَوْدَة الخط، ورَداءته، وما في صَدْرِ النَّصِّ وآخره، أو في هوامشه من كتابات، مع ذِكْر أبعاد المخطوطة، ونوع جلدها، والطَّريقة التي اتُّبعَتْ في التصحيح - حتى يكونَ لدى القارئِ صورةٌ كامِلَةٌ عن هذا الأثر الخَطِّي.
7- ينبغي أنْ تزود كلُّ مَخطوطة في نِهايتها بجداولَ مُختلفة شاملة الفهارس:
1- الأسماء.
2- الأعلام.
3- الاصطلاحات.
4- الآيات القرآنية.
5- الأحاديث.
6- الشعر.
7- الكتب التي استُفِيد منها في تحقيق النص.
وترتيبها ترتيبًا مَنطقيًّا وأبجديًّا.
كما قد يُفْرَدُ لها في البحث خرائطُ أو ملاحِقُ فيها تفسيرات، أو تذييلات، أو مذكرات مُسهبة لا يُمكن وَصْفُها في الهامش؛ لضيقه، وهذه ينبغي أنْ يُلحقَ بها رَقْم أو أيُّ إشارة؛ للرجوع إليها في الأصل.
تحقيق النص القديم:
إنَّ النصَّ الذي كُتِب بخطِّ اليد، وهو مصدرٌ - تَميز في التاريخ؛ لاحتوائه على مادة أصليَّة تصلُح للبحث التاريخي.
تَحقيق النص القديم يقوم مقامَ التأليف ذاتِه، بل هو أهمُّ منه؛ لأَنَّ النص هو الأساس الذي يُبنى عليه التاريخ.
تَحقيق النص القديم لا يكون بنسخةٍ فقط، وإنَّما يكون باتِّخاذ قواعدَ مُعينةٍ في تصحيحه، وبنقده وفحصه.
نستعين في البَحث عن النصِّ القديم بما يأتي:
أ- فهارس المكتبات مثل:
1- دار الكتب بالقاهرة.
2- دار الكتب بدمشق.
3- المكتبة الأهلية بباريس.
4- المتحف البريطاني بلندن.
5- مكتبة الفاتيكان بروما.
6- مكتبة مدريد بإسبانيا.
فكلُّ هذه المكتبات العامَّة سارَعتْ إلى اقتناء المخطوطات الإسلاميَّة القديمة، وعملت لها فهارسَ مُمتعة.
ب- معاجم اللغة وقواميسها: "لسان العرب"، لابن منظور.
صعوبات تحقيق المخطوط:
اللغة: تكون الصُّعوبة في تَحقيق لُغةِ المخطوط؛ لأنَّ مُعظمَ النُّصوص التاريخية القديمة كانت من تأليفِ المُستعربين، الذين عَمِلوا على إدخالِ كَلماتٍ وتَعبيرات غربية لا تمتُّ للغة العربية بصلة.
الخط: فالخطوط الآتية: النسخ، والرقعة، والكوفي، والطومار، والغبار - تَحتاج في قراءتها إلى تعلُّمٍ، ومِران، وصبر، ومُثابرة.
وكذلك، فإنَّ القُدامى كانوا يَجنحون في كتابَةِ مُؤلفاتِهم إلى شَكلٍ خاصٍّ غير مُتعوَّدٍ عليه في الوقت الحاضر، مثل: (الصلواة) بدلاً من الصلاة.
وإنَّ مُعظمَ النصوص القديمة العربية حافلةٌ بأغلاطِ النُّساخ اللُّغوية، والإملائية، واختفاء النُّقَطِ التي قد تَذْهَب بمُضِيِّ الوقت، وبإهمال النَّاسِخ، فكثيرٌ من الكلماتِ تكون مَبتورة، أو ممسوحة، أو حتى ضائعة.
س: على أيِّ أساس تستطيع تحديد النسخة الأم؟
أن تكون النسخةُ كاملةَ المحتويات لمادةِ الكتاب على آخر صورة تركها المؤلف.
أن تكون النسخة حاملةً عنوانَ الكتاب، واسمَ المؤلف.
أن تكون النسخة بخط المؤلف، كمُبَيَّضَة لا مُسَوَّدَة، أو من إملائه، أو فيها ما يدلُّ على اطِّلاعه عليها، وإقراره لها.
س: ماذا يحدث إذا عدم الأصل؟
إذا عُدِمَ الأصلُ، يَختار المحقق إحدى النُّسخ، التي في المرتبة الثانية؛ بناءً على مُواصفاتٍ مُعينة؛ لتكونَ هي الأصل، والباقي تابعًا لها.
