الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

البعد الإنساني للسجناء السعوديين في العراق

البعد الإنساني للسجناء السعوديين في العراق
بقلم: نوف عبد العزيز
ع ق 989
 
أنقل لكم أسماء الشباب المعتقلين في العراق، وأذكر أسماء من سيتم اعدامهم بعد أيام قلائل، وأبرئ ذمتي أمام من يقرأني وأمام الله، أنني فعلت ما بوسعي، ولم يتم التجاوب معي أبداً.
 
ميدل ايست أونلاين
بقلم: نوف عبد العزيز

السجناء السعوديون في العراق، قضية شائكة وملف مقلق للكثير من العوائل السعودية؛ فالكثير من أبنائهم قَضَوا أو غيّبوا في العراق دون أن يسمعوا عنهم أو يعلموا أي شيء، وبعضهم ما زالوا يعذبون هناك على أشياء ارتكبوها.
لن نحكم عليهم بالصواب أو الخطأ، فلكل منهم رؤيته، والكثير منهم كان يرى أنه سينصر اخوته العراقيين من ظلم الأمريكان، ولم يذهب أحد منهم بحسب علمي كي يساهم بالطائفية أو ايذاء العراقيين، كما يرى الاخوة العراقيون ويحاجّونني به دائماً.
وقبل أن ننصب أنفسنا جلادين ونحاسبهم، فلنحاسب من شجعهم على الخروج، ولنحاسب المشايخ الذين أفتوا لهم، والذين كُرّموا لاحقًا وتسنموا أعلى المناصب في البلد، وبعدها يمكننا أن نكمل النقاش، هل هم مخطئون أم لا !
بحسب تقديرات منظمة الصليب الأحمر الدولي يتجاوز عدد المعتقلين السعوديين 100 معتقل، ووفقاً للمعلومات التي أدلى بها بعض المعتقلين هناك، فإن الغالبية العظمى من التهم الموجهة ضدهم تتعلق بتجاوز الحدود الدولية بطريقة غير نظامية.
وعلى الرغم من أن الأنظمة العراقية تعاقب على هذه التهمة بالسجن لفترة لا تتجاوز الستة أشهر، إلا أن الكثير منهم تم الحكم عليه لسنوات تتراوح بين 15 إلى 30 سنة، في محاكمات سرية تفتقر لأبسط معايير العدالة والحياد، ولم يمكنوا من توكيل محام يحضر أثناء التحقيق والمحاكمة، بل إنه تم اشتراط عدم التحدث للمحامي حال توكيله من قبل المحكمة، كما أن القاضي أصدر أحكاماً قاسية على حسب جنسية المتهم، وللأسف كانت الجنسية السعودية الأسوأ حظاً من بين الجنسيات الأخرى، علماً أن تلك الأحكام الشديدة نهائية وغير قابلة للإستئناف.
شبابنا هؤلاء يواجهون مصيراً قاتلاً وأحوالاً هائلة ومروّعة، فهم يهددون بالاغتصاب ـ إن لم يفعلوها بهم ـ وهم يواجهون بالتعذيب والتجويع والتنكيل، ومنهم من هو في سجون مقتدى الصدر ـ تعلمون جيدًا ما يعني هذا ـ ومنهم من هو في سجون الأكراد في أحوال سيئة بل أسوأ من سيئة، يتوزعون على سجون عدة، مثل "بادوش"، و"بوكا" و"أم قصر" و"البلديات" و"طارق" و"الأعظمية" و"الصوفجي" و"الشعبة الخامسة" و"الحلة المركزي" و"كيوتا" في السليمانية، إضافة إلى سجون سرية أخرى مقامة ضمن الثكنات العسكرية الأميركية في أنحاء العراق.
ومنهم من كان في سجن أبو غريب سيئ الذكر، مغيبين ولا أحد يعلم حالهم سوى الله، حتى المنظمات الحقوقية العالمية تم رفض طلباتهم بمطالعة أحوال هؤلاء الشباب دون الآخرين ولا أعلم لماذا؟
