د. هاشم عبده هاشم : هذه سقطة كبيرة منك !
سمعت في بعض المجالس من يصف الدكتور هاشم عبده هاشم بأنه طاووس ، ويقصد بذلك أن فيه شيئاً من الغرور والتعالي ، ومرت هذه الكلمة دون أن أصدقها أو أجد الدليل عليها . ولما تابعت حلقة ( البيان التالي ) على قناة ( دليل ) ظهر الجمعة الماضية ( 17 رجب ) التي استضاف فيها الزميل المبدع د. عبدالعزيز قاسم أستاذه د. هاشماً , وجدت بعض الأدلة على صدق هذا الوصف في حديث الضيف .
بدا ذلك واضحاً بصورة مشينة تمنيت ألا تحصل من د. هاشم عندما علق الدكتور / سعيد بن ناصر الغامدي على حديث الدكتور هاشم واتهمه بالإقصاء والتناقض في حديث طويل ، ولم يعجب الدكتور هاشماً حديث الشيخ سعيد ، وكأنه وقع عليه وقوع الصاعقة ، فآثر الهروب منه وتحاشيه ، بل وإنكاره بصورة مضحكة مخجلة حينما حاول تقزيم الشيخ وإظهار عدم معرفته به وأنه لم يسمع باسمه قبل اليوم ، وهذه سقطة كبيرة من الدكتور هاشم لم أحبها له ، ووددت لو سلم منها ؛ لأنها جمعت بين الجبن والغرور والصلف .
الخصوم الكبار لا يلغيهم التجاهل ، ولا يُشطبون بجرة قلم ، أو رشقة لسان ، وإنما يجابهون بندية عبر الحجة والبرهان ، وأبرز ما يميز العرب منذ الجاهلية إلى اليوم احترام الخصم والإشادة بمواهبه ، وكيف لا يعرف الدكتور هاشم الشيخ سعيداً ؟ وهو أول من وجه الضربة الموجعة للحداثة ولمفرختها في جريدة عكاظ عبر شريطية الذائعي الصيت اللذين سبقا كتاب الشيخ عوض القرني الذي أجهز عليها وحفر قبرها .
والدكتور سعيد أستاذ في العقيدة حاصل على الدكتوراه بعمل ضخم مطبوع في جدة في ثلاثة مجلدات بعنوان : ( الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها ) ، وكان المشرف على هذا العمل سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز أل الشيخ ، وناقشته لجنة كبيرة برئاسة سماحة المفتي وعضوية معالي الشيخ صالح بن حميد إمام الحرم ورئيس مجلس الشورى وقتها ورئيس مجلس القضاء الأعلى حالياً ، وفضيلة الدكتور ناصر العقل أستاذ العقيدة في جامعة الإمام ، وسعادة الدكتور حسن الهويمل ، الأديب المعروف وأستاذ الأدب في جامعة القصيم ورئيس النادي الأدبي هناك ، وقد حصل الباحث على الدرجة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، وللشيخ سعيد مشاركات في الساحة الأدبية وفي الصحف والمجلات وزاوية ثابتة في ملحق الرسالة في صحيفة المدينة ، وتعقيبات مشهورة على ضيوف الدكتور عبدالعزيز قاسم في مكاشفاته المعروفة في ملحق الرسالة.
لا أظن الدكتور هاشماً يجهل هذه الشخصية ، ولكن الأسوأ عندي من تجاهل الدكتور هاشم للشيخ سعيد ، هو تعليقه على حديثه تعليقاً فهم منه الدكتور عبدالعزيز قاسم أنه يصفه بالتطرف ، حينما قال الدكتور هاشم : ( من خلال ما طرحه – أي الدكتور سعيد - من الواضح أنه من مدرسة أورثتنا ما نحن فيه من معاناة في الوقت الراهن ، والتي جعلتنا الآن نواجه حالة من الارتباك الفكري والمجتمعي , هذا النمط من التفكير هو الذي عانينا منه ) . انتهى كلام الدكتور هاشم بنصّه .