ويُلاحَظ اعتبارات عُمر النُّسخة من قدمها، وقُربها من الأصل، وكمال النسخة ووقتها، وكذلك وضوحها، وقلَّة أخطائها.
س: بيِّن مرحلةَ النَّسْخ؟
بعد تحديد النُّسخة الأم لا بُدَّ من قراءَتِها؛ للتَّمَرُّس على أسلوبِ المؤلف، والتعرُّف على الكتاب ومُحتوياته.
الشروع في النسخ، ويَحسن في هذه المرحلة نَسْخُ الأصلِ كما هو دونَ تغيير.
س: بَيِّن المشكلات والصعوبات التي تواجه المحقق في مرحلة النسخ؟
أ- الخلل في ترتيب الصفحات.
ب- السقط
ج- أخطاء النساخ.
د- اختلاف أنواع الخطوط، وطرائق الإعجام والتشكيل، وطريقة كتابة الأرقام وبعض علامات الترقيم.
أولاً: الخلل في ترتيب الصفحات:
كثيرٌ من الكتب القديمة جُمِعَت من ملازمَ أو أوراقٍ مُفردة يسهُل وقوعُ الخلل في ترتيبها.
تزدادُ المشكلةُ تعقيدًا، عندما يأتي ناسخٌ آخر، فينقل عن أصلٍ مُختلِّ الترتيب، مع اختلافٍ في أوائل الصَّفحات ونِهاياتِها، فيصعُب اكتشافُ الخلل، ويَحتاج إلى مَهارةٍ شديدة، هنا يسهُل اكتشافه؛ اعتمادًا على مَنهجِ الكتابِ وتَرتيبِ فُصُولِه، وكذلك الاستفادةُ من المقدمة، وكذلك خبرة المحقق بالموضوع، وكذلك التعقيبة.
ثانيًا: السقط:
نَقْصُ كلمة، أو عبارة، أو سطر، أو عدَّة أسطر، أو أكثر في ثنايا الكتاب - يَفْطَنُ إليها المحقق، بالسياق، أو بعلاماتٍ معيَّنة، إذا كانت النسخة قد رُوجِعت، أو قوبلت على غيرها.
تصحيحه يكون في صُلب المتن، مع الإشارة إلى ذلك في الهامش.
ثالثًا: أخطاء النساخ:
1- التحريف.
2- التصحيف.
3- التكرار.
4- الإضافة.
إذا تأكَّد المحقق أثناء نَسْخِه للأَصْلِ من ذلك، فيُمكِنُه تصويبُها مع ضرورة الإشارة إلى ذلك بالهامش؛ لينتَفِعَ به عند مُقابلة النُّسخ.
رابعًا:
اختلافُ أنواعِ الخطوط، وطرائق الإعجام والتشكيل، وطرائق كتابة الأرقام وبعض علامات الترقيم.
لوازم مرحلة النسخ:
1- استخدام علامات الترقيم.
2- تقسيم النصِّ إلى أبواب وفصول، ووضع عناوين على الهامش.
3- يُثبِت المحقق أثناءَ نسخه للأَصْلِ رُموزًا دالَّةً على أوائل صفحاته.
س: بَيِّن مَرحلة مقابلة النسخ؟
بعد النسخ يُقارِن المحقِّق نسخةَ الأصل بسائر النسخ، التي ستستخدم في المقابلة والتوثيق.
المحقِّق وإن اختارَ أصلاً ينسب إليه سائرُ الفروق، فإنَّه قد يَجد أحيانًا أنَّه لا مَفرَّ مِن تفضيل بعضِ القراءة من النُّسخ الأخرى على الأصل.
كيفية المقابلة:
أ- المشافهة: يقرأ المحققُ النسخةَ الأم على آخر أو آخرين معهم النسخ الأخرى، ويثبت هو الفروق - بعد أن يتأكَّد بنفسه - في الهامش، أو في كراسة خاصَّة بالفروق.
ب- المعاينة: يقرأ المحقق بنفسه قطعةً من الأصل، ثُمَّ يُقابلها على نظائرها في سائر النسخ واحدة بعد الأخرى، ثُم يثبت الفروقَ في كُلِّ مَرَّة.
س: بين مرحلة التعليق وخدمة النص:
تكون باستخدام الهامش الثاني.
1- تستخدم الهامش في الإشارة إلى بَعضِ النُّصوص المأخوذة من الأصل؛ أي: أجزاء من الأصل اقتبستها الكُتُب الأخرى، وإن كانت طويلةً توضَع في مَلاحِقَ خاصَّة.
