الخميس، 12 يناير 2012

ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً //// تجاهلت حتى ظن أني جاهلُ

رهين المحبسين أبي العلاء المعري ..



ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل://// عفاف وإقدام وحزم ونائلُ

أعندي وقد مارست كل خفية
://// يصدق واش، أو يخيب سائلُ؟

أقل صدودي أنني لك مبغض
://// وأيسر هجري أنني عنك راحلُ

إذا هبت النكباء بيني وبينكم
://// فأهون شيء ما تقول العواذلُ

تعد ذنوبي عند قوم كثيرة
://// ولا ذنب لي إلا العلى والفضائلُ

كأني إذا طلت الزمان وأهله
://// رجعت وعندي للأنام طوائلُ

وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم
://// بإخفاء شمس ضوؤها متكاملُ؟

يهم الليالي بعض ما أنا مضمر
://// ويثقل رضوى دون ما أنا حاملُ

وإني وإن كنت الأخير زمانه
//// لآت بما لم تستطعه الأوائلُ

وأغدو ولو أن الصباح صوارم
//// وأسري ولو أن الظلام جحافلُ

وأي جواد لم يحل لجامه
//// ونضو يمان أغفلته الصياقلُ

وإن كان في لبس الفتى شرف له
//// فما السيف إلا غمده والحمائلُ

ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي
//// على أنني بين السماكين نازلُ

لدى موطن يشتاقه كل سيد
//// لقصر عن إدراكه المتناولُ

ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً
//// تجاهلت حتى ظن أني جاهلُ

فواعجباً! كم يدعي الفضل ناقص ////ووا أسفا! كم يظهر النقص فاضلُ

وكيف تنام الطير في وكناتها
//// وقد نصبت للفرقدين الحبائلُ؟

ينافس يومي في أمسي تشرفاً
//// وتحسد أسحاري علي الأصائلُ

وطال اعترافي بالزمان وصرفه
//// فلست أبالي من تغول الغوائلُ

فلو بان عضدي ما تأسف منكبي
//// ولو مات زندي ما بكته الأناملُ

إذا وصف الطائي بالبخل مادر
//// وعير قُساً بالفهاهة باقلُ

وقال السهى للشمس: أنت خفية
//// وقال الدجى: يا صبح لونك حائلُ

وطاولت الأرض السماء سفاهة
//// وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ

فيا موت زر! إن الحياة ذميمة
//// ويا نفس جدي! إن دهرك هازلُ

وقد أغتدي والليل يبكي تأسفاً
//// على نفسه والنجم في الغرب مائلُ

بريح أعيرت حافراً من زبرجد
//// لها التبر جسم واللجين خلاخلُ

كأن الصبا ألقت إلي عنانها
//// تخب بسرجي مرة وتناقلُ

إذا اشتاقت الخيل المناهل أعرضت
//// عن الماء فاشتاقت إليها المناهلُ

وليلان حال بالكواكب جوزه وآخر من حلي الكواكب عاطلُ

كأن دجاه الهجر والصبح موعد///// بوصل وضوء الفجر حب مماطلُ

قطعت به بحراً يعب عبابه
//// وليس له إلا التبلج ساحلُ

ويؤنسني في قلب كل مخوفة
//// حليف سرى لم تصح منه الشمائلُ

من الزنج كهل شاب مفرق رأسه
//// وأوثق حتى نهضه متثاقلُ

كأن الثريا والصباح يروعها
//// أخو سقطة أوظالع متحاملُ

إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل
//// وإن نظرت شزراً إليك القبائلُ

تقتك على أكتاف أبطالها القنا
//// وهابتك في أغمادهن المناصلُ

وإن سدد الأعداء نحوك أسهماً
//// نكصن على أفواقهن المعابلُ

تحامي الرزايا كل خف ومنسم
//// وتلقى رداهن الذرى والكواهلُ

وترجع أعقاب الرماح سليمة
//// وقد حطمت في الدارعين العواملُ

فإن كنت تبغي العز فابغ توسطاً
//// فعند التناهي يقصر المتطاولُ

توقي البدور النقص وهي أهلّة
//// ويدركها النقصان وهي كواملُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..