التوتر لم يخفت في اتهام سنة الكويت لشيعتها بالولاء الخارجي وانتظار الوقت المناسب للعمل مع نظامي العراق وايران الطائفيين.
ميدل ايست أونلاين
لندن – من عبد العزيز الخميس
تنتظر الكويت بترقب وتحفز انتخابات مجلس الأمة في دورته الرابعة عشرة، والتي ستتم في الثاني من شباط/ فبراير المقبل حيث سيكون شكل المجلس الجديد مهما لمسيرة الاصلاح السياسي في الكويت.
ويلعب الشيعة الكويتيون دورا مهما في هذه الانتخابات، وهنا نسلط الضوء على ظروف واوضاع المرشحين والناخبين في الكويت.
********
يقدر عدد الشيعة في الكويت بثلث السكان، حسب تقدير بعض المنتسبين لهم في ظل عدم وجود تقديرات رسمية. لكن بعض المحللين يرون ان نسبتهم لا تزيد عن 25٪ من سكان الكويت.
ويتوزع الشيعة بين تحالفات سياسية خمس هي تجمع العدالة والسلام وتجمع الميثاق الوطني وحركة التوافق الوطني الاسلامية، وتجمع الرسالة الانسانية وتجمع علماء المسلمين الشيعة.
ويحتل الشيعة تسعة مقاعد في مجلس الأمة. ومعظم النواب الشيعة موالون لعائلة ال صباح وقريبون من ايران والحركات الشيعية المتشددة كحزب الله. وكان التمثيل الشيعي في عدة دورات سابقة لمجلس الأمة يستقر على خمسة نواب، ويعتبر النواب حسين القلاف وحسن جوهر وعدنان عبد الصمد اكثر النواب الشيعة تواجدا في دورات مجلس الأمة.
ومثل الشيعة في اخر دورة لمجلس الأمة 2009 النواب: رولا دشتي ويوسف الزلزلة وحسين القلاف وصالح عاشور وعدنان عبدالصمد وفيصل الدويسان وحسن جوهر وعدنان المطوع ومعصومة المبارك.
وقد يكون الحديث عن فوز شيعي فيه عدم دقه حيث ان رولا دشتي ومعصومه المبارك وحسن جوهر لا يمثلان الحركيين الشيعة، بل هم وخاصة السيدتين اقرب الى الليبراليين كما تم التصويت لهم من قبل اغلبيه سنيه.
تغير
ولاحظ المراقبون ان هناك بداية تغير في مواقف النواب الشيعة الذين لطالما وقفوا مع الحكومة حيث انهم ابدوا القليل من التذمر حول اداء حكومة ناصر المحمد في ايامها الاخيرة بعد ان شعروا بالتذمر الشعبي منها وخوفا على فقدانهم شعبيتهم.
ولطالما اتهم النواب الشيعة على امتداد عقود مجلس الأمة بأن ولاءاتهم خارجية. واستخدمت أدلة في هذا السياق منها انه خلال احتلال الايرانيون للسفارة الاميركية في طهران قام الشيعة بمظاهرات تأييد كذلك تظاهروا في الاونة الاخيرة نصرة للمحتجين الشيعة في البحرين.
ويعتبر النائب حسين القلاف احد ابرز الاصوات المتشددة الشيعية حيث يروج ويطالب بدور ايراني كبير في أمن الخليج ويعكس في خطابه التوجهات الايرانية بشكل كبير. كما اتهم النائب حسن جوهر بعلاقة قوية مع حزب الله لكنه في الاونة الاخيرة ابدى مواقف معتدلة ويواجه حاليا حملة قوية من المتشددين الشيعة.
وكان للموقف الشيعي ضد غزو صدام حسين الكويت دعم قوي لوضع الشيعة وطنيا، الا ان وقوف اغلبيتهم مع الحرب الاميركية على العراق اوجد انقساما شعبيا وزاد من حدة التوتر بين الشيعة والسنه.
وقد مرت الكويت في آذار/ مارس من العام الماضي بالعديد من الاحتجاجات تبعا لاحداث البحرين حيث اعلن بعض الشيعة تأييدهم للمظاهرات التي يقوم بها أقرانهم في البحرين.
وتخللت هذه المظاهرات نداءات من تجمع ثوابت الشيعة بالمزيد من الحريات الدينية في الكويت.
وتسببت دعوات متشنجه الى زيادة في حدة التوتر بين السنه والشيعة لكن الحكومة الكويتية نجحت في احتوائها.