2- إثبات الشروح لكلِّ ما هو غامض في النص، مع مُراعاةِ الاختصار والدِّقَّة.
3- التعريفُ الموجز بالأعلام الواردة في النصِّ، إلاَّ إذا كانت بالغة الشُّهرة، أو الإشارة إلى مواضع سيرهم في كُتُبِ الأعلام والتراجم والمؤلفين.
4- التعريف بالمجاهيل.
5- الإشارة إلى المواضع المناظرة من مؤلفات أخرى للمُؤلَّف الأصل.
6- العناية بالنصوص المقتبسة: الآيات القرآنية، واسم السورة، ورقمها، والأحاديث النبوية، والقصص، والحكم، والأمثال، والأقوال المأثورة، والاقتباسات، والاختصارات التي يستمدها المؤلِّف من كُتَّابٍ مُعاصرين له، أو سابقين عليه، وأبيات الشعر بتحديد قائلها، ومكانها من ديوانه.
س: كيف تُخرِّج الأحاديث النبوية؟ وما المصادر المفيدة في ذلك؟
لا بُدَّ أن يكون أحد الاحتمالات الآتية:
الأول: معرفة الكلمة الأولى من متن الحديث، ففي هذه الحالة نرجع إلى أحَدِ الكتب التالية، وهي جميعًا تتبع الترتيبَ الأبجدي لأوائل المتون:
أ- الجامع الكبير، والجامع الصغير، للإمام السيوطي.
ب- الفتح الكبير، للنَّبهاني، وهو يضم الجامعَ الكبير والصغير، للسيوطي.
ج- كشف الخفاء ومزيل الإلباس، للعجلوني.
د- مشارق الأنوار، مرتَّب حسب الحرف الأول من الكلمة الأولى لكل حديث بالنظام الألفبائي.
وعندئذٍ نَحصُل على نَصِّ الحديث، وعلى مَن أورده من أصحابِ الكتب، وعلى درجته من الصِّحَّة أو غيرها.
وإذا علمنا من هذه الكُتُب أنَّ الحديثَ مَروِيٌّ عند البخاري ومسلم، يُسْتَحْسن أن نرجع إلى طبعة الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي لصحيح مسلم؛ حيث يوجد في آخرها فهرس مُرتَّب حسب أوائل الأحاديث.
وفي حالة معرفة مكانه في "صحيح مسلم" نَلجأ إلى كتابِ "اللُّؤلؤ والمرجان فيما اتَّفق عليه الشيخان"، وقد رَتَّبه محمد فؤاد عبدالباقي طبقًا لأبوابِ "صحيح مسلم"، ثُمَّ يذكر عقب كلِّ حديث مكانه في "صحيح البخاري": "هذا الحديث في "صحيح البخاري" في كتاب كذا، وباب كذا".
وفي حالة مَعرفة مكانه في "صحيح البخاري" نلجأ إلى كتابِ "تَيسير المنفعة"، ونَجده في أوله ذَكَر كُتُبَ "صحيح البخاري" ورقْم كل كتاب منها حسب تتابُعها في الصحيح.
وبتيسير المنفعة أيضًا نَعرف مكانَ الحديث في "سنن الترمذي"، و"تحفة الأحوذي في شرح الترمذي".
في حالة أنَّ الحديث ورد في موطأ مالك، فيحسن الرجوع إلى طبعة فؤاد عبدالباقي؛ لكونها مُحققة مُفهرَسة، وكذلك سنن ابن ماجه.
الحالة الثانية:
إذا كُنَّا نعرف كلمةً ما من كلمات الحديث، وليست في أوله، نرجع في هذه الحالة إلى كلٍّ من كتاب "مشكل الحديث، وغريب الحديث لابن الأثير الجزري، ومشكل الحديث لابن قتيبة، ومشكل الحديث وبيانه لابن فورك".
وهذه الكتب مفهرسة حسب المواد، كالمعاجم اللغوية.
وإذا عرفنا كلمةً عاديَّة من الحديث أو الموضوع الذي يدور حوله، فيحسن الرجوع إلى "مِفتاح كنوز السنة"، فهو يقسم الأحاديثَ حسب الموضوعات مع ترتيبها أبجديًّا، وكذلك لو عرفنا معنى الكلمة، نَجِد ذلك في "مِفتاح كنوز السنة" ألَّفه فنسنك.
