الفصل الأول
مفهوم علم النفس
علم النفس هو ” الدراسة العلمية لسلوك الإنسان ولتوافقه مع البيئة ” .
كما يعرف علم النفس بأنه ” العلم الذي يدرس سلوك الكائنات الحية بما في ذلك الإنسان, بهدف
التوصل إلى فهم هذا السلوك أو تفسيره , وإلى التنبؤ به , والتحكم فيه ”.
أهــداف علــم الــنـفـس
أولاً- الفهم Understanding:
إن فهم الظواهر النفسية لا يتم إلا من خلال معرفة العلاقة التي تربط بينها وبين الظواهر الأخرى, أو عن طريق اكتشاف العلاقات المختلفة بين متغيرات موضوع الفهم . ولذلك لا يتم الفهم إلا من خلال عملية الربط وإدراك العلاقات بين الظواهر المراد تفسيرها والأحداث التي تلازمها أو تسبقها .
ثانياً- الضبط Control:
يقصد بالضبط تنأول الظروف التي تتحكم بحدوث الظاهرة النفسية, والتحكم بالعوامل المؤثرة فيها بما يحقق لنا الوصول إلى هدف معين .
ثالثاً- التنبؤ Predection:
يقتضي التنبؤ بالسلوك معرفة العلاقات الأساسية بين المثيرات والاستجابات, إذ كلما تنوعت المثيرات انخفضت دقة التنبؤات .
أهمـيـة دراسـة عـلم الـنـفس
يهتم علم النفس بفهم السلوك الإنساني من أجل تعديله أو تغييره, كما يهدف إلى وصف الظواهر النفسية وفهمها والكشف عن أسباب ظهورها . وهذا يعني أن علم النفس يمر بمرحلتين هما .
1/ الجانب النظري لعلم النفس . ويتمثل في دراسة الظواهر النفسية التي تتمثل في السلوك الخارجي بهدف التوصل إلى القوانين العامة أو المبادئ التي تحكم هذه الظواهر .
2/ الجانب التطبيقي لعلم النفس . ويتمثل في الاستفادة من هذه القوانين في التحكم في السلوك الإنساني وتعديله أو تغييره وتوجيهه توجيهاً صحيحاً .
ولعلم النفس أهمية أخرى تتمثل في تصميمه لمقاييس نفسية يتم من خلالها تمييز السلوك السوي من السلوك المضطرب, ومساعدة الناس في كثير من المشاكل اليومية التي يواجهونها .
مـجـالات عـلـم الــنفــس
دراسة الدوافع : آي القوى التي تقف وراء السلوك الإنساني .
دراسة الانفعالات : والمظاهر الوجدانية ..
دراسة السلوك الإنساني وتطوره عبر المراحل العمريـة ..
دراسة الصحة النفسية ومعرفة كيفية المحافظة عليهآ وتنميتها لعلاج انحرافاتها ..
دراسة العوامل المؤثرة على السلوك : الوراثة والبيئة ..
دراسة السلوك في الميادين المهنية المختلفة ..
دراسة أسس البيولوجية والفسيولوجية للسلوك..
دراسة الجماعات والمجتمعات ..
دراسة الشخصية الإنسانية و أبعادها و سماتها ..
دراسة الفروق الفردية والجماعية..
الاهتمام بالقياس النفسي ..
دراسة سلوك الحيوانات ..
الفصل الثاني
مدارس علم النفس
أولا - مدرسة التحليل النفسي Psychoanalysis :
سيجموند فرويد Sigmund Freud رائد مدرسة التحليل النفسي وقد أكد على أهمية خبرات الطفولة المبكرة (السنوات الست الأولى ) في تكوين الشخصية فهو يرى أنى دعائم الصحة النفسية تتشكل في هذه المرحلة وأن أساس الاضطرابات النفسية تمكن فيها و ترى نظرية التحليل النفسي أيضاً أن لدى الفرد دوافع غريزية إذا لم تشبع هذه الدوافع خلال المراحل الأولى من حياة الإنسان فإن الطفل سينتقل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة ولديه شيء من التثبيت الذي يعوقه عن التوافق مع مواقف الحياة
يعود الفضل إلى فرويد في إيجاد طريقة التحليل النفسي في العلاج النفسي و استعمل هو وزميله بروير طريقة التنويم المغناطيسي لتحليل الاضطرابات النفسية ( العصابية ) ومعالجتها كما استخدم أسلوب تحليل الأحلام و أسلوب التداعي الحر لهذا الغرض كما تحدث فرويد عن ثلاث مستويات للوعي عند الإنسان تؤثر في الشخصية وهي
1/الشعور ويعني أي فكرة و أحساس قد يستأثر بالوعي لفترة
2/ ما قبل الشعور وهي عبارة عن الافكار و الخواطر و الأحاسيس التي لا يمكن احضارها إلى الشعور بسهوله و لكن من الممكن احضارها إلى الشعور عند الحاجه إليها
3/ اللاشعور وهو مركز اهتمام فرويد و أشهر مكتشفاته في علم النفس وهو الجزء من الشخصية أكثر تأثيرا في تحديد سلوك الإنساني فالشخص لا يستطيع احضار محتويات اللاشعور إلى الشعور أن يقاومها دون أن يدري ويحتاج إلى بذل طاقه كبيرة لإبقائها في اللاشعور مما يجعله في حالة صراع داخلي مستمر دون ان يعي لذالك.
بالاضافة إلى ذلك يرى فرويد أن الجهاز النفسي للإنسان يتكون من ثلاثة جوانب تؤلف فيما بينها وحدة متكاملة وهذه الجوانب هي :
1- الهي Id : وهي منبع الطاقة الحيوية النفسية ومستودع الغرائز و الدوافع الفطرية التي تسعى لإشباع في أي صورة و بأي ثمن وهذا الجانب يمثل كل ما يحمله الإنسان معه منذ الولادة وتكون الهي الجزء الاكبر من الشخصية ووظيفتها الحفاظ على الكائن الحي في أدنى حالة من حالات التوتر فعندما يكون الطفل جائعا مثلا تسعى الهي إلى الإشباع السريع للجوع ليعود إلى الراحة
2- الأنا Ego : وهو مركز الشعور و الإدراك الحسي الداخلي و الخارجي و العمليات العقلية و المشرف على الحركة والإرادة و المتكفل بالدفاع عن الشخصية و حل الصراع بين مطالب الأنا الأعلى وبين الواقع ينمو الأنا من خلال التفاعل الفرد مع البيئة ووظيفته حماية من الأخطار التي تهدده في العالم الخارجي كما انها توفر النشاط اللازم لاشباع الغرائز التي تحملها إلهي
3- الأنا الأعلى Super Ego : ويتكون من الاتجاهات الخلقيه للوالدين و التقاليد الاجتماعية و القيم العليا الاجتماعية ألأخلاقيه و الدينية التي تعلمها الفرد في طفولته في البيت و المدرسة و المجتمع الخارجي و يعد الأنا الأعلى بمثابة السلطة الداخلية و الضمير الذي يحاسب الفرد ويوجه نحو الكمال
ثانيا : المدرسة السلوكية Behaviorism :
تعد المدرسة السلوكية ثورة ضد المدرسة البنائية ,وقاد هذه الثورة عالم النفس الأمريكي جون وطسون John Watson الذي يرى أن الموضوع المناسب لعلم النفس هو السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه وكان يرى أن على عالم النفس أن يبتعد عن الاستبطان لأنه يعتمد على الذاتية ويبتعد عن الموضوعية .وبذلك انطلق واطسن في دراسة السلوك الملاحظ باستخدام الطرائق الموضوعية .
,ومن أبرز ما ركزت عليه المدرسة السلوكية :
·تركز على متغيرات السلوك القابل للملاحظة والقياس والتجريب وهي المثير _ الاستجابة ( م – س )
· استخدام الطرائق الموضوعية في البحث القائمة على التجريب والملاحظة والقياس
·التركيز على وصف السلوك وتفسيره والتنبؤ بإمكانية حدوثه .
·الاهتمام بنواتج السلوك أكثر من الاهتمام بالعمليات الداخلية .
·التأكيد على دور البيئة والخبرة في عملية التعلم وتكوين العادات أكثر من تأكيدها على دور العوامل الوراثية في السلوك .
·التأكيد على أهمية بحث سلوك الحيوانات البسيطة (إلى جانب سلوك الإنسان ) وذلك من أجل فهم سلوك الكائنات المعقدة .
ثالثا – المدرسة المعرفية Cognitive Psychology :
تعد المدرسة المعرفية من أحدث المدارس في علم النفس بصفة عامة ,فقد ساعدت التطورات الأخيرة في مجال الحاسب الآلي ,والتطورات التقنية الأخرى الباحثين في علم النفس على وضع تصورات جديدة للوظائف العقلية .ومن أنصار هذه المدرسة جان بياجيه Jean Pieaget حيث يرى أن العمليات العقلية العليا ( التفكير ,الإدراك ,التخيل ,الانتباه ) تبنى على أبنية بيولوجية أولية ,وهو يؤمن بفكرة النضج ,حيث يتوقف القيام بالعمليات والوظائف العقلية على وجود الاستعداد البيولوجي للقيام بها
وبناء على ذلك يمكن القول إن أنصار المدرسة المعرفية يركزون على العمليات الوسيطة التي تحدث بين المثير والاستجابة (التفكير ) وهذه العمليات الوسيطة تعمل على تحويل المدخلات الحسية وتبويبها وتخزينها في الذاكرة ثم استدعائها عند الحاجة . كما يعتقد أنصار هذه المدرسة أن ما جاءت به المدرسة السلوكية من أفكار تتعلق بالمثير والاستجابة (م – س) لا تصلح لدراسة السلوكيات المعقدة .
فالإنساني كائن عقلاني مفكر ومخطط ,حيث يقرر استنادا إلى العمليات العقلية – المعرفية التي يجريها ويمكن له أن ينتقي من بين المثيرات الموجودة حوله بعضا منها ليعمل على معالجتها عقليا والاستجابة لها .
رابعا – الاتجاه الإنساني Humanistic :
يركز الاتجاه الإنساني على إنسانية الإنسان وقدرته على التحكم في مصيره وأنه خير بطبيعته .كما يركز على تلك الخصائص التي تميز الإنسان عن الحيوان . ومنها حرية الإرادة والدافع إلى تحقيق الذات Self-actualization .
يعد العالمان أبراهام ماسلو Abraham Maslow وكارل روجرز من أبرز رواد الاتجاه الإنساني في علم النفس ,فقد كان ماسلو قائدا لعلم النفس الإنساني وناطقا بلسان علمائه ,وأطلق على علم النفس الإنساني القوة الثالثة في علم النفس (بجانب السلوكية والتحليل النفسي ) .أما روجرز فيركز على نظرته إلى الإنسان ,على أنه كائن عقلاني ,واجتماعي ,واقعي ,يتوجه إلى الأمام ,متعاون ,ويمكن الوثوق به ,ولديه دافع يحركه نحو تحقيق الذات ,وأنه يكافح من أجل تقدمه ,ولديه من الإمكانات ما يمكنه من تحقيق ذاته ,وهذا الدافع كما يرى نيلسون وجونز
(Nelson & Jones) يمثل القوة الرئيسة لحركة الإنسان وتقدمه في الحياة .
كما يرى روجرز أيضا أن الناس لديهم الإمكانية في أن يعايشوا ويخبروا عن وعي العوامل التي تسهم في عدم توافقهم ,ولديهم الإمكانية في الابتعاد عن حالة عدم التوافق والاقتراب من حالة التوافق النفسي .
فالإنسان من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه لديه القدرة على أن يوجه وينظم ويضبط ذاته شريطة توافر شروط معينة , وفي غياب هذه الشروط يصبح في حاجة إلى ضبط وتنظيم من خارجه ,وعندما تتوافر للإنسان ظروف مناسبة للنمو فإنه سينمي طاقاته بشكل بناء تماما .
كما يرى أنصار هذا الاتجاه ضرورة الإيمان بقيمة الإنسان وكرامته وقدرته على مواصلة النمو والتطور الذاتي ,وأن لدى الإنسان الحق في أن تكون له أفكاره وآراءه الخاصة دون مساس بحرية الآخرين أو حقوقهم .
ولذلك فإن أفضل طريقة لفهم الإنسان هو أن ننظر إليه كما ينظر هو إلى نفسه ويدركها ,وليس من خلال الواقع الفعلي المدرك . ويرى روجرز أن الشخص السوي هو الذي تكون لديه القدرة على التفاعل بشكل صحيح مع مختلف جوانب الحياة ,كما تكون لديه القدرة على الكفاح من أجل إثبات ذاته ,وتحديد منهجه في الحياة من خلال خبراته الخاصة في الحياة .
والإنسان الفعال هو الذي يعمل على المشاركة بالعديد من الخبرات مستفيدا من كل لحظة في حياته ,وأن يثق بآراء الآخرين وقليل الاعتماد على استحسانهم أو عدم استحسانهم
الفصل الثالث
المحددات الوراثية والبيئية للسلوك
إن السلوك الذي يصدر عن الإنسان هو عبارة عن نشاط مركب راق و هادف , ويمكن له أن ينمو و يتطور , وليس ذالك إلا نتيجة تفاعل عاملي الوراثة و البيئة و التي تعد محددات أساسية للسلوك الإنساني و للشخصية بشكل عام . لذلك سوف نستعرض هذين العاملين فقط وفقاً لما يلي :
* مفهوم الوراثة Heredity :
يقصد بالوراثة انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية Genes . و الصفة التي يرثها الفرد لا تتحدد . بموت واحد . وإنما تتحدد نتيجة التفاعل الذي يحدث بين عدد من المورثات . فالوراثة البيولوجية تتحدد عند الإنسان بالمورثات , ويكون مجموعها النمط الداخلي للشخصية , ومن مجموع المورثات يتحدد الأساس الهام للفردية التكوينية للشخص ( منصور .1989 , الزعبي , 2006, أ ) .
* مفهوم البيئة Environment :
يشير مفهوم البيئة إلى مجموع العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على الفرد منذ لحظة الإخصاب وحتى نهاية الحياة . إنها تمثل جميع العوامل التي لا ترتبط بالمورثات . و بهذا المعنى تشمل العوامل المناخية و الجغرافية و الاجتماعية و الثقافية و الحضارية , حيث تسهم بشكل كبير في تشكيل شخصية الفرد , و تكوين أنماطه السلوكية و أساليبه في مواجهة الحياة .
أثر العوامل الوراثية على الشخصية :
تتحدد كثير من مظاهر النمو الجسمية و العقلية و الانفعالية و الاجتماعية بالوراثة . فتشكل الجسم و طوله , وملامح الوجه , ولون البشرة , ولون العينين , ولون الشعر , و فصيلة الدم (R.H) تتحدد بالوراثة مثل النزفHemophilia , و البول السكري Diabetics , و عمى الألوان ( العشى الليلي ) . كما ترتبط بعض المورثات بالجنس مثل الصلع , حيث يرتبط بالذكور أكثر من ارتباطه بالإناث و كذلك الحال بالنسبة لعمى الألوان.