لا يزال هناك توتر بين سنة الكويت وشيعتها حول ولاء الشيعة للكويت والاتهامات السنيه بأن شيعة الكويت ينتظرون الوقت المناسب للعمل مع نظام العراق الطائفي وايران.
وكانت مشاركة نائبين شيعيين في تأبين عماد مغنيه احد مسؤولي حزب الله والذي قام بخطف طائرة كويتية وقتل مواطنين احد علامات الانقسام وتعزيز الاتهام السني لولاء الشيعة للكويت.
وساهم ياسر الحبيب في ازدياد التوتر بين الكويتيين بشتمه لأم المؤمنين السيدة عائشه، ورغم رفض قيادات شيعية هذا التصعيد الا ان تصريحات الحبيب استعملت للدلالة على وجود انقسامات حادة داخل المجتمع الكويتي.
لكن تقرير وزارة الخارجية الاميركية حول الحريات الدينية لا يحوي اي اتهامات للكويت بأنها تقمع شيعتها.
ويأخذ بعين الاعتبار ان الشيعة ممثلين بشكل جيد في الجيش وقوات الشرطة ومجلس الوزراء. لكن هذا لا يعني عدم وجود شكاوى شيعية واهمها صعوبة الحصول على اذون بناء مساجد. وهذا يدعو تجمع ثوابت الشيعة وبعض الكتاب في اعمدتهم الصحفية يشتكون من قلة مواقع العبادة الشيعية.
وتتلخص المطالب التي ينادي بها السياسيين الشيعة في الكويت في:
- جعل يوم عاشوراء يوم عطلة رسمية في البلاد.
- ادخال المذهب الاثني عشري في المدارس وكليات الشريعة للسنة والشيعة على السواء.
- حذف اشارات في المناهج التعليمية تشير للشيعة على انهم غير مؤمنين.
- منح رخص بناء حسينيات بألية سريعة ودون تحديد للعدد.
- اثار بعض المتعصبين الشيعة مطالبات لتغيير منهج الثقافة الاسلامية التعليمي حيث طالبوا بالغاء مواد تعليمية تتحدث عن الخلفاء الراشدين ابو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وعثمان ابن عفان، وايضا طالبوا بالغاء حرمة سؤال الميت.
- عارض ايضا المرجع الشيعي باقر المهري وكيل المرجعيات الدينية في الكويت فكرة اقامة فيدرالية خليجية.
- عرف عن بعض النواب الشيعة مناكفتهم النواب الاسلاميين السنه حيث دارت صراعات طويلة امتد احدها لاستعمال الايدي والعصي والعقال في شهر ايار/ مايو من العام 2011 بسبب تحرش احد النواب بقضية الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو.
المال والاعلام
يتهم المتشددون السنه الحركيين الشيعة بأنهم يستعملون المال والاعلام للسيطرة على صنع القرار في الكويت ويضربون مثالا في رجل الاعمال محمود حيدر مثالا حيث توسع نفوذه السياسي ليصل الى ان يربط تأثيره برئاسة الوزراء في الكويت.
وقد استفاد حيدر من تغييرات مهمة في قوانين الاعلام حيث تم السماح لانشاء قنوات تلفزيونية فضائية مما مكن شيعة محافظين من انشاء قنوات عرضت برامج اعتبرتها اطراف سنية تحريضية وماسة بالوحدة الوطنية.
ويقوم حيدر في الانتخابات الحالية بدعم مرشحين ليسوا شيعة فقط بل وايضا سنه ويراقب الكويتيون نشاطه السياسي والتمويلي حيث يشيرون باصابع اتهام له بأنه يعد العدة لإعادة الشيخ ناصر المحمد الى رئاسة الوزراء مرة اخرى ثم ايصاله لمقعد الامارة لاحقا.
وتعتبر عائلة بهبهاني اكبر عائلة تجارية في الكويت لكن قوتها الاقتصادية لم تنعكس على الساحة السياسية بل تفرغ ابنائها للتجارة تاركين ورائهم السياسة.
ولا يستغرب اي محلل من القول ان الشيعة الكويتيين ليسوا كلهم في صف الحركيين الاسلاميين او مؤمنون بالثورة الايرانية وولاية الفقيه بل ان فيهم قطاع لا بأس به من العلمانيين الذين لطالما دخلوا في صراعات مع التيار الشيعي المحافظ. وتبدو هذه الصراعات في مسألة الوقف الشيعي ورفض بعض الشيعة اخراجه من سلطة الدولة لحض المتشددين المستقلين.