الحالة الثالثة:
إذا كنَّا نعرف اسم الصحابي الذي روى الحديث فقط، نرجع في هذه الحالة إلى الكتب المعروفة لدى المحدثين باسم المسانيد؛ مثل كتاب "ذخائر المواريث"، للنَّابُلسي يُورد فيه أسماءَ الصحابة مُرتبة ترتيبًا أبجديًّا، و"مسند الإمام أحمد" طبعة دار المعارف بالقاهرة، تَحقيق أحمد شاكر، تَمتاز بوجود فهرس للموضوعات في آخر كلِّ جزء منها، ثُمَّ يذكُر رُواة الحديث، ثُمَّ ما له من الصِّحَّة أو الحسن أو الضَّعف.
الحالة الرابعة:
إذا كنَّا نعرف شيئًا عن الحديث ودرجته من الصِّحَّة والضَّعف، أو الشهرة بين الناس، نرجع في حالة الصحة إلى:
1- "زوائد السنن"، للهيثمي.
2- "صحيح ابن حبان"، تحقيق: أحمد شاكر.
3- "التوحيد"، لابن خزيمة، تَحقيق: محمد خليل الهراس.
وفي حالة الضعف أو الوضع نرجع إلى:
1 - "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة"، للسيوطي.
2 - "الأحاديث الموضوعة"، الشوكاني.
3 - "الأحاديث الموضوعة"، لابن عراق.
4 - "تذكرة الموضوع"، لابن القتني.
إذا كان الحديث مما اشتهر على الألسنة، فيُمكن الرجوع إلى كتاب "كشف الخفاء ومزيل الإلباس"، للعجلوني، وكتاب "المقاصد الحسنة"، للسخاوي، أو كتاب "اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة"، لابن حجر؛ لمعرفة قيمةِ الحديث، وسنده، ونقد سلسلة الرُّواة، وكتاب "جامع الأصول"، لابن الأثير الجزري، و"تيسير الوصول"، لابن الديبع الشيباني، وكتاب "كنز العمال"، للمتقي الهندي.
الطرق التي تتبع في تحقيق المخطوط
1- اختيار المخطوط الذي ينبغي تَحقيقه.
2- استشارة الفهارس والمكتبات.
3- جمع نسخ المخطوط الذي نريد أن نحققه.
4- التأكُّد من:
أ - أنَّ النص مفيد.
ب - أنَّ النصَّ لَم يكن منشورًا من قبل.
مرحلة جمع نسخ المخطوط:
1- ترتيبها من حيث قُربها من عصر المؤلف، ونأخُذ منها ما هو قريب جدًّا، فيجب التركيز عليها.
2- إذا وجدت نُسخة واحدة، ينصح العلماء بألاَّ نُحققها، لكن يمكن طبعها إذا كان النص نادرًا، أو يمكن إضافة شيء جديد مثل كتاب "المقتبس" لابن حبان، تَحقيق محمود مكي.
احتمالان:
1- نجد نسخةً واحدة، ولا ننصح بنشر هذه النُّسخة إلاَّ في حالة واحدة.
2- نَجد نُسَخًا كثيرة مُنتشرة في كثير من بلاد العالم.
3- لا نَجد له نسخةَ أصلٍ، ولكن نَجد نصوصًا كثيرة مَوجودة في كُتُب أخرى، منها نَجْمَع النصوصَ، ونعمل منها نسخةً، كـ"المقتبس"، لابن حبان.
أولاً: نسخ كثيرة:
ليست في مستوى واحد من الناحية العلمِيَّة، فمنها نسخٌ يُعوَّل عليها، ويعمل بها، ونسخ لا يعول عليها، ولا يعمل بها.
النسخ التي يُمكِن الاعتماد عليها هي:
1- النُّسَخ التي كتبت بخَطِّ المؤلف نفسه، وتسمى "الأم".
2- النُّسخ التي نُسِخت من نسخة المؤلف وقُرئت عليه، كأَنْ يكونَ النُّسَّاخُ نسخوا الكتابَ من نسخة المؤلف، ثُم ضاعَتْ نسخة المؤلف، وقرأها أو قُرِئت عليه، مكتوبٌ في آخرها: قُرِئت على المؤلف، فهذه النسخة تُعَدُّ هي "النسخة الأم".
3- النسخ التي قوبلت على نسخة المؤلف، كأن يكون عندي نُسخة قُوبلت على نسخة المؤلف، وضاعت نسخةُ المؤلف، لكنَّ المقابلةَ تَمَّت قَبْلَ الضَّيَاع دونَ قراءة المؤلف لها، فهذه من النسخ التي يمكن الاعتماد عليها.