وهو كلام غريب وعجيب فعلاً لا علاقة له بتعليق الدكتور سعيد ، فلم يسمع المشاهدون من الدكتور سعيد كلاماً يشعر بتطرف أو غلو أو تشدد ، ومن عاد لسماع الحلقة عبر اليوتيوب فلن يسمع شيئاً من ذلك ، ٍلكن الذي يبدو أن الدكتور هاشماً وعدداً من زملائه الإعلاميين في عكاظ وغيرها قد جهزوا هذه التهمة ( وهي التطرف ) لكل من عارضهم حتى لو كان سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء بل والأمير نايف نفسه ، فهذا الأستاذ قينان زميل الدكتور هاشم في المهنة والتوجّه – وتلميذه السابق الذي تتلمذ على يديه - يصف الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير – في مقال يحاكمه فيه في صحيفة الوطن – (بأنه لا يمكن أن يرفض الغناء والموسيقى والسينما لأنه مسلم سوي معتدل ) . وكأن الذين رفضوها من علماء الأمة وفيهم سماحة المفتي وكبار العلماء وسمو النائب الثاني وعامة الشعب و 72 % في المائة ممن شملهم استفتاء جريدة الرياض ، كأن هؤلاء جميعاً ليسوا أسوياء ولا معتدلين ، فهم إذن متطرفون كما يرى الأستاذ قينان وزميله د. هاشم.
والحداثة التي تبناها د. هاشم في عكاظ وانتقى فريقه المؤيد لها بعناية وقصد كما نص على ذلك إنما سقطت ودفنت بكتاب القرني الذي كتب مقدمته سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد أن قرئ عليه وسمع محتواه حرفاً حرفاً فزكاه وزفه للناس بهذه المقدمة ، فهو إذن متطرف كالشيخ سعيد الغامدي كما يرى د. هاشم .
إنني أنصح أخي د.هاشم ـ وإن كان الحداثيون العكاظيون يسخرون من الوعظ والنصح ويشنّعون عليه في أدبياتهم وإذا أرادوا أن يسقطوا عملاً أدبياً نثرياً أو شعرياُ وصفوه بالوعظ ، ونحن نخالفهم ونرى الوعظ منهجاً قرآنياً ونبوياً له مكانته ـ أنصحه بأن يترفع عن هذا الأسلوب وأن يعي أن مجتمعنا شب عن الطوق وصار يقرأ اٍلسطور ومابين السطور وما خلف السطور ، ويميز جيداً المتطرف والإرهابي والوطني والتغريبي والصادق والمزيف .
بل إن قيادتنا – مع ما عرفت به من طول النفس – ليست غائبة عما يجول في الساحة ، ولا يمكن أن ينطلي عليها تسويق التغريب في ثياب محاربة التطرف ، وتكفيك الرسالتان الواضحتان :
الأولى : من سمو النائب الثاني حول التحذير من استكتاب أهل الأهواء لحرب العقيدة ، وتذكيره الإعلاميين بمسؤولياتهم ، ودفاعه عن الهيئة ضد من حاربها بشراسة من أهل التغريب ودعاته .
والثانية : من سمو أمير منطقة مكة المكرمة حينما قرن التكفير بالتغريب ، وحذّر منهما معاً في مناسبتين مختلفتين ، إحداهما : في محاضرته في جامعة أم القرى ، والثانية : عند احتفائه بسمو النائب الثاني في جدة ، ولا أظنه يغيب عن ثاقب نظر الدكتور أن الأميرين الكريمين يوجهان رسالة من القيادة لمن ظنوا أن أبواب التغريب باتت مشرعة وأن القيادة راضية عن فتح الصحف أبوابها للحرب على العلماء والدعاة والقضاة والهيئات وحلقات التحفيظ والمراكز الصيفية وغيرها ، وأنت لبيب ، واللبيب بالإشارة يفهم ، بل لعل صحيفتك نفسها مقصودة بهذا خاصة وقد صرحت للدكتور عبدالعزيز قاسم بأنك قد اخترت بقصد وعناية وفخر كل الفريق الذي خاض معك معركة الحداثة. ولازم ذلك أنك أوصدت الباب أمام غيرهم .
ولعلك أخي د.هاشم تعلم أن الدولة تعرف الذين معها والذين ضدها ، وتحسن اختيار من تستعين بهم في الملمات ، وحسبك أن تلقي نظرة على تجربة الدولة الرائدة في لجان المناصحة التي أسهمت في تجفيف منابع الفكر التكفيري وترميم نفوس المخدوعين به وتطهير عقولهم ، وكيف أشادت عدد من الدول الكبرى كامريكا وبريطانيا بهذه التجربة ، ورغبت في الاستفادة منها واستنساخها لعلاج الموقوفين لديها ٍمن حملة هذا الفكر واستصلاحهم .