بالإضافة إلى ذلك نجد أن الوالدين الطوال يكون أطفالهما كذلك ولكن أقصر قليلاً , و كذلك الحال فإن الوالدين القصار يكون أطفالهما أطول قليلاً ( ظاهرة التراجع) , لأن قوانين الوراثة تشير إلى أن غالبية الأبناء يحملون الصفات القريبة من والديهم (Mandel, et al.1992 )
أما ذكاء الإنسان وقدراته الخاصة , فتتحكم فيه العوامل الوراثية إلى حد كبير , فالإنسان يولد وهو مزود بمجموعة من الاستعدادات الوراثية , ومنها الاستعداد لأن يكون ذكياً, أو متوسط الذكاء, أو غبياً ,إذ إن هذه الاستعدادات تشكل الأساس في قوة أو ضعف الذكاء و القدرات الخاصة (Barbara & Philip, 1995)
أما تأثير العوامل الوراثية في الميول المزاجية , والسمات النفسية والاجتماعية , فهو تأثير غير مباشر , حيث تحدد الوراثة الاستجابة الملائمة بالنسبة للمثيرات البيئية , لأن
هناك علاقة بين الوظائف الفسيولوجية والوظائف النفسية , وعلاقة محددة بين بعض السمات النفسية وبين بعض العوامل الوراثية .
أثر العوامل البيئية على الشخصية :
تؤثر العوامل البيئية تأثيراً كبيراً في تشكيل شخصية الإنسان و سلوكه , و أساليبه في مواجهة الحياة , و هذا التأثير يختلف من مرحلة إلى مرحلة من مراحل الحياة .
1- الأسرة:
فالأسرة هي أولى الجماعات التي ينتمي إليها الفرد و تؤثر في شخصيته و أساليبه السلوكية وذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية . فالخبرات المبكرة للطفل , و مواقف الإحباط التي مر بها , تؤثر بشكل واضح في نموه الاجتماعي و الانفعالي و العقلي و الجسمي . كما يشعر الطفل بالأمن النفسي داخل الاسرة عندما تشبع حاجاته النفسية و الاجتماعية , كما تعمل الأسرة على تعليم الطفل القيم و العادات و المعايير الاجتماعية , و تساعده على بناء سلوك متوافق مع الآخرين لضمان نموه النفسي و الاجتماعي السليم . أما إذا لم تؤد الاسرة دورها بشكل صحيح , وتعرض الطفل فيها إلى مواقف الإحباط و النبذ و الإهمال وعدم الاستقرار , وعاش في جو مليء بالمشاحنات , فإن نموه يضطرب , و تظهر عنده المشاكل النفسية و الاجتماعية . كما أن الحرمان الحسي للطفل الرضيع , وقلة اتصاله بالكبار , يؤدي إلى إعاقة نموه و سلوكه بشكل سليم .
2- المناخ المدرسي:
من جهة أخرى يعدُّ المناخ المدرسي الذي يعيش فيه التلميذ عامل مهم جداً لنموه نمواً سليماً وغير سليم . فالمدرسة التي تشجع تلامذتها على روح التنافس و التعأون و التسامح و العدالة و الأخلاق الفاضلة , فإن ذلك يؤثر في سلوكهم الاجتماعي والأخلاقي و النفسي و الديني . كما أن أسلوب تعامل المعلم مع تلامذته داخل الفصل الدراسي , ونظام المدرسة وتعامل التلاميذ مع بعضهم بعضاً له تأثير كبير في نمو شخصياتهم و أساليبهم السلوكية .(Stewart, etal.1985 )
3- الحالة الاجتماعية والاقتصادية:
تؤثر الحالة الاجتماعية – الاقتصادية التي يعيش فيها الفرد على نموه في جوانب شخصيته كافه . فالأفراد الذين يعيشون في بيئات فقيرة ومحرومة ( ماديا وثقافيا ) يتأثر نموهم في جميع المراحل بشكل سلبي,بعكس الأفراد الأغنياء.
4- نقص الغذاء:
كما أن نقص الغذاء يؤثر على النمو العقلي والمعرفي لتلاميذ المدارس, ففي أحدى الدراسات التي أجريت في اندونيسيا لبيان العلاقة بين نقص الحديد والأداء المدرسي عند التلاميذ مابين 6-12 سنه في ثلاث مدارس ريفيه, تبين أن المصابين بنقص الحديد أقل قدرة على التركيز والتحصيل. وبعد علاج نقص الحديد لمدة ثلاث أشهر ,تبين أن الأداء المدرسي لديهم قد تحسن, وتحسنت قدرتهم على التركيز
كما أوضحت دراسة بوليت (1983) ان انقطاع تلاميذ المدرسة الابتدائية عن تناول الإفطار , يؤدي إلى تشتت انتباههم, وتزداد عندهم الأخطاء عند حل المسائل الحسابية (عقل 1998).
5- البيئة الجغرافية:
كما تؤثر البيئة الجغرافية على نمو الفرد, وذلك من خلال الظروف الطبيعية – المناخية , والإقتصاديه والبشريه . فالفروق بين السلالات والأجناس البشرية في المناطق المختلفه تعود إلى الاختلافات في البيئة
الجغرافية . ففي التجارب التي أجريت على الحيوانات . تبين أن الحرارة الشديدة وكذلك البرودة الشديدة يعيقان النمو , لأنهما يؤثران على نشاط الدورة الدموية
العوامل الوراثية والبيئية والفروق الفردية :
إن العوامل الأساسية المؤثرة في الفروق هما الوراثة والبيئية. وهناك جدل بين علماء الوراثة وعلماء البيئة عن أثر كل منهما في الفروق الفردية بين الناس .فقد رد كثير من علماء النفس (أنصار الوراثة) المسؤولية للعوامل الوراثية بينما فقد التأثير للعوامل البيئية. حيث يرون أن التربية والتعليم والبيئة المحيطة لا تزيد من استعدادات الفرد وقدراته, بل تمدها بالمواد التي تعمل بها.
ولهذا فأن الفروق الفردية ستكون واضحة بين الناس بغض النظر عن نوع التعليم الذي يتلقاه الفرد والبيئة التي يعيش فيها.
أما علماء البيئة فيؤكدون على الدور الأكبر للعوامل البيئية ودور قليل للعوامل الوراثية في إيجاد الفروق الفردية بين الناس. فهم يرون أن الفروق الوراثية في الإمكانات العقلية للفرد ليست كبيره, وأن الجزء الأكبر من هذه الفروق يعود إلى الاختلافات البيئية وإلى فرص التعليم والثقافة التي يتلقاها. وهذا يعني انه يمكن تحسين مستوى القدرات العقلية لمعظم التلاميذ بشكل ملحوظ من خلال توفير فرص تعليمية وثقافيه متكافئة لهم, وإذا تساوت الفرص التعليمية التي يزود بها كل التلاميذ, فان ذلك سيرفع من تحصيل معظم التلاميذ بشرط وجود درجه عاليه من الدافعية.
وفي الجانبين النفسي والاجتماعي يتضح تأثير التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئيه, حيث ان البيئة الفقيره يمكن ان تشوه أو تؤخر الاتجاه العادي للنمو في هذين الجانبين بصرف النظر عن الإمكانات الوراثية للفرد. ولكن البعض يشير إلى ان تأثير الوراثة في السمات النفسية والميول المزاجيه تأثير غير مباشر, حيث تحدد الوراثة الإستجابه الملائمه بالنسبة للمثيرات البيئيه لأن هناك علاقه وثيقه بين الوظائف الفسيولوجيه والوظائف النفسية. كما توجد علاقه وثيقه ايضا بين أثر البيئة وسمات الفرد النفسية والخلقيه والاتجاهات والميول والعادات السائدة عنده (الزعبي ,2007, أ)
فالوراثة والبيئة قوتان مختلفتان في طبيعتهما, ولكنها متفاعلتان ومتكاملتان في تأثيرهما المباشر على الفرد, ولذلك يختلف الأفراد بعضهم عن بعض كل حسب درجة ونوع هذا التأثير. كما أنهما يتلازمان في التأثير على سمات الشخصية المختلفه لدرجة يصعب الفصل بينهما. فالوراثة لاتعمل في فراغ, والبيئة يجب ان تتوفر لها مواد بيولوجيه وراثية لتعمل معها وبها, فكلا العاملين مهمين ومتآزرين في تكوين الشخصية.
ولهذا يمكن القول إن العلاقة بين الوراثة والبيئة هي علاقة تفاعل وتكامل,فالوراثة تحدد استعدادات الفرد وإمكانياته الفطرية, في حين تؤثر البيئة على هذه الاستعدادات فتنميها وتطورها أو تعيقها.
أ-الوراثة والذكاء:
يؤكد أصحاب نظرية الوراثة على حقائق الوراثة البيولوجيه للذكاء, ومن أصحاب هذا الاتجاه العالم الإنجليزي الذي يركز على حتميات الوراثة وعلاقتها بالذكاء (تفوقا أو تخلفا ) بالنسبة للأفراد والشعوب على حد سواء وعدم اعتباره للمؤثرات البيئيه ووضعها في الدرجة الرابعة أو الخامسة
ومن الدراسات التي تؤكد دور الوراثة في الذكاء تلك الدراسات التي أجريت على التوائم المتماثلة وغير المتماثلة والأخوة ,اذ من المعروف انه يوجد نوعان من التوائم, احدهما يتكون نتيجة انقسام بويضة مخصبه واحده إلى شخصين منفصلين ومتسقلين عن بعضهما البعض, ويسمى بالتوائم المتماثلة, لأن الوراثة في كلا التوأمين متماثلة إلى حد كبير, فالارتباط بينهما يصل إلى حوالي 95% أما النوع الأخر من التوائم فيسمى بالتوأم غير المتماثل, حيث يوجد في الرحم بويضتين يتم اخصابهما بحيوانين منويين منفصلين, وينتج عن ذلك جنينان منفصلان ومستقلان عن بعضهما البعض, ويكون التشابه لا يتعدى كثيرا التشابه بين الأخوة من الأبوين. وفي هذه الحاله يكون التشابه الوراثي في حدود 50% وهذه التوائم غير المتماثلة قد تكون من جنس واحد أو من جنسين مختلفين, ويكون معامل الترابط بينهما حوالي 65%.
فقد بينت الدراسات المبكرة التي قام بها هرمان وهوغبن ان متوسط الفرق في حاصل الذكاء لـ (65) زوجا من التوائم المتماثلة كان 9,2 درجة, في حين كان متوسط الفرق في حاصل الذكاء لـ (96) توأما غير متماثل من الجنس نفسه (17,7) درجة, وكان متوسط الفرق لأخوة (16,8) درجة, وهذه النتائج تشير إلى الفرق الكبير بين درجات التوائم المتماثلة ودرجات التوائم غير المتماثلة, مما يدعم الرأي القائل بأن التأثيرات الوراثية تشابها كبيرا في الذكاء. كما أظهرت دراسة جيلفورد تباينآ كبيرآ بين معامل ذكاء التوائم المتماثلة وذكاء التوائم غير المتماثلة والأخوة العاديين. فقط بلغ متوسط معامل الترابط بين حاصل الذكاء للتوائم الذين تربوا معا ( 0,88 ) مقايل (0,75 )للتوائم المتماثلة المفصله عن بعضها. في حين بلغ هذا المعامل بالنسبة لتوائم غير متماثلة الذين عاشو معا (0,53) كما بلغ هذا المعامل بالنسبة لأخوة الذين عاشو مع بعضهم (0,49) أما بالنسبة لأخوة الذين عاشو منفصلين عن بعضهم فقد بلغ معامل الترابط بين حاصل الذكاء (0,46) وهذا مايؤكد بان الوراثة تلعب دورا اكبر في تحديد الذكاء من العوامل البيئة.
بناء على ذلك فانه كلما كانت الوراثة اكثر اهميه في تحديد ذكاء الفرد فان الفروق بين التوائم الأخوة تكون اكبر مما هي عليه عند التوائم المتماثلة. ويعتقد آيزنك أن للوراثة تأثيرا قويا جدا في تحديد الذكاء, فثمة بعض الاتفاق على ان النسبه المئويه التي تسهم بها الوراثة هي حوالي (80%) أما البيئة فتسهم في (20%)
ب-البيئة والذكاء
ان أوضح تاثير للبيئه يكون على الذكاء الذي يقاس بمقاييس الذكاء, ففي كل مرة ينفصل توأم عن توأمه وتتهيأ له ظروف تربويه أفضل, أو يعيش في منزل ملئ بالاستثارة, فأن دماغه ينمو بصورة افضل, ويقوم بتكوين انزيمات أكثر من النوع الذي يرتبط بالتعليم والتذكر. أما عندما تهيأ للتوأمين الفرص التربويه نفسها, فأن حاصلي ذكائهما وناتجيهما التربويين يكونان متقاربين جدا.
ويذكر غوتكا أن أزواج التوائم المتماثلة الذين يتباينون كثيرا في التعليم المدرسي والجامعي, يتباينون بشكل كبير في معامل الذكاء, فقد بلغ متوسط الفروق في معامل الذكاء بالنسبة للمجموعه التجريبيه التي اجريت
عليها الدراسه (وهي 19 زوجا من التوائم المتماثلة) 11,3 نقطه في نصف المجموعه الأكبر سنا, في مقابل 1,4 نقطه لدى المجموعه الأصغر سنا. مع العلم ان متوسط عمر المجموعه الأكبر سناٌ كان 36 سنة, ومتوسط عمر المجموعه الأصغر سناٌ كان 17 سنة. كما وجدت اختلافات كبيرة لدى التوائم ذات الأعمار الكبيرة في التعليم المدرسي والجامعي, مما يوضح ان الأختلافات الأسريه والمدرسيه تحدد إلى درجة كبيره في الأختلافات في معامل الذكاء لدى التوائم المتماثلة. كما نذكر هنا حالة تؤام عاشت في منزل كان الزوجان فيه أميين تقريبا. مما اضطرها لترك المدرسه في الحاديه عشرة من عمرها بعد ان اتمت الصف الخامس الأبتدائي. أما اختها (التؤام الأخر) فقد عاشت في منزل لم يكون افضل كثيرا من المنزل الذي عاشت فيها اختها, ومع ذلك فقد انهت دراستها الثانويه, ولمآ قيس ذكاء التؤامين زاد العمر العقلي للثانيه عن عمر الأولى بسنتين تقريبا.
كما زاد حاصل ذكاء الثانيه مابين 12-15 درجة عن حاصل ذكاء اختها كما قيس باختبار ستانفورد لذكاء.
