الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

الخلاف بين الملك عبد العزيز والشريف حسين كان خلافا سياسيا وليس دينيا ..

الخلاف بين الملك عبد العزيز والشريف حسين كان خلافا سياسيا وليس دينيا ..

الحلقة الأولى
راشد بن محمد الشريف
هذه الكلمات ليست ردا مفصلا على ما ذكره بعض الإخوة في المجموعة عن ( الإخوان والتكفير ومظاهر الشرك في الحجاز) ، بل هو مقدمات فكرية وتاريخية وشرعية واجتماعية تهدف إلى معرفة ماذا حدث في تلك الفترة ؟ ولماذا حدث ؟ ثم ، وهو السؤال الأهم كيف ينبغي أن نتصرف حيال ما حدث ؟ وما هو الموقف الشرعي من ذلك ؟ .
كنت أود أن لا يثار هذا النقاش لعدة اعتبارات
1-  أنهم إخواننا الذين سبقونا بالإيمان من كلا الطرفين .
2-  خشية أن يحتدم النقاش بيننا فنتجاوز في التطاول عليهم أو النيل منهم .
3-  خشية على السلم الأهلي والوئام الاجتماعي ، ودرءا لمحاولات إثارة الأحقاد والثارات .
ولكن دعاني إلى ضرورة الرد خشية أن يفهم بعض القراء أن عدم الرد هو إقرار لما طرحه بعض المشاركين في المجموعة ، خاصة أن بعض الأحبة شدّد على أن عدم الرد دليل على صحة ما ذهب إليه الإخوان في التكفير والقتال .  ودعاني لهذا أيضا محبتي للشيخ محمد بن عبد الوهاب ومدرسته الدعوية ، فمع تقديرنا لجهودهم وإقامتهم لشعائر الإسلام الظاهرة وهدم مظاهر الشرك ( ومع أني مقرّ بوجود هذه المظاهر في الحجاز وغيرها ، وإنما الخلاف في التكفير والقتال ) إلا أنني أخشى أن يستغل بعض الشباب المتعجلين هذه الأخطاء التي مارسها الإخوان بناء على فهمهم لأدبيات مدرسة الشيخ فيقوموا بإنزالها على واقعنا من جديد مع عدم إدراك لطبيعة المرحلة التاريخية والاجتماعية التي عاشها الشيخ محمد مقارنة بالمرحلة التي نعيشها الآن . ( وما القاعدة وفكرها عنا ببعيد ! )  

  بالنسبة للشيخ الفاضل إبراهيم الدميجي صاحب تاريخ الإخوان فسيتم الرد عليه مفصلا في وقت لاحق ، فمع تقديري لبحثه واجتهاده واستفادتي من ذلك إلا أن هذا لا يمنع أن نتناقش نقاشا أخويا حيال ما جاء في كتابه التاريخي عن الإخوان . لكني رأيت أنه من المهم أولا أن نقدم بمقدمة عن منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه في التكفير والقتال فما لم نحرر هذه المسألة فسيظل فهمنا لحركة الإخوان ومذهبهم في التكفير والقتال فهما ناقصا .

وحتى لا يمل القارئ فسأسرد بعض آراء وأقوال مدرسة الدعوة النجدية التي انطلق منها الإخوان وأسسوا عليها تكفيرهم وقتالهم ، ومن أراد من القراء أن يعرف نص أقوال مشايخ الدعوة النجدية ومواضع ذلك فسندله عليه لاحقا لأن المقصود الاختصار قدر الإمكان .

ملحوظة : التكفير أكثر سوءا من السب والشتم فمن كفر أهل بلدة أو مدينة فقد وصفهم بما هو أسوأ من السب والشتم .
     
1-  تنزيل أحكام الكفار الأصليين على المسلمين الذين وقعوا في ناقض من نواقض الإسلام أو عرضت لهم شبهة .
2-  قولهم أننا جئنا بدين الرسول ومن حاربنا فقد حارب دين الرسول فهو كافر .
3-  قولهم بأن من لم يكفر المشركين فهو مثلهم ويعنون بالمشركين المسلمين الذين وقعوا في ناقض أو عرضت لهم شبهة .
4-  صرّح الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنه لا يكفر من عبد الصنم ولا ابن عربي أو الفارض.
5-  يقول الشيخ محمد أن أكثر الأمة على دين باطل ولا يؤمنون بالبعث ، وأن دين قريش خير من دينهم .
6-  أنكر الشيخ محمد أنه يقول أن الناس منذ ستمائة سنة ليسوا على شيء .
7-  أنكر الشيخ محمد أنه يكفر البوصيري صاحب البردة .
8-  ذكر الشيخ محمد أنه لا يكفر من عبد الصنم الذي على قبر عبد القادر ولا الصنم الذي على قبر البدوي .
9-  أنكر الشيخ محمد أنه يكفر من لا يكفر مخالفيه .
10-                     طلاب الشيخ يكفرون ابن عربي والفارض .
11-                     قولهم بتكفير أهل مكة والمدينة .
12-                     قولهم بتكفير من لم يكفر الدولة العثمانية .
13-                     قولهم بتكفير أهل حائل وقبيلة العجمان .
14-                     قولهم  بتكفير من لم يكفر أهل مكة .
15-                     قولهم بتكفير من ادعى أن آباءه ماتوا على الإسلام إذا لم يكونوا من أهل الدعوة النجدية .
16-                     قولهم بتكفير أهل مصر والشام واليمن والعراق وغيرها .
وقد تعمدت أن آتي بفقرات متعارضة إنصافا للشيخ محمد وتلاميذه ، فهم أحيانا يقولون بأقوال ثم يقولون أقوالا مخالفة لأقوالهم السابقة ، ليعلم الجميع أن هذه التراث يحتاج إلى إعادة نظر ، فما فيه من صواب أقريناه وهم فيه مجتهدون مأجورون ، وما فيه من خطأ فهم فيه مجتهدون مخطئون ، لا يجوز متابعتهم في خطئهم بل ندعو لهم بالرحمة والمغفرة ، وأن يتولاهم الله بعطفه وبره .

وإليك هذا القول الذي فيه تراجع عن التكفير وإعذار للمسلمين ، وقد قال به أحد أئمة المدرسة النجدية وهو الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب حيث يقول  : ( الذي عليه المحققون من أهل العلم هو : عدم تكفير أهل البدع كالخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة لأن التكفير لا يكون إلا بإنكار ما علم من الدين بالضرورة ، أو ارتكاب شيء مجمع على كفر من ارتكبه ) الدرر السنية (010/244) .

ع ق 1051

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..