u r 1048
رباح القويعي
قرأت مقتطفات مما دبجه ابراهيم الدميجي من مدائح للإخوان، وما هم في الواقع إلا قتلة جهلة تشهد على جرائمهم بحق الإنسانية أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية، في بلدي حائل وفي الأحساء والقطيف وفي الحجاز، وفي نجد ذاتها.
وتضمنت حلقاته خزعبلات من التلفيقات الشائعة عند السعوديين والوهابيين، منها ما كتبه عن الأمير السادس عبدالعزيز المتعب الرشيد (أمير حائل 1897 – 1906)، وهو اجترار لما تمتلئ به كتب ودراسات "التأريخ السعودي".
وليس اهتمامي الآن بتفنيد أقواله، وأعني أقواله عن حائل أو عن أمراء حائل، فذاك لن يغير شيئا من حقيقة أن الإخوانيين الجدد لا يستطيعون الثناء على أسلافهم دون أن ينتقصوا من حائل والحائليين، ذلك لأن حائل كانت القلعة الحصينة المحصنة الثابتة ضد شرورهم في الجزيرة العربية على مدى عقود من السنين وضحّت أكثر من غيرها من دول الجزيرة العربية ومجتمعاتها، بالدم والمال والمجد في سبيل مقاومة الوهابية الإخوانية السعودية على مرحلتين (1781 – 1792) - (1902 – 1921).
وإنما سأستعرض فقط اقتباسات مجردة، مع شرحها، من مصدر وحيد هو الذي بين يديّ الآن (في إقامتي المؤقتة بالرياض)، وهو كتاب : أيام العرب الأواخر، لـ سعد الصويان (2011)، وفيه تدوين لتسجيلات أجراها الصويان مع رواة من الشمريين البدو، في حائل خلال الفترة 1980 – 1986، ومعظم الرواة هم ممن أدركوا زمن ما بعد سقوط الحكم الوطني (ما بعد 2 نوفمبر 1921)، خصوصا زمن التسلط الوحشي الإخواني من اجتياح حائل وحتى 1929 (ثمان سنوات). وكان من بين مروياتهم إشارات ولمحات تتعلق بتلك السنوات عندما أطلق السعوديون يد الإخوان لقتل الحائليين والشمامرة دون حساب.. في البرية، وفي القرى، وفي المساجد، وأثناء الصلاة وفي كل مكان وزمان.
ولابد من التذكير قبل بدء العرض، بأن هذه المرويات ودلالاتها تختص بالمجتمع البدوي الشمري في حائل، المختلف عن المجتمع الحضري. فالحضر لديهم مروياتهم الخاصة التي لا تتذكر أي شيء سوى الدماء وبشاعة الإعتداء وهمجية الأعداء.
فيقول الشمريون، كاشفين ضمن أقوالهم خصال الإخوان:
1. "الدِّيْرَِهْ اتْخَبُِرْ وَالْيَهْ اِبْنْ اسْعُودْ. وَالاِخْوَانْ مَا يْتِشَهَّدْ الرَّجَّالْ! يَذْبُِحُونُهْ مَا تِشَهَّدْ!" ص 317.
البلد [حائل] كما تعرف قد تولاها السعوديون. والإخوان [لا يسمحون حتى] بنطق الشهادتين للرجل [الذي يقبضون عليه من الحائليين]. إنهم يقتلونه قبل أن تتاح له حتى فرصة النطق بالشهادتين!
2. "الاِخْوَانْ؟! مَا مِنْ وَرْا الاِخْوَانْ اعْقَلا. يَذْبُِحُونْ الرَّجَّالْ وْ يَسْلُِبُون ثَُوبُهْ" ص 375.
الإخوان؟! لم يكن الإخوان يخلّفون من بعدهم أيّ ناجين. [كان الإخوان] يقتلون الرجل ثم يسرقون ما عليه من ثياب.