محددات الشخصية:
يوجد تباين بين الباحثين في تحديدهم لمكونات الشخصية الإنسانية, فقد ذكر عدس وتوق(1997) ان الشخصية تحدد بعدة أمور هي:
1-الوراثة. 2-النضج وأسلوب التنشئة خلال مراحل الطفولة. 3- الدوافع الأجتماعيه التي تكتسب عن طريق التعلم. 4-الطرق المستخدمة في عملية الإدراك
أما أحمد (1999) فقد حدد مكونات الشخصية في أربعة محددات هي:
التكوينية (البيلوجيه) 2-عضوية الجماعة. 3الموقف. 4الدور الذي يقوم فيه الفرد.
وبناء على ذلك نجد أن هذه المحددات يمكن تصنيفها في محددين أساسيين هما الوراثة والبيئة. وفيما يلي سنتحدث عن هذين المحددين وتأثيرهما على الشخصية.
أ- الوراثة والشخصية:
إن الفروق الفردية في استجابات الأفراد للمواقف المختلفة في البيئة تحددها البنيه البيولوجيه (الوراثية)المميزه لكل فرد .
وان القدرات الموروثه تخضع في الغالب لعملية التنشئه الاجتماعيه من خلال تأثير الأشخاص المهمين في حياته ( الولدين,المعلمين,الأصدقاء )..
ولذلك يمكن القول إن أساس الشخصية يتحدد بالعوامل الوراثية التي يولد الفرد مزودا بها والتي تتركب من ثلاث مجموعات هي :
1| عوامل وراثية يشترك فيها جميع إفراد النوع , وتتعلق بالمحافظة على الحياة مثل: الانعكاسات , الدوافع , وعمليات التوازن الداخلي , وهي عمليات مرتبطة بالجهاز العصبي ..
2| عوامل وراثية تنتقل عن طريق ناقلات الصفات الوراثية , وتتعلق بالجنس البشري ولون بشرته ... الخ
3| الاستعداد للقيام بعمليات التكوين الارتباطات .حيث أن الإنسان يولد مزودا بقدره طبيعيه على التعلم ..
وبناء على ذلك يمكن القول أن الوراثة تلعب دورا مهما في تحديد أجهزة الجسم المختلفة , وتحديد الأساس الحيوي للشخصية كما تحدد الوراثة الخصائص الجسميه والعقليه والاجتماعيه والانفعاليه والخلقية والتي تشكل في تفاعلها شخصيه الفرد التي تميزه عن الآخرين ..
ب – البيئة والشخصية :
يقصد بالمحددات البيئية العوامل البيئية الثقافية والاجتماعية الأسرية في أوسع معنى لها.فالشخصية الإنسانية تعكس التراث الحضاري لأي مجتمع تعيش فيه.
ولذلك فأن كل الأسر تشترك في أي مجتمع بمعتقدات وقيم مشتركة,ويتعلم الطفل منذ نعومة أظافره أن يسلك بالطرق المتوقعة منه والتي ترتبط بدوره الجنسي (Sex Role)
حيث تتوقع معظم المجتمعات أنواعا من السلوك التي تصدر عن الذكور تختلف عن تلك السلوكيات التي تصدر عن الإناث .وإذا انحرف الفرد عن دوره المحدد له فأنه يتعرض إلى عدد من الضغوط الاجتماعيه ويعد سلوكه مناقضا لمعايير وقيم الجماعة التي يعيش فيها ويمكن أن يوصف سلوكه بالشاذ.وتؤكد الدراسات ان العوامل الثقافية بما تشمله من جوانب دينيه واقتصاديه وتعليمية تسهم في تكوين شخصية الإنسان وبنائها واتساقها وتكاملها.وأن الانحراف عن المعايير التي يتبناها المجتمع ينعكس سلبا على شخصية الفرد وسلوكه.
من جهة أخرى فأن نوعية الخبرات التي يمر بها الإنسان وأساليب التنشئة الاجتماعية التي مر بها في السنوات الأولى من حياته تعد الأساس في بناء شخصيته سواءً أو اضطرابا.فدعائم الصحة النفسية تتشكل في طفولته المبكرة,وأن أساس الاضطرابات النفسية تكمن فيها.ولذلك فأن نمو الشخصية في هذه المرحلة (الطفولة المبكرة)يحتاج إلى رعاية خاصة وإمكانات بيئية أكثر أثاره وغنى من أجل مساعدة الطفل في هذه المرحلة للاستفادة من إمكاناته ومن البيئة الاجتماعية والثقافية والتعليمية المحيطة به.
وبناءً على ذلك يمكن القول أن شخصية الفرد تؤثر فيها أساليب تنشئة الآباء (الأب واللأم).تأثيراً بالغاً،وذلك من خلال أساليب التدليل أو الإهمال أو العطف الزائد,أو القسوة في المعاملة.فطريقة تعامل الآباء مع أبنائهما ينعكس تمأما على شخصياتهم على نحو سلبي أو إيجابي. فضلا عن ذلك فأن علاقة الوالدين بعضهما مع بعض,والجو الأسري الثقافي السائد في الأسرة,والظروف السكنية التي تعيش فيها الأسرة,والقيم الأخلاقية الناظمة للأسرة,والجو العاطفي السائد فيها,تلعب دوراً أساسياً في بناء شخصية الفرد وتكاملها,وسوائها وانحرافها .
الفصل الرابع
أهمية دراسة القدرات والاستعدادات:
تعد دراسة القدرات العقلية من الموضوعات المهمة في علم النفس ,والتي تهم العاملين كافة في المجال التربوي . فدراسة القدرات العقلية تعني من وجهة نظر محمود "البحث الكمي للفروق الفردية في ذكاء والقدرات العقلية لأخرى, وتفسير هذه الفروق تفسيرا علميا "ومثل هذه الدراسة للفروق في القدرات العقلية بين الأفراد, تبين لنا كيف تتأثر بعوامل النمو والتدريب, كما أن طبيعة العمل المدرسي تقتضي من المعلم أن يعامل داخل الفصل الدراسي مع تلاميذ يتباينون تباينا شاسعا في درجة نموهم في كل جانب من جوانب الشخصية, مما يحتم علينا ضرورة الاستعداد جيدا لدراسة الأنواع المختلفة للفروق الموجودة بين التلاميذ, والعوامل الكامنة وراء ذلك, وطرائق قياسها. فقد أكدت الدراسات والبحوث أنه كلما زادت معرفة المعلم بهذه الفروق الموجودة بين التلاميذ سهل عليه تعليمهم وتدريبهم وتوجيههم نحو تحقيق الأغراض التربوية المختلفة. ولهذا لابد من الاعتراف بأن هذه القدرات العقلية موجودة عند الأفراد ولكن بدرجات مختلفة فالاختلاف
بين الأفراد في القدرات العقلية هو اختلاف في درجة وجودها . فالأفراد يختلفون في الذكاء والقدرات العقلية الأخرى . ولهذا فإن وجود الفروق في القدرات العقلية هو خير للناس جميعا.
*الاستعداد والقدرة:
يعد الذكاء ضروري لنجاح في كثير من الدراسات والمهن, ولكنه ليس كافيا وحدة لنجاح فيها, اذا كان أداء الفرد يتطلب استعدادات خاصة. ومثال ذلك أن الذكاء لا يكفي وحده للنجاح في الأعمال الميكانيكية أو الفنية, بل لابد من استعدادات خاصة لهذه الأعمال. كما أن النجاح لايكفي وحده للنجاح في دراسة الهندسة, بل يحتاج إلى استعدادات خاصة في الرياضيات العليا, والتصور البصري المكاني.
وبناء على ذلك يمكن تعريف الاستعداد بأنه
"قدرة الفرد الكامنة على أن يتعلم بسرعة وسهولة إذا أعطى التدريب المناسب, وأتيحت له الظروف الملائمة , بحيث يتمكن من الوصول إلى مستوى عال من المهارة في مجال معين كالرياضيات, والهندسة, والفن.
فالطالب الجامعي الذي يدرس الرياضيات مثلا , يمكنه من الوصول إلى مستوى زميله الذي يتدرب التدريب نفسه ولكنه يمتلك الاستعداد الكافي لدراسة الرياضيات أكثر من زميله الأول.
أما القدرة فهي" كل ما يستطيع الفرد أداءه في اللحظة الحاضرة من أعمال عقلية أو حركية سواء بتدريب أو بدون تدريب"
من الأمثلة على القدرات: القدرة على تذكر قصيدة شعرية , والقدرة على حفظ قوانين الرياضيات أو الفيزياء , والقدرة على تحدث اللغة الإنجليزية , والقدرة على إجراء العمليات الهندسية... الخ فهي تعني كل ما يستطيع الفرد إنجازه بالفعل من الأعمال . وقد تكون القدرة بسيطة ,وقد تكون مركبة .كما يمكن أن تكون فطرية أو مكتسبة . فالفرد قد لا يمتلك في الوقت الحاضر القدرة على قيادة السيارة أو إجراء عمليات ميكانيكية معينة,,؛ ولكنه يملك الاستعداد الكافي الذي يؤهله للتفوق في احد هذه المجالات إذا أتيح له التدريب الكافي . فضلا عن ذلك تختلف القدرة العقلية عن الاستعداد العقلي, إذ إن القدرة تهتم بالوضع الراهن, أما الاستعداد فينظر إلى المستقبل. فالقدرة تدل على مقدار ما لدى الفرد من إمكانات تؤهله القيام بعمل ما في الوقت الحاضر, أما الاستعداد العقلي فهو إمكانية تحقيق القدرة , أي انه سابق للقدرة , ولازم لها, وينظر إلى المستقبل على أساس تحديد إمكانات الفرد الحلية, ويتنبأ بما سوف يؤول إليه هذا الشخص نتيجة التدريب والتمرين.وفي حالات أخرى قد يمتلك الفرد استعداد معين , ولكن البيئة المحيطة لا تساعد في نضج هذا الاستعداد وبلورته في صورة قدرة عقلية.
*الذكـــــــــــــاء:
ظهرت كلمة الذكاء في البداية على الفيلسوف الروماني سيشرون وتعنى العقل والفهم والحكمة وترجمها العرب إلى كلمة "ذكاء" ويقال ذكت النار أي اشد لهيبها, وذكاء فلان أي سريع فهمه, وبناء على ذلك يمكن القول بأن مصطلح الذكاء قد واجه مشكلات في تعريفه وتحديده, حيث يرى أرسطو أن الأفراد يختلفون في خصائصهم بما فيها الذكاء تبعا لاختلاف البيئات التي ينشأون فيها ويتفاعلون معها. أما أفلاطون فيرى الذكاء عبارة عن قدره فطريه يمكن أن تظهر على شكل قدرة الفرد على التعلم واكتساب الخبرات والتكيف مع البيئة . أما العالم سبيرمان فهو من أصحاب الرأي القائل بأن الذكاء قدرة عامة واحدة. في
حين يرى ثرستون فقد تبنى وجهة نظر أن الذكاء هو عبارة عن عدد من القدرات الطائفية. أما التعريف الإجرائي للذكاء فهو الذي اقترحه بورنج من أكثر شيوعا حتى الآن , حيث يرى أن الذكاء كإمكانية قابلة للقياس يمكن تعريفه بأنه "إمكانية الأداء الجيد في اختبارات الذكاء"
يرى ياسين أن الذكاء هو " الاستجابة السريعة والسديدة لمواقف طارئة ومفاجئة , ويتضمن أيضا قدرة الفرد التكيف والمرونة والاستقراء والاستدراج, والاستفادة من القدرات السابقة في مواجهة المواقف والمشكلات والواقعية , كما يمكن قياسه عن طريق الاختبارات بصفة كمية, ولكن جانب الكيفي يعتمد على فهم وتعليل يتجاوز المقاييس السيكومترية إلى تقييم شخصي وشامل متعدد الزوايا".
*محددات الذكــــاء:
لا يكون الذكاء دائما نتيجة محددات وراثية بيئية فحسب, بل يكون نتيجة التأثر المشترك لعاملي الوراثة والبيئة, فقد توصل جينسن في مقالته لدراسة أثر البرامج التعويضية التربوية لتأخر التعلم وتحصيل الأطفال السود في الولايات المتحدة الأمريكية , أنه لا يوجد أثر للبرامج التعويضية في تحسين تعلم وتحصيل ذكاء أبناء هذه الطبقة, وعدها محرومة ثقافيا, وقد أكد افتراضيا مؤداه, أن للوراثة دورا أوليا مهما في تنمية الذكاء وتطوره, ويمكن تحديد هذه النسبة بـ(80%) وإن نسبة ما تقدمه البيئة لا يزيد عن(20%) في تحسين الذكاء وتطوره كما افترض أن المتفوقين والأغبياء يمكن أن يوجدوا في البيئة نفسها, حيث أكد في ذلك دور الوراثة وقلل من دور البيئة , وهذا يعني أن وراثة الإنسان هي التي تحدد قدراته وطموحه الدراسي والمهني, ولكن الرأي السائد الآن هو أن استعدادات الإنسان وقدراته تتواجد نتيجة التأثر المشترك لكل من عاملي الوراثة والبيئة, فالذكاء يتحدد بكل من عاملي الوراثة والبيئة إلى حد كبير , إنه قابل للتغير وديناميكي.
ولذلك فإن الفروق بين الأطفال في الوقت الحاضر في الذكاء تحددها المؤثرات الوراثية إلى مدى ابعد مما تحدده المؤثرات البيئة , وإن تحسن تكافؤ الفرص التعليمية , وتقليل الهوة بين الطبقات الاجتماعية, من المحتمل أن يزيد من أهمية التأثيرات الوراثية, وينقص من أهمية التأثيرات البيئية. وعلى العكس من
ذلك, يمكن للمؤثرات البيئية أن تلعب دورا كبيرا إلى الحد الذي يمكن أن تهتم به الدول الأخرى, إذ كلما أزاد التفاوت في الفرص التعليمية والاجتماعية في فئة معينة , كان من المحتمل أن يزداد الأثر البيئي على نتائج اختبارات الذكاء.
*الفروق الفردية بين الجنسين:
توجد كثير من الدراسات التي تشير إلى الفروق بين الجنسين في الذكاء أو في التحصيل, أو في الاتجاهات والاهتمامات, أو في القيم الشخصية.
يذكر توق وآخرون أنه توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن التغير في الذكاء عند الذكور أعلى منه عند الإناث, الأمر الذي ينتج عنه عدد أكبر من المختلفين وبالمثل عدد أكبر من المتفوقين اللامعين الذكور. وهذا ما يجعل أعداد الرجال الذين يتفوقون على المستوى القومي والعالمي أكثر من أعداد لنساء.