4- النُّسخ التي كتبت في عصر المؤلف، فمثلاً المؤلف يعيشُ في القرن الرابع، وكتبت هذه النسخ في القرن الرابع، ثُمَّ فُقِدَت نُسخة المؤلف.
5- نسخ أخرى بعد عصر المؤلف:
نُرتِّبها ترتيبًا حسب الحداثة والقدامة؛ إذ النسخةُ كلما كانت قديمة، كانت أدقَّ وآمن إلى النفس، ولكن إذا وُجِدت نسخة حديثة، ولكن مكتوبة بصورة جَيِّدة، والمعنى فيها مستقيم، نسخة كاملة خالية من التصحيف والتحريف، وكذلك مكتوبة بخط واضح، فيمكن الاعتماد عليها.
ويمكن تحديد الزمن بمعرفة الآتي:
(نوع الخط، ونوع الحبر)، ومعرفة ذلك تكون بسؤال المتخصصين.
هل ممكن إضافة حرف أو كلمة؟
نعم، لكن لا بُدَّ من وضعها بين قوسين معقوفتين: [].
مرحلة التعليق:
التعليقاتُ تكون في الحاشية، والحاشية تنقسم إلى قسم الاختلافات (الهامش الأول) (فروق النُّسَخ)، وإلى قسم التعليقات (الهامش الثاني).
الأفضل أنْ أعمل التعليقات آخرَ النَّسْخ.
التعليقات لا بُدَّ أن تتضمن:
• التعريف بالأعلام الموجودة في النصِّ، ويكون بِصورةٍ وَجيزة، وإذا كان عالَمٌ غير معروف، لا بُدَّ أن أعرفَه تعريفًا وجيزًا.
• عبارة المجاهيل: "قال رجل، وقال فلان"، ففي هذا نقول: هذا محمد.
• النصوص التي اقتبسها من المؤلفين لا بُدَّ أن تردَّ إلى أصولِها، والآيات لا بد أن تُخَرَّج، والأحاديث كذلك.
• القصص والحكم والأمثال والأقوال المأثورة لا بُدَّ من رَدِّها إلى قائلها، وكذلك أبيات الشعر، وردها إلى قائلها وإلى ديوانها.
التأكُّد من أن المخطوط المراد تحقيقه لم يُحقَّق بعد، ويمكن الاستعانة في ذلك بـ:
• "اكتفاء القنوع بما هو مطبوع"، فنديك.
• "معجم المطبوعات في الأقطار الشرقية والغربية من الكتب العربية"، سركيس.
• الاستعانة بالمراكز العلمية المتخصصة مثل "مركز الملك فيصل للبحوث والمخطوطات".
التحقيق وأدواته:
التحقيقُ يهدف للوصول إلى الحقيقةِ وإصدارِ الكتب على الصُّورة التي أرادها لها مؤلفوها؛ لأَنَّ نسخة المؤلف غالبًا ما تكون مَفقودة، ويتجمع لدينا من الكتاب الواحد نسخٌ متعددة، تتفاوت فيما بينها تَفاوُتًا شديدًا.
إذا أردنا نَشْرَ الكتاب نَشرًا عِلميًّا، وجب علينا أنْ نَجتهد للحصول على النص، الذي خرج من تَحت يد المؤلف، أو على نَصٍّ هو أقربُ ما يكون إلى نَصِّ المؤلف، وهذا هو الذي يقصد بتحقيق المخطوطات.
الخطوات الأساسية لعملية التحقيق:
أ- تجميع النسخ والمقارنة بينها وتحديد منازلها.
ب- التحقُّق، سواء من اسم المؤلف، أم من عنوان الكتاب، أم من نسبة الكتاب إلى مؤلفه، أم من النص نفسه.
ج- إخراج النص:
أولاً: مرحة تَجميع النسخ، والمقارنة بينها، وتَحديد منازلها:
لكي نتوصل إلى معرفة النسخ المختلفة للكتاب الواحد ينبغي الرجوع إلى:
1- دوائر المعارف والموسوعات.
2- القواميس والمعاجم.
3- كتب التراجم.
4- الكتب السنوية.
5- الأعمال الببيولوجرافية.
مثل: كتاب "تاريخ الأدب العربي"، لبرولكمان، مُرتَّبٌ ترتيبًا زمنِيًّا.
وكتاب "تاريخ التراث العربي"، لسيزكين، مرتبٌ حسب الموضوعات.