3. "يَا مَارْ اللِّيْ يَقْضُِبُونُهْ الاِخْوَانْ هَاكْلْحِينْ يُِدُِبُّونُهْ. يُِقُولُونْ هَذَا شَرَّابْ دُِخَّانْ وهَاذَا بُهْ وْ بُهْ، يُدُِبُّونُهْ وْ يْتَغَيِّبُونْ النَّاسْ عُِنْهَمْ". ص 393.
كان [الحائلي] الذي يقبض عليه الإخوان آنذاك يُضرب ضربا مبرحا. [أولا] يقولون هذا يشرب التبغ وهذا به وبه [من شتى التهم المختلقة]، [ثم] يضربونه ضربا مبرحا. [لذلك كان] يختبئ الناسُ منهم [رعبا].
4. "دَلَّوا اللِّيْ لُهْ شُِوَارِبْ يَطْرُِحُونُهْ وْيُِدُِبُّونُهْ. آه.. وْصَارَتْ اعْلُومَهَمْ وُِصَطْ!" ص 336.
صاروا [يتتبعون الرجل] الذي له شوارب. [فـ] يطرحونه أرضا ويضربوه ضربا شديدا. (نعم هذا ما حصل).. لقد كانت سيرتهم رديئة أخلاقيا ومنحطة.
5. "الاِخْوَانْ هَاكَلْحِينْ دَلَّوا ايْخَبْصُونْ بَالنَّاسْ وْ دَلَّوا اللِّيْ يَشْرَبْ الدُِّخَانْ يُِقُولُونْ بُهْ مَا لا بُهْ!" ص 407.
الإخوان آنذاك صاروا يتصرفون بأرواح الناس كما يشاؤون. صاروا [يُحضرون الرجل] الذي يشرب التبغ [ثم] يتهمونه بغرائب التهم [ويعدمونه].
6. "دَلَّوا يَا جَاهَمْ الضَِّيْفْ ضْرُبُوهْ!! اَوَّلْ مَا هُو يَنْشِدُونُه عِنْ اُمُورْ دِيْنُهْ، وِالَى مَا تُِمَخْرَجْ مِنْ السَّعَالاتْ هَاذِيْ جَابُوهْ وْ دَبَُّوهْ وْهُو ضَِيْفْ! وَالضَِّيْفْ ضَِيْفْ الله مِنْ المُكْرُمَاتِ!!". ص 407.
صاروا عندما يأتيهم الضيف، يضربونه! أولا يسألونه أسئلة عن الدين، وإن لم يجد [الضيف] مخرجا ومنقذا من هذه الأسئلة أحضروه وضربوه ضربا شديدا رغم أنه ضيف!! [يالفداحة الأمر] إن الضيف هو ضيف الله [وإكرامه] من إكرام الله! [فكيف يُضرب الضيف لأجل الله وهو ضيف الله!!].
** ** **
ومما يروى من الأشعار، ما يلي:
قول عجلان الرمال الشمري (عجلان ابن رمال) وهو مهاجر إلى الحدود الحائلية الشامية بعد سقوط حائل عام 1921:
1. مِتَى يِجِيْنَا طَارِشِنْ فَُوقْ مَجْحُودْ * وِ ايْخَبْرَنْ عَنْ دِيْرِتِيْ وُِشْ جَرَى بَهْ
متى يأتينا مسافر سريع السفر، فيخبرني عن بلادي [حائل] ماذا جرى بها
2. كَانَهْ عَلَى مَا قِيْلْ بِسْهُودْ وُ امْهُودْ * وِ اِلاَّ بَهْ الاِخْوَانْ مِثْلْ الذْيَابَِهْ
هل هي بأحوال جيدة أم أن الإخوان الوهابيين لا زالوا يسيطرون عليها كالحيوانات المتوحشة
3. نَكَّاسْ لَلاِخْوَانْ دُوْدِنْ وَلَدْ دُوْدْ * هَذَاكْ عَفْنْ وْ يَنْزَعْ الله شِبَابُهْ
إن من يعود إلى [حائل] مع وجود الإخوان بها [فيتأقلم معهم]، هو شخص تافه ابن تافه، إنه شخص حقير لا يستحق الحياة
4. يِمْسِيْ وْ يِصْبِحْ شَارْبُهْ تِقِلْ مَجْرُودْ * وْ يُِدْبَغْ اِلَى شَيْفَتْ عَلَِيْهْ العْصَابَِهْ
[فهو إن عاد إليهم] سيُمسي ويُصبح وكأن الجراد قد التهم شاربه !، وسيُضرب ضربا مثل دبغ الجلود لو رأوه يرتدي العصابة [بدل العمامة].
