السبت، 7 يناير 2012

قصيدة في رثاء دولة الدرعية بعد سقوطها على يدي الأتراك

قصيدة في رثاء دولة الدرعية بعد سقوطها على يدي الأتراك
ع ق 1116
هذه قصيدة مؤثرة وهي تصور حال الجزيرة بعد الطغيان التركي الآثم على المسلمين أهل التوحيد في الدرعية وما تسببوا فيه من اندراس العلم والدين والتوحيد في ذلك الوقت وهذا رابط الموضوع المحاضرة  للشيخ سالم العجمي
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=29444


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصيدة في رثاء دولة الدرعية بعد سقوطها على يدي الأتراك

بصوت الشيخ سالم العجمي وفقه الله وسدده


.. تاريخ الدولة السعودية الأولى وسقوطها في عام 1233 هجرية وقد رثى ذلك الشيخ الإمام علي بن الحسين بن محمد ابن عبد الوهاب ، رثى دولة الدرعية التي بدأت منها الدعوة إلى الكتاب والسنة والتوحيد وانتشرت في الآفاق ثم بعد ذلك تفوضت حتى رجعت إلى تلك البليدة وقد قال الشيخ علي بن الحسين بن محمد ابن عبد الوهاب حين جلوا من الدرعية بعد استيلاء الأعداء عليها ، يقول رحمه الله :