وبحسب تقرير لجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، ذكروا أنه هناك قرابة الأربعين معتقلاً سعودياً في سجن "سوسا" في مدينة السليمانية، بكردستان العراق، حيث يتم حشر قرابة خمسين معتقلاً من جنسيات مختلفة في غرفة ضيقة، لا تتجاوز أبعادها بضعة أمتار مربعة، فلا يستطيعون النوم أو الجلوس، ناهيك عن الحركة وقضاء الحاجة، وتنتشر بينهم الأمراض الخطيرة والمعدية، كالدرن والجرب وسوء التغذية، وتعرض الكثير منهم للتعذيب أثناء فترة التحقيق، فطبقاً لروايات بعض السجناء أنه تم تعرضهم لنهش الكلاب الشرسة التي أطلقها عليهم السجانون، ولا تزال علامات تلك المعاملة القاسية حاضرة على أجسادهم.
وذكرت لي الأستاذة أمل فان هيس الناشطة الحقوقية أن المشكلة مع المعتقلين السعوديين في العراق، هو أن العراق تريد استعمالهم كورقة سياسية لتثبت ضلوع السعودية في عمليات الارهاب في العراق.
حتى لو ثبت أن هؤلاء الشباب متهمون بالضلوع في أعمال ارهابية، فهم لا يحصلون على محاكمات عادلة وتنتهك انسانيتهم، ولا نعلم عن ظروف المحاكمات التي حصلت لهم، وليسوا كلهم متهمين بالارهاب فمنهم من تجاوز قانون الجوازات بالعراق ومنهم من هو بريء.
وقد قال الدكتور مفلح القحطاني رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في تصريح سابق له "إن أحكام الإعدام التي صدرت بحق السعوديين في العراق لتجاوزهم الحدود تعتبر أحكاما جائرة، ونأمل من الحكومة العراقية إعادة النظر في الأحكام التي صدرت بحقهم وأن تكون محاكمتهم عادلة".
ودعا القحطاني الحكومة العراقية إلى الاستعجال في النظر في اتفاقيات تبادل السجناء بين البلدين .
هناك أكثر من 100 معتقل سعودي بالعراق، ولم يتم التوصل إلا لستين سجيناً ملفاتهم لدى الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، فأين البقية؟ وهؤلاء الستون لم يتم معرفة أوضاعهم كاملة كذلك، وبحسب ما سمعت أن الجمعية الوطنية قد سبق لها الذهاب للعراق، لكن تم رفض طلبهم بالاطلاع على أحوال المعتقلين السعوديين هناك!
وليت السلطات العراقية حين تصر على بقائهم لديها تقوم بحقوقهم كسجناء، فلو اطلعتم على تقارير وشهادات المنظمات الحقوقية لصدمتم بالظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء المعتقلين، مما تنقله من معلومات عن السجناء هناك، فيما يتعرّض ذوو السجناء لعمليات ابتزاز مالي عبر اتصالات هاتفية تلقوها من عراقيين، يدعون قدرتهم على المساعدة في الإفراج عن أبنائهم المعتقلين.
لا أعلم حقيقة ما الذي تخشاه السلطات العراقية حتى تخبئ السجناء السعوديين لديها، وهم قد ذكروا أن لدى السعودية أكثر من 360 سجيناً عراقياً، وهم يستطيعون تسلمهم من خلال اتفاقية تبادل السجناء، فلم لا يستعجلون بتنفيذ هذه الاتفاقية، حيث أنها في مرماهم والسلطات السعودية تنتظر موافقتهم، أم أنهم لا يريدون أبناءهم بالمقابل !
يؤلمني هذا الموضوع بشدة ويؤرقني، وأكره حقيقة أن أكون في هذا الموقف؛ فحينما يتواصل معي سجين عبر وسيط لأنه أمل فيَّ خيراً فهذا يقتلني، حينما يضع روحه بين يدي فهذا يقتلني، حينما يضع كل آماله بالحياة بين يدي فهذا يقتلني، خصوصًا إن كانت رقبته في مقصلة الاعدام، ولا أمل له بعد الله إلا الأَمَةُ الضعيفة.
