حديث رؤية الله في الآخرة
وقال المسلمون:
«
يا رسول الله هل نرى ربنا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل
تضارون في رؤية الشمس، ليس دونها سحاب، قالوا: لا، قال: فهل تضارون في رؤية
القمر ليلة البدر، ليس دونه سحاب، قالوا: لا، قال: فإنكم ترون ربكم كذلك
»1
نعم، هذا الحديث المتفق عليه، صريح في
إثبات رؤية الله -عز وجل- يوم القيامة، فالصحابة -رضي الله عنهم- سألوا
النبي -صلى الله عليه وسلم-، هل نرى ربنا؟ فماذا أجابهم؟ هل عاتبهم كما
عاتب الله أصحاب موسى؟ الجواب: لا، بشرهم وأخبرهم أنهم سيرونه يوم القيامة،
وضرب لهم مثالا في آلاء الله في خلق الله -عز وجل-، لأنه جاء بحديث آخر،
أن بعض الصحابة قالوا: كيف وهو واحد؟ ونحن جمع، يعني هذا أحيانا بالمقاييس
البشرية يستحيل، إذا كان الشيء الذي سينظر إليه واحدا، والذي سيراه لا نقول
آلافا، ملايين من البشر، فبعض الصحابة استشكل هذا الأمر، فأراد النبي -صلى
الله عليه وسلم- أن يقرب هذا بمثال في آلاء الله، في خلق الله، قال: هذه
الشمس هل تضارون، هل يصيبكم الضرر في رؤيتها، بسبب الازدحام، وهذا القمر،
هل يصيبكم الضرر في رؤيته؟ الجواب: لا،
«
قال: فإنكم سترون ربكم كذلك
»1
طيب. لو قال قائل: هذا تشبيه لله -عز وجل- بالشمس
والقمر، والجواب. وهذا ما قاله المعطلة، قالوا: أنتم تستدلون بالأحاديث
أخبار الآحاد، التي فيها تشبيه الله -عز وجل- بالشمس والقمر، فالجواب هذا
الحديث ليس فيه تشبيه، لأمرين اثنين:
الأمر الأول: أن السؤال الذي
جاء من الصحابة، سؤال عن ماذا؟ عن الرؤية، فهنا إذن الجواب عن الرؤية،
فتشبيه رؤيتنا لله -عز وجل- كرؤيتنا للشمس والقمر، فالسؤال عن الرؤية، وليس
عن المرئي هذا أمر.
الأمر الثاني: إنكم سترون
الله كما ترون، فكاف التشبيه دخلت على ماذا؟ على الرؤية، وليس على المرئي،
فقال: إن هذا الحديث فيه دليل على تشبيه الرؤية بالرؤية، لا المرئي
بالمرئي.
أقول أصحاب موسى، سألوا موسى أن يريهم الله -عز وجل-، فماذا كان الجواب
عاقبهم الله -عز وجل- بالصاعقة لماذا؟ وهؤلاء أصحاب محمد -صلى الله عليه
وسلم- سألوا رسولهم عن رؤية الله، فبشرهم أنهم سيرونه، الفرق بين
الطائفتين، أولئك سألوا موسى تعنتا، كلما جاءهم بأمر تعنتوا بسؤال جديد،
وأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- سألوه سؤال مستزيد مستفيد، الأمر الآخر
أصحاب موسى سألوا موسى رؤية الله، متى؟ في الدنيا، وأصحاب محمد علموا أن
الله لا يمكن رؤيته في الدنيا، فسألوه عن رؤيته في الآخرة، نعم.
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..