السبت، 7 يناير 2012

مسلسل اغتصاب الثقافة!


ع ق 1116

وكتبه: عبدالرحمن مكي


الثقافة تستغيث!

إنها تُغتصب، تجر جراً من بين أهلها في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من الشرطة والهيئة، إنها تنتهك جهاراً، رغم أنف القانون، وعلى جثة العرف والذوق.. ودون اعتبار لمفردات كانت تعني في "الثقافة" البدوية العربية الكثير.. مفردات من نوع: "السمعة" و"الشرف" و"الكلمة".. ولي مع الكلمة آهة صغيرة.. أدلقها هنا:

وقبيح قول لا بعد نعم:

أريد أن أوجه لنفسي سؤالاً بصوت عالٍ.. لعله يبلغ سمع صاحب المعالي.. الدكتور عبدالعزيز خوجة، وزير "الثقافة" والإعلام.. يقول السؤال البسيط العفوي:
إن لم تكن وزارة الثقافة والإعلام جادة وصادقة في إرادة تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية، وإن لم يكن لديها العزم على احترام نتائجها.. فلماذا تصدع رأسها ورؤوسنا –مثقفي البلد وأدباءه- بإصدار لائحة الأندية الأدبية، وإجراء الانتخابات في الأندية، ثم نقض بعضها، وعرقلة البعض الآخر، والالتفاف على نتائج بعضها بطريقة لا تخدمها اللائحة التي وضعتها الوزارة، وبأيدي رجالات الوزارة نفسها؟؟
إن الديكتاتورية الصريحة خير ألف مرة من الديكتاتورية المغلفة بغلاف من الانتخابات والاقتراع السري الذي تمحوه مؤامرات سرية غير محبوكة بعناية!
ما رأي وزارة الثقافة والإعلام أن تدع الأندية وشأنها، وتترك المجال فسيحاً أمام أعضاء الأندية ليختاروا من يمثلهم في إدارة أنديتهم دون تدخل لصالح طرف ما على حساب العدل والضمير قبل أن يكون على حساب طرف آخر؟
لماذا تنقض وزارة الثقافة غزلها من بعد قوة أنكاثا؟؟

تعددت الأفعال والخري واحد:

منذ انطلقت صافرة الانتخابات بالأندية الأدبية وهي مصدر عناء وشقاء لبعض "المثقفين"، الذين كانت سياسة "التعيين" في صالحهم تماماً، فليس ثمة ما يضمن لهم حسن العاقبة حين يعرضون على الملأ ويختارهم المعنيون بالأمر! إنهم يخافون كلمة "الجمعية العمومية، ويمقتون مفردة "اقتراع"، وترعبهم كلمة "انتخاب" لأنها دائماً تخرجهم من صندوق وهمهم الكبير وتظهر لهم حجمهم الحقيقي في التمثيل، وحظهم من ثقة الناخبين!
وأظهرت الانتخابات التي تمت.. في مكة، وجدة، وأبها، والمنطقة الشرقية، أن أولئك "المثقفين" ليسو إلا شيئاً ما، كثير الضجيج والعجيج، يشبه الطبل: فارغ إلا من قشرة ذات صوت طنان، ويشبه الدراجة النارية، صوتها العالي يثقب الآذان، وهي أقل ما تكون وأضعف!
وحاول "المثقفون" أن يلتفوا على نتائج الانتخابات بطرق عدة: بالتزوير الفاضح الغبي كما في "أبها"، وبمحاولات متتالية للالتفاف كما في مدن أخرى بحاجة إلى استكمال واستيفاء للقصة في المدن المختلفة.

لغطٌ بنادي مكة الثقافي الأدبي:

وفي نادي مكة الثقافي الأدبي مثالٌ على رواية مؤسفة لم تكتمل فصولها ولم يتم نسجها بعد.. إلا أنها  دليل لا ريب فيه على مأساة الثقافة المخطوفة المغتصبة في بلدي.
في شهر رجب الماضي تمت انتخاب أعضاء مجلس إدارة النادي، كانت انتخابات نزيهة، شفافة، بإشراف من وزارة "الثقافة" والإعلام، وفاز بالانتخابات عشرة أعضاء شكلوا مجلس إدارة النادي.
واجتمع أولئك العشرة، وقرروا اختيار الدكتور: أحمد بن نافع المورعي رئيساً لمجلس الإدارة.
وهذا الذي كان.. وأسندته اللائحة المنظمة لعمل الأندية الأدبية.. ولكن كان :"للمثقفين" رأي آخر!

هجوم إعلامي:

ومنذ اختير مجلس الإدارة الجديد.. والصحف تثير عواصف من النقد التشغيبي، والتجني على مجلس إدارة النادي ورئيسه، ومن ذلك الحديث عن خمول النادي وخلوه من المنجزات والفعاليات، كان هذا النقد مبكراً قبل أن يستلم مجلس الإدارة الجديد مهماته، وبعد أن استلمها بأسابيع قليلة.. رغم أن الوقت المتاح لمجلس إدارة النادي هو أربع سنوات لا أربعة أشهر.. بعدها يصح الحكم على النادي بالنجاح أو الفشل، وبعدها تكون الكلمة لأعضاء الجمعية العمومية الذين سيختارون من يرونه أصلح لإدارة النادي.