ومع ذلك فإن الفروق التي تظهر بين ذكاء الأولاد والبنات قليلة, فالإناث يتفوقون على الذكور في الاختبارات التي قدرة لغوية , ومن الممكن أن يكون النضج الفسيولوجي المبكر هو السبب في هذا التفوق, أما الذكور فيتفوقون على البنات في الاختبارات التي تتطلب قدرة عددية, وربما يمكن وراء هذا التفوق أساس حضاري, لأن الذكور يتلقون التشجيع للتعامل بالأرقام وذلك بسبب ما يمكن أن يترتب عليهم من مسؤوليات في المستقبل. ولذلك يمكن القول أن الفروق بين الذكور والإناث كما أوضحته الدراسات المختلفة ليست كافية لتفسير تفوق الذكور على الإناث في الأعمال التي يقومون بها مستقبلا, وإن التفوق الذي يحصل الذكور في بعض الأعمال قد يعود لأسباب حضارية , وما يترتب على الذكور والإناث القيام به من أدوار وفعاليات في المجتمع.
ومن أجل بيان حقيقة الفروق بين الجنسين,سيتم استعراض بعض المجالات التي تتضح فيها الفروق: أولا-الفروق الجنسين في الوظائف العقلية:
أشارت الدراسات إلى أن درجات البنات في اختبارات الذكاء في مرحلة مقابل الدراسة اعلي بكثير من درجات الأولاد ويحدث العكس في المرحلة الثانوية ويعلل جيجا وبيرلنر ذلك إلى إن العديد من الأولاد ذوي القدرات المنخفضة يتركون المدرسة قبل الوصول إلى المرحلة الثانوية. ومن مجالات الفروق بين الجنسين في الوظائف العقلية: آ-القدرة اللفظية: تعد القدرة اللفظية عند الإناث أفضل منها عند الذكور بشكل عام فهن اقدر على الكلام واستخدام الجمل وأفضل في القراءة وقواعد اللغة من الذكور.فقد أكدت الدراسات الإكلينيكية إن نسبة الذكور الذين يحتاجون إلى علاج في القراءة اكبر من نسبة البنات. ب-القدرة الرياضية: أثبتت الدراسات إن الفروق في القدرة الرياضية بين الجنسين تبدأ في الظهور مع نهاية المدرسة الابتدائية لصالح الذكور ثم تزداد هذه الفروق اتساعا في المرحلة الثانوية والجامعية وفي سنوات الرشد وسبب ذلك يعود إلى الدور المتوقع لكل جنس في المجتمعين حيث طبيعة العمل الذي يمارسه كل منهم ففي السويد مثلا نجد انه لا توجد فروق بين الجنسين في التحصيل والقدرات الرياضية وسبب ذلك يعود إلى عدم وجود اختلاف في الدور المتوقع من كلا الجنسين في هذا المجتمع حيث إن المجال مفتوح لكل منهما وبالدرجة نفسها لممارسة الأنثى الأعمال التي يعتقد أنها خاصة بالرجل. ج-حل المشكلات: إن حل المشكلات يحتاج إلى استخدام مفاهيم لفظيه ومفاهيم غير لفظيه كما يعتمد حل بعض المشكلات أيضا على الاستقراء وإدراك العلاقات كما يعتمد حل بعضها الآخر على الخبرة العملية المباشرة للفرد فإذا تطلب حل المشكلة استخدام المفاهيم اللفظية أكثر من المفاهيم غير اللفظية فان قدرة الإناث في حل المشكلة تكون اكبر من قدرة الذكور أما إذا تطلب حل المشكلة استخدام المفاهيم غير اللفظية مثل المغامرات والخبرات العلمية أكثر من استخدام المفاهيم اللفظية فان الفروق تظهر لصالح الذكور. د-التحصيل الدراسي: تشير معظم الدراسات إلى إن الإناث أفضل في التحصيل الدراسي خلال سنوات المدرسة الابتدائية ويظهر هذا التفوق في الرياضيات والعلوم وتقل هذه الفروق تدريجيا ثم تتحول إلى صالح الذكور في المرحلة الجامعية وما بعدها..
ثانيا:الفروق بين الجنسين في الشخصية: بالإضافة إلى الفروق بين الجنسين في الوظائف العقلية توجد فروق اخرى بين الجنسين. آ-الفروق بين الجنسين في العدوان: أكدت دراسات كثيرة إن الذكور في الأعمار كلها وفي المجتمعات والثقافات المختلفة أكثر عدوانيه من الإناث فقد أوضحت الدراسات الانثروبيولوجيه التي أجريت على الإنسان والحية أن العدوانية سمه مصاحبه للذكور ولكن تيجر يرى خلاف ذلك فسمة العدوانية ليست مرتبطة بالجنس بقدر ماهي مرتبطة بالتعليم الجامعي والثقافة السائدة فقد توصل من خلال دراساته على البنين والبنات الصغار إن سمة العدوانية لا تظهر عند البنين قبل سن الخامسة .
ب-الفروق بين الجنسين في الخضوع والتبعية: تعد الإناث بوجه عام أكثر خضوعا وتبيعه من الذكور فيما يتعلق بالأنظمة والعادات الاجتماعية والاسريه وفي علاقتهن مع الذكور عبر مراحل العمر المختلفة كما تختلف درجة خضوع الإناث وتبعيتهن من مجتمع إلى آخر باختلاف الأدوار المتوقعة لكل من الذكور والإناث ففي المجتمعات التي لا تتوافر للأنثى فرص العمل والاستقلالية تزداد درجة خضوعها وتبعيتها في حين تقل هذه الدرجة في المجتمعات التي تتزايد فيها فرص العمل والاستقلال عن الرجل. ج-الفروق بين الجنسين في التوافق الانفعالي: يختلف الذكور عن الإناث في نوع المشاكل الانفعالية التي يواجهونها فالمشاكل السلوكية والغضب تكثر لدى الذكور من الأطفال في مرحلة مقابل المدرسة والمدرسة الابتدائية في حين نجد إن بعض العادات العصبية كمص الأصابع أكثر ظهورا عند الإناث بالمقارنة مع الذكور أما في مرحلة المراهقة والرشد فنجد إن معظم الإناث يعانين من بعض الأعراض العصابية أكثر من الذكور ومن هذه الأعراض: القلق واللازمات العصبية ,التمركز حول اللذات ,الحساسية الزائدة ,الشكاوي الجسمية,الدوافع اللاشعورية. *مقاييس القدرات والذكاء:
إن الكشف عن القدرات الموجودة عند الفرد له أهمية كبيره في التوجيه المهني والتوجيه التعليمي فالقدرات العقلية عامل أساسي في نجاح الفرد في مجالات الدراسة والعمل وفيما يلي نستعرض بعض مقاييس القدرات واختبارات الذكاء وفقا للاتي:
أولا-مقاييس القدرات الخاصة:
من ابرز مقاييس القدرات الخاصة المستخدمة ما يلي:
1-اختبارات القدرة اللغوية(اللفظية):
تعد القدرة اللغوية وظيفة عقليه يتميز بها الإنسان عن سائر الكائنات الحية وتتمثل هذه القدرة في الثروة اللغوية والفهم الدقيق للمفردات فقد أظهرت الدراسات إن البنات يتفوقن على البنين في هذه القدرة وهذا ما يؤكد إن البنات يتعلمن النطق السليم بسرعة اكبر من البنين كما إن محصولهن اللغوي يكون اكثر ومن ابرز نماذج الاختبارات للقدرة اللغوية ما يلي:
آ-اختبارات فهم المعاني:مثل إعطاء قوائم كلمات حيث يطلب الفاحص من المفحوص إن يذكر مرادفا لكل كلمه أو عكسها في المعنى أو إن يصفها في جمله مفيدة.
ب- اختبارات التناسب:تقيس هذه الاختبارات القدرة على إدراك العلاقات بالإضافة إلى قياس القدرة اللفظية ولهذا تستعمل كثيرا في قياس الذكاء وتتنوع اختبارات التناسب بحسب أنواع العلاقات كما في علاقة التشابه والتضاد وعلاقة السببية وعلاقة الجزء بالكل.
ج-اختبارات الاستنتاج:وهذه الاختبارات تقيس جانب من جوانب التفكير والقدره المنطقية إلى جانب قياس القدرة اللفظية مثال: د-اختبارات الطلاقة في التعبير:
وفيها تقاس قدرة المفحوص على إعطاء الكلمات أو العبارات بشروط معينه مثل:
إن يذكر اكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف معين في زمن محدد أو ذكر اكبر عدد ممكن من الكلمات التي تطرأ على الذهن بعد سماع كلمة أو رؤية علامة أو بقعة حبر وغير ذلك.
2-القدرة الرياضية (العددية):
تتجلى هذه القدرة عند الفرد على شكل سرعه في التقاط وتذكر الأعداد وحفظها واسترجاعها وكذلك إجراء العمليات الحسابية والدقة فيها كالجمع والضرب والطرح والقسمة والتفكير الحسابي المتمثل في فهم القواعد الأساسية للعمليات الحسابية المختلفة وقد دلت الدراسات إن البنين يتفوقون على البنات في هذه القدرة مما يجعل البنات يتجهن إلى دراسة اللغات والعلوم النظرية اكثر من البنين كما يقل إقبالهن على العلوم الرياضية.
وقد دلت البحوث المدرسية إن اختبارات التحصيل في العلوم الرياضية تعتبر مقياسا صالحا للتنبؤ بالقابلية للنجاح فيها ولهذا تقاس القدرات الرياضية بمبلغ القدرة على الاكتساب والتحصيل في فروع الرياضيات المختلفة بالمدرسة.
ومن أمثلة اختبارات القدرات الرياضية ما يلي:
أ-اختبارات العمليات الحسابية: وفيها تعطي تمرينات متدرجة من السهل إلى الصعب ويتطلب من المفحوص إن يجيب عن اكبر عدد منها بأسرع ما يمكن من الاحتراس من الخطأ ويعطي له وقت محدد وبعدها تصحح الأوراق.
ب-اختبارات سلاسل الإعداد:وفيها يطلب من المفحوص إكمال عدد من سلاسل الأعداد.
ج-اختبار العمليات المركبة:ويراعي هنا اكثر من عمليه واحده في آن واحد.
د-اختبار التفكير المنطقي:ويشمل العمليات العقلية التي يحتاجها التفكير الرياضي
)القدرة الميكانيكية:
وهي مجموع الصفات التي تسهم في النجاح في الأعمال الميكانيكة , ولهذه القدرة أهمية كبيرة في الأعمال الصناعية لما لها من أثر في التوجيه المهني والأعداد المهني لأصحاب القدرة.
وتدل الدراسات إن البنين يتفوقون بشكل عام على البنات في هذه القدرة ,وهذا ما يجعلهم اقدر على النجاح في الأعمال الميكانيكية ,وتتطلب هذه القدرة مهارات خاصة ما لتوافق الحركي , والاتزان الحركي ,والتصور البصري, و العلاقات المكانية , وسرعة التكيف مع الجو الآلي الصناعي. ولهذا تقاس القدرات الميكانيكية بعدة اختبارات مثل:
1) اختبارات <كوكس> : وأساسها حركة الروافع والخيوط المارة على بكرة متحركة وغير ذلك من التركيبات الميكانيكية مثل :
أ)قضيب قابل للحركة حول محور ارتكازي عند ب, علق فيه ثقل عند (أ) وكان طول ب ج ضعف طول أ ب . فإذا دفعنا ج- إلى أسفل مسافة\10\سم , فهل ترتفع إلى أعلى المسافة نفسها أو مسافة أكبر , أو مسافة أقل منها؟
ب)اختبارات تركيب أجزاء بعض الأدوات الميكانيكية , مثل جرس الدراجة , وطبلة الباب , وبريزة الكهرباء...الخ .ويحسب للمفحوص الزمن وتلاحظ طريقته في الأداء. وقد قامت جامعة <مينيسوتا> بتقنين هذا الاختبار واستخدمته في قياس استعدادات التلاميذ للتعليم الصناعي.
ج) اختبارات اللياقة اليدوية: وتقيس التوافق بين حركات الأصابع في التقاط الأشياء أو حركات اليدين معاً . مثال:
أن يطلب من المفحوص وضع عدد كبير من الأوتار الصغيرة في ثقوب مناسبة في لوحة خشبية موزعة فيها الثقوب
في صفوف ليسهل معرفة العدد الذي يمكن للمفحوص الوصول إليه بعد زمن معين .
د) اختبارات الاتزان وثبات الأيدي : ولهذه الاختبارات أجهزة خاصة مثل: جهاز مكون من لوحة معدنية , و بها عدد من الثقوب الدائرية المتدرجة من الاتساع إلى الضيق .وعلى المفحوص أن يمسك بقلم له سن معدنية ليدخلها في كل
ثقب بما يمكنه من الاتزان والثبات , بحيث لا يمس جوانب الثقب , وإذ إن اللوحة المعدنية والقلم موصولان بالتيار الكهربائي الموصول بجرس تنبيه إلى وقوع الخطاء , وتقاس درجة الاتزان وثبات حركة اليد باتساع الثقب الدائري الذي يستطيع المفحوص عنده ألا يخطئ بحيث لاتهتز يده بالقلم .
الأهمية التطبيقية لاختبارات الذكاء :
لاختبار الذكاء جوانب تطبيقيه في المجال التربوي أهمها :
أ_الكشف عن الموهوبين :
الموهوبين عقليا هم ذوو الذكاء المرتفع ,أو من تزيد نسبة ذكائهم عن (140)درجة ,أما ذوو الذكاء مابين (120-140)درجة فهم من ذوي الذكاء العالي ,وعادة ماتشير نسبة الذكاء (130)وأكثر إلى الموهوبين .وقد أشار تيرمان إلى أن نسبة 83%من التلاميذ الموهوبين قد اجتازوا مرحلة الدراسة بسرعة فائقة ولم يتخلف أحد منهم في الدراسة ,وغالبا ما كانت تظهر لديهم بوادر النبوغ في سن مبكرة مثل الفضول الذهني ,والذخيرة الكبيرة من المعلومات المتنوعة , والرغبة في التعلم والقراءة . ولهذا يرى <<هولجورث>>أن الطفل ذو الذكاء العالي يعمل بدرجة تثير الاعجاب متى كانت الظروف التعليمية مناسبة (منصور وأخرون ,1989)
ب_الكشف عن الأطفال ضعاف العقول وفصلهم عن الأطفال العاديين :
ج_تجميع التلاميذ في فصول وتعليمهم حسب قدراتهم :
د_التوجيه التعليمي والمهني:
يعد التوجيه التعليمي والمهني من أهم التطبيقات التربوية العملية لاختبارات الذكاء ,حيث يساعد كل فرد من معرفة قدراته وميوله وسماته الشخصية ,بحيث يتوجه إلى نوع التعليم أو المهنة التي تتناسب وخصائصه وقدراته العامة واستعداداته الخاصة وصحته النفسية والجسمية .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...~
مفهوم علم النفس
علم النفس هو ” الدراسة العلمية لسلوك الإنسان ولتوافقه مع البيئة ” .
