الإثنين يونيو 23, 2008 11:35 am | |
تمهيد :
مرّ عليك - من قريب - المسند و المسند إليه و علمت أنّهما أساس التركيب( الجملة ) العربيّة إذ لا يخلو كلام عربيّ من هذين فهما عمدة الكلام و ما عداهما فهو فاضل ( أي زائد عنهما ) و الزائد عنهما يسمّى - في اصطلاح علماء العربيّة - فَضلة ( بفتح فائها و ضمّها خطأ ) . فما هي الفضلة ؟ و ما موقعها من الإعراب ؟ * إليك المثال التالي : 1. جاءَ يحيى مسرعاً . * حدّد المسند و المسند إليه مع التعليل . * بعد تحديدك للمسند و المسند إليه ، بقي لك اسم لم تحدّده وهو : " مسرعا " ، كيف وقع من الناحية الإعرابيّة ؟ * لعلّك عرفت أنّه حال من الفاعل يحيى ( و هو صاحب الحال ) . * طيّب ، هل الحال هو الفَضلة في الجملة السابقة ؟ * الجواب : نعم ، هي الفضلة فهي زائدة عن المعنى الأصلي وهو المسند و المسند إليه ( جاء يحيى ) فهي فاضلة عنهما لأنّ المعنى تامٌّ بدونها و إنّما سيقت في الجملة لبيان هيئة الفاعل ( يحيى ) . * لقد مرّ عليك الحال من خلال مشوارك الدراسيّ ، هلاّ عرّفته ؟ الحال : وصف فضلة مسوق لبيان هيئة صاحبه أو تأكيد عامله أو مضمون الجملة قبله . * التعريف السابق تعريف مانع جامع ، فقد ذكرنا أنّه وصف أي إنّه وصف لاسم قبله و الوصف جنس يدخل تحته ما يلي : 1. الحال . 2. الخبر . 3. النعت ( الصفة ) . فكيف السبيل إلى التفريق بينهما فكّلها - في الحقيقة - وصف ؟ أجيب فأقول أنّ ذكرنا للفضلة مخرج الخبر من التعريف السابق لأنّ الخبر- كما سبق لك - عمدة في الجملة الاسميّة . و قولنا مسوق ( من ساق يسوق الشيء ) لبيان هيئة : مخرج الصفة عن الخبر و عن الحال أوّلا لأنّ الصفة مسوقة لتقييد موصوفها لا لبيان هيئة و هذا هو الفرق الجوهريّ بين الحال و الصفة أمّا الخبر - فكما علمت من قريب - فهو عمدة لا فضلة فهو خارج عن التعريف السابق بلا شكٍّ . كما أنّ عبارة - مسوق لبيان هيئة - مخرج التمييز أيضا فهو و إنْ كان وصفا فإنّه جِيء به لبيان جِنس ما قبله و هاك المثال التالي : * لله درّه عالماً ، فعالما وصف فضلة ، لكنّه لم يُسق في الكلام لبيان هيئة ما قبله ، بل يُقال فيه جيء بالوصف لبيان حنس ما تُعُجِّبَ منه وهو الهاء العائدة على المتعجّب منه . * لك أن تسأل - هنا - : هل الحال وحده هو الفضلة في الكلام العربيّ ؟ الجواب - طبعا - يكون بـ : " لا " فهناك معمولات ( التي يعمل فيها الفعل ) منصوبة - غالبا - تقع فضلة و هي : 1. المفعول المطلق : هو المصدر المؤكّد لعامله أو المبيّن لنوعه أو عدده . هذا أيضا تعريف جامع مانع ،و سترى لم ؟ * فذكر الفضلة احتراز من نحو قولك : (( درس الأستاذ درس حسن )) فدرس - الثانية - مبيّنة للنّوع فهي ليست فضلة و ذكرنا " المؤكد لعامله " مخرج لما في قولنا : " كرهت النفاق النفاق " فالنّفاق - الثانية - هي توكيد لكن ليست للعامل ( الفعل كرهت ) ، بل للنّفاق الأولى . 2. المفعول له أو لأجله : هو المصدر الفضلة يؤتى به لبيان سبب حدوث الفعل ، أو ما دلّ على حدروثه أو وقوعه و يعرف بسؤال : لماذا ؟ لِمَ ؟ حضر يزيد إلى الكلّية رغبةً في العلم --------------------------- فلو سألنا لماذا حضر ؟ لكان الجواب : رغبةً في العلم . * ملاحظة : يجوز فيه الجرّ فيصحّ أن نقول :حضر لرغبة في العلم . * المفعول معه : هو الاسم الفضلة التالي واو المصاحبة مسبوقة بفعل أو ما فيه معناه . مثل : سار الدرّاج و النّهرَ أي سار الدرّاج بمصاحبة النّهر 3. التمييز : هو اسم نكرة فضلة يرفع إبهام ( غموض ) اسم أو جملة . فالذي يرفع إبهام الاسم ما يلي : 1. بعد العدد : اشتريت سبعا و عشرين نعجةً فنعجة تمييز لاسم سبقه هو المميز ( سبعا و عشرين ) . 2. بعد " كم " الاستفهامية : نحو : كم كتابًا عندك ؟ فكتابا تمييز لكم الاستفهاميّة وقع منصوبا و يجوز أن يجرّ كـ : كم من كتابٍ عندك ؟ و الذي يرفع إبهام جملة : 1. المحوّل عن فاعل : كقوله تعالى على لسان زكرياّ - عليه السلام - (( و اشتعل الرأس شيباً )) و الأصل اشتعل الشيبُ فشيبا رفع إبهام جملة قبله و هي " اشتعل الرأس " 2. المحوّل عن مفعول به : كقوله تعالى : (( و فجّرنا الأرض عيوناً )) و الأصل : (( و فجّرنا عيونَ الأرض )) . 4. المفعول فيه : ما ذكر فضلة لأجل أمر وقع فيه من الزمان مطلقا ، أو مكان مبهم ( أسماء الجهات ، الدال على مساحة معلومة ، المشتق من مصدر ). * الزمان مطلقا : مثل : لحظة ، مدّة ، حين ..... مكث معنا مدّة ثمّ سافر مع زوجه . * مكان مبهم : كأسماء الجهات الست : أمام ، قدام ... تجمّع النّاس أمام طوابير الخبز . الدال على مساحة معلومة : دار ، مسجد .... محمّد في الجامعة حذارِ : لا يعرب في نحو : (( في الجامعة )) ظرفا بل يعرب جارا و اسما مجرورا لكنّه من جهة المعنى ظرف لأنّه يحمل معنى الظرفية . . القاعدة : * الفضلة : هو كلّ اسم زائد عن المسند و المسند إليه ( العمدة ) و يقع : 1. حالا . 2. صفة . 3. مفعولا فيه . 4. مفعولا معه . 5. مفعولا لأجله . 6. تمييزا . *للحال و الصفة و التمييز تقيِيدات ( خصوصيّات ) حتى لا تتداخل التعريفات بعضها ببعض . تنبيه : البدل و عطف البيان و التوكيد قد تكون في بعض الحالات عمدة و في بعضها الآخر فَضلةً و السياق كفيل بتحديد إحداها تدريبات : * حمّل الوريقات التالية على الرابط التالي : http://file6.9q9q.net/Download/95821...-----.pdf.html |
الأحد، 11 ديسمبر 2011
الفضلة و إعرابها .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..