1132
الحمد لله رب العالمين , ولا عدوان إلا على الظالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المصلحين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين .. وبعد :
لا يخفى على عامة الشعب السعودي -كما لا يخفى على كثير من المسؤولين الشرفاء -أنه ومنذ سبعة اعوام ومظلمة جزر البندقية تصنع عن سبق إصرار وترصد من قبل متنفذين استغلوا سلطتهم الرسمية في الدولة لتحقيق مصالحهم الشخصية .
إن الوثائق الرسمية لمظلمة البندقية تثبت - بما لا يدع مجالاً للشك - أن الفساد في اجهزة الدولة بلغ مرحلة من التنظيم المحكم وتوزيع الادوار المدروس .. وأنه آخذ بالتوسع والانتشار لإحكام سيطرته على كافة اجهزة الدولة من خلال إقصاء اهل القوة والأمانة وتمكين الوصوليين الذين لا يملكون من المؤهلات سوى موت ضمائرهم .. وقد تجلت هذه الجريمة بأظهر وأبشع صورها في الجهاز القضائي موقعين بنا وبألآف المواطنين في جوهرة الشرق أشد انواع الظلم ومسيئين بذلك لنزاهة القضاء وسمعة الدولة .
إن الجميع يدرك ان الظلم مرتع وخيم , وأن ضريبة انتشار الفساد لن تكون أبداً محصورة في ضحاياه المباشرين .. بل سوف يدفع الضريبة الكل الدولة والمجتمع ؛ فالعدالة الغائبة لا تنتج سوى وطناً مأزوماً يحطم بعضه بعضاً ..
إن سرطان الفساد المستشري يمكن استئصاله وشفاء المجتمع والوطن منه إذا وجدت العزيمة والرغبة الصادقة لفعل ذلك ..
إن مظلمة البندقية وما وقع ويقع فيها من ظلم وفساد – ظهر للعامة والخاصة -تعتبر قضية نموذجية وفرصة اصلاحية يمكن من خلالها إعادة إنتاج طريقة الدولة في التعامل مع عصابات الفساد الرسمية وذلك لحماية استقرار المجتمع والدولة من اخطارها المحدقة بالجميع , ويمكن ترجمة ذلك عملياً بتشكيل لجنة قضائية عليا يجري من خلالها محاكمة علنية معنا ومع كافة المتورطين من قضاة وغيرهم .. وإننا على يقين أن إجراء مثل هذه المحاكمة العلنية سوف تصنع لدى عامة الشعب السعودي ثقة حقيقية في قدرة الدولة على الإصلاح ومحاربة الفساد .. كما أننا نجزم أن اتخاذ مثل هذه الخطوة العملية سوف تكبح من جماح تيار الفساد في كافة اجهزة الدولة .
لا بد ان يستوعب ويدرك المفسدون في الوطن ان على الطريق رجال .. وأن وطن الحرمين لا زال مليء بالشرفاء الذين يؤمنون بأن السكوت على الظلم والفساد سوف يسلب هذا الوطن ما تبقى من قدسيته لإيمانهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا قدست امة لا يأخذ فيها الضعيف حقه غير متعتع ) .
إننا على ثقة تامة أن ولاة الامر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين – حفظهما الله - لا يمكن بأي حال ان يقبلوا بممارسة الظلم أياً كان نوعه أو حجمه .. إلا أن الوثائق الرسمية تثبت في الوقت ذاته أن الفساد المنظم يفعل افعاله الشنيعة في مجتمعنا تحت مظلة ولاة الامر وشريعة الاسلام ..
ان الحجب الكثيفة التي ينسجها تيار الفساد بين الشعب وولاة أمره لا بد ان تزال حتى لا ينقطع التواصل المباشر بين الشعب وقادته .. ولا يخفى على الجميع ان اعلامنا المحلي – رغم كثرة اصحاب الاقلام الحرة - ليس سوى انعكاساً لواقعنا المتأزم ؛ لذلك فإننا سوف نتواصل مع كافة وسائل الاعلام الاخرى لكشف حقيقة الحجم المروع للفساد المنظم في هذه القضية حتى يصل صوتنا لولاة امرنا ولعامة شعبنا المتعطش لمعرفة حقيقة ما يدور وراء الكواليس المظلمة .. عندها سوف تتعالى أصوات تيار الفساد بأننا لا نريد خيراً لهذا الوطن , وقبل أن تنطق تلك الأصوات المشبوهة لا بد ان نقف على حقيقة هذا البيان وما سوف يتبعه ..
إن الغاية التي نريد أن نصل ونوصل مجتمعنا إليها هي إجراء محاكمة علنية معنا ومع كافة المتورطين من قضاة وغيرهم الذين استغلوا سلطتهم الرسمية وتلاعبوا بالدين والدولة ..
إن غايتنا أن نضع أيدينا بأيدي ولاة أمرنا وبأيدي جميع الشرفاء في وطننا لاستئصال تيار الفساد المنظم قبل أن يغرق هذا التيار الجارف سفينة الوطن التي طالما أبحرت بأجيالنا نحو شواطئ الامان ..
إن الذين يخافون ويرفضون إجراء مثل هذه المحاكمة العلنية يجب أن توضع عليهم ألف علامة استفهام مهما كانت أسماؤهم ومهما كانت مناصبهم في الدولة ..
إن أملنا كبير وكبير جداً في ولاة أمرنا – حفظهم الله – بأن يحولوا هذه المحنة إلى منحة حقيقية ينتفع بها المجتمع والدولة ولا عزاء للمفسدين ..
(( .. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ))
كتبه : صالح عبدالرحمن الدريبي 14\2\1433هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..