الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

حصار ( دمّاج ) .. تفاصيل ووثائق


  :      
حصار ( دمّاج ) .. تفاصيل ووثائق
أكثر من 12 ألف من أبناء محافظة صعدة اليمنية يحاصرهم الحوثيون في وادي دماج منذ 20 أكتوبر المنصرم ،مع تأخر وصول الإمدادات الغذائية والدوائية للمنطقة، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية ، كما سُجلت حالات وفاة لمواليد نتيجة غياب العناية الطبية،بالإضافة إلى الجوع وسوء التغذية.
وحين اسقط الحوثيين محافظة صعدة بيدهم، أعلن محافظ المحافظة إستقالته، فنصَّب الحوثيون فارس مناع، رئيس لجنة الوساطة بينهم وبين السلطة أيام الحروب، محافظاً لهاً، وهو سبق أن أسس مؤتمر السلام بعد صراع مع المؤسسة الأمنية، التي تتهمه بدعم الحرب باعتباره تاجر سلاح معتمد في سوق السلاح الدولي.
وتعتبر دماج الواقعة في وادٍ جنوب شرق مدينة صعدة بشمال اليمن، معقل السلفيين اتباع الشيخ مقبل بن هادي الوادعي والذي كان على المذهب الزيدي قبل أن يدرس في السعودية ويتحول إلى مذهب أهل السنة والجماعة.
وحول محاولة إيجاد تفسير لما يحدث، يقول حسين الحجوري الناطق باسم مركز دماج العلمي : «يحاربنا الحوثيون لأننا لسنا على مذهبهم، ويريدون فرض مذهبهم بالقوة علينا بعد أن سقطت محافظة صعدة في أيديهم، وفوق ذلك فهم يسعون إلى أن تكون لهم قوة موازية لقوة الدولة على الأرض حتى يكونوا مثل تنظيم حزب الله اللبناني الذي يعمل كدولة داخل الدولة».
كما أكد على هذا الكلام الشيخ أحمد بن حسن المعلم ،نائب رئيس هيئة علماء اليمن ورئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت، واصفاُ الحصار بأنه محاولة من الحوثيين لتصفية السنة والقضاء عليهم بحيث لا يسمحون بأي وجود لهم في دولتهم بصعدة.
وبالمقابل يبرر الحوثيين حصارهم لدماج ، إنما هو حصار (دار الحيث) المركز العلمي السلفي الذي أنشأه الشيخ الوادعي منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث يصدر من علماءه مايعطي الشرعية الدينية للرئيس علي عبدالله صالح في التمسك بالسلطة من خلال تبنيهم لمبدأ (طاعة ولي الأمر) .

إتفاقية أكتوبر
وفي إطار إيجاد الحلول والتسوية بين الطرفين ، تحركت وساطة بزعامة محافظ محافظة صعدة (فارس مناع ) خلال شهر اكتوبر، أعطت هذه الوساطة بنود يتم الاتفاق عليها وإلزام الطرفان وتشمل على :
أولا- توقف جمع الأنشطة التحريضية والإعلامية والتحركات التوعوية التي تؤدي إلى الإساءة للطرف الآخر .
ثانياَ- الالتزام بالتعايش السلمي وإرساء الأخوة ونبذ الكراهية والعنف وشرعية تعدد الآراء وحرية المذاهب الفكرية والإسلامية.
ثالثاَ- التزام بإنهاء التمرس العسكري وإنها كل ما من شأنه يؤدي إلى التوتر العسكري بين الطرفين .
رابعاَ- يتم إخلاء المواقع العسكرية والمتارس المستحدثة التي أنشأت مؤخراَ .
خامساَ- إعطاء الضمانات الأزمة من الطرفين .
إلا أن سلفيو مركز دماج كان لهم مآخد عليها وطالبوا ببعض التعديلات على البنود المذكورة ، فما كان من الحوثيين إلا الرفض .
نص بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان بشأن الأحداث في منطقة ( دَمَّــــاج)
في الوقت الذي بدأت تلوح في الأفق بوادر صحوة إسلامية على إمتداد العالم الإسلامي لاستعادة كرامة وعزة الأمة، نلاحظ في المقابل تزايد وتيرة نشاط بعض دعاة التكفير والتطرف المدعومين من قبل الاستخبارات الأمريكية لإثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين في تناغم واضح مع المشروع الأمريكي الساعي لتمزيق الأمة بغية إضعافها.
ولم يعد خافياً الجهود الكبيرة التي تبذلها تلك الجماعات من أجل إثارة الخلافات المذهبية في اليمن من خلال التحريض المذهبي من على المنابر و عبر وسائل الإعلام والمطبوعات من أجل إفشال الثورة التي باتت تهدد مصالح تلك الدول المتآمرة على اليمن وإشغال الأمة عن قضيتها الأساسية المتمثلة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي على رأسها أمريكا و إسرائيل.
