الاثنين، 14 نوفمبر 2011

إرشادات لاختيار موضوع بحث الرسالة واعدادها

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد اجتياز السنوات المنهجية يقف الباحث وقفة قُبَيل اختيار موضوع بحثه ومن الإرشادات المتبعة لاختيار الموضوع :
1- النية الخالصة وإخلاص العمل لله؛ ينبغي الثقة بأن العمل المقرون بالإخلاص لله سبحانه وتعالى سينال صاحبه الأجر والثواب في الدنيا والآخرة ، ومن منا لا يريد الأجر الأخروي في ذلك اليوم يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لذا فهذا أدعى أن يُجَوِّد الباحث/ه من أجله بحثه.
2- الاستعانة بالله عز وجل ، وطلب العون منه ، ولا يخفى عليكم ما لذلك من أثر كبير على الفرد في تيسير أموره وقضاء حاجاته وإلا لما قرأنا تلكم الآية في كل صلاة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) في سورة الفاتحة وتأملوا أن ما تلاها دعاء الهداية وطلب الثبات من الله على الطريق المستقيم في قوله تعالى (( إهدنا الصراط المستقيم)). أعاننا الله وهدانا وإياكم الصراط المستقيم .
3- أن يكون الموضوع صالحاً لعمل رسالة علمية؛ إذ أن بعض المواضيع قد تنفع لبحث صغير منشور، إما لقلة مراجعها ، وإما لكون مشكلة البحث صغيرة لا يتجاوز حلها بضعة صفحات ويكون الاسهاب في جوانب أخرى مرتبطة بمشكلة البحث مما يُخِل بالبحث في مثل هذه الحالات.
4- أن يتماشى الموضوع مع سياسة القسم والكلية والمؤسسة التعليمية التابع لها؛ فبعض المواضيع قد تنفع في كلية الهندسة مثلا لكن قد لا تنفع في كلية العلوم التطبيقية، وبعضها قد تنفع في كلية الدعوة أو كلية الشريعة لكن لا تنفع في كلية التربية، لذا على الباحث/ه أولا معرفة أهداف المؤسسة التي يدرس بها ثم أهداف كليته وقسمه الذي ينتمي له ثم يحاول صياغة عنوان لمشكلة بحثه بحيث تتماشى مع ذلك وقد يكون من السهل على الباحث بعد اختيار المشكلة تحديد عنوانها بحيث تتماشى مع المؤسسة التابعة لها، ولهذا السبب قد تحمل الرسائل العلمية مواضيع طويلة نسبياً تختلف عن مواضيع الكتب إذ أن الكتاب يمثل جهد شخص أو مجموعة أشخاص بينما الرسائل العلمية هي عبارة عن جهد مؤسسي أكثر مما هي جهد فردي وغالباً ما يكون محدد بدقة.
5- أن يركز الباحث/ة جهده العلمي على مشكلة البحث فلا يسهب فيما لا يستحق الإسهاب، ولا يوجز في موضع يستحق الإسهاب، وأن يحرص كل الحرص على العناية بمشكلة بحثه مع إدراك الجوانب والعوامل ذات العلاقة القريبة المؤثرة تأثيراً مباشراً على مشكلته، وينبغي هنا التذكير بأن وقت إعداد البحث والرسالة العلمية غالباً يكون محدد وضيق مما لا يتسع ليبحث الباحث/ه عن كل شيء وكل كلمة أو موضوع في بحثه، لذا ينبغي التأكيد على أهمية مراعاة مبدأ الوقت عند اعداد البحث، ويكون ذلك غالباً بالتركيز الجيد عند وضع حدود البحث، وهنا يحتاج الباحث/ه أيضاً إلى الخبرة العلمية في هذا المجال وغالباً ما تكون متوفرة لدى الأساتذة والزملاء الذين يسبقونك في مراحل الدراسة ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) .
6- العلم والمعرفة أساس النجاح لأي عمل، فكلما كان الباحث/ة متمكناً من مادته العلمية كلما كان أكثر قدرة على طرح المشكلة العلمية وعلاجها، لذلك يُنصح الباحث/ه غالباً بعد اختيار موضوع بحثه أن يتوسع في البحث عن المراجع قبل البدء في كتابة خطة الدراسة لأن ذلك مما يعين على توسيع مدارك الشخص والتعمق أكثر في مشكلة البحث، وصدقوني كلما طالت فترات قراءتك كلما قلت فترة كتابتك بشكل كبير ، لذا أول خطوة يقوم بها الباحث/ه عقب اختيار المجال أو الموضوع الذي يرغب الكتابة عنه هي القراءة عن هذا الموضوع وبتوسع كبير.
7- الاستفادة قدر المستطاع من المراجع بمختلف أنواعها، من كتب التفسير وكتب الحديث، وشروحاتها، وأمهات الكتب في مختلف العلوم فلكل علم كتاب أو مجموعة كتب تُعد الكتب الأم فيه، أو المصدر كما يقولون، ومن هنا فرّق البعض بين الكتب فيُقال ان هذا الكتاب مصدر وهذا الكتاب مرجع، أي أن المصدر هو بمثابة الكتاب الأم في هذا العلم، والمرجع إما أن يكون كتابا حديثا في هذا العلم أو قديما لكن سبقه غيره فيه، لكنه في الغالب في درجة أقل من المصدر، كذلك الاستفادة من الرسائل العلمية و المجلات المحكمة والمواقع الالكترونية الموثوقة كمواقع المؤسسات والهيئات العالمية والحكومية وغير ذلك.
