وقفة مختصرة مع فتوى الدكتور سلمان العودة
بجواز الاحتفال بيوم الميلاد
حسام بن عبدالله الحسين.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فمنذ فترة خرج علينا الدكتور: سلمان العودة بفتوى خطيرة،
ليس لمضمونها فحسب، بل لما احتف بها من تأصيل فاسد وإقحام للأهواء في مسائل الشرع،
تلكم هي مسألة الاحتفال بيوم الميلاد،
وآخر ما قرأته له في ذلك ما نشره في صفحته على التويتر
حيث قال: (يوم الميلاد ليس عيدا وهو يخص صاحبه ولا يخص الآخرين فهو مناسبة شخصية
والقول بتحريمه غريب!!)
ولن أطيل في مناقشة كلامه، بل سأسلك مسلك الإيجاز، ومن
أراد الاستزادة فالطريق إليها معلوم.
أقول وبالله التوفيق: العيد باختصار كما قرره شيخ
الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء 496/1 وابن القيم في إغاثة اللهفان 190/1:
كل ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان أو مكان، ولا بد أن
يكون مقصودا لذاته، فالاجتماعات العائلية الشهرية والسنوية لا يقصد بها ذات اليوم
المجتمع فيه ولا المكان، ولذا قد يتغير يوما من الدهر، أما أعياد الميلاد فيومها
مقصود لذاته فافترقا، حتى لو جعل الاحتفال قبل أو بعد يوم مولده بيوم أو يومين
فالحكم واحد كما أفاده شيخ الإسلام في الاقتضاء 5/2
ولا يشترط في النهي عن العيد أن يكون تعبديا دينيا؛ فإنه
إن كان كذلك نهي عنه من وجهين: كونه عيدا، والثاني أنه بدعة، لذا لما قدم رسول
الله المدينة وجدهم يلعبون في يومين -تأمل: يلعبون- فنهاهم عن ذلك وقال:( قد
أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى) أخرجه أبو داود والنسائي من حديث
أنس وصححه ابن تيمية وابن حجر،ولا يجمع بين البدل والمبدل منه كما ذكر ابن تيمية
في الاقتضاء 486/1
ثم كونه يسمى يوما أو احتفالا لا يعني ذلك رفع الحظر عنه
لأن العبرة بالحقائق لا الأسماء، وتأمل في الحديث السابق فإن فيه أنهما يومان ولم
يقل: عيدان!!
وقال: يلعبون فيهما، ولم يقل: يتعبدون!!
وفي مسند أحمد بسند صحيح عن عبدالله بن محيريز عن رجل من
أصحاب رسول الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن ناسا من أمتي يشربون
الخمر يسمونها بغير اسمها). وله شواهد. "الصحيحة 90 و 414 "
وليعلم أن كونه احتفالا شخصيا لا يمنع تسميته عيدا ومن
ثم تحريمه، فلماذا التلبيس؟ فلا فرق بينهما لغة ولا شرعا، قال ابن الأعرابي كما في
تهذيب اللغة للأزهري" 85/3" :(سمي عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد)،
وتقدم كلام ابن القيم في الإغاثة: أن العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من مكان وزمان،
فإن أصر الدكتور العودة على رأيه فليكرمنا بذكر سلفه في التفريق، وقد قال الإمام
أحمد(إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام)..
علما أن العودة نشر في موقعه عدة فتاوى في تحريم
الاحتفال بعيد الميلاد، فهل كان وقتها يرى القول بالتحريم غريبا؟؟ بل هو نفسه كان
يشدد في هذه المسألة ويفتي بتحريمها، فهل تغير اجتهاده بناء على دليل شرعي،
فليفدنا به ولن يستطيع!!؟؟
أخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: (من أحب منكم أن يعلم
أصابته الفتنة أم لا؟
فلينظر: فإن رأى حراما ما كان يراه حلالا، أو يرى حلالا
ما كان يراه حراما فقد أصابته)،
والذي عليه علماؤنا كابن باز وابن عثيمين تحريم هذه
الأعياد فالزم غرزهم، فهم أعلم وأفقه وأتقى وأورع (فتاوى اللجنة 317/8. و
260/28)// فتاوى ابن باز(438/1 و 283/4)// فتاوى ابن عثيمين(302/3)// ثم ماالذي
يدعوك أخي المبارك لفعل أمر أحسن أحواله أن يكون مشتبها، فهل دينك رخيص عندك إلى
هذا الحد؟؟ (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) ثم فكر قليلا وتأمل: منذ متى
والمؤمنون يحتفلون بهذا العيد وأمثاله؟؟
وأنصح بالرجوع لمقال الشيخ الفاضل/حمد العتيق بعنوان:
فتوى سلمان العودة في أعياد الميلاد بين مطابقة الشرع
ومسايرة الأهواء//وهو موجود بموقع الإسلام العتيق. وأخيرا: اتقوا الله معشر
المؤمنين، واعلموا أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، الله الله بلزوم
الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، واحفظوا أسماعكم وأبصاركم عن الاستماع
والقراءة لأهل الأهواء ومن له في كل يوم انحراف عن الجادة، فأنتم غدا عند ربكم
موقوفون ومحاسبون، والعمر قصير والعلم بالمنية عنا محجوب، والقلوب ضعيفة والشبه
خطافة، والدين ليس لمن غلب، والسلامة لا يعدلها شيء .. ولايحملنكم حبكم لأحد أن تدافعوا عنه
بالباطل، فلئن نصرتموه اليوم فمن له غدا؟؟
(هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم
القيامة أم من يكون عليهم وكيلا)
كتبه أخوكم/ حسام بن عبدالله الحسين.
ع ق 847
كتبه أخوكم/ حسام بن عبدالله الحسين.
ع ق 847
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..