حليليا عوجا عن طريق العوادل ........ بمهجور ليلى تبكيا في المنازل
لعل انحدار الدمع يأخذ راحة من ...... الوجد أو يخفي غليل البلابل
أرى عبرة غبراء تتبع أختها ...... على إثر أخرى تستهل بوابل
تهيج ذكرا للأمور التي جرت ..... تشيب النواصي واللحى للأنافل
وتسقط من بطن الحوامل حملها ... وتذهل أخيار النساء المطافل
فبينا نسود الناس والأمر أمرنا ... وتنفذ أحكام لنا في القبائل
وتخفق رايات الجهاد شهيرة ..... بشرق وغرب يمنة وشمائل
تبدلت النعماء بؤسا وأصبحت ...... طغاة عتاة ملجأ للأراذل
وبث عتاة الدين في الأرض بغيهم ... وريعت قلوب المؤمنين الغوافل
وأقبل قادات الضلالة والردى ..... وساداتها في عسكر وجحافل
****** ---- ******
وشتت شمل الدين واندس أصله .... فأضحى مضاعا كالبذور الأواصل
وفرَّ عن الأوطان من كان قاطنا .... تراهم فرادى نحو قِطْر وساحل
وفُرق شمل كان للخير شاملا .... وزالت ولاة المسلمين الأعادل
وساد شِرار الخلق في الأرض بعدهم .... ودارت رحىً للأرذلين الأسافل
فأصبحت الأموال فيهم نهائبا .... وأضحت بها الأيتام حمص الحواصل
فكم دمَّروا من مسكن كان آنسا ... وكم خربوا من مَرْبع ومعاقل
وكم خربوا من مسجد ومدارس ... يُقام بها ذكر الضحى والأصائل
وكم قطعوا من باسقات النواعم .... وكم أغلقوا من معقل ومنازل
وكم أهلكوا حرثا ونسلا ببغيهم ... وكم أيتموا طفلا بغدر وباطل
وكم هتكوا سترا حييا ممنعا .... وكم كشفوا حجب العذارى العقائل
****** ---- ******
وكم حرقوا من كُتْبِ علم وحكمة .... وفقه وتوحيد وشرح مسائل
وكم هدموا سورا وقصرا مشيدا .... وحِصْنا حصينا أوهنوا بالمعاول
وكم أسروا من حاكم بعد عالم ... وكم زلزلوا من محصنات غوافل
وكم قتلوا من عصبة الحق فتية .... تقاة هداة في الدجى كالمشاعل
يذوذون عن وِرْد الدنايا نفوسهم ... ويسعون جُهْدا لاقتناء الفضائل
فما بعدهم والله في العيش رغبة .... لذي مخلص حر كريم الشمائل
مضوا وانقضت أيامهم حين أورثوا .... ثناء ومجدا كالهدى في الأوائل
فوا أسفا من فقدهم وفراقهم .... وواسوئتا من بعد أهل الفضائل
فجازاهم الرب الكريم برحمة .... تعم عظاما أودعت في الجنادل
وأبقى لهم نصرا وأهلا مؤسلا .... يعز هداة الدين بين الجحافل
****** ---- ******
لقد بخلت عين تضن بمائها .... على فقدهم أو دمع عين تهامل
فقد كُسِفت شمس المعارك بعدهم .... وسالت جفون بالدموع الهواطل
فكم عاتق غراء تبكي بشجيها .... وأرملة ثكلى وحُبلى وحائل
ينحن بأكبادٍ حرار وعذرة .... ويكظمن غيظا في الجوانب داخل
يرجِّعن ألحان التعزي بحُرقة ... ويُظْهرن صبرا عن شماتٍ وعازل
فلو شهِدَت عيناك يوم رحيلهم .... عن المسكن الأعلى الرفيع المنازل
وفُرِّقت الأحباب في كل قرية ... وسار بهم حزب العدو المزايل
يسوقونهم سَوْقاً عنيفا بشدة .... ويُزْجُون أشياخا بتلك القوافل
لذابت جفون العين واحترقَ الحسى .... وسالت خدودٌ بالدموع السوائل
فقد عاتت الأحزاب في الأرض بعدهم .... بكل مكان ناصبين الحبائل
****** ---- ******
فكم غارة غبراء يُكره وِردها... على إثر أخرى بين تلك القبائل
وكم فتنة كبرى تتابع أختها .... على إثر صغرى من قتيل وقاتل
ترى خيلهم في كل يوم مغيرة ... على داخل أو خارج أو مسابل
عسى وعسى أن ينصر الله ديننا ... ويجبر كسرا مثقلا بالحبائل
ويَعمر للسمحى ربوعا تهدمت .... ويعلي منارا للهدى غير زائل
فيَظهر نور الحق يَعلو ثناءه .... فيُضحي ظلام الشرك والشك زائل
ويكسر أعلام الضلالة إنه .... قريب مجيب مستجيب لسائل
ويطمس آثار الفساد بدينة ... من النصر هتّان الجوانب بوابل
فينبت زرع الحق أخرج شطأه .... مصحا بخير للثمار حواصل
إلهي فحقق ذا الرجا فإننا .... عبيدك تبنا لست عنا بغافل
****** ---- ******
إغثنا أغثنا وارفع الضر والبلى.... بعفوك عنا يا قريبٌ لآمل
فإن لم تغثنا يا قريب فمن لنا .... لنقصِد في دفع الأمور الثقائل
إليك أنبنا فاقصر الذنب والخطى .... إليك رجعنا فارجع الخير كامِل
فقد سامنا الأعداء سوْماً مبرحا .... بقتل وأسر مُوثقا الحبائل
على غير جُرم غير توحيد ربنا.... وهدم قباب المشركين الأباطل
وأمرٍ بمعروف وإنكار منكر.... وفعل صلاة في الجماعة حافل
وأخذ زكاة المال فرضا مؤكدا ..... يُرَدُّ لذي فقر وغُرْم وعامل
وحج وتقويم الجهاد لأنه .... أمان وعز عن مذلة خاذل
إذا ما ملكنا قرية أو قبيلة .... أقمنا بها شرع الهداة الكوامل
فنهدم أوثانا ونبني مساجدا ....ونكسر مزمارا وطبلا لجاهل
****** ---- ******
ونقطع سراقا ونرجم محصنا .... ونجلد سكرانا بنص الرسائل
نكف ظلوم البدو والحضر إن غدا .... يغير على حق الضِّعاف الأرامل
ونتبع آثار الرسول وصحبه .... مع السلف البر التقاة الأفاضل
كأحمد والنعمان قل لي ومالك .... كذا الشافعي ركن الحديث وناقل
فماذا علينا إذ سلكنا سبيلهم .... بقول وفعل مسعد فنواصل
ألا أيها الإخوان صبرا فإنني .... أرى الصبر للمقدور خير الوسائل
ولا تيأسوا من كشف ذا الكرب والبلى ...فذو العرش فراج الأمور الجلائل
عيون القضا ليست نياما وسهمه .... مصيب فما يخطي عيون المقاتل
فطوبى لعبد قام لله مخلصا .... ترنَّم في محرابه متمايل
يمد يديه سائلا متضرعا .... لرب قريب ذي الإجابة سافل
****** ---- ******
فجاءت سهام الليل تهوي بسرعته .... إلى ظالم عن ظلمه متغافل
أصابت نِيَاق القلب في وَسْط نحره.... فآب بخسران محر بلابل
فقم قارعا للباب والناد نادما..... على ما جرى واقبل عليه وسائل
وأما بنو الدنيا فلا ترجو نفعهم .... فلا مرتقى منهم يرجى لنازل
فإنني تتبعت الأنام فلم أجد .... سوى حاسد أو شامت أو معادل
فلم أر أنسى للعدو من الدعا..... كرَمْيٍ بنبل أوصرت بالمناصل
فلا تدعو غير الله في كل حالة ..... وخل جميع الخلق طرا وعازل
سألتك يا ذا الجود والمن والعطا .... تجود وتعفو عن عبيدك يا ولي
وترسل طاعونا ورجزا ونقمة ..... وطعنا لطعانا وقتلة لقاتل
يعُمُّ لأحزاب الضلال وصحبهم .... بسوط عذاب عاجل غير آجل
فإنك قهار على كل قاهر.... وأمر غلاب لكل محاول
وأزكى صلاة لا ثناها على الذي ..... له شق إيوان لكسرى ببابل
محمد والأصحاب ما هبت الصبا .... وآل رسول الله بر المحافل
****** ---- ******