وليست كلُّ مَخطوطات الكتاب واحدة، ففيها الكامِل والناقص، وفيها القديم والمتأخر، وفيها الواضح والغامض، وفيها الموثق سماعه وإجازته ومقابلاته وغير الموثق، فهنا تأتي أهمية دراسة الآتي:
1- نوع الورق.
2- نوع الخط.
3- تواريخ التملُّكات، والإسماعات، والإجازات.
4- تقصي الأشخاص الذين ورَد ذكرهم في الإجازات والإسماعات.
الخطوات الأولى والأساسية لعملية التحقيق:
1- تجميع النسخ والمقارنة بينها وتحديد منازلها.
2- التحقيق، سواء كان تَحقيقًا لاسم المؤلف، أم لعنوان الكتاب، أم لنسبة الكتاب إلى مؤلفه، أم للنص نفسه.
إخراج النص:
أولاً: تجميع النسخ، والمقارنة بينها، وتَحديد منازلها:
ينبغي الرجوع إلى فهارس المكتبات والأعمال الببليوجرافية، مثل:
1- كتاب "تاريخ الأدب العربي"، لبروكلمان.
2- كتاب "تاريخ التراث العربي"، لفؤاد سيزكين أوْفَى وأدق.
فهما يسجلان المخطوطاتِ العربيةَ الموجودة في مكتبات العالَم تحت أسماء مؤلفيها، فكلُّ مؤلف تذكر مؤلفاته التي وصلتنا، وتذكر نسخه والمكتبات التي توجد فيها.
تحديد منازلها:
ليست كلُّ مَخطوطات الكتاب الواحد سواءً في أقدارِها، ففيها الكامل والناقص، وفيها القديم والمتأخر، وفيها الواضح والغامض، وفيها الموثق بسماعه وإجازته ومقابلاته، وغير الموثق.
وإذا كانت أفضلُ النُّسَخِ هي أقدمها وأكملها وأوضحها وأوثقها، فإنَّ هذه المواصفات قَلَّما تَجتمع في نسخةٍ واحدة منها، ومن هنا تأتي أهميةُ دراسة الورق والخط وتواريخ التمليكات والسماعات والإجازات.
ثانيًا: مرحلة التحقيق:
ويَنطَوِي تَحته التثبُّت من مُؤلف الكتاب، وعنوانه، وتحرير نَصِّه، أَمَّا عنوانُ الكتاب واسم المؤلف غالبًا ما يُذكرانِ في المقدمة، وفي حالة فَقْد أجزاء من المقدمة، أو طمس إحدى هاتين المعلومتين، ففي هذه الحالة يلزم الرجوع إلى:
1- كتاب "الفهرست"، لابن النديم.
2- "مفتاح السعادة"، لطاشكبري زاده.
3- "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، لإسماعيل البغدادي.
وإذا كانت المعلومة المتاحة لديَّ هي عنوان الكتاب، وأريد التثبت من صحته، ومعرفة مؤلفه، فيُمكن الرجوعُ إلى "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"، لحاجي خليفة، وذيله أيضًا "إيضاح المكنون"، لإسماعيل البغدادي.
وإذا فُقِدَت المقدمة، وفُقِدَ معها اسمُ الكتاب واسم المؤلف، فلا سبيلَ إلى التعرُّف على شخصيته إلاَّ من خلال قراءة النصِّ، وتَحديد موضوعه، والتمرُّس بأساليبِ المؤلفين وخَصائصهم، والرُّجوع إلى الكتب الموسوعِيَّة، أو كتب التخصص، التي قد تكون نقلتْ نصوصًا عن هذا الكتاب.
فإذا اطمأنَنَّا إلى عنوان الكتاب، واسم مؤلفه، انتقلنا إلى النص نفسه.
إذا كانت نسخةُ المؤلف هي التي ننشرها، فلا مُشكلة؛ لأَنَّها تَجُبُّ كلَّ النسخ الأخرى.
أمَّا إذا كنا أمامَ مَجموعة من النُّسخ، فيَجب أنْ نرمزَ لكلٍّ منها برمز مُعين، وأنْ نتخذَ أقدمَها وأوثقها وأصحها أساسًا للنشر، ونقابلها بالنسخ الأخرى، ونُثبت الخلافاتِ بين النسخ في الحواشي.
ولكنَّ تَحقيق النص ليس مُجرد مُقابلةِ عِدَّة نسخ على بعضها، ولا هو تصويب له، أو تصحيح لأخطائه، وإنَّما هو مُحاولة للاقتراب من النصِّ الذي ذكره المؤلف وافتقدناه.
ملحوظة:
• إن المحقق ليس من مُهمته تقويم النص، أو تصحيح المعلومات الواردة به.