كما يعرف علم النفس بأنه ” العلم الذي يدرس سلوك الكائنات الحية بما في ذلك الإنسان, بهدف
التوصل إلى فهم هذا السلوك أو تفسيره , وإلى التنبؤ به , والتحكم فيه ”.
أهــداف علــم الــنـفـس
أولاً- الفهم Understanding:
إن فهم الظواهر النفسية لا يتم إلا من خلال معرفة العلاقة التي تربط بينها وبين الظواهر الأخرى, أو عن طريق اكتشاف العلاقات المختلفة بين متغيرات موضوع الفهم . ولذلك لا يتم الفهم إلا من خلال عملية الربط وإدراك العلاقات بين الظواهر المراد تفسيرها والأحداث التي تلازمها أو تسبقها .
ثانياً- الضبط Control:
يقصد بالضبط تنأول الظروف التي تتحكم بحدوث الظاهرة النفسية, والتحكم بالعوامل المؤثرة فيها بما يحقق لنا الوصول إلى هدف معين .
ثالثاً- التنبؤ Predection:
يقتضي التنبؤ بالسلوك معرفة العلاقات الأساسية بين المثيرات والاستجابات, إذ كلما تنوعت المثيرات انخفضت دقة التنبؤات .
أهمـيـة دراسـة عـلم الـنـفس
يهتم علم النفس بفهم السلوك الإنساني من أجل تعديله أو تغييره, كما يهدف إلى وصف الظواهر النفسية وفهمها والكشف عن أسباب ظهورها . وهذا يعني أن علم النفس يمر بمرحلتين هما .
1/ الجانب النظري لعلم النفس . ويتمثل في دراسة الظواهر النفسية التي تتمثل في السلوك الخارجي بهدف التوصل إلى القوانين العامة أو المبادئ التي تحكم هذه الظواهر .
2/ الجانب التطبيقي لعلم النفس . ويتمثل في الاستفادة من هذه القوانين في التحكم في السلوك الإنساني وتعديله أو تغييره وتوجيهه توجيهاً صحيحاً .
ولعلم النفس أهمية أخرى تتمثل في تصميمه لمقاييس نفسية يتم من خلالها تمييز السلوك السوي من السلوك المضطرب, ومساعدة الناس في كثير من المشاكل اليومية التي يواجهونها .
مـجـالات عـلـم الــنفــس
دراسة الدوافع : آي القوى التي تقف وراء السلوك الإنساني .
دراسة الانفعالات : والمظاهر الوجدانية ..
دراسة السلوك الإنساني وتطوره عبر المراحل العمريـة ..
دراسة الصحة النفسية ومعرفة كيفية المحافظة عليهآ وتنميتها لعلاج انحرافاتها ..
دراسة العوامل المؤثرة على السلوك : الوراثة والبيئة ..
دراسة السلوك في الميادين المهنية المختلفة ..
دراسة أسس البيولوجية والفسيولوجية للسلوك..
دراسة الجماعات والمجتمعات ..
دراسة الشخصية الإنسانية و أبعادها و سماتها ..
دراسة الفروق الفردية والجماعية..
الاهتمام بالقياس النفسي ..
دراسة سلوك الحيوانات ..
الفصل الثاني
مدارس علم النفس
أولا - مدرسة التحليل النفسي Psychoanalysis :
سيجموند فرويد Sigmund Freud رائد مدرسة التحليل النفسي وقد أكد على أهمية خبرات الطفولة المبكرة (السنوات الست الأولى ) في تكوين الشخصية فهو يرى أنى دعائم الصحة النفسية تتشكل في هذه المرحلة وأن أساس الاضطرابات النفسية تمكن فيها و ترى نظرية التحليل النفسي أيضاً أن لدى الفرد دوافع غريزية إذا لم تشبع هذه الدوافع خلال المراحل الأولى من حياة الإنسان فإن الطفل سينتقل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة ولديه شيء من التثبيت الذي يعوقه عن التوافق مع مواقف الحياة
يعود الفضل إلى فرويد في إيجاد طريقة التحليل النفسي في العلاج النفسي و استعمل هو وزميله بروير طريقة التنويم المغناطيسي لتحليل الاضطرابات النفسية ( العصابية ) ومعالجتها كما استخدم أسلوب تحليل الأحلام و أسلوب التداعي الحر لهذا الغرض كما تحدث فرويد عن ثلاث مستويات للوعي عند الإنسان تؤثر في الشخصية وهي
1/الشعور ويعني أي فكرة و أحساس قد يستأثر بالوعي لفترة
2/ ما قبل الشعور وهي عبارة عن الافكار و الخواطر و الأحاسيس التي لا يمكن احضارها إلى الشعور بسهوله و لكن من الممكن احضارها إلى الشعور عند الحاجه إليها
3/ اللاشعور وهو مركز اهتمام فرويد و أشهر مكتشفاته في علم النفس وهو الجزء من الشخصية أكثر تأثيرا في تحديد سلوك الإنساني فالشخص لا يستطيع احضار محتويات اللاشعور إلى الشعور أن يقاومها دون أن يدري ويحتاج إلى بذل طاقه كبيرة لإبقائها في اللاشعور مما يجعله في حالة صراع داخلي مستمر دون ان يعي لذالك.
بالاضافة إلى ذلك يرى فرويد أن الجهاز النفسي للإنسان يتكون من ثلاثة جوانب تؤلف فيما بينها وحدة متكاملة وهذه الجوانب هي :
1- الهي Id : وهي منبع الطاقة الحيوية النفسية ومستودع الغرائز و الدوافع الفطرية التي تسعى لإشباع في أي صورة و بأي ثمن وهذا الجانب يمثل كل ما يحمله الإنسان معه منذ الولادة وتكون الهي الجزء الاكبر من الشخصية ووظيفتها الحفاظ على الكائن الحي في أدنى حالة من حالات التوتر فعندما يكون الطفل جائعا مثلا تسعى الهي إلى الإشباع السريع للجوع ليعود إلى الراحة
2- الأنا Ego : وهو مركز الشعور و الإدراك الحسي الداخلي و الخارجي و العمليات العقلية و المشرف على الحركة والإرادة و المتكفل بالدفاع عن الشخصية و حل الصراع بين مطالب الأنا الأعلى وبين الواقع ينمو الأنا من خلال التفاعل الفرد مع البيئة ووظيفته حماية من الأخطار التي تهدده في العالم الخارجي كما انها توفر النشاط اللازم لاشباع الغرائز التي تحملها إلهي
3- الأنا الأعلى Super Ego : ويتكون من الاتجاهات الخلقيه للوالدين و التقاليد الاجتماعية و القيم العليا الاجتماعية ألأخلاقيه و الدينية التي تعلمها الفرد في طفولته في البيت و المدرسة و المجتمع الخارجي و يعد الأنا الأعلى بمثابة السلطة الداخلية و الضمير الذي يحاسب الفرد ويوجه نحو الكمال
ثانيا : المدرسة السلوكية Behaviorism :
تعد المدرسة السلوكية ثورة ضد المدرسة البنائية ,وقاد هذه الثورة عالم النفس الأمريكي جون وطسون John Watson الذي يرى أن الموضوع المناسب لعلم النفس هو السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه وكان يرى أن على عالم النفس أن يبتعد عن الاستبطان لأنه يعتمد على الذاتية ويبتعد عن الموضوعية .وبذلك انطلق واطسن في دراسة السلوك الملاحظ باستخدام الطرائق الموضوعية .
,ومن أبرز ما ركزت عليه المدرسة السلوكية :
·تركز على متغيرات السلوك القابل للملاحظة والقياس والتجريب وهي المثير _ الاستجابة ( م – س )
· استخدام الطرائق الموضوعية في البحث القائمة على التجريب والملاحظة والقياس
·التركيز على وصف السلوك وتفسيره والتنبؤ بإمكانية حدوثه .
·الاهتمام بنواتج السلوك أكثر من الاهتمام بالعمليات الداخلية .
·التأكيد على دور البيئة والخبرة في عملية التعلم وتكوين العادات أكثر من تأكيدها على دور العوامل الوراثية في السلوك .
·التأكيد على أهمية بحث سلوك الحيوانات البسيطة (إلى جانب سلوك الإنسان ) وذلك من أجل فهم سلوك الكائنات المعقدة .
ثالثا – المدرسة المعرفية Cognitive Psychology :
تعد المدرسة المعرفية من أحدث المدارس في علم النفس بصفة عامة ,فقد ساعدت التطورات الأخيرة في مجال الحاسب الآلي ,والتطورات التقنية الأخرى الباحثين في علم النفس على وضع تصورات جديدة للوظائف العقلية .ومن أنصار هذه المدرسة جان بياجيه Jean Pieaget حيث يرى أن العمليات العقلية العليا ( التفكير ,الإدراك ,التخيل ,الانتباه ) تبنى على أبنية بيولوجية أولية ,وهو يؤمن بفكرة النضج ,حيث يتوقف القيام بالعمليات والوظائف العقلية على وجود الاستعداد البيولوجي للقيام بها
وبناء على ذلك يمكن القول إن أنصار المدرسة المعرفية يركزون على العمليات الوسيطة التي تحدث بين المثير والاستجابة (التفكير ) وهذه العمليات الوسيطة تعمل على تحويل المدخلات الحسية وتبويبها وتخزينها في الذاكرة ثم استدعائها عند الحاجة . كما يعتقد أنصار هذه المدرسة أن ما جاءت به المدرسة السلوكية من أفكار تتعلق بالمثير والاستجابة (م – س) لا تصلح لدراسة السلوكيات المعقدة .
فالإنساني كائن عقلاني مفكر ومخطط ,حيث يقرر استنادا إلى العمليات العقلية – المعرفية التي يجريها ويمكن له أن ينتقي من بين المثيرات الموجودة حوله بعضا منها ليعمل على معالجتها عقليا والاستجابة لها .
رابعا – الاتجاه الإنساني Humanistic :
يركز الاتجاه الإنساني على إنسانية الإنسان وقدرته على التحكم في مصيره وأنه خير بطبيعته .كما يركز على تلك الخصائص التي تميز الإنسان عن الحيوان . ومنها حرية الإرادة والدافع إلى تحقيق الذات Self-actualization .
يعد العالمان أبراهام ماسلو Abraham Maslow وكارل روجرز من أبرز رواد الاتجاه الإنساني في علم النفس ,فقد كان ماسلو قائدا لعلم النفس الإنساني وناطقا بلسان علمائه ,وأطلق على علم النفس الإنساني القوة الثالثة في علم النفس (بجانب السلوكية والتحليل النفسي ) .أما روجرز فيركز على نظرته إلى الإنسان ,على أنه كائن عقلاني ,واجتماعي ,واقعي ,يتوجه إلى الأمام ,متعاون ,ويمكن الوثوق به ,ولديه دافع يحركه نحو تحقيق الذات ,وأنه يكافح من أجل تقدمه ,ولديه من الإمكانات ما يمكنه من تحقيق ذاته ,وهذا الدافع كما يرى نيلسون وجونز
(Nelson & Jones) يمثل القوة الرئيسة لحركة الإنسان وتقدمه في الحياة .
كما يرى روجرز أيضا أن الناس لديهم الإمكانية في أن يعايشوا ويخبروا عن وعي العوامل التي تسهم في عدم توافقهم ,ولديهم الإمكانية في الابتعاد عن حالة عدم التوافق والاقتراب من حالة التوافق النفسي .
فالإنسان من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه لديه القدرة على أن يوجه وينظم ويضبط ذاته شريطة توافر شروط معينة , وفي غياب هذه الشروط يصبح في حاجة إلى ضبط وتنظيم من خارجه ,وعندما تتوافر للإنسان ظروف مناسبة للنمو فإنه سينمي طاقاته بشكل بناء تماما .
كما يرى أنصار هذا الاتجاه ضرورة الإيمان بقيمة الإنسان وكرامته وقدرته على مواصلة النمو والتطور الذاتي ,وأن لدى الإنسان الحق في أن تكون له أفكاره وآراءه الخاصة دون مساس بحرية الآخرين أو حقوقهم .
ولذلك فإن أفضل طريقة لفهم الإنسان هو أن ننظر إليه كما ينظر هو إلى نفسه ويدركها ,وليس من خلال الواقع الفعلي المدرك . ويرى روجرز أن الشخص السوي هو الذي تكون لديه القدرة على التفاعل بشكل صحيح مع مختلف جوانب الحياة ,كما تكون لديه القدرة على الكفاح من أجل إثبات ذاته ,وتحديد منهجه في الحياة من خلال خبراته الخاصة في الحياة .
والإنسان الفعال هو الذي يعمل على المشاركة بالعديد من الخبرات مستفيدا من كل لحظة في حياته ,وأن يثق بآراء الآخرين وقليل الاعتماد على استحسانهم أو عدم استحسانهم
الفصل الثالث
المحددات الوراثية والبيئية للسلوك
إن السلوك الذي يصدر عن الإنسان هو عبارة عن نشاط مركب راق و هادف , ويمكن له أن ينمو و يتطور , وليس ذالك إلا نتيجة تفاعل عاملي الوراثة و البيئة و التي تعد محددات أساسية للسلوك الإنساني و للشخصية بشكل عام . لذلك سوف نستعرض هذين العاملين فقط وفقاً لما يلي :
* مفهوم الوراثة Heredity :
يقصد بالوراثة انتقال الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية Genes . و الصفة التي يرثها الفرد لا تتحدد . بموت واحد . وإنما تتحدد نتيجة التفاعل الذي يحدث بين عدد من المورثات . فالوراثة البيولوجية تتحدد عند الإنسان بالمورثات , ويكون مجموعها النمط الداخلي للشخصية , ومن مجموع المورثات يتحدد الأساس الهام للفردية التكوينية للشخص ( منصور .1989 , الزعبي , 2006, أ ) .
* مفهوم البيئة Environment :
يشير مفهوم البيئة إلى مجموع العوامل الخارجية التي تؤثر تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على الفرد منذ لحظة الإخصاب وحتى نهاية الحياة . إنها تمثل جميع العوامل التي لا ترتبط بالمورثات . و بهذا المعنى تشمل العوامل المناخية و الجغرافية و الاجتماعية و الثقافية و الحضارية , حيث تسهم بشكل كبير في تشكيل شخصية الفرد , و تكوين أنماطه السلوكية و أساليبه في مواجهة الحياة .
أثر العوامل الوراثية على الشخصية :
تتحدد كثير من مظاهر النمو الجسمية و العقلية و الانفعالية و الاجتماعية بالوراثة . فتشكل الجسم و طوله , وملامح الوجه , ولون البشرة , ولون العينين , ولون الشعر , و فصيلة الدم (R.H) تتحدد بالوراثة مثل النزفHemophilia , و البول السكري Diabetics , و عمى الألوان ( العشى الليلي ) . كما ترتبط بعض المورثات بالجنس مثل الصلع , حيث يرتبط بالذكور أكثر من ارتباطه بالإناث و كذلك الحال بالنسبة لعمى الألوان.