وهذه القصيدة حرصت على قراءتها كاملة لما فيها من التصوير الدقيق لما حصل لأهل الدرعية حين دخل عليهم الأتراك فقتلوهم ويتموا الأطفال وقتلوا النساء وشردوا بهم كل مشرد ثم بعد ذلك يا إخواني لكم أن تتصورا الحال بعد ذلك الأمن الذي حصل رجعت البلاد خوفا ورعبا وهلعا وقطعا للطريق ولم تؤمن السبل وكذلك غلت الأسعار حتى أن الناس وجدوا ضيقا وضنكا من معيشتهم تلك .
وإنما حرصت على هذا الموضوع الصامت في هذا الوقت بالذات لأنه نحتاج إليه . ترون في كل مكان يا إخوة النصراني في مكان يمدح النصرانية في مكان آخر والرافضي في بلد يمدح الرافضة في بلد آخر أليس حري بأهل التوحيد أن يبينوا آثار تلك الدعوة الطيبة المباركة.
وإن ممّا يدفع إليها قيام بعض أهل البدع الذين تهجموا على دعوة الإمام محمد ابن عبد الوهاب ومحمد ابن سعود في هذه الأزمنة وقبل أيام معدودة في تلك القنوات المأجورة المزروعة من قبل الصهاينة الذين تعدوا على دعوة الإمام ابن عبد الوهاب ووصفوها بأنها هي التي بذرت الإرهاب في الجزيرة والذي تأمل هذا التاريخ الذي سقناه نرى أنهم هم الذين دعوا للتوحيد والسنة وأمنت بهم السبل وعبدت العباد ربها بكل راحة وكانوا يقطعون الفيافي والقفار من غير سلاح لا يأخذ أحدهم إلا عصاه لإستتباب الأمن ...


المادة الأصلية بعنوان : وهدمت الأسوار وهي محاضرة للشيخ سالم العجمي حفظه الله
تم التفريغ ليلة الأربعاء 16 جمادى الأولى 1432هجرية الموافق لـ 20 من أبريل 2011 ميلادية . والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم عبد الحافظ الجزائري وفقه الله وغفر له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..