الأحد، 11 ديسمبر 2011

الفضلة و إعرابها .

   الإثنين يونيو 23, 2008 11:35 am

تمهيد :
مرّ عليك - من قريب - المسند و المسند إليه و علمت أنّهما أساس التركيب( الجملة ) العربيّة إذ لا يخلو كلام
عربيّ من هذين فهما عمدة الكلام و ما عداهما فهو فاضل ( أي زائد عنهما ) و الزائد عنهما يسمّى - في اصطلاح علماء العربيّة - فَضلة ( بفتح فائها و ضمّها خطأ ) .
فما هي الفضلة ؟ و ما موقعها من الإعراب ؟

* إليك المثال التالي :
1. جاءَ يحيى مسرعاً .
* حدّد المسند و المسند إليه مع التعليل .
* بعد تحديدك للمسند و المسند إليه ، بقي لك اسم لم تحدّده وهو : " مسرعا " ، كيف وقع من الناحية الإعرابيّة ؟
* لعلّك عرفت أنّه حال من الفاعل يحيى ( و هو صاحب الحال ) .
* طيّب ، هل الحال هو الفَضلة في الجملة السابقة ؟
* الجواب : نعم ، هي الفضلة فهي زائدة عن المعنى الأصلي وهو المسند و المسند إليه ( جاء يحيى ) فهي فاضلة عنهما لأنّ المعنى تامٌّ بدونها و إنّما سيقت في الجملة لبيان هيئة الفاعل ( يحيى ) .
* لقد مرّ عليك الحال من خلال مشوارك الدراسيّ ، هلاّ عرّفته ؟
الحال : وصف فضلة مسوق لبيان هيئة صاحبه أو تأكيد عامله أو مضمون الجملة قبله .
* التعريف السابق تعريف مانع جامع ، فقد ذكرنا أنّه وصف أي إنّه وصف لاسم قبله
و الوصف جنس يدخل تحته ما يلي :
1. الحال .
2. الخبر .
3. النعت ( الصفة ) .
فكيف السبيل إلى التفريق بينهما فكّلها - في الحقيقة - وصف ؟
أجيب فأقول أنّ ذكرنا للفضلة مخرج الخبر من التعريف السابق لأنّ الخبر- كما سبق لك - عمدة في الجملة الاسميّة .
و قولنا مسوق ( من ساق يسوق الشيء ) لبيان هيئة : مخرج الصفة عن الخبر و عن الحال
أوّلا لأنّ الصفة مسوقة لتقييد موصوفها لا لبيان هيئة و هذا هو الفرق الجوهريّ بين الحال و الصفة
أمّا الخبر - فكما علمت من قريب - فهو عمدة لا فضلة فهو خارج عن التعريف السابق بلا شكٍّ .
كما أنّ عبارة - مسوق لبيان هيئة - مخرج التمييز أيضا فهو و إنْ كان وصفا فإنّه جِيء به لبيان جِنس ما قبله و هاك المثال التالي :
* لله درّه عالماً ، فعالما وصف فضلة ، لكنّه لم يُسق في الكلام لبيان هيئة ما قبله ، بل يُقال فيه جيء بالوصف لبيان حنس ما تُعُجِّبَ منه وهو الهاء العائدة على المتعجّب منه .

* لك أن تسأل - هنا - : هل الحال وحده هو الفضلة في الكلام العربيّ ؟
الجواب - طبعا - يكون بـ : " لا " فهناك معمولات ( التي يعمل فيها الفعل ) منصوبة - غالبا - تقع فضلة
و هي :
1. المفعول المطلق : هو المصدر المؤكّد لعامله أو المبيّن لنوعه أو عدده .
هذا أيضا تعريف جامع مانع ،و سترى لم ؟
* فذكر الفضلة احتراز من نحو قولك : (( درس الأستاذ درس حسن )) فدرس - الثانية - مبيّنة للنّوع فهي ليست فضلة
و ذكرنا " المؤكد لعامله " مخرج لما في قولنا : " كرهت النفاق النفاق " فالنّفاق - الثانية - هي توكيد لكن ليست للعامل ( الفعل كرهت ) ، بل للنّفاق الأولى .
2. المفعول له أو لأجله :
هو المصدر الفضلة يؤتى به لبيان سبب حدوث الفعل ، أو ما دلّ على حدروثه أو وقوعه
و يعرف بسؤال : لماذا ؟ لِمَ ؟
حضر يزيد إلى الكلّية رغبةً في العلم --------------------------- فلو سألنا لماذا حضر ؟ لكان الجواب : رغبةً في العلم .
* ملاحظة :
يجوز فيه الجرّ فيصحّ أن نقول :حضر لرغبة في العلم .
* المفعول معه : هو الاسم الفضلة التالي واو المصاحبة مسبوقة بفعل أو ما فيه معناه .
مثل : سار الدرّاج و النّهرَ أي سار الدرّاج بمصاحبة النّهر
3. التمييز : هو اسم نكرة فضلة يرفع إبهام ( غموض ) اسم أو جملة .
فالذي يرفع إبهام الاسم ما يلي :
1. بعد العدد : اشتريت سبعا و عشرين نعجةً
فنعجة تمييز لاسم سبقه هو المميز ( سبعا و عشرين ) .
2. بعد " كم " الاستفهامية : نحو : كم كتابًا عندك ؟

فكتابا تمييز لكم الاستفهاميّة وقع منصوبا و يجوز أن يجرّ كـ : كم من كتابٍ عندك ؟
و الذي يرفع إبهام جملة :
1. المحوّل عن فاعل : كقوله تعالى على لسان زكرياّ - عليه السلام - (( و اشتعل الرأس شيباً )) و الأصل اشتعل الشيبُ
فشيبا رفع إبهام جملة قبله و هي " اشتعل الرأس "
2. المحوّل عن مفعول به : كقوله تعالى : (( و فجّرنا الأرض عيوناً )) و الأصل : (( و فجّرنا عيونَ الأرض )) .
4. المفعول فيه :
ما ذكر فضلة لأجل أمر وقع فيه من الزمان مطلقا ، أو مكان مبهم ( أسماء الجهات ، الدال على مساحة معلومة ، المشتق من مصدر ).

* الزمان مطلقا : مثل : لحظة ، مدّة ، حين .....
مكث معنا مدّة ثمّ سافر مع زوجه .
* مكان مبهم : كأسماء الجهات الست : أمام ، قدام ...
تجمّع النّاس أمام طوابير الخبز .
الدال على مساحة معلومة : دار ، مسجد ....
محمّد في الجامعة
حذارِ :
لا يعرب في نحو : (( في الجامعة )) ظرفا بل يعرب جارا و اسما مجرورا لكنّه من جهة المعنى ظرف لأنّه يحمل معنى الظرفية . .

القاعدة :
* الفضلة : هو كلّ اسم زائد عن المسند و المسند إليه ( العمدة ) و يقع :
1. حالا .
2. صفة .
3. مفعولا فيه .
4. مفعولا معه .
5. مفعولا لأجله .
6. تمييزا .
*للحال و الصفة و التمييز تقيِيدات ( خصوصيّات ) حتى لا تتداخل التعريفات بعضها ببعض .

تنبيه :
البدل و عطف البيان و التوكيد قد تكون في بعض الحالات عمدة و في بعضها الآخر فَضلةً و السياق كفيل بتحديد إحداها
تدريبات :
* حمّل الوريقات التالية على الرابط التالي :

http://file6.9q9q.net/Download/95821...-----.pdf.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..