بالإضافة إلى ذلك نجد أن الوالدين الطوال يكون أطفالهما كذلك ولكن أقصر قليلاً , و كذلك الحال فإن الوالدين القصار يكون أطفالهما أطول قليلاً ( ظاهرة التراجع) , لأن قوانين الوراثة تشير إلى أن غالبية الأبناء يحملون الصفات القريبة من والديهم (Mandel, et al.1992 )
أما ذكاء الإنسان وقدراته الخاصة , فتتحكم فيه العوامل الوراثية إلى حد كبير , فالإنسان يولد وهو مزود بمجموعة من الاستعدادات الوراثية , ومنها الاستعداد لأن يكون ذكياً, أو متوسط الذكاء, أو غبياً ,إذ إن هذه الاستعدادات تشكل الأساس في قوة أو ضعف الذكاء و القدرات الخاصة (Barbara & Philip, 1995)
أما تأثير العوامل الوراثية في الميول المزاجية , والسمات النفسية والاجتماعية , فهو تأثير غير مباشر , حيث تحدد الوراثة الاستجابة الملائمة بالنسبة للمثيرات البيئية , لأن
هناك علاقة بين الوظائف الفسيولوجية والوظائف النفسية , وعلاقة محددة بين بعض السمات النفسية وبين بعض العوامل الوراثية .
أثر العوامل البيئية على الشخصية :
تؤثر العوامل البيئية تأثيراً كبيراً في تشكيل شخصية الإنسان و سلوكه , و أساليبه في مواجهة الحياة , و هذا التأثير يختلف من مرحلة إلى مرحلة من مراحل الحياة .
1- الأسرة:
فالأسرة هي أولى الجماعات التي ينتمي إليها الفرد و تؤثر في شخصيته و أساليبه السلوكية وذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية . فالخبرات المبكرة للطفل , و مواقف الإحباط التي مر بها , تؤثر بشكل واضح في نموه الاجتماعي و الانفعالي و العقلي و الجسمي . كما يشعر الطفل بالأمن النفسي داخل الاسرة عندما تشبع حاجاته النفسية و الاجتماعية , كما تعمل الأسرة على تعليم الطفل القيم و العادات و المعايير الاجتماعية , و تساعده على بناء سلوك متوافق مع الآخرين لضمان نموه النفسي و الاجتماعي السليم . أما إذا لم تؤد الاسرة دورها بشكل صحيح , وتعرض الطفل فيها إلى مواقف الإحباط و النبذ و الإهمال وعدم الاستقرار , وعاش في جو مليء بالمشاحنات , فإن نموه يضطرب , و تظهر عنده المشاكل النفسية و الاجتماعية . كما أن الحرمان الحسي للطفل الرضيع , وقلة اتصاله بالكبار , يؤدي إلى إعاقة نموه و سلوكه بشكل سليم .
2- المناخ المدرسي:
من جهة أخرى يعدُّ المناخ المدرسي الذي يعيش فيه التلميذ عامل مهم جداً لنموه نمواً سليماً وغير سليم . فالمدرسة التي تشجع تلامذتها على روح التنافس و التعأون و التسامح و العدالة و الأخلاق الفاضلة , فإن ذلك يؤثر في سلوكهم الاجتماعي والأخلاقي و النفسي و الديني . كما أن أسلوب تعامل المعلم مع تلامذته داخل الفصل الدراسي , ونظام المدرسة وتعامل التلاميذ مع بعضهم بعضاً له تأثير كبير في نمو شخصياتهم و أساليبهم السلوكية .(Stewart, etal.1985 )
3- الحالة الاجتماعية والاقتصادية:
تؤثر الحالة الاجتماعية – الاقتصادية التي يعيش فيها الفرد على نموه في جوانب شخصيته كافه . فالأفراد الذين يعيشون في بيئات فقيرة ومحرومة ( ماديا وثقافيا ) يتأثر نموهم في جميع المراحل بشكل سلبي,بعكس الأفراد الأغنياء.
4- نقص الغذاء:
كما أن نقص الغذاء يؤثر على النمو العقلي والمعرفي لتلاميذ المدارس, ففي أحدى الدراسات التي أجريت في اندونيسيا لبيان العلاقة بين نقص الحديد والأداء المدرسي عند التلاميذ مابين 6-12 سنه في ثلاث مدارس ريفيه, تبين أن المصابين بنقص الحديد أقل قدرة على التركيز والتحصيل. وبعد علاج نقص الحديد لمدة ثلاث أشهر ,تبين أن الأداء المدرسي لديهم قد تحسن, وتحسنت قدرتهم على التركيز
كما أوضحت دراسة بوليت (1983) ان انقطاع تلاميذ المدرسة الابتدائية عن تناول الإفطار , يؤدي إلى تشتت انتباههم, وتزداد عندهم الأخطاء عند حل المسائل الحسابية (عقل 1998).
5- البيئة الجغرافية:
كما تؤثر البيئة الجغرافية على نمو الفرد, وذلك من خلال الظروف الطبيعية – المناخية , والإقتصاديه والبشريه . فالفروق بين السلالات والأجناس البشرية في المناطق المختلفه تعود إلى الاختلافات في البيئة
الجغرافية . ففي التجارب التي أجريت على الحيوانات . تبين أن الحرارة الشديدة وكذلك البرودة الشديدة يعيقان النمو , لأنهما يؤثران على نشاط الدورة الدموية
العوامل الوراثية والبيئية والفروق الفردية :
إن العوامل الأساسية المؤثرة في الفروق هما الوراثة والبيئية. وهناك جدل بين علماء الوراثة وعلماء البيئة عن أثر كل منهما في الفروق الفردية بين الناس .فقد رد كثير من علماء النفس (أنصار الوراثة) المسؤولية للعوامل الوراثية بينما فقد التأثير للعوامل البيئية. حيث يرون أن التربية والتعليم والبيئة المحيطة لا تزيد من استعدادات الفرد وقدراته, بل تمدها بالمواد التي تعمل بها.
ولهذا فأن الفروق الفردية ستكون واضحة بين الناس بغض النظر عن نوع التعليم الذي يتلقاه الفرد والبيئة التي يعيش فيها.
أما علماء البيئة فيؤكدون على الدور الأكبر للعوامل البيئية ودور قليل للعوامل الوراثية في إيجاد الفروق الفردية بين الناس. فهم يرون أن الفروق الوراثية في الإمكانات العقلية للفرد ليست كبيره, وأن الجزء الأكبر من هذه الفروق يعود إلى الاختلافات البيئية وإلى فرص التعليم والثقافة التي يتلقاها. وهذا يعني انه يمكن تحسين مستوى القدرات العقلية لمعظم التلاميذ بشكل ملحوظ من خلال توفير فرص تعليمية وثقافيه متكافئة لهم, وإذا تساوت الفرص التعليمية التي يزود بها كل التلاميذ, فان ذلك سيرفع من تحصيل معظم التلاميذ بشرط وجود درجه عاليه من الدافعية.
وفي الجانبين النفسي والاجتماعي يتضح تأثير التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئيه, حيث ان البيئة الفقيره يمكن ان تشوه أو تؤخر الاتجاه العادي للنمو في هذين الجانبين بصرف النظر عن الإمكانات الوراثية للفرد. ولكن البعض يشير إلى ان تأثير الوراثة في السمات النفسية والميول المزاجيه تأثير غير مباشر, حيث تحدد الوراثة الإستجابه الملائمه بالنسبة للمثيرات البيئيه لأن هناك علاقه وثيقه بين الوظائف الفسيولوجيه والوظائف النفسية. كما توجد علاقه وثيقه ايضا بين أثر البيئة وسمات الفرد النفسية والخلقيه والاتجاهات والميول والعادات السائدة عنده (الزعبي ,2007, أ)
فالوراثة والبيئة قوتان مختلفتان في طبيعتهما, ولكنها متفاعلتان ومتكاملتان في تأثيرهما المباشر على الفرد, ولذلك يختلف الأفراد بعضهم عن بعض كل حسب درجة ونوع هذا التأثير. كما أنهما يتلازمان في التأثير على سمات الشخصية المختلفه لدرجة يصعب الفصل بينهما. فالوراثة لاتعمل في فراغ, والبيئة يجب ان تتوفر لها مواد بيولوجيه وراثية لتعمل معها وبها, فكلا العاملين مهمين ومتآزرين في تكوين الشخصية.
ولهذا يمكن القول إن العلاقة بين الوراثة والبيئة هي علاقة تفاعل وتكامل,فالوراثة تحدد استعدادات الفرد وإمكانياته الفطرية, في حين تؤثر البيئة على هذه الاستعدادات فتنميها وتطورها أو تعيقها.
أ-الوراثة والذكاء:
يؤكد أصحاب نظرية الوراثة على حقائق الوراثة البيولوجيه للذكاء, ومن أصحاب هذا الاتجاه العالم الإنجليزي الذي يركز على حتميات الوراثة وعلاقتها بالذكاء (تفوقا أو تخلفا ) بالنسبة للأفراد والشعوب على حد سواء وعدم اعتباره للمؤثرات البيئيه ووضعها في الدرجة الرابعة أو الخامسة
ومن الدراسات التي تؤكد دور الوراثة في الذكاء تلك الدراسات التي أجريت على التوائم المتماثلة وغير المتماثلة والأخوة ,اذ من المعروف انه يوجد نوعان من التوائم, احدهما يتكون نتيجة انقسام بويضة مخصبه واحده إلى شخصين منفصلين ومتسقلين عن بعضهما البعض, ويسمى بالتوائم المتماثلة, لأن الوراثة في كلا التوأمين متماثلة إلى حد كبير, فالارتباط بينهما يصل إلى حوالي 95% أما النوع الأخر من التوائم فيسمى بالتوأم غير المتماثل, حيث يوجد في الرحم بويضتين يتم اخصابهما بحيوانين منويين منفصلين, وينتج عن ذلك جنينان منفصلان ومستقلان عن بعضهما البعض, ويكون التشابه لا يتعدى كثيرا التشابه بين الأخوة من الأبوين. وفي هذه الحاله يكون التشابه الوراثي في حدود 50% وهذه التوائم غير المتماثلة قد تكون من جنس واحد أو من جنسين مختلفين, ويكون معامل الترابط بينهما حوالي 65%.
فقد بينت الدراسات المبكرة التي قام بها هرمان وهوغبن ان متوسط الفرق في حاصل الذكاء لـ (65) زوجا من التوائم المتماثلة كان 9,2 درجة, في حين كان متوسط الفرق في حاصل الذكاء لـ (96) توأما غير متماثل من الجنس نفسه (17,7) درجة, وكان متوسط الفرق لأخوة (16,8) درجة, وهذه النتائج تشير إلى الفرق الكبير بين درجات التوائم المتماثلة ودرجات التوائم غير المتماثلة, مما يدعم الرأي القائل بأن التأثيرات الوراثية تشابها كبيرا في الذكاء. كما أظهرت دراسة جيلفورد تباينآ كبيرآ بين معامل ذكاء التوائم المتماثلة وذكاء التوائم غير المتماثلة والأخوة العاديين. فقط بلغ متوسط معامل الترابط بين حاصل الذكاء للتوائم الذين تربوا معا ( 0,88 ) مقايل (0,75 )للتوائم المتماثلة المفصله عن بعضها. في حين بلغ هذا المعامل بالنسبة لتوائم غير متماثلة الذين عاشو معا (0,53) كما بلغ هذا المعامل بالنسبة لأخوة الذين عاشو مع بعضهم (0,49) أما بالنسبة لأخوة الذين عاشو منفصلين عن بعضهم فقد بلغ معامل الترابط بين حاصل الذكاء (0,46) وهذا مايؤكد بان الوراثة تلعب دورا اكبر في تحديد الذكاء من العوامل البيئة.
بناء على ذلك فانه كلما كانت الوراثة اكثر اهميه في تحديد ذكاء الفرد فان الفروق بين التوائم الأخوة تكون اكبر مما هي عليه عند التوائم المتماثلة. ويعتقد آيزنك أن للوراثة تأثيرا قويا جدا في تحديد الذكاء, فثمة بعض الاتفاق على ان النسبه المئويه التي تسهم بها الوراثة هي حوالي (80%) أما البيئة فتسهم في (20%)
ب-البيئة والذكاء
ان أوضح تاثير للبيئه يكون على الذكاء الذي يقاس بمقاييس الذكاء, ففي كل مرة ينفصل توأم عن توأمه وتتهيأ له ظروف تربويه أفضل, أو يعيش في منزل ملئ بالاستثارة, فأن دماغه ينمو بصورة افضل, ويقوم بتكوين انزيمات أكثر من النوع الذي يرتبط بالتعليم والتذكر. أما عندما تهيأ للتوأمين الفرص التربويه نفسها, فأن حاصلي ذكائهما وناتجيهما التربويين يكونان متقاربين جدا.
ويذكر غوتكا أن أزواج التوائم المتماثلة الذين يتباينون كثيرا في التعليم المدرسي والجامعي, يتباينون بشكل كبير في معامل الذكاء, فقد بلغ متوسط الفروق في معامل الذكاء بالنسبة للمجموعه التجريبيه التي اجريت
عليها الدراسه (وهي 19 زوجا من التوائم المتماثلة) 11,3 نقطه في نصف المجموعه الأكبر سنا, في مقابل 1,4 نقطه لدى المجموعه الأصغر سنا. مع العلم ان متوسط عمر المجموعه الأكبر سناٌ كان 36 سنة, ومتوسط عمر المجموعه الأصغر سناٌ كان 17 سنة. كما وجدت اختلافات كبيرة لدى التوائم ذات الأعمار الكبيرة في التعليم المدرسي والجامعي, مما يوضح ان الأختلافات الأسريه والمدرسيه تحدد إلى درجة كبيره في الأختلافات في معامل الذكاء لدى التوائم المتماثلة. كما نذكر هنا حالة تؤام عاشت في منزل كان الزوجان فيه أميين تقريبا. مما اضطرها لترك المدرسه في الحاديه عشرة من عمرها بعد ان اتمت الصف الخامس الأبتدائي. أما اختها (التؤام الأخر) فقد عاشت في منزل لم يكون افضل كثيرا من المنزل الذي عاشت فيها اختها, ومع ذلك فقد انهت دراستها الثانويه, ولمآ قيس ذكاء التؤامين زاد العمر العقلي للثانيه عن عمر الأولى بسنتين تقريبا.
كما زاد حاصل ذكاء الثانيه مابين 12-15 درجة عن حاصل ذكاء اختها كما قيس باختبار ستانفورد لذكاء.