تجمعات وتحالفات سياسية
تجمع العدالة والسلام: يمثل التجمع المحسوبين على المرجع الشيعي صادق الشيرازي. ويقول رئيس المكتب السياسي لتجمع العدالة والسلام المهندس عبدالله خسروه ان تجمعه يدخل الانتخابات بالعديد من المرشحين في اكثر من دائرة. ويعلن في برنامجه عن الوقوف ضد النواب السنه الذين ثاروا ضد حكومة ناصر المحمد. لدى هؤلاء ثقلا كبيرا داخل المجتمع الكويتي، وقد دعموا النائب صالح عاشور للدخول لمجلس الأمة منذ عام 1991 وحتى الان.
تجمع الميثاق الوطني: يمثل التجمع مقلدي المرجع الديني اللبناني آية الله محمد حسين فضل الله. ويعتبر الأكاديمي الدكتور يوسف الزلزلة، وهو نائب ووزير سابق من أبرز شخصيات تجمع الميثاق الوطني، وهو من السادة مما يجعل له وضعا خاصا لدى الشيعة وقد رفض ترشيح نفسه في الانتخابات الحالية. ويقود التجمع الكاتب والناشط السياسي عبدالهادي الصالح.
حركة التوافق الوطني الاسلامية: تعمل هذه الحركة تحت إمرة محمد باقر المهري وهو وكيل لمراجع شيعية في الكويت ويدير الحركة عبد الله خسروه. ويتولى امانته العامة زهير المحميد. ويمثل المهري المرجع السيستاني في الكويت وهو يمثل التشدد الشيعي ويحاول ان يبقى في الواجهة دائما لإشعار الحكومة الكويتية وغيرها من حكومات الخليج بأن عليهم الاخذ بالاعتبار الموقف الشيعي في صنعهم للقرار. وقد لعب دورا مهما في احجام الكويت عن مساندة الحكومة البحرينية في صراعها ضد التدخل الايراني في شؤونها عبر استغلال الاحتجاجات التي وقعت في البحرين.
تجمع الرسالة الانسانية: يمثل الشيعة "الحساويه". وخرج التجمع من رحم جماعة مسجد الصادق ويعتبر الممثل الرئيس للشيعة العرب. ويشارك في الانتخابات الاخيرة عبر مرشحين هما حمد بو حمد وعدنان المطوع ويعتبر الاخير مرشح قوي.
ويعتمد التجمع في سباقه الانتخابي في الدائرة الاولى على ان الحساويه هم اكبر مكون انتخابي. وتعتبر عائلة القطان الاكبر ويبلغ عدد افرادها 712 بعدها عائلة الحداد 360 فردا، ثم عائلة الصائغ 320 فردا، وعائلة العطار 325 ناخبا، ثم عائلة المطوع 301 فردا. ويدعم التجمع المرشحه معصومه المبارك. كما لا يقف امام مرشح الشيعة البحارنه حسين القلاف.
طبيعة صراع الدوائر
في كل انتخابات برلمانية كويتية تدور صراعات قوية تكون القبيلة او العشيرة او الاصول المناطقية بحيث تتغلب على البرامج الانتخابية او مدى قابلية المرشح للعب دور اصلاحي وتنموي في مجلس الأمة. ولأهمية اصول المرشحين وتجمعاتهم العرقية والقبلية نستعرض دور العرق والأصل في اتجاهات الشيعة الكويتيين:
الدائرة الاولى: يمثل الثقل الشيعي الحساوي في هذه الدائرة اهمية كبيرة حيث يزيد عدد الناخبين في هذه الدائرة عن ثلاثين الف ناخب منهم 8450 ناخباً حساوياً ومنهم النائبة معصومه المبارك. بينما يبلغ عدد التراكمه وهم شيعه من اصول ايرانية 8060 ناخباً بينما يصل الشيعة من اصل بحريني 2850 ومنهم النائب حسين القلاف، والشيعة اللور ومنهم النائب احمد لاري 1125 والاشكنانيه 1140، والبهبهانيه 1070، الشماليون 900 والدشتيون ومنهم المشطوب عبد الحميد دشتي 900 والبوشهري 415 بينما يبلغ عدد الديلم 320 ناخباً والبيرميه 290 والقراشيه 130 ناخب وغير المصنفين 3450.
وتبلغ نسبة الصوت الشيعي في الدائرة 46٪ وعلى الرغم من ذلك حصل الشيعة على ثمانية من عشرة مقاعد في مجلس الأمة مما يدل على ان الدائرة تتمتع بتسامح مذهبي كبير. وعلى الرغم من ان قبيلة العوازم السنية تتحكم في مناطق كبيرة في الدائرة الاولى مثل السالمية وسلوى والبدع والراس الا ان مرشحيها اختاروا النائبه معصومه المبارك وحسين القلاف وهما شيعيان.