ولو ألقيت أخي د.هاشم نظرة على أسماء المشاد بهم من المشاركين في هذه اللجان لوجدت أنهم أساتذة العقيدة – من زملاء د. سعيد الغامدي – والدعاة والقضاة وطلاب العلم الشرعي ، ولا أظنك ستجد فيهم واحداً من أحبابك الذين اصطفيتهم للحراك الثقافي في عكاظ ؛ لأن أساتذة العقيدة يزرعون في طلابهم حقوق ولي الأمر وطاعته وتحريم الخروج عليه ما لم يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ، ولم نر شيئاً من هذه الأدبيات لدى أحبابك في صحيفة عكاظ ، الذين تزعم أنك أسهمت بهم في الحراك الثقافي وأوصلت المجتمع إلى بر الأمان .
عزيزي د. هاشم : أنصحك ونفسي بالابتعاد عن تصنيف الناس بالجملة من خلال مقطع صوتي صغير ، والابتعاد كذلك عن الاستعداء وزج الناس جميعاً خاصة من عليه سمة التدين أو العلم الشرعي في سلك التكفير أو التطرف ؛ لأننا بذلك سنزج البلد كله في هذه التهمة ، فالقيادة متدينة والشعب متدين والدولة أساسها ديني ومنهجها ديني ودستورها القرآن والسنة ، وهذه جزيرة الإسلام فهو قدرها وهو محياها ومماتها ، وحكامها يعرفون هذه الحقيقة ويؤكدونها في كل مناسبة ويعلمون أن الحيدة عنها هي بداية الطريق للزوال – لا سمح الله - حفظ الله بلادنا وقيادتنا وعلماءنا وبارك لنا في شِيبنا وشبابنا رجالاً ونساء .
د.محمد بن خالد الفاضل
الأستاذ في جامعة الأمير سلطان
بالرياض / 22 / 7 /1430 هـ
dr.alfadhel@Gmail.com
تفضل على الرابط التالي لكي ترى البرنامج
YouTube - ط¯ ظ‡ط§ط´ظ… ط¹ط¨ط¯ظ‡ ظ‡ط§ط´ظ… ظپظٹ ط§ظ„ط¨ظٹط§ظ† ط§ظ„طھط§ظ„ظٹ ط§ظ„ط¬ط²ط، ط§ظ„ط«ط§ظ„ط« (http://www.youtube.com/watch?v=_NITWdH2Vwg)
سمعت في بعض المجالس من يصف الدكتور هاشم عبده هاشم بأنه طاووس ، ويقصد بذلك أن فيه شيئاً من الغرور والتعالي ، ومرت هذه الكلمة دون أن أصدقها أو أجد الدليل عليها . ولما تابعت حلقة ( البيان التالي ) على قناة ( دليل ) ظهر الجمعة الماضية ( 17 رجب ) التي استضاف فيها الزميل المبدع د. عبدالعزيز قاسم أستاذه د. هاشماً , وجدت بعض الأدلة على صدق هذا الوصف في حديث الضيف .
بدا ذلك واضحاً بصورة مشينة تمنيت ألا تحصل من د. هاشم عندما علق الدكتور / سعيد بن ناصر الغامدي على حديث الدكتور هاشم واتهمه بالإقصاء والتناقض في حديث طويل ، ولم يعجب الدكتور هاشماً حديث الشيخ سعيد ، وكأنه وقع عليه وقوع الصاعقة ، فآثر الهروب منه وتحاشيه ، بل وإنكاره بصورة مضحكة مخجلة حينما حاول تقزيم الشيخ وإظهار عدم معرفته به وأنه لم يسمع باسمه قبل اليوم ، وهذه سقطة كبيرة من الدكتور هاشم لم أحبها له ، ووددت لو سلم منها ؛ لأنها جمعت بين الجبن والغرور والصلف .
الخصوم الكبار لا يلغيهم التجاهل ، ولا يُشطبون بجرة قلم ، أو رشقة لسان ، وإنما يجابهون بندية عبر الحجة والبرهان ، وأبرز ما يميز العرب منذ الجاهلية إلى اليوم احترام الخصم والإشادة بمواهبه ، وكيف لا يعرف الدكتور هاشم الشيخ سعيداً ؟ وهو أول من وجه الضربة الموجعة للحداثة ولمفرختها في جريدة عكاظ عبر شريطية الذائعي الصيت اللذين سبقا كتاب الشيخ عوض القرني الذي أجهز عليها وحفر قبرها .