5. يَا اشْيُوخْ شَمَّرْ وَا عَسَى وْجِيْهَكَمْ سُودْ * مُِضِيْفِكَمْ عَلَى يِدِيْكَمْ خَرَابُهْ
يا زعماء شمر الذين قررتم البقاء في حائل رغم سقوط الحكم الوطني، فلتكن وجوهكم سوداء لفداحة خطأكم، إنكم هكذا تهدمون منزلكم [تهدمون ذاتكم وقيمكم وثقافتكم].
6. (...) ابْ "حِلِّة" نَازِلْ ايْدَوِّرْ الفُودْ * وِ يْدَوِّرْ الجَنِّة ابْذَبْحْ القَرَابَِهْ
(اسم رجل شمري انضم للإخوان) في منطقة (حلّة) يبحث عن المكاسب والمغانم، ويبحث عن الجنة و[يتقرّب إلى الله] بذبح أقاربه [من شمّر] !
7. حَلَفْتْ دِيْنِنْ واَلْحِقْ الدِّيْنْ بِشْهُودْ * اِنَّهْ فَلا عِدَّتْ ابْدُورْ الصَّحَابَِهْ
أقسم بالله، وأضيف إلى قسمي شهودا، أن هذه الحال [التي جاء بها الإخوان الوهابيون] لم تحدث في عصر الصحابة [فليست من الإسلام بشيء].
ص 756.
ووصلت الأبيات إلى حائلي آخر هو مضحي الوحير الشمري، وكان هاجر بعد السقوط إلى العراق، فقال متجاوبا مع عجلان:
1. اَقْدَِيْتْ يَا عَجْلانْ مَا قِلْتْ مَنْقُودْ * حَكْيَكْ عَلَى الخَاطِرْ لِذِيْذِنْ جُواَبَهْ
قلت الحق يا عجلان، ولم تقل خطأ. وكلامك في ذهن [الشخص الحائلي] لذيذ الوقع والمضمون.
2. اَقْبِلْ عَلَِيْنَا بَدِّلْ الكُودْ بَالهُونْ * لا تَذْبَحَكْ نَاسِنْ اتْغَوِّلْ اكْلابَهْ
إتجه نحونا واستبدل حياة الشقاء [على الحدود الحائلية الشامية] بحياة الهناء [في العراق]. وكن حذرا كي لا يقتلك [الإخوان الوهابيين] الذين يقتلون الكلاب ؟! (يحتقر الشمريون قتل الكلب الراعي أشد احتقار).
3. مِنْ قَُومْ (...) اِلَى قَُومْ (...) * نَاسِنْ تَلاغَى واللَّغَى مَا يْتِشَابَهْ
[إنهم الإخوان] من عشيرة (بدوية) وحتى عشيرة (بدوية)، إنهم أخلاط يتحدثون بلغة غير حائلية وفي الوقت نفسه لا يتحدثون لغة واحدة.
4. حَلاتْ نَجْدٍ يَُومْ حَاوِيْ وْ مَرْدُودْ * يَُوْمَهْ يَنَامْ اقْهِيْدِيِنْ مِنْ لَجَى بَهْ
إن الزمن الجميل لمنطقة نجد [كان أثناء حكمها من قبل حائل]، عندما كان الشخص ينام ملء عينيه عندما يكون بها [وليس الآن حيث الإخوان يتجولون بها يقتلون ويسلبون بلا حساب]
5. واليَُومْ لا عِزِّنْ وَلا زَبِنْ مَضْهُودْ * واللِّيْ لِفَانَا طَارِشِنْ مَا هَلا بَهْ !