وعندما عجزت تلك الأطراف الحاقدة عن إثارة فتنة سنية شيعية في اليمن على غرار ما جرى في بلدان أخرى لجأت إلى استخدام أساليب تآمرية مباشرة حيث عمدت إلى تجنيد بعض ضعاف النفوس بدافع الإغراءات المادية لارتكاب جرائم الهدف منها أولاً إثارة القلاقل و الفتن ومن ثم إدخال الصراع الطائفي إلى اليمن وما أحداث (منطقة دَمَّاج) الأخيرة التي بدأت تتزايد ملامحها منذ وقف الحرب السادسة عبر نشاط عسكري مسلح يمارس العدوان والقتل ويحرض على تمزيق المسلمين وتفتيتهم والتحريض على القتل بحجة أنهم كفار سوى صورة لهذا المشروع الذي تغذيه الولايات المتحدة الأمريكية.
إن إثارة الخلافات بين المسلمين تحت أي عنوان مذهبي أو طائفي باتت مِفصَل السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط من أجل تعريب و مذهبة صراعها مع القوى الممانعة عبر نقل الصراع إلى داخل الأمة الإسلامية.
إننا نؤكد فشل هذا المشروع أمام وعي وبصيرة هذه الأمة فالجميع يعرف مشروعنا القرآني ومواقفنا من أعداء الأمة جمعاء والمنسجمة مع وحدة المسلمين ولم نتحرك يوماً ما تحت أي عنوان طائفي أو مذهبي، بل نحن من يُفقِد العدو استخدام هذه الورقة في كل مؤامرة أو حدث والجميع يتعايش في مناطقنا بسلام وأمن واستقرار، ولا نتحرك إلا للدفاع عن أنفسنا لمواجهة المشروع الأمريكي الذي يتحرك بأقنعة مختلفة حيث استخدم السلطة طيلة ست سنوات من الحرب ومن ثم استخدم بعض المرتزقة وتجار الحروب وها هو اليوم يحرض على الفتنة المذهبية والطائفية، وهكذا يستخدم كل يوم وسيلة ويجرب كل حين طريقة، يدعمه في ذلك تلك الأنظمة التي باعت نفسها من الشيطان وسخرت كل إمكانياتها من أجله.
إننا منذ البداية كنا وما زلنا حريصين على وحدة الأمة الإسلامية والجميع يعرف كيف واجهتنا القوى العميلة والظالمة مستخدمة الفتاوى من أجل تبرير العدوان على هذه الأمة فيما لم يصدر عنا أي مواقف مذهبية كما هو حال من حاربونا، فصدرت منهم العديد من الفتاوى سواءً في اليمن أو في السعودية تبرر الحرب لمجرد الخلاف المذهبي، و لم يتوانى أصحاب تلك الفتاوى من الدعوة الصريحة لإبادتنا كما هم يستهدفون اليوم هذه الثورة الشعبية المباركة ضد الظالمين بالفتاوى والتكفير لمن يخرج ثائراً ضد الظالمين والعملاء المستكبرين .
إننا نرى أن المشكلة لا تكمن في وجود تنوع ثقافي و فكري في اليمن لأن التنوع ليس وليد اليوم بل إنه واقع تاريخي ونتاج طبيعي وأن المشكلة تكمن في عدم إعتراف بعض الأطراف بحرية الآخرين وإمكانية التعايش معهم.
ونرى أن الحل ليس بإلغاء الآخر كما يعتقد البعض لأن ذلك مستحيل واقعاً ونعتقد أن الحل يكمن في إيجاد تعايش متبادل يحترم فيها كل طرف حرية الآخر و نركز فيها على ما يجمع المسلمين لا على ما يفرقهم، ونحن كمسلمين يجمعنا القرآن الكريم إذ هو حبل الله الواحد الذي أمر المسلمين أن يعتصموا به جميعاً و فيه من المبادئ و القيم ما يكفي لحل مشاكلنا و جعلنا أمةً قوية تعرف مخططات العدو وتفشل كل مؤامراته.
إن التحرك الأمريكي في تمزيق المسلمين وتقطيع أواصر الإخوة الإسلامية بينهم أمر يعرفه الجميع، فهي من تشعل فتيل الصراعات المذهبية وتشجع على التناحر الداخلي بين المسلمين وهي المستفيد الأكبر من ذلك ولا تحتل بلداً إسلامياً إلا وكان الصراع المذهبي إستراتيجية لديها في تمزيقه وتفتيته كي يساعدها ذلك في الهيمنة عليه واستغلال خيراته.
