لوقُدرَ
لآحدنا أنْ جالس علماء الصوفية في عصرنا هذا,فسأل كل واحد منهم سؤالا
واحدا لاغير,وهو..عرِّف لي الصوفية تعريفا شافيا وافيا, لوجَد العجب
والذهول لتباين الاراء والتعريفات,ولَعلِمَ أنّ كل تعريف لايمت لما كان
عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, بصلة البتة, فمنهم من سيقول
الصوفية هي:
1-الصفاء- أي الصفاء من الآثام والشرور وشهوات الدنيا وزينتها-وهذا ليس له علاقة بمسمى(صوفية)- لآن النسبة لصفاء-صفائي!
2-النسبة
لآهل الصفّة- وهم بعض الفقراء من الصحابة الذين أسلموا ووفدوا إلى رسول
الله, في المدينة, من قبائل وقرى بعيدة, فكانوا يقضون جل أوقاتهم في مسجد
الرسول صلى الله عليه وسلم,وهم لم ينقطعوا انقطاعا تاما عن الدنيا,بل كانوا
يخرجون ويشتغلون,غير أنهم لايجدون سكنا, فكان المسجد مأوى لهم-وهذا
التعريف لايتناسب مع مسمى الصوفية,لآن النسبة لآهل الصفة
تكون-صِفِّي,أو-صُفّي.
3-نسبة
إلى قبيلة بني صوفة-وهي قبيلة عربية بدوية كانت تخدم الكعبة في
الجاهلية,ولا أظن أن الانتساب لهذه القبيلة الجاهلية يحولها إلى معتقد
ديني,في شتى أنحاء المعمورة!
4-الصوف-وهو
لبس الملابس الصوفية,التي تعني قديما,الزهد والتقشف والبعد عن زينة الدنيا
وزخارفها وملابسها الناعمة,وأظن أنهم لوكانوا يعلمون بما سيؤول اليه أمر
الصوف في هذه العصور المتأخرة,ما انتسبوا له أبدا,فالصوف
الانجليزي والياباني والكوري من أروع الملابس وأكثرها نعومة..ولعل أغلب
المتصوفة يرى أن هذا التعريف هو الآقرب للتعريف الصحيح-غير أنه لم يرد أي
دليل يؤيد هذا ويقره لامن كتاب الله ولا من سنة رسوله!
ولعل
المتأمل في أحوال الصوفية وطرقهم المتعددة,سواءا ماكان غاليا وماكان دون
ذلك,ليجدن أنهم من أكثر الفرق المحسوبة على الاسلام,جهلا بالاسلام
وتعاليمه,سواءا كان في المعتقد أو العبادة
وأنهم
من أقرب الفرق للفلسفة اليونانية والهندية,وأشدها عداءا لمنهج السلف
الصالح,ومن أكثرها تناغما مع الصفوية,فهي تتقاطع معها في مواطن عدة,كزيارات
القبور وإقامة الموالد النبوية التي إبتدعها الفاطميون الروافض في القرن
الرابع الهجري,وتقديس شيوخهم وسادتهم!
والمتصوفة(الغلاة) يرون أن الشيعة أقرب لهم من السلفيين, في الفكر والعقيدة,علما أن الشيعة تكفرهم,إلا حين تناظر السلفيين فإنها
تستميلهم وتستشهد بأقوالهم المنافية للسلفية,بإعتبارها أقوال سنية يُحتجُّ
بها, وأما غير الغلاة منهم,فهم لاينكرون على الشيعة شيئا ويظنون بهم
خيرا,وإن خالفوهم في مسألة الإمامة ولعن أكثر الصحابة وتكفيرهم,إلا أنهم
يحترمون رأيهم ويتلمسون لهم الآعذار.
والحقيقة
التي لايختلف عليها اثنان, أن المناصرين للرافضة في العالم الاسلامي,هم من
الصوفية,وقناة العالم الفارسية والمنار الصفوية وغيرهما من القنوات
الشيعية, تشهد بهذه النصرة,سواءا من الناحية السياسية,,أو الناحية الفكرية
والعقدية ,فالمتأمل في تصريحات المتصوفة من علماء الآزهر, ومن الآخوان
المسلمين, في مصر أوتونس أو غيرهما,يجد أن هناك التقاء سياسيا فكريا عقديا
قويا, في تناغمه وتألفه!
ولعل
المتابع لحركة التحول من التسنن إلى التشيع,يجد أن كل المتحولين,هم من
الصوفية,كمحمد التيجاني التونسي الصوفي,وابن عقيل الحضرمي,ومن يؤيد منهج
الرافضة ومعتقدهم ولم يعلن تشيعه بعد,كمفتي سوريا أحمد حسون الذي أعلن من
على منبرالجمعة,صحة المذهب الشيعي الصفوي والعلوي,ويلوم أبويه أنهما لم
يعلِّماه محبة اهل البيت والترضي عنهم!!
ولو
أننا أظهرنا,ولو شيئا يسيرا من عقيدة الصوفية وعبادتهم,ما اتسعت لها عشرات
الصفحات,لكننا نكتفي هنا, بذكر شيئ منها وبإختصار شديد,ليتبين لكل ذي لب
أن الصوفية ذات منهج سقيم في فهم الاسلام وليس كما قال مفتي مصر,الصوفي علي
جمعة الذي قال(الصوفية هي الفهم الصحيح للاسلام)!!!