والدكتور سعيد أستاذ في العقيدة حاصل على الدكتوراه بعمل ضخم مطبوع في جدة في ثلاثة مجلدات بعنوان : ( الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها ) ، وكان المشرف على هذا العمل سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز أل الشيخ ، وناقشته لجنة كبيرة برئاسة سماحة المفتي وعضوية معالي الشيخ صالح بن حميد إمام الحرم ورئيس مجلس الشورى وقتها ورئيس مجلس القضاء الأعلى حالياً ، وفضيلة الدكتور ناصر العقل أستاذ العقيدة في جامعة الإمام ، وسعادة الدكتور حسن الهويمل ، الأديب المعروف وأستاذ الأدب في جامعة القصيم ورئيس النادي الأدبي هناك ، وقد حصل الباحث على الدرجة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، وللشيخ سعيد مشاركات في الساحة الأدبية وفي الصحف والمجلات وزاوية ثابتة في ملحق الرسالة في صحيفة المدينة ، وتعقيبات مشهورة على ضيوف الدكتور عبدالعزيز قاسم في مكاشفاته المعروفة في ملحق الرسالة.
لا أظن الدكتور هاشماً يجهل هذه الشخصية ، ولكن الأسوأ عندي من تجاهل الدكتور هاشم للشيخ سعيد ، هو تعليقه على حديثه تعليقاً فهم منه الدكتور عبدالعزيز قاسم أنه يصفه بالتطرف ، حينما قال الدكتور هاشم : ( من خلال ما طرحه – أي الدكتور سعيد - من الواضح أنه من مدرسة أورثتنا ما نحن فيه من معاناة في الوقت الراهن ، والتي جعلتنا الآن نواجه حالة من الارتباك الفكري والمجتمعي , هذا النمط من التفكير هو الذي عانينا منه ) . انتهى كلام الدكتور هاشم بنصّه .
وهو كلام غريب وعجيب فعلاً لا علاقة له بتعليق الدكتور سعيد ، فلم يسمع المشاهدون من الدكتور سعيد كلاماً يشعر بتطرف أو غلو أو تشدد ، ومن عاد لسماع الحلقة عبر اليوتيوب فلن يسمع شيئاً من ذلك ، ٍلكن الذي يبدو أن الدكتور هاشماً وعدداً من زملائه الإعلاميين في عكاظ وغيرها قد جهزوا هذه التهمة ( وهي التطرف ) لكل من عارضهم حتى لو كان سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء بل والأمير نايف نفسه ، فهذا الأستاذ قينان زميل الدكتور هاشم في المهنة والتوجّه – وتلميذه السابق الذي تتلمذ على يديه - يصف الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير – في مقال يحاكمه فيه في صحيفة الوطن – (بأنه لا يمكن أن يرفض الغناء والموسيقى والسينما لأنه مسلم سوي معتدل ) . وكأن الذين رفضوها من علماء الأمة وفيهم سماحة المفتي وكبار العلماء وسمو النائب الثاني وعامة الشعب و 72 % في المائة ممن شملهم استفتاء جريدة الرياض ، كأن هؤلاء جميعاً ليسوا أسوياء ولا معتدلين ، فهم إذن متطرفون كما يرى الأستاذ قينان وزميله د. هاشم.
والحداثة التي تبناها د. هاشم في عكاظ وانتقى فريقه المؤيد لها بعناية وقصد كما نص على ذلك إنما سقطت ودفنت بكتاب القرني الذي كتب مقدمته سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد أن قرئ عليه وسمع محتواه حرفاً حرفاً فزكاه وزفه للناس بهذه المقدمة ، فهو إذن متطرف كالشيخ سعيد الغامدي كما يرى د. هاشم .
إنني أنصح أخي د.هاشم ـ وإن كان الحداثيون العكاظيون يسخرون من الوعظ والنصح ويشنّعون عليه في أدبياتهم وإذا أرادوا أن يسقطوا عملاً أدبياً نثرياً أو شعرياُ وصفوه بالوعظ ، ونحن نخالفهم ونرى الوعظ منهجاً قرآنياً ونبوياً له مكانته ـ أنصحه بأن يترفع عن هذا الأسلوب وأن يعي أن مجتمعنا شب عن الطوق وصار يقرأ اٍلسطور ومابين السطور وما خلف السطور ، ويميز جيداً المتطرف والإرهابي والوطني والتغريبي والصادق والمزيف .