محددات الشخصية:
يوجد تباين بين الباحثين في تحديدهم لمكونات الشخصية الإنسانية, فقد ذكر عدس وتوق(1997) ان الشخصية تحدد بعدة أمور هي:
1-الوراثة. 2-النضج وأسلوب التنشئة خلال مراحل الطفولة. 3- الدوافع الأجتماعيه التي تكتسب عن طريق التعلم. 4-الطرق المستخدمة في عملية الإدراك
أما أحمد (1999) فقد حدد مكونات الشخصية في أربعة محددات هي:
التكوينية (البيلوجيه) 2-عضوية الجماعة. 3الموقف. 4الدور الذي يقوم فيه الفرد.
وبناء على ذلك نجد أن هذه المحددات يمكن تصنيفها في محددين أساسيين هما الوراثة والبيئة. وفيما يلي سنتحدث عن هذين المحددين وتأثيرهما على الشخصية.
أ- الوراثة والشخصية:
إن الفروق الفردية في استجابات الأفراد للمواقف المختلفة في البيئة تحددها البنيه البيولوجيه (الوراثية)المميزه لكل فرد .
وان القدرات الموروثه تخضع في الغالب لعملية التنشئه الاجتماعيه من خلال تأثير الأشخاص المهمين في حياته ( الولدين,المعلمين,الأصدقاء )..
ولذلك يمكن القول إن أساس الشخصية يتحدد بالعوامل الوراثية التي يولد الفرد مزودا بها والتي تتركب من ثلاث مجموعات هي :
1| عوامل وراثية يشترك فيها جميع إفراد النوع , وتتعلق بالمحافظة على الحياة مثل: الانعكاسات , الدوافع , وعمليات التوازن الداخلي , وهي عمليات مرتبطة بالجهاز العصبي ..
2| عوامل وراثية تنتقل عن طريق ناقلات الصفات الوراثية , وتتعلق بالجنس البشري ولون بشرته ... الخ
3| الاستعداد للقيام بعمليات التكوين الارتباطات .حيث أن الإنسان يولد مزودا بقدره طبيعيه على التعلم ..
وبناء على ذلك يمكن القول أن الوراثة تلعب دورا مهما في تحديد أجهزة الجسم المختلفة , وتحديد الأساس الحيوي للشخصية كما تحدد الوراثة الخصائص الجسميه والعقليه والاجتماعيه والانفعاليه والخلقية والتي تشكل في تفاعلها شخصيه الفرد التي تميزه عن الآخرين ..
ب – البيئة والشخصية :
يقصد بالمحددات البيئية العوامل البيئية الثقافية والاجتماعية الأسرية في أوسع معنى لها.فالشخصية الإنسانية تعكس التراث الحضاري لأي مجتمع تعيش فيه.
ولذلك فأن كل الأسر تشترك في أي مجتمع بمعتقدات وقيم مشتركة,ويتعلم الطفل منذ نعومة أظافره أن يسلك بالطرق المتوقعة منه والتي ترتبط بدوره الجنسي (Sex Role)
حيث تتوقع معظم المجتمعات أنواعا من السلوك التي تصدر عن الذكور تختلف عن تلك السلوكيات التي تصدر عن الإناث .وإذا انحرف الفرد عن دوره المحدد له فأنه يتعرض إلى عدد من الضغوط الاجتماعيه ويعد سلوكه مناقضا لمعايير وقيم الجماعة التي يعيش فيها ويمكن أن يوصف سلوكه بالشاذ.وتؤكد الدراسات ان العوامل الثقافية بما تشمله من جوانب دينيه واقتصاديه وتعليمية تسهم في تكوين شخصية الإنسان وبنائها واتساقها وتكاملها.وأن الانحراف عن المعايير التي يتبناها المجتمع ينعكس سلبا على شخصية الفرد وسلوكه.
من جهة أخرى فأن نوعية الخبرات التي يمر بها الإنسان وأساليب التنشئة الاجتماعية التي مر بها في السنوات الأولى من حياته تعد الأساس في بناء شخصيته سواءً أو اضطرابا.فدعائم الصحة النفسية تتشكل في طفولته المبكرة,وأن أساس الاضطرابات النفسية تكمن فيها.ولذلك فأن نمو الشخصية في هذه المرحلة (الطفولة المبكرة)يحتاج إلى رعاية خاصة وإمكانات بيئية أكثر أثاره وغنى من أجل مساعدة الطفل في هذه المرحلة للاستفادة من إمكاناته ومن البيئة الاجتماعية والثقافية والتعليمية المحيطة به.
وبناءً على ذلك يمكن القول أن شخصية الفرد تؤثر فيها أساليب تنشئة الآباء (الأب واللأم).تأثيراً بالغاً،وذلك من خلال أساليب التدليل أو الإهمال أو العطف الزائد,أو القسوة في المعاملة.فطريقة تعامل الآباء مع أبنائهما ينعكس تمأما على شخصياتهم على نحو سلبي أو إيجابي. فضلا عن ذلك فأن علاقة الوالدين بعضهما مع بعض,والجو الأسري الثقافي السائد في الأسرة,والظروف السكنية التي تعيش فيها الأسرة,والقيم الأخلاقية الناظمة للأسرة,والجو العاطفي السائد فيها,تلعب دوراً أساسياً في بناء شخصية الفرد وتكاملها,وسوائها وانحرافها .
الفصل الرابع
أهمية دراسة القدرات والاستعدادات:
تعد دراسة القدرات العقلية من الموضوعات المهمة في علم النفس ,والتي تهم العاملين كافة في المجال التربوي . فدراسة القدرات العقلية تعني من وجهة نظر محمود "البحث الكمي للفروق الفردية في ذكاء والقدرات العقلية لأخرى, وتفسير هذه الفروق تفسيرا علميا "ومثل هذه الدراسة للفروق في القدرات العقلية بين الأفراد, تبين لنا كيف تتأثر بعوامل النمو والتدريب, كما أن طبيعة العمل المدرسي تقتضي من المعلم أن يعامل داخل الفصل الدراسي مع تلاميذ يتباينون تباينا شاسعا في درجة نموهم في كل جانب من جوانب الشخصية, مما يحتم علينا ضرورة الاستعداد جيدا لدراسة الأنواع المختلفة للفروق الموجودة بين التلاميذ, والعوامل الكامنة وراء ذلك, وطرائق قياسها. فقد أكدت الدراسات والبحوث أنه كلما زادت معرفة المعلم بهذه الفروق الموجودة بين التلاميذ سهل عليه تعليمهم وتدريبهم وتوجيههم نحو تحقيق الأغراض التربوية المختلفة. ولهذا لابد من الاعتراف بأن هذه القدرات العقلية موجودة عند الأفراد ولكن بدرجات مختلفة فالاختلاف
بين الأفراد في القدرات العقلية هو اختلاف في درجة وجودها . فالأفراد يختلفون في الذكاء والقدرات العقلية الأخرى . ولهذا فإن وجود الفروق في القدرات العقلية هو خير للناس جميعا.
*الاستعداد والقدرة:
يعد الذكاء ضروري لنجاح في كثير من الدراسات والمهن, ولكنه ليس كافيا وحدة لنجاح فيها, اذا كان أداء الفرد يتطلب استعدادات خاصة. ومثال ذلك أن الذكاء لا يكفي وحده للنجاح في الأعمال الميكانيكية أو الفنية, بل لابد من استعدادات خاصة لهذه الأعمال. كما أن النجاح لايكفي وحده للنجاح في دراسة الهندسة, بل يحتاج إلى استعدادات خاصة في الرياضيات العليا, والتصور البصري المكاني.
وبناء على ذلك يمكن تعريف الاستعداد بأنه
"قدرة الفرد الكامنة على أن يتعلم بسرعة وسهولة إذا أعطى التدريب المناسب, وأتيحت له الظروف الملائمة , بحيث يتمكن من الوصول إلى مستوى عال من المهارة في مجال معين كالرياضيات, والهندسة, والفن.
فالطالب الجامعي الذي يدرس الرياضيات مثلا , يمكنه من الوصول إلى مستوى زميله الذي يتدرب التدريب نفسه ولكنه يمتلك الاستعداد الكافي لدراسة الرياضيات أكثر من زميله الأول.
أما القدرة فهي" كل ما يستطيع الفرد أداءه في اللحظة الحاضرة من أعمال عقلية أو حركية سواء بتدريب أو بدون تدريب"
من الأمثلة على القدرات: القدرة على تذكر قصيدة شعرية , والقدرة على حفظ قوانين الرياضيات أو الفيزياء , والقدرة على تحدث اللغة الإنجليزية , والقدرة على إجراء العمليات الهندسية... الخ فهي تعني كل ما يستطيع الفرد إنجازه بالفعل من الأعمال . وقد تكون القدرة بسيطة ,وقد تكون مركبة .كما يمكن أن تكون فطرية أو مكتسبة . فالفرد قد لا يمتلك في الوقت الحاضر القدرة على قيادة السيارة أو إجراء عمليات ميكانيكية معينة,,؛ ولكنه يملك الاستعداد الكافي الذي يؤهله للتفوق في احد هذه المجالات إذا أتيح له التدريب الكافي . فضلا عن ذلك تختلف القدرة العقلية عن الاستعداد العقلي, إذ إن القدرة تهتم بالوضع الراهن, أما الاستعداد فينظر إلى المستقبل. فالقدرة تدل على مقدار ما لدى الفرد من إمكانات تؤهله القيام بعمل ما في الوقت الحاضر, أما الاستعداد العقلي فهو إمكانية تحقيق القدرة , أي انه سابق للقدرة , ولازم لها, وينظر إلى المستقبل على أساس تحديد إمكانات الفرد الحلية, ويتنبأ بما سوف يؤول إليه هذا الشخص نتيجة التدريب والتمرين.وفي حالات أخرى قد يمتلك الفرد استعداد معين , ولكن البيئة المحيطة لا تساعد في نضج هذا الاستعداد وبلورته في صورة قدرة عقلية.
*الذكـــــــــــــاء:
ظهرت كلمة الذكاء في البداية على الفيلسوف الروماني سيشرون وتعنى العقل والفهم والحكمة وترجمها العرب إلى كلمة "ذكاء" ويقال ذكت النار أي اشد لهيبها, وذكاء فلان أي سريع فهمه, وبناء على ذلك يمكن القول بأن مصطلح الذكاء قد واجه مشكلات في تعريفه وتحديده, حيث يرى أرسطو أن الأفراد يختلفون في خصائصهم بما فيها الذكاء تبعا لاختلاف البيئات التي ينشأون فيها ويتفاعلون معها. أما أفلاطون فيرى الذكاء عبارة عن قدره فطريه يمكن أن تظهر على شكل قدرة الفرد على التعلم واكتساب الخبرات والتكيف مع البيئة . أما العالم سبيرمان فهو من أصحاب الرأي القائل بأن الذكاء قدرة عامة واحدة. في
حين يرى ثرستون فقد تبنى وجهة نظر أن الذكاء هو عبارة عن عدد من القدرات الطائفية. أما التعريف الإجرائي للذكاء فهو الذي اقترحه بورنج من أكثر شيوعا حتى الآن , حيث يرى أن الذكاء كإمكانية قابلة للقياس يمكن تعريفه بأنه "إمكانية الأداء الجيد في اختبارات الذكاء"
يرى ياسين أن الذكاء هو " الاستجابة السريعة والسديدة لمواقف طارئة ومفاجئة , ويتضمن أيضا قدرة الفرد التكيف والمرونة والاستقراء والاستدراج, والاستفادة من القدرات السابقة في مواجهة المواقف والمشكلات والواقعية , كما يمكن قياسه عن طريق الاختبارات بصفة كمية, ولكن جانب الكيفي يعتمد على فهم وتعليل يتجاوز المقاييس السيكومترية إلى تقييم شخصي وشامل متعدد الزوايا".
*محددات الذكــــاء:
لا يكون الذكاء دائما نتيجة محددات وراثية بيئية فحسب, بل يكون نتيجة التأثر المشترك لعاملي الوراثة والبيئة, فقد توصل جينسن في مقالته لدراسة أثر البرامج التعويضية التربوية لتأخر التعلم وتحصيل الأطفال السود في الولايات المتحدة الأمريكية , أنه لا يوجد أثر للبرامج التعويضية في تحسين تعلم وتحصيل ذكاء أبناء هذه الطبقة, وعدها محرومة ثقافيا, وقد أكد افتراضيا مؤداه, أن للوراثة دورا أوليا مهما في تنمية الذكاء وتطوره, ويمكن تحديد هذه النسبة بـ(80%) وإن نسبة ما تقدمه البيئة لا يزيد عن(20%) في تحسين الذكاء وتطوره كما افترض أن المتفوقين والأغبياء يمكن أن يوجدوا في البيئة نفسها, حيث أكد في ذلك دور الوراثة وقلل من دور البيئة , وهذا يعني أن وراثة الإنسان هي التي تحدد قدراته وطموحه الدراسي والمهني, ولكن الرأي السائد الآن هو أن استعدادات الإنسان وقدراته تتواجد نتيجة التأثر المشترك لكل من عاملي الوراثة والبيئة, فالذكاء يتحدد بكل من عاملي الوراثة والبيئة إلى حد كبير , إنه قابل للتغير وديناميكي.
ولذلك فإن الفروق بين الأطفال في الوقت الحاضر في الذكاء تحددها المؤثرات الوراثية إلى مدى ابعد مما تحدده المؤثرات البيئة , وإن تحسن تكافؤ الفرص التعليمية , وتقليل الهوة بين الطبقات الاجتماعية, من المحتمل أن يزيد من أهمية التأثيرات الوراثية, وينقص من أهمية التأثيرات البيئية. وعلى العكس من
ذلك, يمكن للمؤثرات البيئية أن تلعب دورا كبيرا إلى الحد الذي يمكن أن تهتم به الدول الأخرى, إذ كلما أزاد التفاوت في الفرص التعليمية والاجتماعية في فئة معينة , كان من المحتمل أن يزداد الأثر البيئي على نتائج اختبارات الذكاء.
*الفروق الفردية بين الجنسين:
توجد كثير من الدراسات التي تشير إلى الفروق بين الجنسين في الذكاء أو في التحصيل, أو في الاتجاهات والاهتمامات, أو في القيم الشخصية.
يذكر توق وآخرون أنه توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن التغير في الذكاء عند الذكور أعلى منه عند الإناث, الأمر الذي ينتج عنه عدد أكبر من المختلفين وبالمثل عدد أكبر من المتفوقين اللامعين الذكور. وهذا ما يجعل أعداد الرجال الذين يتفوقون على المستوى القومي والعالمي أكثر من أعداد لنساء.
