الأحد، 11 ديسمبر 2011

يامعلمات جازان

يامعلمات جازان

مريم إبراهيم علوش آل جديبا

وأنا هائمة بين سطور خبر إنقاذ روان لصديقتها وبين تهديد المرشدة الطلابية لأم روان تبادر لذهني هل معلمات جازان مؤهلات للتعليم ؟! فالتعليم رسالة قبل إن يكون عمل فقبل عدة أشهر أجبرت فتاة تدرس بمتوسطة الخضراء الشمالية ولمدة شهر على التنقل للفصول بأمر من القائمة بأعمال الإدارة والمرشدة الطلابية بحجة تأديب طالبة أخرى وتسببتا بتضييع التحصيل العلمي لها فهل وعتا هذه المرشدة والقائمة بأعمال الإدارة معنى التعليم دوافع كثيرة لخروج هؤلاء المعلمات باكرا لأداء رسالتهن على حد زعمهن ومن هذه الدوافع  تحصيل الراتب والمكانة الإجتماعية أن تتفوق علي زميلاتها من جانب الملبس والمنزل  ، وبقدر قوة هذه الدوافع تكون الطاقة المتجهة بالمعلمة نحو التعليم، ولكن للأسف الشديد نجد نسبة كبيرة من معلمات منطقة جازان _وأخص هنا للإهمال النفسي الذي وقفت عليه بنفسي في مدارس هذه المنطقة فإنا إحدى من ذقن ويلات تلقى التعليم فيها_
يفتقدن الدوافع ويفتقدن الهدف ويفتقدن المعنى في تعليمهم فهم
مدفوعات بضغط من إلتزامات معيشية  وليس لفهمهن لأبعاد هذه المهنة السامية فهناك بعدان....
1_البعد الإيماني الغائب عنهن
فهذا البعد هو أكثر قوة ودواما وهو لا ينضب مع الزمن ولا يضعف مع تغير الظروف بل هو دافع خالد
وممتد ومتجدد، ذلك هو الدافع الإيمانى الذي ينظر الي العلم النافع (دينيا
كان أم دنيويا)على انه نور من الله نسعى للاقتباس منه، وبهذا المعنى يصبح
ذهاب المعلمة للمدرسة أو الجامعة أو حتى المكتبة عبادة تتقرب بها إلى الله وتصبح وظيفتها تنفيذا لأمر من أوامر الله،وهذه هي  الأهداف العليا التي يسعى أليها أصحاب النفوس العظيمة حتى ولو لم يجدوا للعلم عائدا ماديا مشجعا أو قبولا اجتماعيا دافعا، فالعلم قيمة في ذاته ولا ترتبط قيمته بالمال الذي يجلبه أو الوظيفة التي يصل اليها، ولننظر معا في كتاب الله وسنة رسوله لنرى هذه القيمة العالية للعلم لعلها تشكل لدى المعلمات دوافع اقوي وأدوم نحو السعي لتخريج جيل أفضل قال الله تعالى: "وقل ربى زدنى علما" (طه114)
- وقال تعالى: "قل هل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون" (الزمر 9)
- وقال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة 11)

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الدنيا ملعونة،ملعون ما فيها،إلا ذكر الله تعالى، وما والاه، وعالما أو متعلما" (رواه الترمذى وقال حديث حسن )
- وعن انس رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع" (رواه الترمذى وقال حديث حسن)

فيا معلمات جازان قيمة العلم عند الله وعند رسوله هي قيمة لا تتغير بالزمان أو المكان أو الظروف ولا ترتبط بمال أو وظيفة أو مكانة اجتماعية وهذا هو البعد الايمانى الغائب عنك وأنتي تؤدين العملية التعليمية، وغياب هذا البعد الإيماني جعل الدوافع نحو العلم قميئة وهزيلة ومتقلبة وخافتة لأنها ربطت العلم بدوافع دنيوية زائلة وأبعدته عن المعنى السامي والخالد كما ورد في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.

2_البعد الوطني والإحساس بالمسؤولية ولا أعمم ولكن قياسا علي تهديد المرشدة الطلابية والتعسف الذي تعاني منه طالبة الخضراء الشمالية فيا معلمات جازان مازال الشغل الشاغل لولاة أمرنا _حفظهم الله _الإرتقاء بالتعليم واكبر ميزانية تعطى للتعليم فهل وعيتن هذه الأمانة الوطنية

أيضا هناك بعد من وجهة نظري أجده مهم جدا عدم إهتمام المعلمة بتطوير ذاتها وهذا  في جميع مدارس المملكة فالمعلم يعد محوراً أساسياً في نجاح العملية التربوية وتحقيق الأهداف المرجوة منها وذلك لما يقوم به من مساعدة تلاميذه على النمو الشامل المتكامل من كافة جوانب شخصياتهم، وهذا يتتطلب وعى من المعلمة لتطوير نفسها عن طريق الدورات التي ترتبط بتطوير الذات

فيا معلمات ومرشدات جازان

رسالة التعليم من أشرف الرسالات وأكثرها نبلاً , وكيف لا تكون كذلك وهي مهنة الأنبياء والرسل وأصحابُها هم ورثة الأنبياء وهم الذين يرفعون عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجَهَالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة.

فالمعلّم صاحب اليد الطولي في أن يرتقي أبناؤنا في مراقي العلم و يعلو طلابنا في سماء المعرفة فهو – بحكمته و أمانته - الذي يرسم لكل واحد طريقه، ويشق لكل طالب سبيله، ليؤدي دوره في مجتمعه ليكون مجتمعا متكاملا كلٌ يقوم بعمله.والمعلم سبب نجاح المجتمع ونيله شرف السبق بين الأمم، فهو عنوان نهضة الأمة وتقدمها. فكيف ستنالين هذا الشرف وانت لاتدركين هذه الابعاد وإنما انشغلتن بسفا سف الأمور من إنتقام من طالبة الخضراء الشمالية لأنها أبلغت الإشراف أو تهديد أم روان لأنها من وجهة نظركن فضحتكن في الإعلام

مريم إبراهيم علوش آل جديبا

 ع ق 1010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..