بل إن قيادتنا – مع ما عرفت به من طول النفس – ليست غائبة عما يجول في الساحة ، ولا يمكن أن ينطلي عليها تسويق التغريب في ثياب محاربة التطرف ، وتكفيك الرسالتان الواضحتان :
الأولى : من سمو النائب الثاني حول التحذير من استكتاب أهل الأهواء لحرب العقيدة ، وتذكيره الإعلاميين بمسؤولياتهم ، ودفاعه عن الهيئة ضد من حاربها بشراسة من أهل التغريب ودعاته .
والثانية : من سمو أمير منطقة مكة المكرمة حينما قرن التكفير بالتغريب ، وحذّر منهما معاً في مناسبتين مختلفتين ، إحداهما : في محاضرته في جامعة أم القرى ، والثانية : عند احتفائه بسمو النائب الثاني في جدة ، ولا أظنه يغيب عن ثاقب نظر الدكتور أن الأميرين الكريمين يوجهان رسالة من القيادة لمن ظنوا أن أبواب التغريب باتت مشرعة وأن القيادة راضية عن فتح الصحف أبوابها للحرب على العلماء والدعاة والقضاة والهيئات وحلقات التحفيظ والمراكز الصيفية وغيرها ، وأنت لبيب ، واللبيب بالإشارة يفهم ، بل لعل صحيفتك نفسها مقصودة بهذا خاصة وقد صرحت للدكتور عبدالعزيز قاسم بأنك قد اخترت بقصد وعناية وفخر كل الفريق الذي خاض معك معركة الحداثة. ولازم ذلك أنك أوصدت الباب أمام غيرهم .
ولعلك أخي د.هاشم تعلم أن الدولة تعرف الذين معها والذين ضدها ، وتحسن اختيار من تستعين بهم في الملمات ، وحسبك أن تلقي نظرة على تجربة الدولة الرائدة في لجان المناصحة التي أسهمت في تجفيف منابع الفكر التكفيري وترميم نفوس المخدوعين به وتطهير عقولهم ، وكيف أشادت عدد من الدول الكبرى كامريكا وبريطانيا بهذه التجربة ، ورغبت في الاستفادة منها واستنساخها لعلاج الموقوفين لديها ٍمن حملة هذا الفكر واستصلاحهم .
ولو ألقيت أخي د.هاشم نظرة على أسماء المشاد بهم من المشاركين في هذه اللجان لوجدت أنهم أساتذة العقيدة – من زملاء د. سعيد الغامدي – والدعاة والقضاة وطلاب العلم الشرعي ، ولا أظنك ستجد فيهم واحداً من أحبابك الذين اصطفيتهم للحراك الثقافي في عكاظ ؛ لأن أساتذة العقيدة يزرعون في طلابهم حقوق ولي الأمر وطاعته وتحريم الخروج عليه ما لم يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ، ولم نر شيئاً من هذه الأدبيات لدى أحبابك في صحيفة عكاظ ، الذين تزعم أنك أسهمت بهم في الحراك الثقافي وأوصلت المجتمع إلى بر الأمان .
عزيزي د. هاشم : أنصحك ونفسي بالابتعاد عن تصنيف الناس بالجملة من خلال مقطع صوتي صغير ، والابتعاد كذلك عن الاستعداء وزج الناس جميعاً خاصة من عليه سمة التدين أو العلم الشرعي في سلك التكفير أو التطرف ؛ لأننا بذلك سنزج البلد كله في هذه التهمة ، فالقيادة متدينة والشعب متدين والدولة أساسها ديني ومنهجها ديني ودستورها القرآن والسنة ، وهذه جزيرة الإسلام فهو قدرها وهو محياها ومماتها ، وحكامها يعرفون هذه الحقيقة ويؤكدونها في كل مناسبة ويعلمون أن الحيدة عنها هي بداية الطريق للزوال – لا سمح الله - حفظ الله بلادنا وقيادتنا وعلماءنا وبارك لنا في شِيبنا وشبابنا رجالاً ونساء .
د.محمد بن خالد الفاضل
الأستاذ في جامعة الأمير سلطان
بالرياض / 22 / 7 /1430 هـ
dr.alfadhel@Gmail.com
تفضل على الرابط التالي لكي ترى البرنامج
YouTube - ط¯ ظ‡ط§ط´ظ… ط¹ط¨ط¯ظ‡ ظ‡ط§ط´ظ… ظپظٹ ط§ظ„ط¨ظٹط§ظ† ط§ظ„طھط§ظ„ظٹ ط§ظ„ط¬ط²ط، ط§ظ„ط«ط§ظ„ط« (http://www.youtube.com/watch?v=_NITWdH2Vwg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..