أمر مرهق وقاتل أن تعلم بعذابهم، بمعاناتهم، بأمنياتهم للقاء أهلهم واحتضانهم لتراب الوطن، بعضهم كان قد ذهب للجهاد بعمر السادسة عشرة وحينما قبض عليه وواجه ما واجه من أهوال، تم حينها الحكم عليه بالاعدام وتوفي رحمه الله، وهناك الكثير مثل هذا الفتى، وللأسف لا يوجد تحرك من السعودية الا بدرجة بسيطة، والأرواح لا تنتظر، والمصير المظلم لا ينتظر، ومن هم مغيبون هناك بسجون لا تعلم عنها دولتنا لا تنتظر، والله إنه أرحم عندي أن يجلبوا بالسعودية ويقتص منهم، ولا أن يتم انتهاك انسانيتهم هناك واذلالهم واهانتهم ثم اعدامهم في نهاية الأمر، لا أريد أن أثير قلق أي عائلة لها أبناء هناك، لكن أوضاعهم لا تبشر بخير، ويوماً عن يوم تصبح أسوأ، أبرياء تهمهم تستحق عقوبات بسيطة يتم اعدامهم بسبب طائفية مقيتة وحقد جائر !
أنقذوا أبناءنا فهم في رقابكم، وستواجهون الله بهم، حتى لو أخطأوا في نظركم، اجلبوهم هنا ليقضوا عقوبتهم أو حاكموهم بالطريقة التي ترون، لكن لا تتركوهم بين نارين؛ نار الطائفية ونار الأمريكان الظلمة.
وفي النهاية، يؤسفني أن أنقل لكم أسماء الشباب المعتقلين هناك، وسأذكر أسماء من سيتم اعدامهم بعد أيام قلائل، وأبرئ ذمتي أمام من يقرأني وأمام الله، أنني فعلت ما بوسعي، ولم يتم التجاوب معي أبداً.
أسماء هؤلاء الشباب تم جمعها بدقة وبكل أمانة من قبل لجنة رصد المعتقلين السعوديين بالعراق من قبل الأستاذ صالح العشوان، وبعضهم لم نتوصل إلى أسمائهم كاملة بل وصلنا اسماء عائلاتهم فقط، وأعتذر لكل العوائل الذين سيجدون أسماء أبنائهم، سواء في قائمة المعتقلين أو في قائمة الإعدام، فأنا حقاً آسفة.
أسماء قائمة المساجين السعوديين بالعراق:
1. ياسر بن صالح بن جبر الشريف
2. صالح بن سعد مزهر القحطاني
3. بندر بن منصور حمد اليحيى
4. عقاب بن ونيس عقاب التمياط الشمري
5. جمال بن يحيى محمد عبد الكريم
6. ماجد بن سعيد علي الغامدي
7. خالد بن أحمد سعدون
8. فايز بن محمد حمود ناشي
9. عبد الله حمود عبد العزيز التويجري
10. اسماعيل بن إبراهيم محمد المعيقل
11. فهد بن عبد العزيز اليوسف
12. منصور بن عبد الله لافي الحربي
13. عمر بن عبيد حمود العلي
14. هادي بن عماش الشمري
15. زيد بن راكان الشمري
16. محمد بن سعيد القحطاني
17. محمد بن أحمد حمدان الحربي
18. مساعد محيا المطيري
19. نمر بن عايض سحيبان العتيبي
20. عبد المجيد بن حازم المطيري
21. عبد المجيد بن فايز عليان
22. سعد بن عبد الله الحربي
23. عايد بن محمد عايد البقمي
24. أحمد بن رجا مناور
25. زاهر بن فايز الشهري
26. سليمان داود حمدان الشمري
27. نايف بن عادي المحياني
28. علي بن محمد علي الكربي
29. وليد بن عايض القحطاني
أسماء قائمة المحكوم عليهم بالاعدام:
1) عبدالله عزام القحطاني . السعي جارٍ لنقض الحكم . سيتم اعدامه قريباً
2) العتيبي .
3 ) الشهراني . صغير السن لم يتجاوز عند القبض عليه الثامنة عشرة.
4) مازن محمد ناشي المحول . سيتم اعدامه قريباً
5) ناصر مبارك معجب الدوسري . سيتم اعدامه قريباً
نوف عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..