• إنَّ المحقق ليس من مهمته استكمال النقص الموجود في النص، إلاَّ إذا كان النص لا يستقيم دون إضافة.
هذه الإضافة توضع بين قوسين معقوفتين.
أنْ تُتَّخَذَ هوامشُ الصفحات في:
1- إثبات الخلاف بين النُّسَخ.
2- تَخريج النصوص؛ أي: رَدها إلى مَصادرها كآيِ القرآن والأحاديث.
3- إثبات التَّعليقات والشُّروح، كالتعريفِ بالمواضع، والأشخاص المذكورين في النص، وتفسير بعض العبارات الغامضة التي تَحتاج إلى بَسط؛ ليتسنَّى فهمُ المراد منها.
4- التنبيه إلى الأخطاء العِلميَّة التي وقعت في النص، أمَّا الأخطاء الإملائية واللُّغوية فتُصَوَّب في مواضِعِها ما لَم تكُن النسخة التي تنشرها هي أصل المؤلف، وينبغي التنبيه إلى الصَّواب في الحاشية.
5- رَبط أجزاء الكتاب بعضها ببعض، بالإشارة إلى ما سبق، أو ما سيأتي من الكتاب ممَّا له علاقة بموضوع الحديث.
ملحوظة: يُشْفِق البعضُ على هوامش الصَّفحات من أنْ تنوءَ بهذا العِبْء الثقيل، فيرى أن تقتصر على إثباتِ الخلافات بين النُّسخ، وأنْ تجمع التعليقات في أواخر الفصول.
ولا شَكَّ أنَّ الأفضلَ أنْ يذكر كلَّ شيء في مَوضعه، وأن يَحرص المحقِّق على عدم الإسراف في التعليق والشروح.
ثالثًا: مرحلة الإخراج والنشر (إخراج النص):
النصُّ ينبغي أن يكون مُعَدًّا إعدادًا جيدًا من حيث تنظيمُ الفقرات، وترقيم الحواشي، واستخدام علامات الترقيم، وضبط الألفاظ، التي قد تلتبس على القارئ، وخاصة أسماء الأشخاص والأماكن.
أنْ يقدم له بمقدمة عن المؤلف، وعن الكتاب وأهميَّته، ومنهجه، وموضعه بين المؤلفات الأخرى في مَجاله، وعن النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق، وخصائص كُلٍّ منها، والرمز الذي رمز به إلى كُلٍّ منها، والمنهج الذي اتُّبع في التحقيق.
إذا كان الكتابُ قد سبق تَحقيقُه أو نشره، فينبغي أنْ تذْكر الأسباب التي دعت إلى إعادة نشره وتَحقيقه مرة أخرى.
ينبغي أن يُخْتمَ الكتاب بمجموعة من الكَشَّافات الهجائية، التي تُحلِّل مُحتوياته، وتُيسِّر استخدامه، وتُحدد طبيعة الكتاب (الفهارس).
س: ما الذي يحتاج إليه المحقق؟
1- العلم بالموضوع الذي يعالجه المخطوط، وبأسلوب المؤلف، وخصائصه، ولوازمه، وبطرائق التأليف وإخراج الكتب في العصور القديمة.
2- الخبرة.
3- معرفة أنواع الخطوط، ورموز الكتابة، كعلامات الحذف، والإلحاق، والإهمال.
4- العلم بمراجع التحقيق، وخاصة معاجم اللغة، والببليوجرافِيَّات، والمراجع الأساسية في مجال تَخصُّص الكتاب المحقق.
قضية نسبة المخطوط إلى صاحبه:
يعتمد في جزءٍ كبير منه على ثقافة المحقِّق، وخبرته الكبيرة بالمؤلف، والعصر الذي عاش فيه، وبالخط العربي وتطوُّره، وتركيب الحملة العربية وتطوُّرها، وبالرسم الإملائي للكلمات العربية، هذا بالنسبة للمُشتَغِلين بالتحقيق؛ لأَنَّ الخَطَّ العربي في بداياته لَم يكن مُعجمًا، ولا مشكولاً، ولَمَّا فَشا اللحن في قراءة القرآن، اضطروا إلى الإعجام، والشكل، وتطوره من عصر إلى عصر.
• مُقارنة التواريخ المدونة في المخطوط، وعلاقتها بالمؤلف، وتاريخ حياته، وتاريخ وفاته، وعلاقة هذه التواريخ بالكتب الأخرى للمؤلف.