الدائرة الثانية: يبلغ عدد الناخبون الشيعة في هذه الدائرة 7360 ناخبا ونسبتهم تبلغ 16٪ من اصوات الناخبين، وتضم الدائرة تواجدا شيعيا يتركز في مناطق المنصورية والنزهة وكتلة في منطقة الصليبخات، اكبرها كتلة الحساويه والتي يصل تعدادها الى 3045 صوتا اكبر عوائلها الصايغ بــ 110 اصوات تليها عائلة العطار بـ 73 صوتا. ويبلغ عدد التراكمه وهم من اصول ايرانيه ويتركز تواجدهم في منطقة المنصورية 1365 ناخبا والبهبهانيه 595 صوتا، ومجموعة البحارنة 420 صوتا اكبر عوائلها القلاف بــ 155 صوتا.
الدائرة الثالثة: تبلغ نسبة الناخبين الشيعة في هذه الدائرة 12٪ وعددهم 8210 ناخبا، الحساويه 2250 صوتا والتراكمه 1200 واللور 650 والبلوش 600 والبحارنه 580 والشماليون 480 والبهبهانية 300.
ولا يلعب الشيعة دورا مهما في هذه الدائرة. ومرشحيهم هم ميثم دشتي وفاضل الأطرم وفاخر القلاف ويوسف آرتي ومحمد بوشهري وعبد الأمير الابراهيم ووهشام البغلي ورولا دشتي وعيسى موسى.
التدخلات الايرانية
تلعب ايران دورا كبير في الانتخابات الكويتية حيث تحاول الاستفادة من وجود نواب محسوبين عليها ومؤيدين لسياساتها في المنطقة، ويعتبر التحالف الاسلامي الوطني احد العاملين لتلبية المصالح الايرانية ويلعب اعضاء التحالف ممن وصولا الى مجلس الأمة دورا كبيرا في الضغط على الحكومة الكويتية كي لا تتبنى خط مناهض لايران خليجيا.
وكانت فضيحة تردد صداها في الكويت عندما كشفت جريدة "الوطن" على صفحتها الاولى خبر اجتماعات عقدها التحالف في السفارة الايرانية مع ممثلين عن المرشد الاعلى علي خامنئي بحضور السفير الايراني لمناقشة بعض القضايا الداخلية المتعلقة بالنتائج السلبية التي مني بها مرشحو التحالف في انتخابات مجلس الامة والبحث عن طرق لدعم التحالف في الانتخابات المقبلة والاستفادة من المرجعية في توطيد شعبيتهم بين الشيعة من اجل رفع شعبيتهم ودراسة وضع المرجعية الدينية في ايران والعراق، وقد نفى التحالف بشدة انذاك ان يكون هناك اجتماعات قد تمت مع السفارة الايرانية.
ويمثل التحالف الاسلامي الوطني في مجلس الأمة الاخيرة عدنان عبد الصمد واحمد لاري، ويدير التحالف صالح موسى الذي يتمتع بعلاقات قوية مع القيادة الايرانية ويعمل حاليا على تطوير علاقة التحالف مع حزب الدعوة في العراق.
ويعتبر الايرانيون ان جماعة مسجد الصادق وتجمع الرسالة الوطنية وهما يمثلان الحساويه في الكويت قطبين غير صديقين له بل تقوم السفارة الايرانية بتوجيه فعالياته ضد هذين التجمعين والذين عرفا عنهما وقوفها مع التشيع العربي ورفضهما ولاية الفقيه.
وكانت جماعة مسجد الصادق قبل تأسيس تجمع الرسالة الوطنية قد رفضت المشاركة في احداث حركة مسجد شعبان التي حركتها السفارة الايرانية عام 1975 للاعلان عن تأييد الشيعة للثورة الاسلامية في ايران.
ويعتبر المنتمون لجماعة الصادق والرسالة انفسهم امتداد لأخوتهم في الاحساء وان تشيعهم عروبي لا تربطهم بايران الا المذهب لكن يقدمون الوطن في الكويت او السعودية كأولوية حتمية دون الخوض في صراعات لمصلحة الاجنبي.
التوقعات
لا يتوقع ان يحدث تغييرات كبيرة في الصف الشيعي المرشح للانتخابات الجديدة حيث يتوقع الخبير صلاح الجاسم ان يصل الى مجلس الأمة من الدائرة الاولى والتي يتركز فيها ثقل شيعي كبير المرشحون التالية اسمائهم:
معصومه المبارك، فيصل الدويسان، احمد لاري، حسن جوهر، صالح عاشور، عدنان عبد الصمد.
