د. عبد الله الغذامي في البيان التالي ولقاء عابر مع الشيخ سعد الشثري

د.الغذامي في البيان التالي

وقت وصوله الاستديو، وكان دقيقا في موعده جزاه الله خيرا، ليس كبعض ضيوفي يجعلنا في قلق ويأتي قبل الحلقة بعشر دقائق والمخرج يكاد يجن ويصرخ أين الضيف؟؟ أثناء تركيب المايكات وكان حريصا على طرح مشروع (مسكني ) الذي يتبناه ومجموعة رجال أعمال، لتوفير المساكن لذوي الدخل المحدود، فهي أهم عنده من اللبرالية والتنظير، وربما سنخصص لها حلقة لوحدها مع رجال أعمال طبعا وعدته بمناقشة الموضوع-جزاه الله خيرا- ولكنني لم أستطع طرحه بسبب كثرة المتداخلين والموضوعات النخبوية الأهم التي تهمني في طرحها ما يعجبك في د. الغذامي صراحته وشجاعته في طرح ما يراه حقا، ولا يحابي أو يجامل أحدا، لذلك فإن خصومه كثيرون على مدى مراحل حياته د. الغذامي بالنسبة لأي مذيع هو مكسب وورطة، فالمكسب أنك ازاء مفكر حقيقي عندما يتكلم تشعر بعمق ما يطرح، وتتدفق الأفكار تترى على لسانه، فضلا على أنه من النوع الأسر في الحديث ، ويشد المشاهد، وهي الورطة بالنسبة للمذيع في كيفية ايقاف هذا الدفق المعرفي، وتوقيته، فإن تداخلت في البدايات وقطعت عليه، ضاعت الفكرة وتشوش المشاهد، وإن تركته في سرد طويل لا ينتهي فإن المشاهد لا يتحمل هذا الطول وليس من المهنية الفضائية ايضا تركه يتحدث طويلا.. تحقيق المعادلة بين تركه يشرح فكرته بشرط عدم التطويل هو مفتاح النجاح مع رجل كالغذامي من الأشياء التي أعجبتني في اجاباته مطالبته فكرة مراقبة الانتخابات من خلال جمعيات المجتمع المدني، وتغيير مسمى النادي الأدبي إلى النادي الثقافي . أيضا يملك الرجل لغة الجسد، لذلك هو من النوع المفضل لدى المشاهد، ولو تأملته يحكي لوجدت يديه وعينيه وتقاسيم وجهه ونبرات صوته كلها تتحرك في وقت واحد ، وبهذا يأسر المشاهد، وقبله المذيع إن لم يتدارك نفسه فسيقع أسيرا للضيف، وهو ما حاولت الانتباه إليه مع هذا العملاق ننتظر إذن المخرج للبدء في الحلقة ، في الحلقة طالب الغذامي بمحاكمة الأفراد الذين رفعوا أعلاماً غير علم المملكة ورددوا شعارات تدعو إلى إسقاط آل سعود، قائلاً: يجب معاملتهم قانونياً فلا مجال للتبرير فالقانون يحاسب هذه التصرفات، وأضاف من حق أي إنسان تعرض لمظلمة أن يعبر عنها لكن لا يصح تحويلها إلى قضية طائفية . الغذامي منصتا للصرامي ، والرجل مجيد في فن الاستماع ولا يقاطع أبدا ما شاء الله عليه، بل إنه احيانا يقول أعط الرجل حقه في المداخلة لينهي فكرته وحول موقفه من الليبرالية ومن يسمون بالليبراليين السعوديين، قال : كباحث لا أجد دليل على وجود تيار قائم لليبراليين السعوديين وما يفترض عن الليبرالية هو عبارة عن إيهام ذاتي صنعه الخصوم بأكثر مما هو حقيقي، فالليبرالية وهم كبير بقي على موقفه من اللبرالية وقال: لو وجدت سعودياً واحداً يستحق لقب ليبرالي لجهرت به، والذي دفعني إلى تسميتهم بالموشومين أنهم يطالبون بالحرية لأنفسهم ويصادرونها بالنسبة غيرهم، ولو كانوا يريدون أن يثبتوا للمجتمع أن الليبرالية قائمة على مبادئ لاستخدموني في العبور إلى المجتمع، واعتبر الليبرالية موشومة فكرياً لأنها تسحب معها المعاني والمدلولات السلبية كارتباطها بالامبريالية العالمية . وقتما سألته عن  موقفه من انتخابات الأندية الأدبية أشار إلى عدم وجود انتخابات بلا تكتلات وقال أن الوزارة عندما قالت ممنوع التكتل تتكلم بالمستحيل واللامعني، واللائحة عندما منعت التكتلات كانت غبية لأنه لا معنى له وغير قابل للتنفيذ، من جميل ما حدث لنا في الحلقة مرور الشيخ سعد الشثري علينا بعد انتهاء برنامجه في قناة المجد، وقام بالسلام علينا جزاه الله خيرا، واعتذر الغذامي منه بعدم استطاعته الوقوف له لأنه مكبل بالمايكات التي أنا نزعتها وقمت بتقبيل رأسه هذا الشيخ الحبيب من الطريف أن الغذامي قال للشيخ الشثري وقد شده تماما مما رآه، وقال:أترك شباب يا شيخ سعد، ظننتك أكبر ، فضحكنا وألح علينا بالغذاء عنده، وهي جبّلة لدى الشيخ الشثري ورثها عن والده حفظه الله، واعتذرنا له.. كم أقدر وأحب هذا الشيخ النقي ولا أزكيه على الله .. الاتصالات والرسائل لم تتوقف على الدكتور الغذامي ، والحمد لله على توفيقه ، وأنا أعد الرجل مكسبا كبيرا لي في حياتي المهنية ، اذ كل حلقاته معي كان مبدعا ومتألقا، لسبب بسيط أنك ازاء ضيف شجاع يستطيع أن يعبر عن فكرته بكل شفافية، وليس لديه طموح سياسي في وزارة أو ما شابه ، فيتكلم بكل صراحة بهذه الابتسامة العريضة من المفكر الغذامي كانت نهاية الحلقة والحمد لله، يا جماعة الخير والله إن أهل عنيزة أحباب ، ولا تملك إلا أن تحبهم، لا أدري لماذا تذكرت أستاذنا الخلوق حمد القاضي في هذه اللحظة، ثمة رابط يربط الرجلين ومعهم الدكتورة عزيزة المانع والدكتور عبدالله العثيمين، شيء عجيب.. عموما،  ولمرات عديدة، قلت بأن الغذامي يستحق منا التكريم ، مهما اختلفنا معه- وثقوا أنني مختلف معه في بعض أفكاره - أو اتفقنا، وسئلت مرة في احدى الحوارات الاعلامية معي: من هو المثقف السعودي الذي يمكن أن ترشحه لجائزة نوبل؟، أجبت فورا: لا أعرف في السعودية مفكرا حقيقيا يرقى لهذه الجائزة وشروطها ، ويستأهل هذه الجائزة سوى عبدالله الغذامي.. رابط الحلقة: http://www.youtube.com/watch?v=7Nsk0PxoZHA