وما يحدث في (منطقة دَمَّاج) هو عدوان مباشر ندافع عن أنفسنا لمواجهته شأنه شأن أي عدوان يستهدفنا ومرفق لكم بعض الخروقات التي مارسها المعتدون في دماج وهي :ـ
1ـ منذ وقف الحرب السادسة في فبراير2010م لم يتوقف إطلاق النار من جانبهم بالأعيرة النارية الخفيفة والمتوسطة وفي أوقات مختلفة فيما ازدادت حدته وبشكل مكثف لما يقارب عشرة أشهر من بداية انطلاق الثورة الشعبية.
2ـ قاموا باستحداث (38) موقعاً عسكرياً في الجبال والأودية المحيطة بالمنطقة.
3ـ رافق ذلك تمترس وتحريض صريح للحرب والعدوان علينا وإباحة دماء أبناء (محافظة صعدة) في اجتماعات كثيرة وكذلك انتشار أمني واسع في المنطقة.
4ـ مارسوا قطع الطريق لأكثر من أربع مرات.
5ـ زرع عبوتين ناسفتين انفجرت إحداهما والأخرى عثر عليها قبل أن تنفجر.
6ـ بعد ذلك حولوا نشاطهم إلى فصيل مسلح يجمع السلاح ويحرض على الحرب ويعتبرون أهل صعدة كفاراً يجب قتلهم وإبادتهم، ويدعون إلى ذلك وتحول وضع المركز إلى معسكر تدريب.
7ـ استخدام شتى وسائل التحريض من خطب ومحاضرات واجتماعات قبلية وتوزيع منشورات معادية تحرض على القتل وتستبيح الدماء.
المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
16 ذو الحجة 1432هـ
الأوضاع الإنسانية جرّاء الحصار
وجهت منظمتان حقوقيتان هما (الكرامة ) و(هود) في 18 نوفمبر(تقريباً)، نداء عاجل لفك الحصار وقالتا في ندائهما إن "أكثر من ثلاثة آلاف أسرة يمنية ومقيمين أجانب يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، بينهم أطفال ونساء ومرضى وكبار في السنّ، يواجهون ظروفاً معيشية وصحية وإنسانية غاية في الصعوبة، جراء الحصار الخانق المفروض عليهم منذ قرابة شهر".
كما أطلق مدير مركز دار الحديث بدماج الشيخ يحيى الحجوري، في بيان صوتي بث على موقعه الاثنين 14/11/2011، نداء استغاثة من أجل السعي لإنهاء ما وصفه بـ"العدوان والحصار"، المفروض عليهم، مطالباً كل من يسمعه القيام بواجبه الإنساني تجاه الأطفال والنساء والمرضى الذين باتت حياتهم مهددة بالخطر جراء الحصار.
ومن بين الأمور التي مارسها القائمين بالحصار للتضيق على المستهدفين،منع دخول الطلبة المستجدين لدار الحديث وخروج الحجاج للحج هذا العام.
وقد تم إطلاق صفحة على موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) بالتعاون مع شبكة اليمن الإخبارية، تحت إسم (كلنا دماج).
اتفاقية 24 نوفمبر
وفي محاولة جديدة تم في 24 نوفمبر إبرام إتفاق برعاية مناع أيضاً، وتم تشكيل لجنة وساطة مكونة من مشائخ وائله وهمدان بن زيد وخولان عامر ووفد من شباب ثورة التغيير بصنعاء، وفيما يلي بنود الاتفاق:
-إنهاء التمترس من كلا الطرفين عدا حراسة أهل دماج لمركزهم ومنازلهم والمرافق التابعة لهم غير المنشآت الحكومية.
-النزول من الجبال المتعلقة بالخلاف من الطرفين مع بقاء عساكر في (جبل) البراقة بنظر قائد عسكري يختاره الحجوري وأهل دماج.
-فتح نقطة الخانق وإنهاء الحصار على دماج وعلى الطرفين فتح الطرق العامة دون استثناء.
-التعايش السلمي بين الجميع وإعادة الأوضاع إلى حالها الطبيعي.
-إيقاف الحملات الإعلامية من قبل الطرفين والحرية الفكرية متاحة للجميع وكلاً على عقيدته ومنهجه.
-يتم رفع نقطة الخانق (وهي أهم نقطة تقع على طريق دماج صعدة).
-الإنصاف من قبل أهل دماج فيما يدعيه الحوثيين من الإعتداء على أحد أتباعهم.
************************
المصادر
-ويكيبيديا
-صحيفة الشرق الأوسط 23 نوفمبر 2011
-صفحة المكتب الإعلامي لعبد الملك بدر الدين الحوثي على الفيس بوك.
-صفحة كلنا دماج على الفيس بوك.
- (قوى الثورة اليمنية: صنعاء بين رغبة الجنوب في الفيديرالية واستقلال الحوثيين) نبيل الصوفي (صحيفة الحياة 25 نوفمبر 2011).
-شبكات إخبارية يمنية مختلفة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..