1-عقيدة الصوفية في الله عزوجل
يرى
الصوفية أن الله يحل في روح الصوفي المتعمق والعالم بالتصوف,حتى يصبح هذا
الصوفي عالما بالغيب وإلاها,ويقولون بوحدة الوجود,التي تعني أنه لايوجد في
الكون إلا الله,وأنه يحل في كل شيء!
2-عقيدة الصوفية في رسول الله صلى الله عليه وسلم والآولياء
يرى
الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون,وأن كل شيء من
الكائنات قد خُلقت من بريق نوره,وأنه هو الله المستوي على العرش...وأما
عقيدتهم في الاولياء فهم يرون أنهم يحيون الموتى وينزلون الامطار ويضرون
وينفعون ,وكل هذا مما قاله ابن عربي الذي يقدسونه, وأتباعه الضالون !
3-شريعة الصوفية في العبادات
لقد
دَمَّرتْ عقيدة وحدة الوجود لدى الصوفية كل شيء,من مظاهر العبادة,حتى وصل
الآمر بغلاتهم أن ظنوا أن الله قد اسقط عن شيوخهم التكاليف,فترى الرجل منهم
لايصلي, وإن سؤل,أجاب لقد صليت في الحرم لآن روحي صلت هناك وعادت.
ويرون أن للولي شريعته ومنهجه,فاالله حسب زعمهم,لايكلفه بشيء ولا يحاسبه على شيء,لآنه يتلقى الإلهام والتعاليم مباشرة من الله!
فأي فهم للاسلام يراه الدكتور علي جمعة في الصوفية(الخرافة)؟!
أما
مايدندن عليه أتباع الصوفية, من أن صلاح الدين الايوبي والنووي وابن حجر
ومحمد الفاتح والعز بن عبدالسلام,كانوا متصوفة,فقد كذبوا وافتروا عليهم
افتراءا عظيما, فكل هؤلاء كانوا من العباد الزهاد االصائمين القائمين,الذين
كانوا يحيون ليلهم بالصلاة والعبادة,ونهارهم بالجهاد في سبيل الله وفي
التعليم والتأليف ونصرة الآمة, غير أن الذين خلطوا في مفهوم التصوف بأنه
التبتل والزهد,ألصقوا بهؤلاء الاعلام هذه الصفة,وقد ألصقها بعض الجهلة حتى
بألد أعدائها,ابن تيمية لآنه لم يتزوج في حياته.
ولو أن الصوفية التي نشأت في القرن الثالث الهجري نشأت في القرن الآول,لآُلْصِقََتْ بالخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله
لزهده ولورعه وعزوفه عن بهارج الدنيا وزينتها, وهو منها براء فقد كان على ما كان عليه نبينا وأصحابه الكرام!!
إن
الصوفية منهج دخيل غريب على الدين, لم يقم على قاعدة شرعية تستمد أصولها
من كتاب الله ومن سنة رسوله ,كما هي السلفية الحقة, التي أُسست على المنهج
القويم السويّ, الذي أخبرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم,حين قال:
(تركت فيكم أمرين ؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي)وقال(تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)وقال(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم و محدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ويقول(افترقت اليهود على احدى
وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة,وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين
فرقة كلها في النارإلا واحدة,وستفترق هذه الآمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها
في النار إلا واحدة,قالوا من هي يارسول لله قال هي التي مثلما أنا عليه
وأصحابي(أو كما قال)!
ولعل
(جُلّ) المنتسبين للصوفية في المملكة العربية السعودية, غير غلاة في
تصوفهم,وإن كان لديهم من البدع التي تُعدُّ من أبجديات المتصوفة في
العالم,كالاحتفال بالمولد النبوي والاذكار الجماعي والمغالاة في المدائح
النبوية,وذكر الله في جلسات جماعية مصحوبة بالدفوف والتصفيق والتمايل
والغناء,والتي لاشك أنها ليست من الاسلام في شيء, فلا أحد من هؤلاء سواءا
كان من العامة أو الخاصة يستطيع أن يأتي بدليل واحد من كتاب الله أو سنة
رسوله,أو فعل أحد من صحابة رسول الله, الذين هم أشد قربا وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, منا نحن في هذه العصور المتأخرة!
فهل
يقدر أحد من هؤلاء المطبلين المغنين , أو من غيرهم أن يقول إن رسول الله
قد قال أو فعل أو أقر شيئا من فعل الصوفية في احتفالاتهم بالموالد
النبوية؟أو أن أحدا من الصحابة أقام مولدا لرسول الله أولآحد من كبار
الصحابة,أو لغيرهم؟وهل نُقل في كتب أهل العلم من المسلمين عبر أربعة عشر
قرنا ونيف,أن رسول الله وصحابته قد كانوا يذكرون الله ويمجدونه ويسبحونه,
بالغناء والتطبيل والمكاء والتصدية؟ ألم يقل عليه الصلاة والسلام في الحديث
الصحيح(من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد؟)!
إذن فليعلم كل مبتدع وكل متصوف,أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار,وأن الله عز وجل لايقبل العبادة, إلا بشرطين وهما:
1-أن يكون خالصا لله عز وجل .
2-أن يكون موافقا لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
رافع بن علي الشهري
للبحث في الفكر الصوفي راجع:
1-الفكر الصوفي في ضؤ الكتاب والسنة- عبدالرحمن عبدالخالق.
2- تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي- محمد احمد لوح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..