ومع ذلك فإن الفروق التي تظهر بين ذكاء الأولاد والبنات قليلة, فالإناث يتفوقون على الذكور في الاختبارات التي قدرة لغوية , ومن الممكن أن يكون النضج الفسيولوجي المبكر هو السبب في هذا التفوق, أما الذكور فيتفوقون على البنات في الاختبارات التي تتطلب قدرة عددية, وربما يمكن وراء هذا التفوق أساس حضاري, لأن الذكور يتلقون التشجيع للتعامل بالأرقام وذلك بسبب ما يمكن أن يترتب عليهم من مسؤوليات في المستقبل. ولذلك يمكن القول أن الفروق بين الذكور والإناث كما أوضحته الدراسات المختلفة ليست كافية لتفسير تفوق الذكور على الإناث في الأعمال التي يقومون بها مستقبلا, وإن التفوق الذي يحصل الذكور في بعض الأعمال قد يعود لأسباب حضارية , وما يترتب على الذكور والإناث القيام به من أدوار وفعاليات في المجتمع.
ومن أجل بيان حقيقة الفروق بين الجنسين,سيتم استعراض بعض المجالات التي تتضح فيها الفروق: أولا-الفروق الجنسين في الوظائف العقلية:
أشارت الدراسات إلى أن درجات البنات في اختبارات الذكاء في مرحلة مقابل الدراسة اعلي بكثير من درجات الأولاد ويحدث العكس في المرحلة الثانوية ويعلل جيجا وبيرلنر ذلك إلى إن العديد من الأولاد ذوي القدرات المنخفضة يتركون المدرسة قبل الوصول إلى المرحلة الثانوية. ومن مجالات الفروق بين الجنسين في الوظائف العقلية: آ-القدرة اللفظية: تعد القدرة اللفظية عند الإناث أفضل منها عند الذكور بشكل عام فهن اقدر على الكلام واستخدام الجمل وأفضل في القراءة وقواعد اللغة من الذكور.فقد أكدت الدراسات الإكلينيكية إن نسبة الذكور الذين يحتاجون إلى علاج في القراءة اكبر من نسبة البنات. ب-القدرة الرياضية: أثبتت الدراسات إن الفروق في القدرة الرياضية بين الجنسين تبدأ في الظهور مع نهاية المدرسة الابتدائية لصالح الذكور ثم تزداد هذه الفروق اتساعا في المرحلة الثانوية والجامعية وفي سنوات الرشد وسبب ذلك يعود إلى الدور المتوقع لكل جنس في المجتمعين حيث طبيعة العمل الذي يمارسه كل منهم ففي السويد مثلا نجد انه لا توجد فروق بين الجنسين في التحصيل والقدرات الرياضية وسبب ذلك يعود إلى عدم وجود اختلاف في الدور المتوقع من كلا الجنسين في هذا المجتمع حيث إن المجال مفتوح لكل منهما وبالدرجة نفسها لممارسة الأنثى الأعمال التي يعتقد أنها خاصة بالرجل. ج-حل المشكلات: إن حل المشكلات يحتاج إلى استخدام مفاهيم لفظيه ومفاهيم غير لفظيه كما يعتمد حل بعض المشكلات أيضا على الاستقراء وإدراك العلاقات كما يعتمد حل بعضها الآخر على الخبرة العملية المباشرة للفرد فإذا تطلب حل المشكلة استخدام المفاهيم اللفظية أكثر من المفاهيم غير اللفظية فان قدرة الإناث في حل المشكلة تكون اكبر من قدرة الذكور أما إذا تطلب حل المشكلة استخدام المفاهيم غير اللفظية مثل المغامرات والخبرات العلمية أكثر من استخدام المفاهيم اللفظية فان الفروق تظهر لصالح الذكور. د-التحصيل الدراسي: تشير معظم الدراسات إلى إن الإناث أفضل في التحصيل الدراسي خلال سنوات المدرسة الابتدائية ويظهر هذا التفوق في الرياضيات والعلوم وتقل هذه الفروق تدريجيا ثم تتحول إلى صالح الذكور في المرحلة الجامعية وما بعدها..
ثانيا:الفروق بين الجنسين في الشخصية: بالإضافة إلى الفروق بين الجنسين في الوظائف العقلية توجد فروق اخرى بين الجنسين. آ-الفروق بين الجنسين في العدوان: أكدت دراسات كثيرة إن الذكور في الأعمار كلها وفي المجتمعات والثقافات المختلفة أكثر عدوانيه من الإناث فقد أوضحت الدراسات الانثروبيولوجيه التي أجريت على الإنسان والحية أن العدوانية سمه مصاحبه للذكور ولكن تيجر يرى خلاف ذلك فسمة العدوانية ليست مرتبطة بالجنس بقدر ماهي مرتبطة بالتعليم الجامعي والثقافة السائدة فقد توصل من خلال دراساته على البنين والبنات الصغار إن سمة العدوانية لا تظهر عند البنين قبل سن الخامسة .
ب-الفروق بين الجنسين في الخضوع والتبعية: تعد الإناث بوجه عام أكثر خضوعا وتبيعه من الذكور فيما يتعلق بالأنظمة والعادات الاجتماعية والاسريه وفي علاقتهن مع الذكور عبر مراحل العمر المختلفة كما تختلف درجة خضوع الإناث وتبعيتهن من مجتمع إلى آخر باختلاف الأدوار المتوقعة لكل من الذكور والإناث ففي المجتمعات التي لا تتوافر للأنثى فرص العمل والاستقلالية تزداد درجة خضوعها وتبعيتها في حين تقل هذه الدرجة في المجتمعات التي تتزايد فيها فرص العمل والاستقلال عن الرجل. ج-الفروق بين الجنسين في التوافق الانفعالي: يختلف الذكور عن الإناث في نوع المشاكل الانفعالية التي يواجهونها فالمشاكل السلوكية والغضب تكثر لدى الذكور من الأطفال في مرحلة مقابل المدرسة والمدرسة الابتدائية في حين نجد إن بعض العادات العصبية كمص الأصابع أكثر ظهورا عند الإناث بالمقارنة مع الذكور أما في مرحلة المراهقة والرشد فنجد إن معظم الإناث يعانين من بعض الأعراض العصابية أكثر من الذكور ومن هذه الأعراض: القلق واللازمات العصبية ,التمركز حول اللذات ,الحساسية الزائدة ,الشكاوي الجسمية,الدوافع اللاشعورية. *مقاييس القدرات والذكاء:
إن الكشف عن القدرات الموجودة عند الفرد له أهمية كبيره في التوجيه المهني والتوجيه التعليمي فالقدرات العقلية عامل أساسي في نجاح الفرد في مجالات الدراسة والعمل وفيما يلي نستعرض بعض مقاييس القدرات واختبارات الذكاء وفقا للاتي:
أولا-مقاييس القدرات الخاصة:
من ابرز مقاييس القدرات الخاصة المستخدمة ما يلي:
1-اختبارات القدرة اللغوية(اللفظية):
تعد القدرة اللغوية وظيفة عقليه يتميز بها الإنسان عن سائر الكائنات الحية وتتمثل هذه القدرة في الثروة اللغوية والفهم الدقيق للمفردات فقد أظهرت الدراسات إن البنات يتفوقن على البنين في هذه القدرة وهذا ما يؤكد إن البنات يتعلمن النطق السليم بسرعة اكبر من البنين كما إن محصولهن اللغوي يكون اكثر ومن ابرز نماذج الاختبارات للقدرة اللغوية ما يلي:
آ-اختبارات فهم المعاني:مثل إعطاء قوائم كلمات حيث يطلب الفاحص من المفحوص إن يذكر مرادفا لكل كلمه أو عكسها في المعنى أو إن يصفها في جمله مفيدة.
ب- اختبارات التناسب:تقيس هذه الاختبارات القدرة على إدراك العلاقات بالإضافة إلى قياس القدرة اللفظية ولهذا تستعمل كثيرا في قياس الذكاء وتتنوع اختبارات التناسب بحسب أنواع العلاقات كما في علاقة التشابه والتضاد وعلاقة السببية وعلاقة الجزء بالكل.
ج-اختبارات الاستنتاج:وهذه الاختبارات تقيس جانب من جوانب التفكير والقدره المنطقية إلى جانب قياس القدرة اللفظية مثال: د-اختبارات الطلاقة في التعبير:
وفيها تقاس قدرة المفحوص على إعطاء الكلمات أو العبارات بشروط معينه مثل:
إن يذكر اكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بحرف معين في زمن محدد أو ذكر اكبر عدد ممكن من الكلمات التي تطرأ على الذهن بعد سماع كلمة أو رؤية علامة أو بقعة حبر وغير ذلك.
2-القدرة الرياضية (العددية):
تتجلى هذه القدرة عند الفرد على شكل سرعه في التقاط وتذكر الأعداد وحفظها واسترجاعها وكذلك إجراء العمليات الحسابية والدقة فيها كالجمع والضرب والطرح والقسمة والتفكير الحسابي المتمثل في فهم القواعد الأساسية للعمليات الحسابية المختلفة وقد دلت الدراسات إن البنين يتفوقون على البنات في هذه القدرة مما يجعل البنات يتجهن إلى دراسة اللغات والعلوم النظرية اكثر من البنين كما يقل إقبالهن على العلوم الرياضية.
وقد دلت البحوث المدرسية إن اختبارات التحصيل في العلوم الرياضية تعتبر مقياسا صالحا للتنبؤ بالقابلية للنجاح فيها ولهذا تقاس القدرات الرياضية بمبلغ القدرة على الاكتساب والتحصيل في فروع الرياضيات المختلفة بالمدرسة.
ومن أمثلة اختبارات القدرات الرياضية ما يلي:
أ-اختبارات العمليات الحسابية: وفيها تعطي تمرينات متدرجة من السهل إلى الصعب ويتطلب من المفحوص إن يجيب عن اكبر عدد منها بأسرع ما يمكن من الاحتراس من الخطأ ويعطي له وقت محدد وبعدها تصحح الأوراق.
ب-اختبارات سلاسل الإعداد:وفيها يطلب من المفحوص إكمال عدد من سلاسل الأعداد.
ج-اختبار العمليات المركبة:ويراعي هنا اكثر من عمليه واحده في آن واحد.
د-اختبار التفكير المنطقي:ويشمل العمليات العقلية التي يحتاجها التفكير الرياضي
)القدرة الميكانيكية:
وهي مجموع الصفات التي تسهم في النجاح في الأعمال الميكانيكة , ولهذه القدرة أهمية كبيرة في الأعمال الصناعية لما لها من أثر في التوجيه المهني والأعداد المهني لأصحاب القدرة.
وتدل الدراسات إن البنين يتفوقون بشكل عام على البنات في هذه القدرة ,وهذا ما يجعلهم اقدر على النجاح في الأعمال الميكانيكية ,وتتطلب هذه القدرة مهارات خاصة ما لتوافق الحركي , والاتزان الحركي ,والتصور البصري, و العلاقات المكانية , وسرعة التكيف مع الجو الآلي الصناعي. ولهذا تقاس القدرات الميكانيكية بعدة اختبارات مثل:
1) اختبارات <كوكس> : وأساسها حركة الروافع والخيوط المارة على بكرة متحركة وغير ذلك من التركيبات الميكانيكية مثل :
أ)قضيب قابل للحركة حول محور ارتكازي عند ب, علق فيه ثقل عند (أ) وكان طول ب ج ضعف طول أ ب . فإذا دفعنا ج- إلى أسفل مسافة\10\سم , فهل ترتفع إلى أعلى المسافة نفسها أو مسافة أكبر , أو مسافة أقل منها؟
ب)اختبارات تركيب أجزاء بعض الأدوات الميكانيكية , مثل جرس الدراجة , وطبلة الباب , وبريزة الكهرباء...الخ .ويحسب للمفحوص الزمن وتلاحظ طريقته في الأداء. وقد قامت جامعة <مينيسوتا> بتقنين هذا الاختبار واستخدمته في قياس استعدادات التلاميذ للتعليم الصناعي.
ج) اختبارات اللياقة اليدوية: وتقيس التوافق بين حركات الأصابع في التقاط الأشياء أو حركات اليدين معاً . مثال:
أن يطلب من المفحوص وضع عدد كبير من الأوتار الصغيرة في ثقوب مناسبة في لوحة خشبية موزعة فيها الثقوب
في صفوف ليسهل معرفة العدد الذي يمكن للمفحوص الوصول إليه بعد زمن معين .
د) اختبارات الاتزان وثبات الأيدي : ولهذه الاختبارات أجهزة خاصة مثل: جهاز مكون من لوحة معدنية , و بها عدد من الثقوب الدائرية المتدرجة من الاتساع إلى الضيق .وعلى المفحوص أن يمسك بقلم له سن معدنية ليدخلها في كل
ثقب بما يمكنه من الاتزان والثبات , بحيث لا يمس جوانب الثقب , وإذ إن اللوحة المعدنية والقلم موصولان بالتيار الكهربائي الموصول بجرس تنبيه إلى وقوع الخطاء , وتقاس درجة الاتزان وثبات حركة اليد باتساع الثقب الدائري الذي يستطيع المفحوص عنده ألا يخطئ بحيث لاتهتز يده بالقلم .
الأهمية التطبيقية لاختبارات الذكاء :
لاختبار الذكاء جوانب تطبيقيه في المجال التربوي أهمها :
أ_الكشف عن الموهوبين :
الموهوبين عقليا هم ذوو الذكاء المرتفع ,أو من تزيد نسبة ذكائهم عن (140)درجة ,أما ذوو الذكاء مابين (120-140)درجة فهم من ذوي الذكاء العالي ,وعادة ماتشير نسبة الذكاء (130)وأكثر إلى الموهوبين .وقد أشار تيرمان إلى أن نسبة 83%من التلاميذ الموهوبين قد اجتازوا مرحلة الدراسة بسرعة فائقة ولم يتخلف أحد منهم في الدراسة ,وغالبا ما كانت تظهر لديهم بوادر النبوغ في سن مبكرة مثل الفضول الذهني ,والذخيرة الكبيرة من المعلومات المتنوعة , والرغبة في التعلم والقراءة . ولهذا يرى <<هولجورث>>أن الطفل ذو الذكاء العالي يعمل بدرجة تثير الاعجاب متى كانت الظروف التعليمية مناسبة (منصور وأخرون ,1989)
ب_الكشف عن الأطفال ضعاف العقول وفصلهم عن الأطفال العاديين :
ج_تجميع التلاميذ في فصول وتعليمهم حسب قدراتهم :
د_التوجيه التعليمي والمهني:
يعد التوجيه التعليمي والمهني من أهم التطبيقات التربوية العملية لاختبارات الذكاء ,حيث يساعد كل فرد من معرفة قدراته وميوله وسماته الشخصية ,بحيث يتوجه إلى نوع التعليم أو المهنة التي تتناسب وخصائصه وقدراته العامة واستعداداته الخاصة وصحته النفسية والجسمية .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..