الآن [في نجد]، لا أحد يملك أي حق أساسي، ولا ملجأ فيها لأي مضطهد [لأنها صارت منبع الإضطهاد]، وصرنا نضطر أن نقول للضيف: لا أهلا بك ! [خوفا مما قد يصيبه بسببنا على يد الإخوان، الذين يعتقلون أي ضيف من أي مكان عند أي أحد في حائل للتحقيق وسؤاله عن عقيدته وضربه إن لم يقل الإجابات الصحيحة، كما تقدّم].
6. عَسَى اتْرَابَهْ يِقْتِلِبْ مِلْحْ بَارُودْ * وْ عَسَى مُِطَرْهَا قَازْ عَجْلْ اِلْتِهَابَهْ
[الآن] نرجو أن تراب [أرض نجد] يصير بارودا، ونرجو أن يكون مطرها من الكيروسين سريع الإلتهاب [فتحترق وتفنى].
ص 756-757.
** ** **
ويقول عجلان وهو في المهجر في بيت يشير فيه إلى سبب رحيله عن حائل:
1. قَزَُّونْ عَنْهَا مِرْوِحِينْ الشِّمَاشِيْلْ * اللِّيْ ايْطَوُّونْ الْعْمَامَِهْ عَلَى الرَّاسْ
دفعني للهجرة [من حائل] أولئك القذرون في ملابسهم، القذرون في كل شيء، أولئك الذي يطوون العمائم الطويلة على رؤوسهم.
ص 406.
ويُروى في بيتين من قصيدة شعبية التداول مجهولة القائل تعود إلى أيام السقوط 1921:
1. خَانوا ابْحَايِلْ كَاسْبِينْ الفُِضِيْحَِه * وَ اَهْلْ العَمَايِمْ جِعْلَهَم فِيْ جَهَنَّمْ
خان حائل أولئك الذين التصقت بهم الفضيحة إلى الأبد، [فساعدوا بخيانتهم] أهل العمائم [الإخوان الوهابيين الذين نرجو أن يكون] مصيرهم في الجحيم.
2. اَهْلْ العَمَايِمْ مِدِّعِينْ النُِّصِيْحَِهْ * جِهَّالْ بَدْوٍ مَا تْعَرْفْ التِّيْمِمْ
ذوو العمائم [الإخوان] الذين يدّعون أنهم ينصحون الناس [وهم ليسوا سوى] جهلة وبدو لا يعرفون حتى كيفية التيمم.
** ** **
ويقول شمري من عشيرة السويد، آذته عصابة من الإخوان بعد أن شاهدوه يضيّف ضيفا أجنبيا "من المدخنين":
1. اللي قَرَا بَالكُِتُبْ مَا اَقُولْ بُهْ شِينْ * يَا مَا حَلى مَجْلِسْ خَطِيْبِنْ ايْهَدِّيِكْ
المتعلم المطلع على الكتب الدينية، ليس عندي أي تحفّظ عليه. فمن الأشياء الجميلة أن تجالس متدينا يضفي عليك بعض السكينة والطمأنينة بأقواله.
2. الاَمُِرْ بَدْوٍ يَنْطُِلُونْ البَعَارِينْ * وْ لا تَامِنُهْ عَلَى عَبَاتَك ايْذَكِّيْكْ
[ولكن المشكلة أن] المسألة تتعلق بـ بدوٍ يسرقون الإبل، والواحد منهم لا تأمن منه أن ينحر عنقك لكي يحصل على عباءتك !