8- إن الاستفادة من المراجع المختلفة توسِّع مدارك الباحث وتجعله أكثر قوة في عرض مادته العلمية وأكثر تمكُّنا من علاج مشكلة بحثه، ولا تنسوا أهل الخبرة اهل الخبرة أهل الخبرة والثقة في نفس الوقت فهما الركيزة الثانية بل قل الأولى التي تعين الباحث/ه عند الكتابة في موضوع معين ( أحياناً قد يكون الشخص خبرة لكن ليس ثقة بما فيه الكفاية لذا يجب الحذر ممن هم على هذه الشاكلة) .
9- البحث عن المراجع وكيفية الحصول عليها مشكلة تؤرِّق الكثير من الباحثين خاصة في ظل الوقت المحدد للحصول على درجة علمية، لهذا مما يُسهل على الباحث الحصول على المراجع الاستعانة بعد الله عز وجل بأهل الخبرة والإطلاع من أهل التخصص، يلي ذلك الاستعانة بمراكز دعم الباحثين مثل مركز الملك فيصل رحمه الله في الرياض، ومعهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي التابع لجامعة أم القرى، ويمكن طلب مراجع ودراسات سابقة للموضوع من هذه المراكز، ويوجد غيرها لكن هذه أشهرها وأوثقها، لا سيما وأنها مراكز خيرية تعمل لخدمة العلم والعلماء، ولا ننسى العاملين في المكتبات التابعة للجامعات أو المكتبات الخيرية وما أكثرها وفقهم الله وكثَّر من أمثالهم.
10- الأمانة والصدق قدر المستطاع لا سيما أنها من خلق المسلم التي ينبغي أن يعمل بها فيتحرى الباحث الصدق والأمانة في النقل والصدق في الحديث فلا يتكلم بغير علم ولا ينسب كلام غيره لنفسه لأن ذلك مما يتنافى مع أخلاقيات المسلم قبل أن يتنافى مع أخلاقيات الباحث/ه العلمي.
11- الموضوعية في علاج المشكلات فيحاول الباحث قدر المستطاع ان ينتهج نهج الموضوعية في بحثه حتى وإن كانت نتائج بحثه عكس ما يتمناه ويطلبه، على سبيل المثال قد يُجري باحث بحثا يتعلق بقياس مخرجات نظام معين أو جدوى نظام معين أو مؤسسة معينة وتكون النتائج خلاف ما يتوقعه الباحث هنا تظهر موضوعية الباحث في عرض هذه النتائج كما وصل إليها، لأن عرض النتائج بموضوعية مما يُسهم في علاج المشكلات وحصر أسبابها.
12- التدقيق اللغوي خطوة هامة للبحث مهما كانت لغة الشخص سليمة، ويتقن مهارة استخدام علامات الترقيم، لأن معظم الباحثين ينصبّ أكثر تركيزهم على المحتوى العلمي للبحث فيقع دون قصد في الأخطاء اللغوية أو الإملائية، كما يستحسن عرضها على مدقق علمي أنصح أن يكون من أهل الثقة ومن ذات التخصص مما يثري البحث، ولكن طبعاً بعد موافقة المشرف على ذلك إن كان ممن يقبل أن يستشير الباحث/ه غيره، لأن تنويع الخيارات وسماع مختلف الآراء مما يثري قيمة البحث ويظل الخيار الأخير للطالب/ه والمشرف/ه لاتخاذ اللازم.
13- أن يحرص الباحث بعد الانتهاء من بحثه على نشر هذه المادة العلمية بالوسائل التي تحفظ حقوقه العلمية وفي نفس الوقت يبلغ العلم النافع لغيره، وهناك العديد من المكتبات التابعة للجامعات بدأت تعمل على نشر المعرفة العلمية على الشبكة العنكبوتية لتسهيل الوصول إليها من مختلف أرجاء العالم، وتقوم مكتبة الملك عبد الله بن عبدالعزيز التابعة لجامعة أم القرى بجهود مشكورة في هذا المجال أهمها: نشر ملخصات الرسائل العلمية على قاعدة بيانات موقعها الإليكتروني وهي خطوة فعالة تسهم في نشر المادة العلمية بدلا من تركها حبيسة الرفوف والأدراج.
14- أن يحرص الباحث/ه قدر المستطاع على الانتفاع بعلمه الذي علَّمه الله إياه فكم ممن لم تُتاح له الدراسة، وكم من شخص أجبرته ظروف الحياة على ترك مقاعد الدراسة، ومن هنا كان لزاما على الباحث/ه العلمي أن يدرك عِظَم نعمة الله عليه التي تستوجب منه شكرها فبالشكر تدوم النعم، وشكر النعمة يكون بآداء حقها والعمل بها، والرسول صلوات الله وسلامه عليه استعاذ في دعاءه من علم لا ينفع، نسأل الله أن ينفعنا بما علَّمنا ويزيدنا علماً ينفعنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
15- أسأل الله لي ولكم التوفيق والفلاح في الدارين إنه سميع مجيب الدعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..