الخميس، 19 يناير 2012

لا تنصح أحدا بالزوجة الثانية ..



خالد بن صفوان (هو أحد رواة الشعر. كان مقرباً إلى الخليفة السفاح توفي سنة 752م) دخل على الخليفة أبي العباس السفاح فوجده خالياً , فقال: يا أمير المؤمنين , أنا أترقب منذُ تقلدت الخلافة أن أجدك خالياً فألقي إليك ما أريده.

قال : فاذكر حاجتك.

قال : يا أمير المؤمنين إني فكّرت في أمرك فلم أر من هو في مثل قدرك أقلّ استمتاعاً بالنساء . وقد ملّكت على نفسك امرأه واحدة واقتصرت عليها , فإن مرضت مرضت , وإن غابت غبت, وإن غضبتْ حُرمت ! وإنما التلذذ باستطراف الجواري ومعرفة اختلاف أحوالهن , والإستمتاع بهن , فلو رأيت الطويلة البيضاء , والسمراء اللفاء والصفراء العجزاء و والغنجة الكحلاء, والمولّدات من المدنيات والملاح من القندهاريات وذوات الألسن العذبة

وجعل خالد بعذوبة لفظه واقتداره على الوصف يزيد في قوله  فلما فرغ من كلامه قال السفاح : والله يا خالد ما سللك سمعي قطّ كلام أحسن من هذا. لقد حرّك فيّ ساكناً !

وبقي السفاح مفكراً عامة النهار. ( قطع قلبه خالد ) ثم دخلت عليه زوجته أم سلمة , فلما رأته دائم الفكر , كثير السهو , قليل النشاط. قالت : إني أُنكرك يا أمير المؤمنين , فهل حدث ما تكرهه؟
ولم تزل به حتى حدّثها بخبر خالد بن صفوان. (راح فيها خالد)
قالت : فما قلت لابن الفاعلة ؟
قال : سبحان الله , رجل نصحني تسبّينه ؟!

فخرجت من عنده متميزة غضباً , وأرسلت إلى خالد بجماعة من غلمانها العجم ومعهم العصيّ, ( ياساتر ) وأمرتهم ألاَّ يتركو فية عضواً صحيحاً . ( ماقلتلكم لراح فيها خالد)

أمَّا خالد فقد انصرف من عند السفاح وهو على غاية السرور بما رأى الخليفة عليه من الإعجاب بحديثه . ( مسكين يحسب أنه تكلم مع تكانه) وقعد على باب داره يتوقع جائزته . فلم يشعر إلاَّ بالغلمان , وتحقق مجيئهم بالجائزه. ( هين قابلني يا خويلد ) فلما وقفو على رأسه سألوه عن ابن صفوان ( تكفا قل مهوب أنا) لا قال ها أنذا. فأهوى بعضهم بهرواته إليه . فوثب خالد ودخل داره وأغلق بابه واستتر وعرف هفوته وزلَّته في فعله وكلامه وعلم من أين أُتيَ.

ثم إنه مكث أياماً مستتراً. ( من ذاق العجر أستتر ) فلم يشعر إلاَّ بجماعة من خدم السفاح قد هجموا عليه , فقالوا : أجب أمير المؤمنين ! ( والله النشبه )

فأيقن بالهلكة , وركب معهم وهو بلا دم . (مايلاام ) فلما دخل عليه وسلم فرد عليه , سكنت نفسه بعض السكون . وأومأ إليه بالجلوس فجلس.
ونظر خالد فإذا خلف ظهر السفاح باب عليه ستور قد أُرخيتْ وأحس بحركة خلفه .

ثم قال الخليفة : ياخالد ألم أرك منذ أيام ؟

فاعتلَّ عليه , فقال له :
ويحك ! إنك وصفت لي آخر يوم كنت عندي فيه من أمر النساء والجواري مالم يخرق سمعي قطّ مثله, فأعده علىّ . ( ألايا عايده وأنت تخر)
قال : نعم . أعلمتك يا أمير المؤمنين أن العرب اشتقّت اسم الضرّتين من الضرّ , وأن أحدهم لم يكن عنده من النساء أكثر من واحدة إلَّ كان في جهدٍ وكدّ !

قال السفاح : ويحك , لم يكن هذا في كلامك ! ( هين عاد)
قال : بلى . وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافي ( الأثافي جمع أثفة أحد الحجارة الثلاثة التي ترتكز عليها القدر) تغلي عليهن !
قال السفاح : برئت من قرابتي من رسول الله (ص) إن كنت سمعتُ هذا منك في حديث.
قال : بلى . وأخبرتك أن الأربع من النساء شرٌّ مجموع لمن كنَّ عنده , يهرمنهُ وينغصن عليه عيشه , ويشيبنه قبل حينه .
قال السفاح : والله ماسمعت هذا قط منك ولا من غيرك . قال : بلى يا أمير المؤمنين لقد قلت . قال : ويلك , تكذبني ؟! قال : يا أمير المؤمنين فتريد قتلي ؟
فسمع ضحك شديد وراء الستر . ( ضحك الفاعل) فقال خالد : وأعلمتك أن عندك ريحانة قريش , وأنه لا يجب أن تطمح نفسك إلى غيرها من النساء.

فسُمع من وراء الستر صوت يقول :
صدقت والله ياعماه , ولكن أمير المؤمنين غيّر وبدل , ونطق عن لسانك بغير ما ذكرته.
وخرج خالد إلى منزله , فلم يصل اليه حتى وجهت إليه أم سلمه ثلاث تخوت فيها أنواع الثياب , وخمسة آلاف درهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..