3. ايْصَلِّيْ بِيَانْ وبَالخَفَا مِنْ فَرَاعِينْ * يَا شُِفْتْ وَجْهُهْ قِلُّهْ الله ايْخَزِّيْكْ
يصلّي في الأماكن البيّنة [أمام الناس] وهو في الخفاء كالفرعون في شروره وانتهاكاته، فعندما ترى واحدا منهم [أيها المستمع] فقل له: أخزاك الله مرة بعد مرة.
4. يَا جَوِّيْ اللِّي شَمْعَتِنْ لَلْمُِقَاطِينْ * اَشْهَدْ ابْجَالَك مَا اتْوَنِّسْ قَهَاوِيْكْ
يا أرضي الجميلة التي كانت شمعة تجتذب الباحثين عن الاستقرار، أقسم اليوم وأنا بطرفك أن مجالس أهلك لم تعد مؤنسة [بل كئيبة].
5. رَاحَوا دَلال امْحَفَّلاتْ البَعَارِينْ * رَبْعِيْ امْخَلُِّصْتْ الدِّلِيّْ المِشَابِيْكْ
لقد هاجر منك [بسبب المحتلين السعوديين و الإخوان] أولئك الذين يدللون نجاب الإبل، [أعني بهم] قومي الذي يخلّصون الدلاء المشتبكة في الآبار (أي من يملكون حلول المشاكل المعقدة).
ص 149-150.
** ** **
وبعد السقوط بنحو عام عاد عجلان الرمال إلى حائل، وأراد أن يذهب ليقابل أول حاكم سعودي على حائل: عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، فقال لجماعته: "مِنْ يَنْهَجْ مِعِيْ؟" أي: من يرافقني إليه؟ قالوا: "وَالله مَا نِجِيْ اِبْنْ امْسَاعَدْ وَلا يَنْهَجْ مَعَكْ الوَالِيْ". أي: أقسمنا بالله ألا نأتي ابن مساعد أبدا، ولن يذهب معك أي أحد.
فذهب إليه عجلان دون جماعته، وقال له: "والله اِنِّي جِيْتْ مِنْ جَنَّة دِنْيَا. يَعْنيْ لَوْ اَنَا دَوَّارْ جَنَّة دِنْيَا والله اِنِّيْ مَا اِجِيْ مِنْ هَالْمَحَلّْ اللِّيْ جِيْتْ مْنُهْ" أي: أنا آتٍ من مكان كالجنة ولست أبحث عن مالٍ منك أو خلاف ذلك من دنيويات، ولو كنت أبحث عن المال لما جئت إليك أصلا من مكاني الذي كنت به.
ثم ألقى عليه البيتين التاليين اللذان يشرحان سبب مجيئه لمقابلة "ابن مساعد":
1. يا مِيْرْ مَا عَيَّنْتْ حَشْوُِنْ ذُِهُوبِيْ؟ * حَشْوُِنْ غَفَالْ اوْصُوفِهِنْ بَيِّنَاتِيْ
يا أمير! ألم تَرَ قطيعا من الجمال الشابة التي غادرت أراضي أهلها؟ إنه قطيع من الجمال الشابة لأفراده أوصاف بيّنة وواضحة (يعني الأمراء الصغار والأطفال من الرشيد الذين اعتقلوا وهم صغار السن من حائل بعد السقوط في 2 نوفمبر 1921 وسيقوا إلى الرياض وفرضت عليهم الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين)
2. وْ وُِشْ هَقْوِتَكْ فِيْ لابْسِينْ الْخْبُوبِيْ * هَمْ يَضْرُِبُونَنْ لَوْ يِغَنِّنْ بَنَاتِيْ؟
[ثم] ما رأيك في [الإخوان] لابسي العمائم الطويلة المتهدلة، هل سيقومون بضربي إن صدح صوت بناتي بالغناء؟
ص 411.
فقال له الحاكم السعودي دون اهتمام، أن أبناء الرشيد لا ينقصهم شيء في الرياض، وأن بناته لن يتعرض لهن أحد!