• قراءة المقدمة بعناية؛ لأنه أحيانًا تكون المخطوطة غير مكتوبة بخطِّ المؤلف، وليست مُملاةً من المؤلف على بعض تلاميذه، ولكن تكون مَنقولة من نُسخةٍ عن نسخة أخرى، فاحتمالات الخطأ واردة.
• مقارنة تاريخ المخطوطة بتاريخ المؤلف.
• التعرُّف على مذهب المؤلف وعقيدته؛ لأنَّنا قد نَجد في المخطوطة أفكارًا تتعارض مع ما يدين المؤلف به، وما يتمسَّك به من نحلة أو مذهب.
• التعرُّف على طريقة الرسم الإملائي، وطريقة المؤلف في صياغة الجُملة التراثيَّة، والتواريخ، والتعريف بمذهب المؤلف.
ملحوظة: هذه الأمور ينبغي أن يتعرَّف عليها المحقق قبل أن يقومَ بعمل التحقيق، فمعرفته بهذه الأمور تيسِّر له أن يتأَكَّد من نسبة المخطوطة إلى صاحبها.
معرفةُ الهدف الذي من أجله وضع الكتاب؛ لأنَّنا قد نَجِد أفكارًا لا تتَّفق على مذهب المؤلف، وأحيانًا نَجد داخلَ المخطوطة أفكارًا سياسية واجتماعية، ودينيَّة لا ينسبها البعضُ إلى صاحبها، بل ينسبها إلى نفسه أحيانًا، وإلى غير قائلها أحيانًا أخرى.
مُقارنة النُّسخ بعضها ببعض بعَرْض النُّسخ على بعضها، والاقتباسات الموجودة في النصوص.
أ.د/ عبدالله جمال الدين:
كيف تخرج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في المخطوط؟ وما المصادر المفيدة في ذلك؟
ما الخطوات الواجب اتِّباعُها لتجميع ونشر الكتاب مِن خلال مَن نقلوا عنه، ثم بيِّن ما الطريقة المُثلى التي نتبعها لتحقيقِ نُصُوصه؟ وماذا ينبغي عمله لخدمةِ النَّص نفسه؟
تحقيق النصوص
ما الوسائل التي يمكن اللجوء إليها:
لمعرفة أين يوجد المخطوط؟ هل حقق أو لَم يحقق؟
إذا استقرَّ البحث عن وجود نسخة وحيده منه، أو عن وجود عدة نسخ، فما الخطواتُ الواجب اتِّباعُها لنشْره نشرةً علميَّة في كل حالة؟
كتاب سبق نشره، وتتَّجِه النية إلى نشره مرَّة أخرى، كيف؟
يوجد لهذا المخطوط نسخة وحيدة، فهل يمكن تحقيقها اعتمادًا عليها؟
اشرح الصعوبات التي يمكن أنْ تواجه من يبغي تحقيقه ونشره نشرة علمية، وكيف يمكن التغلُّب عليها؟
أسئلة المنهج:
س: يوجد لهذا المخطوط نسخة وحيدة، فهل يمكن تحقيقه اعتمادًا عليها؟
إذا استقر البحث عن وجود نسخة وحيدة منه:
• تحقيق عنوان الكتاب.
• تحقيق اسم المؤلف.
• تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
• تحقيق متن الكتاب حتى يظهر بقدر الإمكان مُقاربًا لنص مؤلفه.
أولاً: تحقيق عنوان الكتاب:
لا بد من الرجوع إلى الكتب الآتية:
• كتاب "الفهرست"، لابن النديم.
• كتاب "مفتاح السعادة"، لطاشكبري زاده.
• كتاب "مصباح السعادة في موضوعات العلوم"، لطاشكبري زاده.
• "هدية العارفين"، لإسماعيل البغدادي.
• "أسماء المؤلفين وآثار المصنفين"، لإسماعيل البغدادي.
ثانيًا: تحقيق اسم المؤلف ونسبة الكتاب إليه، لا بُدَّ من الرجوع إلى الكتب الآتية:
1- "كشف الظنون عن أساس الكتب والفنون"، لحاجي خليفة.
2- "إيضاح المكنون"، لإسماعيل البغدادي.
3- "معجم الأدباء"، لياقوت الحموي.
ملحوظة: إنَّ عنوان الكتاب واسم المؤلف غالبًا ما يُذكرانِ في المقدمة، أمَّا إن فُقِدَت أجزاء من المقدمة، أو طمست إحدى هاتين المعلومتين، فيلزم الرجوع إلى الكتب السابق ذكرها.
شبكة الألوكة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..