الأربعاء، 11 يناير 2012

أضع يدي على رقبتها ، أمسح جبينها وخدها كل شيء متاح في تلك اللحظة !


ردا على ادريس الادريس
أضع يدي على رقبتها ، أمسح جبينها وخدها كل شيء متاح في تلك اللحظة !
مشاري الكثيري
ع ق  1130


الدكتور : الحوامل يختلفن في درجة المعاناة والعلامات الجسدية .

طالب : " بلكاعة " كيف يا دكتور ؟ !

الدكتور : كثير من الفتيات اللاتي باشرت ولادتهن ، أظهرن لي ما كنت أقوله لكم !

طالب : كم من النساء قد باشرت ، ولادتهن يا دكتور ؟ !

الدكتور : كثير ، ربما باشرت ولادتك أنت أيضا – يضحك - !!

الطلاب : يضحكون ، ومنهم من تجهم !

طالب : ما لقاها إلا أنت يا دكتور – يضحك - !

الدكتور : كل شيء رأيته من النساء ، كل شيء ، والفتيات في حالة الضعف ، يتفاوتن كما قلت لكم ، منهن من لا ترضى حتى تشد على يدي بقوة ، وتقول : " أرجوك يا دكتور خفف علي ! "



وكأني أنا أمها ! ، أقول لها : كلها لحظات ، وينتهي كل شيء ، أضع يدي على رقبتها ، أمسح جبينها وخدها كل شيء متاح في تلك اللحظة المرأة تكون أضعف ما تكون !

ومنهن من تبكي بحرقة ، لكن ما لها إلا الواقع !

طالب : تبكي للآلام ؟!

الدكتور : لا يا سيدي ، لست أعني هذا ، أضرب لك مثالا ، إحداهن ؛ وكانت ولادتها الأولى في حياتها ، كانت قلقة جدا ، لا تريد أن تراني ، وتبكي جدا تقول : " والله ما رآني أحد على هذه الصورة غير زوجي " !


والممرضة تدافع عني بالصراخ في وجهها : " هذا طبيب ، وأنت حامل وداخله المستشفى " مجانا " ، وتتشرطين برضه " !!


كنت أغضب من مثله هذه الفتاة الحامل ؛ وفي نفس الوقت أقرب منها أكثر ، لأني أشعر بأنني الرجل الوحيد الذي ينظر إليها غير زوجها !!

طالب : يا دكتور ، هل أنت مرتاح لمثل هذا العمل !

الدكتور : يا ابني ، هناك نساء رشيقات للغاية ، حتى أنني أشك أنهن حوامل ، مع أنهن في الشهر التاسع ، لهن أجسام أنسى أني في غرفة الولادة – يغمز ويبتسم - !!

طالب – مغتاظ - : يا دكتور بناتنا المحجبات لا يمكن أن ترى منهن ما تذكر ، وكيف يسمحن لك ؟ !

الدكتور : - يضحك – محجبات أمامكم وفي الشارع وفي السوق ، أما في غرفة الولادة فكل شيء مكشوف ، كل شيء بلا استثناء !!

طالب : كيف يرضى زوجها ؟ ولمَ لا يدخل معها .؟!

الدكتور : هذا بالمشتشفيات الأهلية ، يمكن يكون !!

لكن عندنا دخول الزوج ممنوع ، ويوقع قبل دخولها للمستشفى على كامل التصرف للمستشفى !

يكمل : تخصص الولادة تخصص جميل ، لكن للذي يعشق الحريم ( ولا تخشوا حتى من الهيئة ) !! – يضحك –

طالب : يتمتم "عندنا دعارة بغطاء رسمي !! "

طالب آخر – يحاول الفرار من الواقع المر - : يا دكتور ، فيه نساء يلدن في بيوتهن في بعض المناطق !

الدكتور : صحيح لكن بشق النفس يخرجن إثبات للمولود ، وفي النهاية يأتين لنكشف عليهن هنا !!

....

الدكتور : استعدوا يا شباب ، غدا تطبيق عملي ، سنأخذ جولة على عمليات الولادة ، وسندخل أربعة أربعة !!





"الحوار الخادش للحياء أعلاه ... ليس فانتازيا متخيلة ، أو جزءا من مسرحية "


كما أنه ليس حوارا في أحد محلات الدعارة وبيع المومسات ، إنه حوار يحكي واقع كل يوم في مستشفياتنا ، بل كل ساعة ، حتى في هذه الساعة التي أكتب فيها الحروف هذه !!


هذه المشاهد تصف ما لا يوصف ، وتصور ما لا يتصور ، وبتسليط الإضاءة الشديدة على أجساد طالما سترت لعقود من السنوات !!


ومع ذلك "يتعنتر" من يظهر غيرته على بيع المستلمات النسائية ، هنا يباع الجسد نفسه ، تباع الكرامة والعفة ، حيث لا يفصل بين الرجل في كامل رجولته وبين المرأة شيء بتاتا ، حتى القماش الخفيف ، وهم هناك يتباكون على أنه لا يفصل بين البائع وبين المرأة سوى طاولة ، وشتان ما بين من هي في كامل حجابها ، ومن هي في كامل تجردها !! ، وبين من تستطيع أن تدخل مع أخيها وأبيها ، ومن لا يسمح لها بدخول حتى زوجها !!


وهي هنا متجردة من كل شيء ، حتى من قوتها ، ولم تلبس إلا الضعف والتوسل ، المكان الوحيد الذي لا تستطيع أن تحتمي فيه بأي حماية سوى رعاية الله !


إنه زمن الكذب والسنين الخداعة ، أناس انبروا للحديث عن الغيرة وهم أبعد الناس من الحياء واسألوا بهو كل فندق !


أناس أقزام ، بعضهم لا يفرق بين المنكر والمعروف ، ولا يعرف كم يرث من والده إن مات ، ولا يعرف شروط الوضوء ، يرد على كبار العلماء حين أفتوا بفتواهم في عدم جواز البيع للنساء في الأسواق الحالية !


إنه زمن التباكي لا البكاء ، وزمن النواح المستأجر لا نواح الثكلى !


المصيبة أنهم يحملون صفاقة تدفعهم للكتابة دون خجل ، وقديما قيل : " الكتاب من عنوانه " إلا كتاب الدخيل !


فانظر من يدافع عن بيع النساء ، وجوه تدلك على مقاصدها والعرب تجيد الحدس لا الظن ، وانظر في المقابل إلى من يناضل لدفع هذا الشر أولئك الأخيار الذين لم يعرف لهم التاريخ إلا محاضرة وكلمة وندوة وكتاب علمي !


إن واقع المستشفيات اليوم واقع مر ، مر يقهر الرجال ، ويفتت قلوبهم ، والوزارة تتبنى ذلك المنكر ... ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ...


مشاري بن محمد الكثيري


مقال   الدريس   هنا لمن يرغب في الاطلاع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..