ثم أراد عبدالعزيز بن مساعد أن يغمز في قناة عجلان، فقال له: هل أدركت يا عجلان قتلنا لـ سميّك عجلان (حاكم حائل في الرياض – عام 1902)؟ فقال له عجلان الرمال: نعم أدركت ذلك، أنا كبير في السن حتى أنني أدركت أيضا قتلنا لوالدك مساعد بن جلوي! (في حريملاء عام 1892 – التي تم بعدها حكم الرياض حكما مباشرا من حائل بعد 20 سنة من منح الرياض حكما ذاتيا). فانفجر عبدالعزيز بن مساعد غضبا، ولولا علمه بأن عجلان من وجهاء عشيرة الرمال وأن قتله سيؤدي إلى كوارث، لقتله في الحال، كما كان يفعل مع الباقين.
** ** **
واختتم بهذه النص الكوميدي من الشاعر الحائلي محمد الأزيمع الذي يعود إلى الثلاثينيات الميلادية ويخاطب فيه الطائر المغرّد المسمّى "أم سالم" والذي يسميه كثير من الحائليين " أم اغرير"، ناصحا إياها بالتوقف عن الغناء قبل أن تتهم بالكفر والنفاق عند الإخوان الوهابيين فيقتلها احدهم:
1. يَا اَمْ سَالِمْ وَآثَرِيكْ امْنَافْقِيِّهْ - كِلْ يَُومُِنْ تَزْعَجِيْنْ امْنَ الْغَوَانِيْ
يا أم سالم [لقد انكشفت حقيقتك] وظهر أنك منافقة!. [ودليل ذلك] أنك في كل وقت تصدحين بهذه الأنغام [والتغاريد].
2. تِحْسُبِيْنْ الدِّيْنْ مِثْلْ الْجَاهْلِيِّهْ – مَا دِرِيْتِيْ عِنْ تَخَالِيفْ الزِّمَانِيْ
[ماذا يا أم سالم ؟!] هل تعتقدين أن الدين مثلما كان عليه الحال قبل الجاهلية (جاهلية ما قبل الإخوان الوهابيين)؟!. ألم تعلمي عن آخر متغيّرات الزمن [المضحكة]؟!
3. لا يِجِيْكْ امْدَيِّنِنْ بَالسَّالْمِيِّهْ – وِاِنْ قِصَفْ عُِمْرِكْ جَعَلْ رُوْحُهْ اجْنَانِيْ
[إحذري] لئلا يأتيك متدين إخواني من إحدى هجر الإخوان. فهو إن قتلك، سيعتقد أنه ضمن مكانا لروحه في الجنة!
4. الْعْمَامَِهْ لَيِّتِنْ مِنْ فَُوقْ لَيِّهْ – عِنْدْ رُوْحُهْ خَاتِمِنْ كِلَّ الْقْرَانِيْ
[تجدينه يلبس] العمامة طيّة فوق طيّة. وهو ينظر لنفسه وكأنه قد قرأ القرآن كله.
5. لَوْ تِسَالِيْنُهْ تُِواظِيْعْ التِّحِيٍِّهْ – مَا يِفِيدِكْ مِثْلْ خَطْوْ الطِّرْجُِمَانِيْ
ولو سألتيه [يا أم سالم] عن كلمات [التشهد] في التحيات [في الصلاة]. فإنه لن يفيدك بشيء وكأنه لا يعرف العربية أصلا !
6. لِعْنْ اُبُوكْ الْيَُومْ مِنْ يَامَنْ خَوَيُّهْ -مَا اتْخَلِّينْ الدُِّوَادِيْ وَالنُِّوَانِيْ
اللعنة عليك [يا أم سالم متى تفهمين أنه في هذا] الوقت لا أحد يأمن حتى أصدقاءه. ألا تتوبين [يا أم سالم] وتتركين التغريد والغناء [وتصيرين إخوانية وهابية صالحة]؟!
ديوان الأزيمع، ص 199 -200.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..