ويثير المرشح حسن جوهر معركة شرسة حوله فهو احد النواب الشيعة الذين وقفوا ضد رئيس الوزراء السابق ناصر المحمد في قضية الشيكات التي دفعت لبعض النواب، وعرف عنه شعبيا وطنيته وعدم طائفيته بل ان الكثير من سكان منطقته من السنه يرشحونه لثقتهم في قدراته وحياديته الطائفية .
رولا دشتي والبلد الثاني
بينما تتحشد اصوات عديدة شيعية وراء المرشح فيصل الدويسان وهو شيعي من عائلة سنيه، ويعتبر بعض الشيعه اختياره للمجلس مكافأة له لتحوله الى التشيع.
ويتوقع ان يحصل المرشح الشيعي عدنان المطوع على فرصة الوصول لمقعد النائب عن الدائرة الثانية مما قد يوصل عدد النواب الشيعه الى سبعه بعد ان كان عشره في الانتخابات الماضية.
الخلاصة
في الختام لا يمكن اغفال قوة شيعة الكويت وتأثيرهم على القرار السياسي في الكويت، فالحكومة الكويتية التي لعبت لعقود طويلة على "توازن اضلع المثلث" وهو ابقاء علاقات جيدة مع الدول الكبرى المجاورة لها وهي السعودية والعراق وايران تشعر في الوقت الراهن ان علاقة جيدة مع ايران مهمة خاصة وان الكويت قد تعاني كثيرا من ازدياد النفوذ الشيعي المتطرف في محافظة البصرة وسيطرة الايرانيين القوية على المحافظة بل والعراق يقنع ال صباح بأن عليهم ابقاء علاقة جيدة مع الطائفة الشيعية لكسب تفهم ايراني لمخاوف الكويت الامنية.
لكن الحكومة السابقة برئاسة ناصر المحمد اخفقت فيإمساك المثلث دون ميل احد اطرافه حيث اغرقت في ارضاء ايران والحركيين الممثلين لها في الكويت مما اثار استياء خليجي كبير وجاءت احداث البحرين والمواجهة الطائفية هناك لتشعل خلافا قويا بين دول خليجية وعربية والكويت، صحيح ان هذا الخلاف عولج بهدوء الا ان سعيره اثار احتكاك طائفي داخل الكويت وخارجها.
في ظل الانتخابات المقبلة ستجد الكويت نفسها في صراع من نوع أخر فعبر اطراف قوية داخلها تدعم العائلة الحاكمة آل صباح حاليا وبقوة وصول نواب شيعه موالين لهم ومعهم نواب سنه لكن ضد النواب الاسلاميين مما يسهل قراءة صورة مجلس الأمة المقبل والذي سيكون مشتعلا في حال التمهيد لعودة ناصر المحمد وعدم حل قضايا الفساد.
ويخشى الكثير من ان يلعب الخلاف القوي بين جناحي العائلة القويين ناصر المحمد وابناء فهد الأحمد دوره في زيادة حدة التوتر عبر استقطاب الكثير من النواب لاستعمالهم ضد الطرف الأخر داخل مجلس الأمة لكن الخطوات التي اقدم عليها الامير مؤخرا بأبعاده ناصر المحمد وتعيينه رئيس للوزراء من خارج الاطراف المتنافسة هدأ من خشية الكويتيين ومنحهم فرصة لالتقاط انفاسهم والتطلع لمجلس أمة قوي جديد.
ويتفائل الكويتيون، وقد يكون هذا التفاؤل مبالغ فيه، في ان يتلاحم السنة والشيعة بمحافظيهم ومتنوريهم لقيادة تعاون بين مجلس الأمة والحكومة، وقد يلعب النائب المعتدل حسن جوهر دورا كبير في ذلك اذا قورن بدور النائب صالح عاشور المتشدد سياسيا.
وينتظر الكويت مستقبل مليء الاضطرابات الاقليمية بعد بدء الحصار الاقتصادي على ايران وتداعيات ذلك على جبهتها المحلية والتي يلتزم اطراف شيعية بالوقوف مع ولي الفقيه في طهران. لكن الخطط الحكومية الكويتية لتطوير البلد وبناء مشاريع كبرى قد تجعل اولوية الكويتيين شيعة وسنة المشاركة في عجلة البناء الضخمة التي تنتظرهم والتي تبلغ كلفتها ما يزيد عن 110 بليون دولار.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..