تدوير للمناصب.. أم تدوير للرؤوس؟

والحق يقال.. إن اللائحة المنظمة لعمل الأندية الأدبية كانت في جملتها ممتازة الصياغة، يمكن الاحتكام إليها حين يكون خلاف ما بين أعضاء مجلس الإدارة..
ونصت اللائحة في المادة 28 على ما يأتي:
‌أ.       يتكون مجلس الإدارة من عشرة أعضاء ينتخبهم أعضاء الجمعية العمومية بالاقتراع السري.
‌ب.  ينتخب مجلس الإدارة من بين أعضائه رئيساً ونائباً للرئيس ومسؤولاً إدارياً ومسؤولاً مالياً، وبحضور وإشراف من الوزارة.
‌ج.    يشترط أن يكون عمر الرئيس 30 عاماً أو أكثر عند تاريخ انتخاب المجلس من قبل الجمعية.
‌د.      تكون مدة المجلس 4 سنوات تبدأ من تاريخ انتخابه من قبل الجمعية.
ويأتمر ستة من أعضاء مجلس الإدارة لإسقاط رئيس النادي الذي اختاروه.. وكان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك وفق اللائحة، لكن يبدو أن العجلة تعمي أحياناً!!
كان بإمكانهم أن يرفعوا الشكوى لمجلس الإدارة.. وينعقد اجتماع المجلس بناءً على تلك الشكوى، وكان بإمكانهم أن يحتكموا إلى الجمعية العمومية للنادي.. ولكنهم سهوا فرفعوا الشكوى للوزارة مباشرة.

وتدخلت الوزارة:

في الحادية عشرة صباحاً.. يصل خطاب من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون "الثقافية" ناصر بن صالح الحجيلان، يطلب عقد مجلس استثنائي لمجلس إدارة النادي في نفس اليوم بعد العشاء!
ويستند الطلب إلى فقرة في لائحة الأندية  هي: (يعقد مجلس الإدارة اجتماعات استثنائية بناءً على طلب رئيس المجلس).. ويعترض رئيس المجلس على خطاب وكيل الوزارة بأن هذا الطلب بهذه الطريقة غير قانوني، ولا تسعفه اللائحة المستند إليها.
لكن الأمر كان قد بت وقضي بليل، وكان مدير الأندية الأدبية بالوزارة "عبدالله الكناني" قد قطع تذكرته، وطار من الرياض ليصل إلى مكة، ويجتمع مجلس الإدارة، ويتم تدوير المناصب استناداً إلى الاستبداد.. ولتذهب اللائحة إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم!
ويعترض رئيس مجلس إدارة النادي على الاجتماع، ويرفض الاشتراك في التصويت، ويسجل اعتراضه على محضر الاجتماع.. ويرفعه لوزير الثقافة والإعلام.. ويحاول الوصول "لمعاليه" عبر الاتصال الهاتفي عدة مرات دون جدوى!!

هل هو موقف شخصي؟

ربما كانت مصادفة غريبة.. أن يدعى سبعة من أعضاء مجلس إدارة النادي إلى ملتقى المثقفين الشهير بفندق ماريوت، ويستثنى من ذلك رئيس النادي! كما يستثنى عضو مجلس الإدارة: عبدالله بن إبراهيم الزهراني، رئيس جمعية الأدباء السعوديين!
ويتصل المورعي بالحجيلان، ويسأله: لماذا استثنينا.. وأنا رئيس النادي الثقافي الأدبي، وزميلي رئيس جمعية الأدباء السعوديين؟
ويكون جواب الحجيلان.. وكيل وزارة "الثقافة" والإعلام للشؤون "الثقافية": بأن ثمة معايير للأشخاص المدعوين لهذا الملتقى!
حقاً.. إن ثمة معايير.. معايير لا تمت بصلة إلى "الثقافة" التي أعرفها ويعرفها المثقفون العاديون من أمثالي!

وكتبه: عبدالرحمن مكي
مثقف غير ماريوتي


تعليق: واضح تماما ورطة الوزارة ، وورطة حبيبنا الخلوق د.ناصر الحجيلان في ما أسفرت عنه النتائج، والضغوط التي أتته من كل الاتجاهات، كنت أتمنى عليه أن جعل النصف بالانتخاب والنصف الآخر بالتعيين وخرجت الوزارة منها بدلا من هذه الورطات الكبيرة، ولكن سبق السيف العذل..

أما أخوكم فوالله لأني رأيت مهازل المثقفين فعلا، وأمراض التشبث بالمناصب ، وقدمت استقالتي من ثاني يوم لرئيس النادي د.عبدالله السلمي لولا إصرار بعض زملائي في الإدارة الجديدة والتي لم تعتمد بعد، فوقتي ومشروعاتي الإعلامية أهم من أن أضيعه في إحن شخصية ومهاترات مع عجزة وكهول يتقاتلون على الكرسي .. ليت شعري وأي كرسي هذا !!
عبدالعزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..